حمزه نمرة.. مفاجأة الصيف الذي راهن على تقديم رسالة الغناء الحقيقية
كتب : أحمد السماحي
حمزة نمرة ، مطرب شاب في طموحه ثقة، وفي ذكائه تخطيط، وفي موهبته صدق، وفي أحلامه جنون، هو مفاجأة هذا الصيف بجدارة واستحقاق، فمنذ بدأ طرح أغنيات ألبومه الجديد (رايق) واحدة وراء أخرى على موقع الفيديوهات الشهير (اليوتيوب) وهو يحقق نجاحا كبيرا، وأصبح حديث مصر، والكل يتابعه بحب واحترام، وينتظر القادم له بلهفة وشوق وحب، ومع كل أغنية جديدة يطرحها يصبح حديث مواقع التواصل الإجتماعي، والحقيقة أنني من أشد الناس سعادة وحب ومتابعة لهذا المطرب الشاب حيث كنت أول من كتب عنه في بداياته، وأشدت بموهبته، وبالمفردات الجديدة التى يغنيها والألحان المختلفة التى يقدمها، فحمزة نمرة مطرب يعرف ماذا يفعل؟ ويقرأ بإمعان إحساس الناس في بلد 60% من سكانه تحت سن الثلاثين.
حمزة نمرة.. رياح الحياة
فمن غير حمزة نمرة يغني ويلحن لـ (رياح الحياة) من كلمات الشاعر المبدع محمود فاروق، وتوزيع وميكساچ كريم عبد الوهاب ويقول مطلعها:
تهبي يا رياح الحياة، ديماً بما لا أشتهيه
واللي السنين مقدماه، غير اللي قلت نفسي فيه
يلاقي قلبي فين دواه، واللي أذاه أقرب ما ليه
ده جرح بيعلّم! وصعب تسكن الألام
واخرج من اللي فات سليم، وصعب لمّا اروح أنام
ما افضلش اراجع القديم، طلع مُكلّف العلام
ولسه بتعلّم، ركز يا قلبي في اللي جاي
وألف شكر للي باع ما صانش حتى بوء شاي
سلام يا 300 وداع
حمزة نمرة.. أنا الطيب
إذا كان لكل موهوب تاريخ، فتاريخ حمزة نمرة، طموح واجتهاد وتحد ورغبة في الثأر من مفردات غنائية بالية تم تمزيقها من كثرة استهلاكها، وهكذا فإن سطوع نجمه لم يأت من جمال صوته وامكاناته فقط، بل من هذه المفردات الجديدة المتميزة التى نسجها يوما بعد يوم، وألبوما بعد آخر، الفن بالنسبة له ضمير ووعي وإدراك، منذ بداية مشواره مع الفن وضع حمزة لنفسه فلسفة خاصة جدا أهم مفرداتها الاحترام، فهو احترم إمكاناته فلم يحلم بالمستحيل، واحترم فنه ولم يبتذله.
إقرأ أيضا : تامر حسني، ورامي، ونمرة، وسعد، وحماقي، وراشد يشعلون موسم الصيف
غنى حمزة نمرة في ألبومه الجديد من ألحانه وكلمات محمود فاروق، توزيع وميكساچ عمرو الخضري، أغنية (أنا الطيب) التى يقول في جزء منها:
أنا الطيب وعامل فيها مش طيب
عشان الناس بقت بتدوس على الطيب
ومين كان حس بينا يا دمعي يا قريب
بامثل إني مش طيب عشان انتوا
ديابة ولازم أنتش لقمتي منكوا
وليه يازمن بقى الطيب بيتعيب
عامل قاسي، وجوايا مافيش قسوة
ماليش غير قسوتي عزوة، بتدوا الحق للأقوى
وبتيجوا تمللي ع الطيب
حمزة نمرة.. مش سليم
لأن حمزة مطرب من طراز خاص فهو لا يجيد فن العلاقات العامة أو إضاءة النيون على أعماله، فاحترامه لنفسه جزء أساسي من احترام الجمهور له، وطوال مشواره الذي اقترب من الـ 15 عاما لم يسع لفن يخاصم القيمة ولم يقدم عملا دون المستوى، ولأن الفن عنده مغامرة فهو يخوضه بكل جنون المغامرة وكل دهشتها وكل مفاجأتها، لهذا لم نندهش هو يغني ويلحن (مش سليم) التى شاركه في تلحينها وتوزيعها أندريه مينا، وتقول كلماتها:
جزء كان تعبان وخف، وجزء لسه للأسف
كان زمان عفريت دفنته، بعد فترة رجعلي ألف
مش يا ماضي لسه سايبك، إيه بقى تاني اللي جايبك
كنت ماشي خلاص بقيت كويس، مرّة واحدة شريطي سف
تاني تاني، ارجع يا ماضي تاني
يلا فكرني إن انا لسه واقف مكاني
عادي عادي، أصلي اتعودت عادي
هات بقى أخرك مهو يا انا يا انت الليلادي
حمزة نمرة.. لعله خير
حمزة نمرة جعل الغناء جواز سفر لأحلامه، وأحلام الآخرين لأرض الواقع، ازدحمت رأسه بالأفكار الغنائية، وامتلأت أعماقه بالرغبة في صنع فن غنائي مختلف يخاطب العقل أكثر مما يدغدغ المشاعر، ويستفز التفكير أكثر مما يدعو للتسلية، ويعبر عن الواقع أكثر مما يهرب منه لهذا يغني ويلحن (لعله خير) من كلمات عمر طاهر، توزيع وميكساج كريم عبد الوهاب فيقول في مطلعها :
النجوم مرصوصة كده رصة أبهة
واللي كان حازز فقلبي خلاص انتهى
فرصة سعيدة أيها الليل اللي جي
الضلمة بتبروز ساعات في القلب ضي
ولعله خير يا نجوم بترقص في السما لعله خير
حمزة نمرة.. شيخ العرب
في السنوات القليلة الماضية فوجئ حمزة نمرة بمن يطارد أحلامه ويمنعها، ويمارس ضده ممارسات غبية من منع وحجب وشطب، فشعر بالملل، وفقد الحماسة بعض الشيئ، وتوارت طموحاته أيضا بعض الشيئ، وقرر الرحيل إلى غربة ذاق فيها طعم الحزن وقسوة الظروف، وعذاب البعد عن الأصحاب والأحباب، وهناك قابل (شيخ العرب) فلحن وغني له من كلمات توأم المشوار محمود فاروق، وألحان أحمد الحاج، توزيع وميكساج كريم عبد الوهاب، قائلا :
شيخ العرب يوم ناداني وصاني أجمل وصية
خليتها حلقة في وداني تنفعني في الدنيا دي
قالي اخوك لن يخونك ده نفس دمك ولونك
قول اخ تلقاه فعونك بيقول ياريت تيجي فيا
حمزة نمرة.. رايق
عاد حمزة نمرة مؤخرا لوطنه مجهدا، متأملا، ناضجا، وقبل كل ذلك حزينا، واستمر بموهبته وإصراره وحماسه، ولعل الحماسة هى أبرز كلمة في قاموس حمزة نمرة، انه يتحمس للفكرة ويعطيها كل اهتمامه بحب وإخلاص وترقب، وبدأ منذ قدومه إلى مصر يعمل على أغنيات ألبومه الجديد (رايق) الذي تعاون فيه مع من شبه ممن يريدون الإختلاف سواء في مجال الكلمة أو اللحن أو التوزيع، لهذا استمتع الجمهور وهو يردد معه وهو يغني من ألحانه مع أندريه مينا (رايق) التى يقول مطلعها.
مش فارق مين عليا، ولا فارق مين معايا
ولا فارق مين سابقني، ولا فارق مين اللي ورايا
كان صاحب ولّا عشرة ، كان أصلي ولّا قِشرة
كات أوضة ولا فيلّا، كان شايب ولّا بصرة
رايق رايق رايق، رايق وتقيل وراسي
وعايشلي دور مقاسي، رايق رايق رايق
راصص الكراسي.
حمزة نمرة.. إسكندرية
حمزة نمرة الذي قلب كل موازين السوق الغنائي هذا الصيف يغني كل لحن جديد وكأنه يغني لأول مرة، وكذلك نبدو نحن كأننا نسمعه لأول مرة، أبدا ليس محترفا، ولكنه عاشق للاختلاف، وكافح وناضل بدأب وإصرار واستعداد ثقافي هائل لكي يقنع الأذواق المستقرة بصوته الناعم المهموس وما يوائمه من غناء جديد مختلف عن الألوان السائدة مثل:
طب والمرسي أبو العباس، إنتي حبيبة كل الناس
بحرك لولي ورملك ماس، عمار يا اسكندرية..
لو هتكلم في التفاصيل، للصبحية هقول مواويل
بحري وقبلي وصبح وليل، بموت في اسكندرية..
نسمة هوا ساعة عصرية، وكوزين الدرة والتمشية
م المعمورة للمنشية يا مساء الجمال..
م الكورنيش ولحد القلعة نتعشى ونتمشى ووالعة
من سحرها بتحس بمتعة، ولا خطرت في بال..