بقلم الشاعر الكبير: إبراهيم رضوان
كان الأستاذ كمال الطويل، هو طبيبي النفسي، رغم فارق العمر بيننا كان يتعامل معي كأننا من نفس الجيل، ضحكته علاج لكل ما أشعر به من غربه، كان يراني من الداخل بعكس أي أحد آخر يقول لي دائما: اعتزازك بكرامتك الزائد سيعطلك كثيرا.
ركنت عربيتك فين في الشارع الزحمه ده، أقول له: عند البواب اللي بيدن غلط والضهر أو العصر بيقول الصلاة خير من النوم.
يضحك الأستاذ كمال الطويل، ويسألني عن أحوالي، بالطبع هو لا يعلم أنني حضرت له في أتوبيس مزدحم، وأنني بذلت مجهودا مضنيا حتي يعود حذائي لحالته الطبيعيه قبل أن أصعد إليه، وأنني أعاني في حجرة ليس بها ما يدل علي أنها تصلح للاستعمال الآدمي.
يذهب بنفسه لإحضار القهوة الخاصة به والعصير الخاص بي، وهو يقول: لحد دلوقتي مش فاهم ازاي تكون شاعر ومش بتشرب قهوة.. العصير كان يعطيني طاقه غير عادية لأنني لم أتناول شيئا غير السجائر كالعادة.
أضحك في سري و الأستاذ كمال الطويل يسألني عن نوع سيارتي، عندما أتذكر هذه المذيعه التليفزيونية ىهي تسألني نفس السؤال عن ماركة سيارتي، وأتذكر إجابتي الواضحه جدا لها والتي لم تفهمها: أنا ما عنديش عربية، لكني أملك كل أتوبيسات مصر.
إقرأ أيضا : إبراهيم رضوان يكتب: أنا وكمال الطويل، ومأمون الشناوي
تنظر لي المذيعه بإعجاب وهى تقول: اللهم صلي على النبي، تملك كل أتوبيسات مصر، يعني زي أبو رجيلة وعبود، أقول لها: برافو عليكي..بالظبط.
يحكي لي الأستاذ كمال الطويل كل ما صادفه من صعوبات، ثم يبلغني أنه يفكر في الاعتزال، خصوصا أنه لم يعد في حاجه لفلوس الوسط الفني، بعدها ندخل في موضوع الأجور أيام زمان والأجور الحالية.
أتذكر زوجة صديقي الفنان الذي أحبه ويغني لي، هي سيده عربية، والدها خليجي وأمها أمريكية ..أبتسم عندما أتذكر سؤالها لي: يسألني الأستاذ كمال الطويل عن سر ابتسامتي فأحكي له:
امبارح يا أستاذ كمال حصلت حاجه غريبه جدا، أول مره أسمع عنها، زوجة صاحبي انبسطت جدا أنها شافتني، قالتلي كويس جدا انك جيت، وصلت في ميعادك: خير يا مدام.
خير ان شاء الله..أنا كنت عايزه أسألك يا إبراهيم عن أجر الممثل فلان وأجر الممثل فلان،
وفلان وفلان هذا مع الفنان الآخر يمتلكان جمالا ربانيا ووسامة ما بعدها وسامة ومن نجوم الصف الأول بدون منازع، أرد عليها قائلا: حضرتك لو عايزه تعرفي أجرهم يبقي تسألي منتج.
منتج ايه بس يا إبراهيم
تقول لي: منتج ايه بس يا إبراهيم انت كمان؟، أنا عايزه أعرف أجرهم الخاص خارج الوسط الفني، فأرد: مش فاهم.. بجد والله ما أنا فاهم، شوف يا أستاذ إبراهيم: أنا ليا صديقة من أعز صديقاتي من دولة عربية اتصلت بيا علشان تعرف دا بياخد كام وده بياخد كام؟
أقول لها: وهى عايزه تعرف ليه هاتنتج لهم أفلام؟، يا إبراهيم ركز معايا: الست دي عايزه تعرف أجورهم علشان تيجي مصر بطائرتها الخاصه تقضي مع واحد منهم ليلة و ترجع الصبح!
إقرأ أيضا : إبراهيم رضوان يكتب : كمال الطويل وعبدالحليم حافظ في خلية سرية
يا نهار اسود: حضرتك بتتكلمي جد.. يكون ردها على ردي: يا نهار اسود يعني ماتعرفشي إن الممثلين الرجاله هنا بيتأجروا بالليلة؟، و الله ما اعرف، وأول مرة أعرف، حاجه وسخة بالشكل ده!، ازاي يا إبراهيم؟، كل اللي بيشتغل في الوسط الفني عارف الموضوع ده، و كل واحد بيتحدد أجره حسب نجوميته!
يسألني الأستاذ كمال الطويل: يعني انت فعلا ما كنتش تعرف الموضوع ده؟، أقسم له أن سؤالها لي عن أجر فلان و فلان كان صدمة لي.
يخرج لي الأستاذ كما الطويل صحيفة حزب الوفد الذي ينتمي إليه وبه خبر أن كيسنجر سأل عن راقصه محددة حتي يشاهدها وهى ترقص، لأنه أدمن مشاهدتها، ثم يقول لي:
لو قلتلك إن فيه فنانات وراقصات كانوا مشهورين جدا أيام زمان، وعمرهم دلوقتي وصل أكتر من 80 سنة ومع ذلك بييجي بعض العرب يقضوا معاهم ليله بآلاف الآلاف.
إزاي يا أستاذ كمال؟
يقول كمال الطويل: عارف ليه؟، لأن العربي من دول.. جاي ينام مع إسم.. مش مع جسم!
كمال الطويل يشعر بصدمتي
عندما يشعر الأستاذ كمال الطويل بصدمتي يحاول تغيير الحديث، و يحضر لي صورا للوحات التي شاهدها في متحف اللوفرعندما زار فرنسا، ألمح في الصور لوحة الإنسان والنجم التي أهداها لي أنا وخطيبتي التي تراها على الطبيعه لأول مرة.
ثم يقول لي الأستاذ كمال الطويل: الوسط الفني يا إبراهيم.. وسط عشوائي.. أو بطريقة أصح: وسط سيريالي، فيه كل شئ وضده، يخرج لي صورة لأفيش فيلم لحسين صدقي، مكتوب عليها: بطولة الفنان المؤمن حسين صدقي، ثم يضحك بصوت مرتفع، وهو يقول لي: كأن حسين صدقي بيشكك في إيمان كل الممثلين.
مش بقولك فيه عشوائية في الشخصيات اللي الناس مفكرة إنهم مثل أعلى، أقول له: هل سمعت ما حدث أمس في التليفزيون، فيرد الأستاذ كمال الطويل: هاسمع ازاي وأنا لسه قائم من النوم.. قصدي لسه ما قومتش..أقول له:
بعد انتهاء الحلقه الأخيرة من هذا المسلسل الديني الذي يتحدث عن الرسول صلي الله عليه وسلم، والذي حقق نجاحا رهيبا بدأ العمال في تجميع الديكورات، فجأه سمعوا بعض الأصوات الغريبة في ركن مزدحم بالديكورات الضخمة، اتجهوا لمصدر الصوت ليجدوا ملابس داخليه رجالي وملابس داخلية حريمي.
إقرأ أيضا : إبراهيم رضوان يكتب: قصته مع كمال الطويل وأغنية (في المحطة)
نظروا إلي ما وراء الديكور ليشاهدوا المخرج الكبير والممثله الكبيرة في وضع شائن.. بعدين خدوا الهدوم وودوها للأستاذ عبد الحميد الحديدي الذي أمرهم أن يعيدوا لهم ملابسهم ويبلغوهم أنه في انتظارهما في مكتبه.
وللحديث بقية
مريم البتول
مليون سلام عليكى..
يا مريم البتول
نزلت دموع عنيكى..
باست أرض الرسول
يا بانية فى المداين..
الغول داس الجناين
ويا قدس فروع زتونك..
تحرم على أى خاين
………………….
يا عذرا آه يا مريم ..
يا سورة فى الكتاب
أنا لسه فى المخيم..
شايل للجار عتاب
وبقلك.. بكره يوصل..
واللى فى البال هايحصل
يا بانية فى المداين..
الغول داس الجناين
ويا قدس فروع زتونك..
تحرم على أى خاين
………………….
يا مريم لسه روحنا..
أجراس فى حضن مدنه
شايلين إنجيل جراحنا..
مع مصحف جوه إيدنا
فما تقلقيش.. علينا..
إحنا ورد الجنينه
يا بانيه فى المداين..
الغول داس الجناين
ويا قدس فروع زتونك..
تحرم على أى خاين
………………….
يا مريم.. لو يهدوا..
كنيسه واللا مسجد
الله أهدانا أرضه..
علشان جماعة نسجد
نتقاسم لقمه دافيه.ة
إحنا قلوبنا صافية
يا بانيه فى المداين..
الغول داس الجناين
ويا قدس فروع زتونك..
تحرم على أى خاين
………………….
يا عذرا.. م البداية..
وانتى آية الكتاب
بيننا مليون حكايه..
مهما يطول الغياب
لأنك انتى منا..
مريم والست آمنة
يا بانية فى المداين..
الغول داس الجناين
ويا قدس فروع زتونك..
تحرم على أى خاين.