بقلم: محمد حبوشة
لا ندري ماهى قدرات الذي يدعي أنه إعلامي قدير تنافقه أصحاب العقول الخرقاء، المدعو: أحمد الطاهري، رئيس قطاع الأخبار في المتحدة، رئيس قناة القاهرة الإخبارية، رئيس تحرير مجلة (روزاليوسف)، صاحب برنامجي (كلام في السياسة) على قناة (إكسترا نيوز)، و(المنيفستو) على الرديو (9090)، هذا هو لسان حال الشارع المصري الذي وصف الطاهري باالمستفز، وليس هذا حالي وحدي، فأنا مع هؤلاء الناس التي يتهامسون بهذا الكلام في المقهى الذي كنت أجلس عليه، فلم أعرفه صحفي صاحب قلم، أويملك تراكم خبرة تؤهله إلى كل تلك المناصب القيادية الخمسة التي تنوء عن حملها الجبال، غير ثقل ظل نادر وعدم قبول، فضلا عن جهل غير مسبوق في قضايا السياسة أو الإعلام!، ومع كل تلك المناصب فرغ نفسه للهجوم على إعلامي قنوات أخرى مثل (mbc – مصر) بطريقة غير مباشرة على صفحته على الفيس بوك (عن طريق نشر صور لمن يخرجون ألسنتهم مزيلا تعليقه: طبعا عارفين لمن يخرجون ألسنتهم!) في إسقاط واضح على mbc – مصر، وهو نوع من التنمر على غيره من زملاء المهنة الذين هم في الواقع لديه تراكم خبرة وفهم ومعرفة بهموم الناس ومشاكلهم، تلك التي يعجز عن تطبيقها في قناته الوئيدة (القاهرة الإخبارية) منذ انطلاقها وحتى الآن!.
صحيح أنه حذف البوست فيما بعد، لكن لاحظ الناس في الشارع وعلى المقاهي في الفترة الأخيرة هجوما منظما على بعض الشخصيات العامة، ومنهم يحيى قلاش – نقيب الصحفيين المصريين المحترم وتحديدا في مارس الماضي – ويبدو أنه لايدرك قيمة (قلاش) المعروف عنه الرصانة والمهنبة العالية، من جانب هذا المدعو أحمد الطاهري، حيث يهمسون فيما بينهم قائلين: في رعونة مصحوبة بقدر وافر من الغباء وقلة الذوق واللياقة، حيث راح يطلق قذائفه في كل صوب وحدب على الرجل، وكأنه يمتلك ناصية اللغة والمعرفة والعلم ببواطن الأمور، وذلك بدلا من التفرغ لقناته (القاهرة الإخبارية) التي تسجل فشلا ذريعا في منظومة الإعلام المصري، بعد أن كانت أمل مصر في التصدي لهجمات الإعلام المأجور، وذلك ببساطة شديدة لأنها تعتمد على رديف ماسبيرو من العجزة والمحتالين الذين فشلوا في إضافة جديد للإعلام المصري – والله هذا كلام جمهور كبير من المراقبين – فتم مكافأتهم بمناصب قيادية في القناة الوليدة التي ذهبت مع ريح الإعلام الأجوف، خالية من أي دسم إعلامي يمكن أن يستعيد لمصر مكانتها التي تليق بها غير الثرثرة فيما لايفيد، بل يعكس ضعف القوى الناعمة في عصر السموات المفتوحة.
تهكم البسطاء على أحمد الطاهري
يقول البسطاء من شعبنا في عجب: قبل عشرة أشهر – يوم 31 أكتوبر 2022 – ولا ندري دلالة لهذا التاريخ إلا إذا كان يوافق يوم ميلاده – أعلن مايسمى بالكاتب الصحفي أحمد الطاهري، قبل أن تنسحب عليه صفة الإعلامي، بعد توليه رئاسة قطاع الأخبار في الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، انطلاق بث قناة القاهرة الإخبارية، وقال وقتها: تعتمد القناة على (السرعة والمصداقية والصورة بكل أبعادها والخبر من كل عاصمة) كما كشف (الطاهري) في منشور له على صفحته الرسمية عبر (فيس بوك)، والذي وصفها بأنها (عاصمة الخبر)، وبشرنا فلتة زمانه أحمد الطاهري، بأنه انضم بعض المراسلين إلى فريق عمل القناة من بينهم: حسين مشيك من روسيا، وياسر نور الدين من نيويورك، وسلامة عطا الله من بروكسل، ومحمد عبدالحق من بنغازي، وولاء السلامين من رام الله، وانضم أيضا عمر أحمد من أنقرة، وعربي مرزوق من برلين، ومحمد إبراهيم من الخرطوم، وخليل هملو من دمشق، ورامي جبر من واشنطن، وهى أسماء لم يكن يعلم إلا الله مدى كفاءتها المهنية حتى كشفت عن زيفها وتدني مستواها المهني.
إقرأ أيضا : علي عبد الرحمن يكتب : (القاهره .. عاصمة الخبر)
(هنا القاهرة.. عاصمة الخبر)، هكذا تم الإعلان من جانب (الإعلامي الكبير) هذه المرة – كما يقول أبناء الشارع في تهكم واضح – أحمد الطاهري، عن إطلاق قناة القاهرة الإخبارية، تحت مظلة شبكة قنوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، لتكون منصة إخبارية تهتم بالشأن المحلى والعربى والعالمى، وتضم على شاشتها مجموعة من أبرز الإعلاميين ومقدمى البرامج المهنيين والمحترفين، إلى جانب شبكة مراسلين فى جميع أنحاء العالم، وعبر وقتها عدد من الإعلاميين والفنانين الذين يدينون بالولاء والطاعة للشركة المتحدة (محتكرة الإعلام والفن المصريين) في غيبة من من الوعي والقانون والدستور، عن سعادتهم بإطلاق القناة الإخبارية الحديثة، التى تعتبر تجربة إعلامية فريدة ذات صبغة إقليمية وعالمية تستطيع مخاطبة العالم وإحداث تأثير قوى على الساحة الإعلامية فى العالم، بداية من نقل الأخبار لحظة وقوعها إلى تحليلها وتقديم ما وراء الخبر على يد أبرز الخبراء وألمع الإعلاميين العرب، ولا ندري من أين جاء بهذه الثقة بخبراء فشلوا في النهوض بماسبيرو.
ثقة وغرور أحمد الطاهري
وبالتزامن مع انطلاق (القاهرة الإخبارية) أطلق أحمد الطاهري الموقع الرسمي الخاص بالقناة، وقال في ثقة مصحوبة بالغرور والتعالي: يحتوى الموقع الرسمي على أقسام: الأخبار، الشرق الأوسط، فنون وثقافة، رياضة، عالم الاقتصاد، شرق أوسط، أخبار العالم، وغيرها من الأقسام الإخبارية، وأكد (الطاهري) أن الموقع الإلكتروني الخاص بقناة القاهرة الإخبارية يشهد إجراء عدد من الحوارات الخاصة الهامة خلال الفترة الحالية والمقبلة منها مع هالة غريط، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، والدكتورة غادة والي، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة.
إقرأ أيضا : علي عبد الرحمن يكتب: (بين الإخبارية والوثائقية)!
بالإضافة إلى إجراء عدد من الحوارات الفنية مع كبار نجوم الفن في الوطن العربي وذلك في القسم الخاص بالفنون، مثل: اللبنانية ديانا حداد، ونجم الغناء التونسي صابر الرباعي، والنجمة اللبنانية رزان مغربي، بعد حصولها على الجنسية المصرية، وأيضا لقاء خاص مع المطرب اللبناني وليد توفيق، والفنان المصري شريف منير، ولم يقتصر الموقع على الأقسام المعروفة فقط إنما حرص على تأسيس قسم خاص بقمة المناخ، cop 27 التي تستضيفها مصر خلال الفترة المقبلة في مدينة شرم الشيخ، عن طريق عرض عشرات التقارير حول استعدادات الدولة المصرية لاستضافة قمة المناخ، وعدد من الحوارات مع المتخصصين في هذا المجال، وهو لم يحدث على الإطلاق، بل كانت القناة الأضعف في التغطية للحدث الدولي على أرض مصر.
شباب الصحفيين وأحمد الطاهري
كما حرص الموقع على تأسيس أيضا قسم خاصة للكتابة الإبداعية، يضم مجموعة متميزة من شباب الصحفيين، كما أسس وحدة دراسات خاصة في مختلف القطاعات، يكون دورها إصدار تقارير يومية حول تطورات الأوضاع في الأزمة الروسية الأوكرانية، فضلا عن تقارير ودراسات بحثية، ذات طابع اكاديمي، كخدمة متكاملة للقارئ في عالمنا العربي، كما أشار أحمد الطاهري، إلى أن موقع (القاهرة الإخبارية) يضم مجموعة من شباب الصحفيين المصريين الذين يتحدثون 8 لغات مختلفة: (الانجليزية والفرنسية والألمانية والعبرية والصينية والروسية والإسبانية والتركية)، لتقديم خدمات إخبارية متكاملة، ورصد ما يحدث في مختلف دول العالم، وأضاف أن الموقع يتنبى سياسية محايدة تحافظ على محددات الأمن القومي المصري والعربي، ويحرص على أن يكون صوت الشارع العربي، ويناقش القضايا كافة بكل حياد، ويحرص على الدقة وتوثيق المعلومات، ولا ينساق حول منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، وقد ثبت من اليوم الأول ضحالة أصحاب هذه اللغات الثمانية، الذين عجزوا عن التغطية المهنية التي روج لها.
إقرأ أيضا : محمد حبوشة يكتب: الشعب يئن و الإعلام في الغيبوبة !
وقتها أكد خبراء الإعلام المحسوبين على المتحدة أن قناة القاهرة الإخبارية بقيادة أحمد الطاهري – والعهدة على كلام طبيب ومهندس ومحاسب وقانوني من الجالسين بجواري – ستكون من أقوى المنصات فى المنطقة، فى ظل توافر جميع الإمكانات التى تذلل أى صعوبات مؤكدين أن إطلاق قناة كبيرة بحجم (القاهرة) دليل على أن مصر تتوافر لديها مقومات النجاح، خاصة الإمكانات والكوادر البشرية والخبرات المهنية العظيمة، وبالتالى سيكون المشاهدون أمام فريق عمل مميز فى الساحة الإعلامية على المستويين المحلى والدولى، وقد رأي البعض من الخبراء والفنانين أن امتلاك مصر لقناة إخبارية إقليمية بصبغة دولية أمر لا بد من الفخر به، حتى أن أحدهم قال: أعتقد أن هذه الخطوة جاءت فى التوقيت السليم، وذلك فى ظل حالة المنافسة التى يشهدها الإعلام.
وشدد هؤلاء وغيرهم من المنتفعين من الاقتراب من أسوار (جنة المتحدة) على امتلاك مصر كوادر إعلامية مميزة فى مختلف المجالات، مؤكداين ثقتهم فى خروج قناة القاهرة الإخبارية بشكل مشرف، خاصة أنها تابعة لقطاع أخبار الشركة المتحدة، وتقوعوا أن تكون القناة الوليدة صاحبة رسالة مهمة وهادفة، إذ تخاطب جميع الفئات العمرية، وتتناول الموضوعات بشكل حيادى ومنظم، في ظل التغيرات التكنولوجية الكبيرة، وأشار بعض الفنانين في هذا الصدد إلى: (نحن أمام تطور كبير تشهده مصر بقوة منذ فترة، وإطلاق قناة كبيرة بحجم القاهرة الإخبارية دليل على هذا التطور، خاصة فى ظل انضمام كبار المذيعين إلى أبوابها، وننتظر أخبارا وتغطيات خاصة لكل الأحداث، سواء فى مصر والعالم العربى بأكمله بمنتهى الحيادية والمصداقية.
أحمد الطاهري يخاصم الشارع
وها نحن قد انتظرنا عشرة أشهر – يقول رفقاء المقهى – دون أن نسمع عن انفراد واحد سواء على المستوى الخبري، أو الحوار المبهر، أم التحليل العميق، لا في القناة ولا موقعها الإخباري الذي أكد أنه سينحاز للشارع، وهو عكس الحقيقة تماما، فلم نلحظ ملاحقة قناته لجشع التجار أو المستغلين والمحتكرين للسلع الغذائية التي تشهد ارتفاعا جنونيا كل يوم وليلة أو مواجهة حقيقية لمافيا الدواء التي تشهد شحا وتلاعبا مرعبا في الأسعار يفضي إلى موت حقيقي للغالبية العظمى من فقراء هذا البلد، كما لم تظهر لهما أية كرامات في التصدي للحملات الإعلامية المسعورة ضد مصر، ومن ثم نتساءل: أين وعود الإعلامي – الفذ أحمد الطاهري – حول قناته وموقعه اللذين وأدا في مهدهما، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى هل لأحد أن يسأل عن المليارات التي صرفت على قناة تتخبط منذ ولادتها المتعثرة وموقع أصبح خرابة المواقع المصرية، فلاتميز ولا جاذبية ولا انفراد يسجل له؟،
إقرأ أيضا : الإعلام المصري في قبضة (أسد جريح) لايسمح بالاقتراب من عرينه!
والآن ياسادة يصرخ دافعي الضرائب: أما آن الأوان للمحاسبة من جانب (المتحدة) أو أي جهة محاسبة في الدولة المصرية لتلك الكوادر التي روجوا لها على أنها خيرة الكوادر المصرية الجبارة في فهم طبيعة التغيرات الحادثة في الإعلام العصري القائم على المنافسة على جناح مهنية لاهى موجودة عندها ولا بحكم صبرنا عليهم تعلموا أبجديات العمل الإعلامي الاحترافي؟، خاصة أن قناة (القاهرة الإخبارية، وموقعها الإلكتروني) ليست حتى في ذيل قائمة القنوات الإخبارية، بل خرجت من دائرة المنافسة منذ ولادتها التي روجت لها بأنها ستكون أسطورة يحكى عنها في التاريخ المصري الحديث.. أغلب الظن أنها تشبه أسطورة محمد رمضان العابث بالفن وضرب القيم – هكذا تهكم رواد المقهى الذي أجلس عليه – في سخرية لاذعة من أوضاع الإعلام المصري الذي كان له الريادة في الماضي، ولسان حالهم يقول: رحمة الله على صفوت الشريف الذي كان يفخر بالريادة التي تحولت إلى (ريالة) في زمننا الحالي.
وأخيرا: والله لا أتجنى على أحد خاصة إذا كان زميلا صحفيا لنا، ولكنها الحقيقة المرة التي يتحدث بها رجل الشارع المصري في الوقت الراهن، والذي يئن من وجع ارتفاع الأسعار والتلاعب في الدواء الذي يحصد الموتى يوميا.. هل يمسمع أحد أنين الشارع المشحون بالغب؟!