بقلم: محمد حبوشة
محمد ياسين واحد من المخرجين الذين كانوا ومازلوا ذا إلمام كبير بالآداب الإنسانية وذواقة للفنون بكافة أنواعها، وقادر على استيعاب ما يدور حوله في الحياة العامة حتى يستطيع معالجة المواقف بما هو طبيعي وبعيدا عن الافتعال، وأن يكون ملما بالمعلومات الفلسفية والنفسية والثقافة الشاملة تؤهله لفهم المواقف الفكرية والاجتماعية للإنسان وعلاقة تلك المواقف بالحياة اليومية ومساراتها وتطوراتها، وهو في ذات الوقت يمتلك للإحساس الفني والجمالي والعاطفي فمع الكلمة والصورة عنده يكون الأثر العاطفي، لذا يبدو رومانسي النظرة واقعي المعالجة وإيحائي في الكشف عن الفوضى السمعية والفوضى المرئية.
صفة الاستغراق في التأمل ومتابعة الحدث وتفاصيله والكشف عن علاقته بالواقع والطبيعة هى السمات الأساسية للمخرج المبدع محمد ياسين، وبمعنى آخر يمتلك الحواس والخيال والمهارة، كما أن صفة الإحساس بالزمن بمستواه الواقعي والنفسي وإدراك زمن الكلمة المذاعة في زمن الصورة المرئية السينما والتليفزيون أي أنه تتوافر فيه كمخرج روح النظام واحترام الوقت والمحافظة عليه، حيث أنه يتعامل مع أنواع مختلفة من الإمكانات والقدرات، وهنا أعني القدرة على القيادة في السينما والتليفزيون اللذين يعتمدان على العمل الجماعي، ولابد من امتلاك المخرج لمواصفات قيادية تجعل منه مؤثرة بالفنانين والفنيين وقادرة على تحريكهم وتحقيق استجاباتهم المطلقة معه وقادرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب وبدون تردد.
محمد ياسين، لديه القدرة على امتلاك اللياقة الإخراجية التي تعنى أخلاقيات الإخراج واحترام المشاهد، انطلاقا من الإيمان بأن عمله في السينما والتليفزيون مكون من علم وفن وحرفة وعقيدة، ولهذا فيتوفر لديه الذكاء وسرعة البديهة والموهبة: وهى صفات فطرية معطاة من الخالق سبحانه وتعالى وهناك بعض معالم تلك المواهب وهى طرق المعالجة والتصورات التقديم ومعالجة بعض العقد والمشاهد والابتكار في التحليل والهروب من المواقف غير المقبولة لدى المشاهدين وأسلوب الإقناع وتقديم الشيق والمحبب للوصول الى مشاعر وأحاسيس المشاهدين.
وظيفة الإخراج عند محمد ياسين
الإخراج عند محمد ياسين لايمكن أن يمارسه كأي وظيفة، حيث أن عنصر الإبداع والابتكار من عوامل النجاح في هذا النوع من العمل، فضلا عن القدرة على المعالجة: أن تتوافر لدى الإنسان القدرة على معالجة التفاصيل الصغيرة والكبيرة وتلافي الأخطاء في الوقت المناسب، ولأنه واسع التجربة في مجموعة من الفنون الأخرى كالمسرح والسينما ومعرفته الشاملة بطبيعة السينما والتليفزيون من ناحيتي الأجهزة والتقنيات والمواصفات الفنية والهندسية، وملما بفن الإلقاء وعارفا بخصائص الصوت ويكون دائما مؤمنا بأن عمله مكون من علم وفن وحرفة وعقيدة كي يستطيع معرفة ما هو محبب للمستمع أو المشاهد.
الثقة بالنفس وثقته بالآخرين من أهم صفات محمد ياسين، شريطة أن تتسم هذه الصفة بأن تكون حليمة: يعرف كيف يسيطر على أعصابه عند اللزوم لأنه في حالة فقدان السيطرة على الأعصاب سواء في الحياة العامة أو في العمل فإنه يسئ إلى عمله، وفي نفس الوقت هو عارف بخصائص الأصوات ملم بالسلم الموسيقي وملم بفن الإلقاء: ويمكن تطوير ذلك بالقراءة العامة وسماع الفنون المختلفة ومتابعة العديد من الأعمال السينمائية حتى يستفيد من خبرة الآخرين، كما يملك (ياسين) القدرة على المناقشة: أن يكون المخرج قادرة على مناقشة الآخرين والأخذ بالآراء ومحاولة الاستفادة منهم وأن يدرس إمكانات المكان الذي يعمل به والآلات المتوفرة فيه دراسة تامة حتى يستطيع أن يستخدمها الاستخدام الأمثل.
محمد ياسين والموهبة الإخراجية
إحدى أهم جوانب الموهبة الإخراجية هى حدة العين أى القدرة على الرؤية، أما الخاصية الرئيسية للمخرج محمد ياسين فهى معرفته الموسيقية و إحساسه بالإيقاع ، علاوة على أنه يكون حيويا، حر الإرادة، متأهبا، عمليا، وهناك على الأغلب صفة واحدة تجمع كل المخرجين إنها حب العمل فليس هناك مخرجاً كسولا فهذا مستحيل، فهو مخرج حرفي متمكن من أدواته له تفسيره المباشر للنص، وتتبع الشخصيات والسرد هذا التفسير، وله قراءة لمعان متضمنة في النص، وإدارته للممثلين، واختياراته في التصوير، تدعم هذا التفسير المباشر. وفي العادة فإن المخرجين الحرفيين يملكون أسلوبا مفعما بالحيوية في استخدام الكاميرا، لكن هذا الأسلوب لا يضيف عمقا لمعنى الفيلم أو مضمونه، لذا فإن محمد ياسين مثقل بدوره بالمعاني، وهو (المخرج المتمكن)، لكن ماذا يعني المخرج المتمكن من أدواته الحرفية لكي يصبح مؤهلا لإخراج فيلم؟، يجيب عن هذا الناقد السينمائي الأمريكي الشهير، كين دانسايجر: (لقد كان من السهل أن أستخدم مصطلح (المخرج التقني)، لكنني لا أريد أن أخلط بين ما أقصده في هذا الفصل والوظيفة المحددة في عالم التليفزيون، والمعروفة باسم المخرج التقني، وأرجو أن تبقي في ذاكرتك دوما عبارتين أخريين: (الماهر في استخدام التقنيات)، و(الذي تنقصه الإثارة الإبداعية الخلاقة)، لكي تعرف الدلالات المتعددة لما أقصده بمصطلح المخرج الحرفي.
يبدو لي محمد ياسين دائما مهموما بالجمهور، سواء كان الجمهور يذهب إلى دور العرض السينمائية بحثا عن الراحة النفسية أو عن الإثارة، وسواء كان يبحث عن المألوف أو يرغب في غير المألوف، فإننا نعلم أننا حين نشاهد الأفلام فإننا نريد ما هو أكثر من معرفة حقائق الحياة، وأيا ما كان النمط الفيلمي، وعنصر المفاجأة، وانقلاب الأنماط، والمعاني المتضمنة، والأسلوب، فإنها جميعا تساهم في التجربة السينمائية التي يعيشها المتفرج.
محمد ياسين ومعهد السينما
يعتبر محمد ياسين من أحد كبار المخرجين المصريين الذي تخرج من المعهد العالي للسينما، فهو من مواليد محافظة القاهرة، وأنهى محمد ياسين دراسته وتخرج من المعهد العالي للسينما عام 1987 وقرر أن يكمل مشوار حبه للفن وأن يصنع اسما مميزا في الوسط الفني، واستطاع في وقت قصير أن يؤكد قدرته كمخرج متميز، حيث يتمتع بقدرة خاصة ورؤية كبيرة ويصبح قادرا على التعبير عنها من خلال أعماله الفنية القيمة .
وتتلمذ محمد ياسين على يد عمالقة الفن السابع وتأثر بهم، ولكنه يدين بالفضل لأستاذه الأول وخاله المخرج محمد عبد العزيز، الذي كان سببا رئيسيا في دخوله لعالم الفن الذي كان مساعدا في ذلك الوقت للفنان حسين كمال أثناء فيلم (أنف وثلاث عيون)، وفى الاستوديو اكتشف (ياسين) أن هناك شخص شديد الأهمية يدير المنظومة ويتحكم في كل شيء و يصنع عوالم جديدة داخل الحياة ويدير تفاصيلها، وكان لديه جنون بفكرة الشخص صانع هذا العالم وهو (المخرج) فأحب أن ينتمي لهذا العالم وتشاء الظروف فدخل معهد السينما، وعمل مساعدا مع حسين كمال .
بدأ محمد ياسين، مشواره الفني كمخرج لأفلام كوميدية، حتى بعد كل البعد عن الكوميديا واتجه للاجتماعية ومناقشة أوضاع الشارع المصري خلال أعماله و أهتم بقضايا ومشكلات المرأة، وكان لديه هاجس إنه في مصر لا يتم إنصاف المخرج الكوميدي، ورأي أن هناك ظلم شديد وقع على خاله المخرج محمد عبد العزيز لاتجاهه للكوميديا، بالإضافة إلى أن الحركة النقدية في مصر لم تنصف هذا الفن على مدار التاريخ.
وتأثر محمد ياسين، أثناء عمله كمساعد مخرج بالراحل (عاطف الطيب) الذي ساهم بجزء كبير في تكوينه الفني وشعر أن الجدية في أعماله أقرب لتكوينه عن الكوميديا، والغريب أن تشاء الظروف ويكون أول أفلامه فيلم كوميدي وهو “محامي خلع عام 2002، بطولة الفنان هاني رمزي ، ثم (عسكر في المعسكر) (2003) بطولة الفنان (محمد هنيدي) ومن وقتها قرر البعد عن الكوميديا.
قدم محمد ياسين أعمالا بعدها كانت (دم الغزال عام 2005)، فأصبح الناس لا تصنفه مخرج كوميدي، ولأنه من عشاق الراحل (بليغ حمدي) فيتأمل تجربته الفنية حيث يقول إنه متنوع الأداء، لحن لام كلثوم، والنقشبندي وعبد الباسط حمودة، واقترب من كل الأذواق وفهمها، لذلك تجد في أعماله نفس النهج، (أفراح القبة) يختلف عن (موجة حارة) وهكذا، فكرة أن متعلم التنوع وطعم الحياة.
محمد ياسين ووحيد حامد
كانت تجمع محمد ياسين علاقة وطيده بالكاتب والسيناريست الكبير (وحيد حامد)، فكانت ممتدة منذ أن كان (ياسين) طالبا بمعهد السينما، حتى أصبح مساعد مخرج مع (سمير سيف وشريف عرفه) فهو أول من أنتج له وقدمه للجمهور كمخرج في فيلم (محامي خلع)، ثم (دم الغزال) ومسلسل (الجماعة) و فيلم (الوعد)، ويرى (ياسين) أن وحيد حامد لديه الملكة أن يذهب إلي موضوعات لها بريق خاص، وملفات هو دارسها بعمق مثل ملف التيار الإسلامي.
قدم المخرج محمد ياسين العديد من الأعمال السينمائية بلغت 44 فيلما، والتي نالت على إعجاب الجماهير وحققت نجاحا كبيرا وتركت بصمة في عالم السينما العربية ومنها ما يلي: (فيلم محامي خلع، الوعد، دم غزال، عسكر في المعسكر، عيش الغراب، كارت أحمر ويا دنيا يا غرامي الإرهابي – مخرج مساعد، الكلام في الممنوع – مخرج مساعد، حنفي الأبهة – مساعد مخرج، الإرهاب والكباب، الإرهابي – مساعد مخرج، الراقصة والسياسي – ملاحظ سيناريو، كتيبة الإعدام – ملاحظ سيناريو)، أما في الدراما التلفزيونية فله العديد من المسلسلات التي نالت على اعجاب الجميع والتي منها مسلسل أفراح القبة، مسلسل الجماعة الجزء الأول، ومسلسل قمر على سمر، والمشوار الذي انسحب منه بعد عدد من الحلقات).
محمد ياسين وكبار المخرجين
عمل محمد ياسين في بداية مسيرته كمساعد مخرج مع عدد من المخرجين مثل (عاطف الطيب ونادر جلال، وسمير سيف)، ويشار إلى أن الكاتب الراحل وحيد حامد أعطى المخرج محمد ياسين الفرصة لإخراج أول أعماله وهو فيلم (محامي خلع)، حيث كان محب للعمل مع المخرجين الشباب واكتشافهم وإعطاءهم الفرصة مثل المخرج شريف عرفة، وتحدث محمد ياسين عن بداية خطواته في المجال الفني حينما عمل كمساعد مخرج مع كبار المخرجين موضحا: (شيء فظيع إن المخرج يضع ثقته فيك وبتبقى كأنك واقف على المسرح قدام نجوم كبار، وأنا ربنا إداني حظ إني اشتغل مع نجوم كبار بداية من فاتن حمامه وفريد شوقي وعادل إمام وأحمد زكي).
واعترف محمد ياسين برفضه العديد من المشروعات التي لا تليق له موضحا: (رفضت كذا مشروع وقلت ده مش فيلمي، فالمخرج الذي يخجل أن يبوح بكل تصوراته حول العمل للمؤلف ويتناقش معاه بوضوح ميجبش عيال)، وقال المخرج محمد ياسين إن بعض الأعمال التي قدمها عرضت عليه من كتاب، لكنه في أغلب الأوقات هو من يتواصل مع المؤلفين وحريص على متابعة المتجددين والمتميزين في هذا المجال، ويحرص على التحاور معهم موضحا: (في أعمال بتبقى قدرا في لحظة وتشعر أنه آن الأوان إني أقدم المشروع ده).
يقول محمد ياسين عن السينما: السينما حاليا أصبحت مخيفة والموضوعات التي تنتج أصبحت مختلفة عن الماضي، وأصبحت هناك صعوبة في اختيار الموضوعات العصرية المناسبة للفترة الحالية، وكل العناصر الإنتاجية تطورت باستثناء النص الذي يمر بحالة كبيرة من التراجع، وواصل ياسين: السينما المصرية في وقت من الأوقات كانت تنتج 120 فيلما في السنة الواحدة، كما أن عدد دور العرض كان هائل، ولكن حاليا عدد الأفلام في السنة تقلص إلى 20 وأخشى أن نصل إلى إنتاج فيلمين في السنة مثلما يحدث في سوريا.
أما عن مسلسل الجماعة فقال: وحيد حامد أصر على أن أقوم بإخراجه، وكنت متخوف كثيرًا منه لأنني لم أكن أرغب في تقديم المسلسلات في هذا الوقت، كما أنني كان لدي مشروع آخر مع عمر الشريف في هذه الفترة، وأكمل: الجماعة كان عمل متعب ذهنيا جدا واحتوى على العديد من المناظرات الفكرية، وكان شديد الحساسية، ووحيد حامد هو من اختار (إياد نصار) لتقديم دور (حسن البنا) وشاهدت أعمال عديدة قبلها لـ إياد في الأردن وسوريا، وقدم أحمد مالك دور البنا في صغره بعد أن دربه إياد نصار.
محمد ياسين شريف عرفة
وعن شريف عرفة قال محمد ياسين: تعلمت من تجارب العديد من المخرجين الكبار الذي مروا بلحظات فشل كثيرة، منهم شريف عرفة الذي اعتبره أستاذي، حيث فشل (عرفة) بفيلم الدرجة الثالثة لـ أحمد زكي وسعاد حسني في بداية مسيرته وفشله وقتها كان جديرا أن يجعله يترك الإخراج، ولكنه صمد ولم يحبط وقدم بعدها فيلم (سمع هس) وتطور كثيرا في طريقة صناعته للفيلم.
أما عن مسلسله الأخير (المشوار) فقال: انسحبت من العمل بعد الحلقة العاشرة، واكتفيت بالإشراف على إخراج المشروع فقط وأن يكمله مخرجين آخرين، وبالفعل قاموا بذلك من أجلي وتفانوا في عملهم وقدموه على أكمل وجه، والمشوار يعد أول مشروع لي لم يكتمل في حياتي بسبب ظروفه غير الجيد، والحقيقة أن السوشيال ميديا خلقت عددا كبيرا من النقاد على صفحاتهم، وهذا لطيف أن يقول الناس آراءهم فى الأعمال، ولكن المشكلة أنه بعد فترة أصبح الرأى يجد رواجًا، ويتكون من الرواج رأى عام، والرأى العام يظل يكبر ويكبر حتى تكتشف أنه أصبح أمرا واقعا، فتجده جعل منه من وجهة نظرى، وأنا أعمل منذ 30 سنة، نجما وهو صاحب أداء هزيل شديد الضعف، لكن فجأة تحول هذا الممثل فى لحظة إلى ظاهرة والناس تتحدث عنه عن تميزه الشديد وتفرده وأنه غول تمثيل، وأن الناس تتعامل معه بهذه القدسية وأنه يملك قدرة رهيبة كممثل وكذا وكذا.
ولكنه فى رأيى يقول محمد ياسين: أنه ممثل ذو قدرة متوسطة، فالمصيبة مع وجود السوشيال ميديا واختفاء عدد كبير من النقاد المميزين الذين يتحدثون بشكل مختلف عن السينما وتنشر مقالاتهم بمساحة أكبر، لذلك هناك أناس لديهم وعى بالتحليل والرؤية والفهم وتقدير الأشياء اختفوا، لذلك أصبحنا نستيقظ كل يوم فى الصباح ونكتشف أن هناك ممثلا أصبح نجما فى مصر، وأن هناك عملا مكسر الدنيا وتجرى تتفرج على حلقة واتنين وتلاتة، فتقول يا إما أنا اتجننت يا إما هناك شىء اختلف فى آراء الناس، حاليا أصبحوا يعملون على ردود الفعل من السوشيال ميديا، وهى التى تكون اتجاها لنجاح عمل أو لا، وتزيد وتزيد حتى أصبحنا عبيدا لسيطرة الرأى العام علينا، فمثلا هناك ناس يقولون إنهم يخجلون أن يقولوا هذا العمل (وحش) من كثرة الإعجابات به، لأن كل من حولى شهدوا بأنه عمل مهم وجيد.
وفي النهاية لابد لي من تحية تقدير واحترام للمخرج المبدع محمد ياسين، الذي ارتبط اسمه بكثير من الأعمال البارزة في الدراما والسينما المصرية، ووصفه النقاد بأنه مخرج التفاصيل، فلا يخرج عمل له إلا بشكل ملحمي بتفاصيل مميزة تضفي أجواء خاصة، فهو يتعامل مع العمل السينمائي والتلفزيوني بقناعاته الشخصية، بمعنى أنه لن يقوم بتزييف قناعاته أو اختياراته أو عقيدته، وهنا تظهر قدرته على التمسك بالقناعة، المهم أنه لا يقبل بأن يزيف وجهة نظره وفقا لقوة الرأي العام الذي تتحكم فيه عوامل كثيرة مثل عدم الدراية والمصالح والتسويق، ولا يخالف قناعاته طالما يثق أنه على حق، لكنه يستفيد من التجربة في أشياء عدة، مثل سماع الآخرين ومعرفة كيف يفكرون ويرون الأمور، وهذا يجعله يحلل الوضع لمعرفة ما هو نفيس وما هو غير حقيقي.. فتحية تقدير واحترام لصاحب البصمات المميزة في السينما في زمن الانحدار.