زياد فايد : يحكي سر المرأة العارية في حجرة نجم الكوميديا!
كتب: أحمد السماحي
من الكتب الفنية الممتعة التى صدرت مؤخرا كتاب (أنا والنجوم… أسرار وحكايات وخفايا) للكاتب الصحفي والمُعد التلفزيوني زياد فايد، الذي أمتعنا من قبل بالعديد من الكتب المتميزة للغاية، التى تحمل أفكار جديدة منها (الفيلم المصري.. مائة عام من الجوائز، السينما المصرية والفلكلور، 45 عاما في كواليس ماسبيرو، رحلة أمريكا) وغيرها.
أنا والنجوم
كتاب زياد فايد (أنا والنجوم.. أسرار وحكايات وخفايا) مليئ بالأسرار المثيرة المشوقة لأكثر من خمسين نجم ونجمة، وقد تعايشت حياة زياد الصحفية والتليفزيونية مع الفن الذي هو حق وخير وجمال.
وزياد فايد إذ يروي ذكرياته فإنما يستند إلى الحقائق التى لا تشوبها الشوائب، إنها ذكريات غالية على صاحبها، ما شاء أن يطويها القدر، بل أراد عرضها على الصفحات البيضاء من خلال هذا الكتاب الممتع الذي ما إن تبدأ فيه حتى تجد نفسك سرعان ما انتهيت من فصوله.
كل قصة وكل حكاية في كتاب زياد فايد لها وقعها بدون فلفل أو قرنفل أو بهار، بل بصراحة الكاتب الأمين الصادق، ذكريات يستفيد منها القارئ كما يستفيد الفنان – لو وجدنا الفنان الذي يقرأ حاليا – كما تستفيد منها الأجيال الحالية والقادمة.
داعب زياد فايد أوتار الفن قبل أن يغزو الشيب مفرقه، فكان الشاب الراقي الذي عايش أهل الفن في كثير من مواقفهم الفنية والشخصية فكان لهم صديقا، وأخا لكثير منهم.
زياد فايد ليس اسما عابرا في الحقل الفني وتحديدا في الصحافة والبرامج الفنية، لكنه من المهمومين بالفن والعاشقين صبابة لدروبه ووديانه، وترك بصمته من خلال كتبه الفنية فكشف كثير من الأسرار.
حكاية الإنسان في الفنان
رأى زياد فايد ما وراء الأبواب مما يثير الفضول، ويرقى إلى مستوى الأسرار، وفتحت له قلوب بعض أهل الفن، فكان يحس خفقاتها، ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم، ولكنه لم يفضح منها ما يسئ إلى أصحابها، كذلك لم يجرح بقلمه أحد.
وبعد سنين من معايشته لكثير من نجوم الفن امتشق زياد فايد قلمه وكتب هذه الصفحات عن نجوم عرفهم، عرفهم مباشرة، وعرفهم بلا زيف ولا رتوش، وعرفهم من الداخل، وعرفهم إلى الأعماق.
والكاتب وهو يكتب عن كل فنان عرفه، لا يضع على الورق حكاية الفنان وحدها، بل وضع حكاية الإنسان في الفنان، هذه الباقة من النجوم عرفها زياد فايد، منهم من رحل إلى رحمة الله، ومنهم من أطال الله عمره.
وسوف تعرفها كما عرفها، عندما تنتهي من قراءة هذا الكتاب الذي صدر عن دار (أطلس للنشر والتوزيع)، ويتكون من 232 صفحة من الحجم المتوسط.
المسكوت عنه في حياة شريهان
ستفاجئك في كتاب (أنا والنجوم) سطور تحمل عناوين مثيرة للجدل منها (سر المرأة العارية في حجرة نجم الكوميديا، الرائحة الكريهة في شقة الموسيقار الشهير، الملحن الكفيف الحاصل على الاسطوانة البلاتينية ومات معدما.
الممثلة التى توجت ملكة بدون عرش، المسكوت عنه في حياة شريهان، نظرية المؤامرة في مشوار المطربة الكبيرة فايزة أحمد، إسماعيل ياسين لم يرحموه حيا أو ميتا، نادية مصطفى وأركان فؤاد وأزمة سكن.
أيضا ستقرأ عن لبرنامج الذي أحدث مشكلة بين ممدوح الليثي وسهير الأتربي، إيمان البحر درويش فنان أسقطه هوس الشهرة، عزيزة جلال قدمها عاطف منتصر، وخطفها محسن جابر، فؤاد المهندس وواقعة الفسيخ والمرأة الأخرى.
كما تترض لقصة محسن جابر، يوم طردته وردة من الاستديو، سر الصفعة على وجهه الفنانة هالة صدقي، وحكاية الناقد العظيم الذي كان في حالة سكر بين)، وغيرها من الأسرار والحكاية التى كانت حصيلة مشوار زياد فايد في الصحافة والتليفزيون، حكاها كما حدثت ودون أن يخدش بقلمه أحد.
نجم الكوميديا والمرأة العارية
من الحكايات الطريفة في الكتاب قصة تعرف زياد فايد بثلاثي أضواء المسرح (الضيف أحمد، جورج سيدهم، سمير غانم)، ويتوقف عند الضيف أحمد الذي تعرف عليه في مبنى الإذاعة والتليفزيون، وتوطدت علاقته به وفي يوم نظر إليه طويلا وسأله الضيف: أنت ليه مش بتمثل؟، وأضاف أنت موهوب ولك تعليقات لحظية على المواقف والحوارات التى تحدث حولك أو معك، وده من خلال المتابعة السريعة لتصرفاتك.
فقال له زياد فايد: (أشكرك لكن أنا لم أرغب في أن أصبح ممثلا وكمان أخجل من الوقوف على المسرح، أو في مواجهة الكاميرا)، فرد خسارة وتركه وانصرف، ويساكمل زياد فايد باقي تعرفه بالثلاثي فيقول: (أما جورج سيدهم فقد كانت علاقتي به ممتدة لسنوات طويلة، فقد كان (رحمه الله) ودودا واجتماعيا وكان أيضا عاشقا لتربية أسماك الزينة، حتى أن حجرته في المسرح كانت تضم حوض كبيرا للعديد من أسماك الزينة.
ورغم زياراتي المتعددة له في المسرح إلا أنني لم أنتبه لروعة صورة مطبوعة داخل إطار بارتفاع متر ونصف، وعرض تعدي المتر لأمرأة عارية تماما، ورعم أنني في تلك الأثناء لم يكن قد مر على زواجي سوى عدة أشهر.
وعندما لاحظ تعلقي بالصورة خاصة بعد أن سألته عن مصدرها فقال لي: (لقد أحضرتها من لندن)، ويومها عرض على أن يهديها لي عربونا للصداقة، وأصر على هديته.
وكنت لا أمتلك وقتها سيارة خاصة، وهنا عرض المصور التليفزيوني سمير سالم أن يقوم بتوصيلي بسيارته إلى منزلي برفقة اللوحة، ورغم اندهاش زوجتي من وجود مثل هذه الصورة في حجرة النوم إلا أنها ردخت في النهاية على أن أعلقها فوق السرير، وعندما قررت أن أنتقل إلى سكن آخر، تطوع بعض شباب الحي للمساعدة في نقل الأثاث إلى سيارة المنقولات.
وكنت قد غلفت الصورة بورق الجرائد، وحينما قررنا أن نبدأ في ترتيب الأثاث بالمسكن الجديد اكتشفت أن يدا مجهولة قد عبثت بألة حادة لتشويه عين المرأة المرسومة داخل البرواز.
وهنا شككت في أحد الشباب الذي تعاون في نقل الأثاث وكان ذو لحية كثيفة، وكنا في تلك الفترة بداية تغلغل المتأسلمين وأنصار المذهب الوهابي، فما كان مني إلا أن مزقت اللوحة وأنا حزين على فقد هدية صديقي جورج سيدهم رحمه الله.