ليلى فوزي.. جميلة الجميلات التى غيرت أدوار الشر! (2)
* بدا التناقض واضحا بين الصور التي تنشرها لها مع زوجها عزيز عثمان، وقيامها بالبطولة أمام زينة شباب التمثيل
* استطاعت أن تغير الصورة تماما بالنسبة للجميلات اللائي تخصصن في أدوار الشر
* في فيلم (من أجل امرأة) جسدت أفضل أدوارها علي الاطلاق
* في سنوات السبعينيات لم نرها سوي في خمسة لأفلام!، كان أهمهم (ضربة شمس)
بقلم الناقد والباحث السينمائي : محمود قاسم
زاد الإقبال على النجمة الجميلة ليلى فوزي، وكانت العامل المشترك في كثير من الأفلام الشبابية، تؤدي فيها أدوارا كوميدية منها (العقل في إجازة) لحلمي رفلة، وهو أول أفلام شادية، و (الستات عفاريت) لحسن الإمام في عام1947، وبدت على الأفيشات وعلى الشاشة ملكة جمال في أفلام أخري تحمل عناوين (حلاوة) لإبراهيم عمارة، و(سحر العيون) لإبراهيم حلمي.
ليلى فوزي.. وحلاوة
في فيلم (حلاوة) مثلا نرى رواية ميلودرامية مليئة بالمتناقضات فهى ليلى فوزي الممثلة الجميلة التي يحبها زميلها، وفي نفس الوقت تلتقي بعم هذا الشاب الذي يقع أيضا في غرامها دون أن يعرف أنها ابنته التي انجبتها منه امرأة ماتت بعد أن حملت منه، وتصد الرجل الكبير الذي يغازلها، وتحتفظ ببراءتها وسط هذا العالم، في الوقت الذي يسعي فيه الأب الي عرقلة الزواج كي يفوز بالفتاة.
وقبل أن يتم الزفاف تعرف (حلاوة) القصة كلها، ويندم الأب ويوافق أن تتزوج ابنته من ابن أخيه الا أنها ترفض ذلك أيضا، وكما نري فإنه رغم البيئة والظروف التي تحوطها، فان الفتاة تحتفظ بحلاوتها، وروحها النقية، وتصبح قادرة علي تحديد مصيرها.
ليلى فوزي.. ست الحسن
هنا في فيلم (ست الحسن) مكتوب عليها أن تتزوج من أمير بلد أخري، لكنها تقوم بالهرب أثناء ترحيلها الي إمارة الخردل، وتتخفي في زي الفقراء وتلتقي بشاب فقير، وتقع في حبه، دون أن تعرف أنه الأمير الموعود لها، وانه هرب ايضا مثلها، فهو لايريد أن يتزوج بالشكل التقليدي.
وفيلم (ست الحسن) رغم أجواء الصحراء العربية فانه مأخوذ من المسرحية الفرنسية (زواج فيجارو) لبومارشيه، وهى المسرحية التي تم اقتباسها في أكثرمن فيلم في تلك الآونة، ولقد وصل الأمر بالمخرجين أن جعلوا ليلي فوزي تجسد شخصية (ست الحسن) فتاة أحلام كل الصغار في القصص التي حكاها لنا الكبار في طفولتنا.
ليلى فوزي.. وحلمي رفلة
انتقلت ليلي فوزي في تلك الفترة بين مخرجين وضعوها في أطر بعينها تتناسب مع جمالها، وكانت كما أشرنا الفتاة الطيبة بالغة الحسن، ولم يفكر أحد بعد أن أفضل أدوارها سيكون حين ترتدي قناع الشر، من أوائل المخرجين الذين تعاونوا معها حلمي رفلة الذي أسند اليها الأدوار الفكاهية في أفلام منها (بنت باريز، وعلى كيفك، وابن للإيجار، والمرأة كل شئ) وغيرها.
إقرأ أيضا : ليلي فوزي ترفض أن يمثل زوجها أمام ليلى مراد
أما حسن الأمام فقد قدمها في (أنا بنت مين) وهو من الميلودراما البارزة في خريطة الفيلم العربي، وقدمها عز الدين ذو الفقار في (ابن الحارة) وعلى المستوي الشخصي فقد ارتبطت هذه الجميلة من الممثل والمطرب عزيز عثمان، والذي لم يوحي بالمرة أنه فارس أحلام أي امرأة خاصة ليلي فوزي، بالإضافة إلى فارق السن الكبير بينهما.
وبدا التناقض الواضح بين الصور التي كانت المجلات تنشرها لهما معا، ثم قيامها بالبطولة أمام زينة شباب التمثيل، ومنهم (كمال الشناوي، ومحسن سرحان، وحسين صدقي، ومحمود ذو الفقار، وأنور وجدي)، والأخير هذا كان قد تقدم للزواج بها في النصف الأول من الأربعينيات، لكن أباها لم يوافق، وقد عادت إلي حبيبها هذا عام 1954، أي قبيل عام من وفاته، فعاشت معه فترة المرض، والوفاة، وهى فترة ابتعدت فيها عن التمثيل.
ليلى فوزي والشيخ حسن
كان من أبرز أدوار ليلى فوزي في هذه الفترة فيلم (الشيخ حسن) إخراج حسين صدقي، وفيه تجسد للمرة الأولي دور فتاة أجنبية، فهي اليهودية المسيحية التي تتزوج من خريج أزهري، وسط اعتراض من الأسرة حيث بدأت تدخل في العقيدة الإسلامية بسبب حبها لزوجها، واقتناعا بمنطقه، وهكذا فإن ملامح المرأة الأجنبية صار يتناسب مع الممثلة.
أثناء هذه الفترة أسند لها المخرج عز الدين ذو الفقار أول دور كشريرة في فيلم (بور سعيد) عام 1957 جيث ستقوم بدور الممرضة الإنجليزية (بات) التي تنجح في إغواء بعض شباب من المناضلين أثناء عدوان 1956.
ليلى فوزي.. خطف مراتي
الصورة تغيرت تماما بالنسبة للممثلة الجميلة، فكي تكون الحسناء شريرة، لابد أن تكون مغرية، ولابد أن تقدم جسدها، وفي الحقيقة فان ليلي فوزي لم تكن في حاجة الي التعري لتكون مغرية، كان عليها أن تستخدم عينيها، وصوتها، وأن تجيد التعبير بوجهها.
وهكذا نجحت بشكل ملحوظ في أدوار الشر ابتداء من فيلم (خطف مراتي) فهي الصديقة التي تسعي إلي أن تفرق بين الزوجين (أنور، وصباح) كي تفوز بالزوج لنفسها، وتحاول بكل مالديها من دهاء إقناع الزوجين بالانفصال، أما (بات) فهي الممرضة الإنجليزية التي عاشت في بور سعيد، وعندما يبدأ العدوان فإنها تعمل جاسوسة لصالح وطنها الأصلي.
وتنتقل بين أحضان الشباب الذي انضم الي المقاومة كي تنقل الأخبار الي الطرف الذي تنتمي اليه، وهي تنجح في إحداث التفرقة بين (طلبة)، وشقيق حبيبته، لكنها لاتلبث أن تنكشف!
ليلى فوزي وأدوار الشر
لم تتحول ليلي فوزي الجميلة الي أدوار الشر، لكنها استطاعت أن تغير الصورة تماما بالنسبة للجميلات اللائي تخصصن في أدوار الشر، ومنهن مثلا االفنانة زمردة، وفي فيلم (من أجل امرأة) فإنها جسدت أفضل أدوارها علي الاطلاق.
وقد جسدت الدور نفسه الفنانة الأمريكية (بربارا ستانويك) في الفيلم الأمريكي (تأمين مزدوج)، قد ساعدت الشخصية ليلى فوزي علي أن تتدفق موهبتها، وهذا يؤكد إنها كانت في حاجة الي مخرج مثل (كمال الشيخ) ليسند لها هذا الدورفي بطولة مطلقة أمام عمر الشريف.
إقرأ أيضا : فاتن، وسامية، وإيمان، وهدى، وليلى .. نجمات يقدمن أطباق شهية في رمضان
وهى تقوم في هذا الفيلم بدور الزوجة التي تغوي موظف التأمين كي يستخرج وثيقة تأمين علي حياة زوجها، ثم توهمه أنها واقعة في غرامه وتحثه علي قتل زوجها في خطة محكمة، كي يفوز الاثنان بمبلغ كبير!، وما يلبث الاثنان أن يختلفا، فيطلق كل منهما الرصاص علي الآخر!.
وقد بدت ليلى فوزي هنا بالغة الذكاء، والدهاء، والإغراء، ولم تقل بأي حال عن زميلتها الممثلة الأمريكية، واستطاعت أن تغير خريطة المرأة الشريرة، فهي أولا جميلة للغاية، عكس المرأة البريئة، والغريب أن كمال الشيخ قد أسند إليها دورا مختلفا في فيلمه التالي وهو (من أجل حبي) أمام فريد الأطرش، لكن بدا أن ليلي فوزي قد أفرغت كافة مالديها في الفيلم السابق.
ليلى فوزي وعش الغرام
رغم أن حلمي رفلة قد أسند إلى ليلى فوزي دور الفتاة الشريرة صاحبة المكائد في فيلم (عش الغرام) عام 1959، فإن هناك فارق واضح بين الشريرة التي تدبر المكائد للعاشقين كي تفوز بحبها القديم، وبين امرأة تجند رجلا كي يقتل زوجها من أجل تعطي المال لرجل ثالث، وليس بالطبع لموظف التأمين.
الغريب أن أدوار ليلى فوزي قد قلت وبدأت تزحف إلي الأدوار الثانية، وقد عادت في (رجل في الظلام) إخراج حسن رضا، إلي أدوار الشر، والأغراء الناجم عنه، فهي هنا إمرأة فاتنة تهوي التعرف على أبطال الرياضة، خاصة عالم الملاكمة، وتسلبهم قواهم في الفراش.
مثلما تعرفت على عبده الملاكم في بيروت، والذي يحس بمدى خطورتها فيفلت منها في بيروت أثناء بطولاته، إلا أنها تلاحقه في القاهرة، وتستكمل رحلة القضاء عليه فينسي حياته!.
ليلى فوزي وصلاح الدين
في عام 1963 تألقت ليلى فوزي في أدوار الشرفي أكثر من فيلم مثل (رجل في الظلام)، و(الناصر صلاح الدين) ليوسف شاهين، ثم (بياعة الجرايد) لحسن الأمام، ففي فيلم (الناصر صلاح الدين) تجسد شخصية (الملكة ليزا) جميلة الجميلات التي جاءت علي رؤوس الجيوش الغربية لاحتلال القدس.
وهى أنثي، وأميرة تسعي إلى إشباع طموحاتها مع الرجال كما تريد وبالأسلوب الذي تريد!.. إنها هنا الجميلة الشريرة التي تقضي حاجتها كما تريد من الرجال، ويكون مصيرها في النهاية أن يحترق وجهها أثناء احدي المعارك!.
ليلى فوزي والأدوار الثانية
رغم أنها كشفت عن موهبتها، ورغم أن الجمال لم يتأثر مع الزمن فان الأفلام بدأت تتقلص، وقد جسدت ليلى فوزي دورها الحقيقي في الحياة في فيلم (طريق الدموع) لحلمي حليم عام 1962 والذي يحكي قصة حياة أنور وجدي.
في النصف الثاني من الستينيات قامت بالأدوار الثانية في العديد من الأفلام كان بعضها تاريخي تكرر شخصية المرأة الشريرة مثل فيلم (الف ليلة وليلة) إخراج حسن الامام عام1964، و(فارس بني حمدان) لنيازي مصطفي عام 1966.
وبدأت في القيام بدور المرأة الناضحة، ففي فيلم (حكاية العمر كله) عام 1965، كانت هى المرأة التي تحب المطرب الشهير (فريد) من طرف واحد، لايكاد يشعر بها، ويحب إمرأة اخري، فتتعذب من أجله، دون أن يلتفت إليها.
أما محمود ذو الفقار فقد قدمها في دور الزوجة التي لم تنجب في فيلم (المراهقة الصغيرة) التى تتولي رعاية إبنة الجيران وتحاول حمايتها من قسوة أبيها.
ليلى فوزي وضربة شمس
في سنوات السبعينيات لم نرى ليلى فوزي سوي في خمسة أفلام منها دور الأم التركية في فيلم (أمواج بلاشاطئ)، فهي الأم التي يصدم فيها ابنها حين يراها في أحضان مدير المصانع التي تمتلكها الأسرة فأراد الانتقام منها، فيأتي لها بعاهرة التقاها علي الشاطئ، وأعلن زواجه عليها انتقاما من أمه.
وقد ظلت جميلتنا صاحبة الحسن، وهى تعود إلى أدوار الشر في فيلم (ضربة شمس) فهي سيدة العصابة الغامضة التي تطارد المصور الصحفي، وتسعي الي قتله دون أن تتكلم بكلمة واحدة!.
ليلى فوزي والدراما
لم تكن هذه بالطبع هى كلمة الختام في رحلة الجميلة ليلى فوزي مع التمثيل، ففي المسلسلات التلفزيونية العديدة التي تفرغت لها بدت كأن موهبتها الحقيقية قد انطلقت بقوة وجمال، فقدمت العديد من المسلسلات المهمة، منها علي سبيل المثال (الحرملك، هوانم جاردن سيتي، علي الزيبق) وغيرها.