بقلم الإعلامي : علي عبد الرحمن
ظل الإعلام المصري في المحروسة، رائدا طوال حقب زمنيه طويله قاربت 40 عاما، داعما لتحركات الوطن، مسجلا لمشروعاته الكبري، دافعا لأهل مصر نحو الأمل في غد أفضل، سائدا لكل شاشات المنطقه، مصدرا للكوادر المتخصصة، مدربا ومعلما ومنتجا لكل فنون وأشكال العمل الإعلامي، ولكن مع بداية البث الفضائي وصحوة دول المنطقة بعد التحرر والبناء، فطنت هذه الدول لتأثير القوي الناعمه وبدأت المنافسة في عالم الفضاء بشبكات وقنوات إخبارية وعامة ومتخصصة، تم الإنفاق عليها بسخاء، وتم إستجلاب الكوادر المهنيه لها، وتم صياغة سياسة تحريرية مهنية لها تخدم مصالح الدول المطلقة لهذه القنوات.
إقرأ أيضا : الإعلام المصري في قبضة (أسد جريح) لايسمح بالاقتراب من عرينه!
وحاول الإعلام المصري الصمود وصمد، ثم جاءت هوجة القنوات الإخباريه إقليميا ودوليا وبدأت محاولات مصرية لصياغة نافذة إخبارية باءت بعضها بالفشل وأخري بالضعف وثالثة بالتقليد، ولم تتم صياغة سياسة تحريرية تحدد الأهداف والمحتوي والرسائل التي تخدم أهداف الوطن ، ولا أجد سببا لذلك لأننا رواد صناعة المحتوي ومهد كوادر الميديا المتخصصة، ومازال الأمل قائما في ميلاد نافذة إخبارية مهنية ذات محتوي إخباري جيد وسياسة تحريرية محددة المعالم، وظهرت فنون الأفلام الوثائقية حولنا ونحن روادها، حتي بدأت قناة القاهرة الإخباريه تنتج أفلاما وثائقية عن رموز الوطن وأحداثه بشكل مهني راق ونحتاج المزيد.
الإعلام المصري وصناعة المنوعات
وقفزت دولا حولنا في صناعة برامج المنوعات الكبري، وتأخرنا كثيرا حتي بدأت شاشاتنا تنتج هذه النوعيه من البرامج مثل (الدوم) و(إبداع)، ولكن نحتاج مزيدا من الإبتكار والمهنية التنافسية، ومازال محتوي الأطفال والشباب والدين غائبا عن مشهد الإعلام المصري، ثم جاءت حروب، نعم حروب الإنتاج الدرامي الديني والتاريخي والاجتماعي سواء التركي أو السوري أو المستورد وظل مشهدنا خاليا اللهم إلا مسلسلا دينيا وآخرون اجتماعيا، أما دراما التاريخ التي تعكس دور مصر في محيطها الإقليمي أمام دراما عودة الخلافة العثمانيه فمازال الوضع قائما ونحن خارج المنافسة، وتلا ذلك صراعات مدن الإنتاج والأقمار الصناعية وأخيرا صناعة المنصات الرقمية ومحتواها التنافسي، وفي القريب العاجل ستختفي الشاشات وبث الأقمار لنعتمد على فنون الأبليكيشن ومحتواها وكذا نظام الـIptv الذي سيمكن المشاهد من رؤية كافة المنصات والقنوات والمحتويات بسهوله ويسر.
الإعلام المصري والقوى الناعمة
والإعلام المصري له كثير النوافذ متشابه المحتوي الخالي من الرسائل،عالي التكلفة، تحديات كثيره تمنعه من التنافسية الإستحواذ على مساحة ملائمة من المشاهدين وتحقق عوائد من التوزيع في دول المنطقة، وتعيد لقوانا الناعمه ريادتها وجودتها وتأثيرها، نذكر منها علي سبيل الأولويات لا الحصر مايلي:-
(١) تحديد هوية لكل شبكه وشعارا يترجم طبيعة ومحتوي كل شبكة وكل قناه وكل برنامج.
(٢) وضع خطط إنتاج محددة الأهداف والرسائل متنوعه تشمل طيف المجتمع بتنوعه وآليات التنفيذ والإلتزام بالخطط الموضوعة.
(٣) اختيار قيادات من صانعي المحتوي مؤهلة لتنفيذ هذه الخطط وتصويب ما يبعد عن الأهداف الموضوعة.
(٤) مراعاة الإنتاج البرامجي المتنوع والثقافي والأطفال والشباب والأسرة والدين والفئات بشكل عصري تنافسي.
(٥) ضرورة عودة الإعلام المصري للإنتاج الدرامي التاريخي والديني بشكل ضخم ينافس ويلائم قيمة مصر وقامتها.
(٦) تحول مدينة الإنتاج والنايل سات لبيت خبرة عربي أفريقي ينشر هذه الثقافة حولنا ويكون رائدا في هذين المجالين وما يتعلق بهما،
(٧) تفعيل التدريب العصري والبعثات لظهور كوادر عصرية مبدعة تنافس بشرف وتسود مشهد الإعلام المصري.
(٨) محو الأميه المعلوماتيه لبعض القيادات العليا والتنفيذيه في عصر الإعلام المصري الرقمي والتحول الرقمي.
(٩) السعي لعودة تسويق أو إهداء منتجات الإعلام المصري لدول المنطقة والقارة إيذانا بعودة ظهور اللهجة المصرية وتأثيرها الإيجابي لصالح مصر.
(١٠) استهداف الجذب السياحي والاستثماري والتعليمي لمصر لعودة قيم الولاء والانتماء والتعلق بها لكوادر المنطقه والقارة.
(١١) عودة فكرة قناة أفريقيا من مصر لتكون صوت القارة وأخبارها وملامح الشعوب والأوطان، وخدمة قضايا مصر في القارة ويمكن تمويلها من رجال الأعمال والأجهزه ذات الصلة بالعمل الأفريقي.
(١٢) أن تكون لكل وسائل الإعلام المصري خطة قومية تتماشي مع تحديات الوطن وتطلعاته، وتحدد لكل شبكة أو قناة رسمية أو موازية أو خاصة دورها في خدمة الوطن وأهله.
(١٣) أن يتم إطلاق (قناة الأزهر) بمحتوي وسطي عصري متنور لمواجهة أفكار التشدد والمغالاة بالداخل والخارج، وهذا دور مصر وأزهرها شيخا ومشيخة وجامعه ومجالس إسلامية عليا.
(١٤) تفعيل عصر الاعلام المصري الرقمي إنتاجا وبثا وتقنية والاستعداد لعصر المنصات والأبليكيشن ذو المحتوي المتنوع.
(١٥) تشكيل لجنة عليا من أبرز خبراء الإعلام من صناع المحتوي ومنتجيه لمتابعة الخطط والمحتوي والأهداف من أجل الحفاظ على قوي مصر الناعمة واستراد بساطها وتأثيرها.
إقرأ أيضا : فشل الإعلام المصري في حماية (الجمهورية الجديدة) !
ولعل مايحدث حاليا من حروب الشائعات، ولعل دخولنا فترة الانتخابات، ولعل نتائج حوارنا الوطني ،ولعل حروب المنطقه حولنا، ولعل استهداف مصر، ولعل صراعات القوي الناعمة حولنا، ولعل تغيرات قيادات الإعلام المصري حاليا والمرتقبة في القريب العاجل، ولعل التطور المتلاحق في صناعة الميديا محتوا وتقنية، ولعل خبراء وكوادر مصر المنتظرين فرصة المشاركه في العمل الوطني، ولعل حاجتنا إلي إعادة صياغة مشهدنا الإعلامي، ولعل أحد متخذي القرار يركن لما نكتب، ولعل حبنا وغيرتنا جميعا على مصر، كل ذلك عله يكون دافعا وحافزا للتفكير والتنفيذ لما فيه مصلحة مصر وإعلامها وأهلها وريادتها وسمعتها وتأثيرها ومردودها على هذا الوطن الأغر.
اللهم آمين يارب العالمين، وتحيا دوما مصر المحروسة درة البلدان وتاج الأوطان وشرف العروبه وحصنها المنيع.. آمين.