بقلم الكاتب والأديب: محمد عبد الواحد
بعد مقارنات عقدناها بين الأفلام هناك في دول الخيال السينمائي.. وهنا في دول الخيال السينمائي نتساءل: (هل بالفعل لدينا مخيلة قادرة على انتاج ما ينتجونه من أفكار وصور ؟.. أم هو بالفعل فقر الخيال؟).
كمثال: سنطرح بعضا من نماذج لأفكار الخيال السينمائي تناولتها بشكل شخصى في قصص لى تم نشرها في مجموعات قصصية.. وهى بمثابة محفز لأفكار أخرى.. مع احتفاظي بحقوقى الفكرية لها، فقد نشرت قصة بعنوان (المزرعة) وقد (تم ترجمتها إلى الإنجليزية)، تتناول قصة مهندس وزوجته وابنه وابنته.. وهم يتابعون في قلق الأخبار على الميديا ليقتفوا آثار العمالقة اللذين انتشروا في المدينة ليخطفوا البشر وبالذات الطفال منهم.. فجاة يتحطم باب الشقة ويدخل منه بعض العمالقة ويحملون الأسرة إلى سيارة نقل تتنقلهم إلى المزرعة.. مزرعة بشرية.. هناك يجدون البشر اللذين تم اصطيادهم حيث يعاملونهم العمالقة كما نعامل نحن الدجاج.. فهم يضعونهم في أقفاص خاصة داخل عنابر تسمين واسعة.. يلقون أمامهم بالأرز المسلوق والخضروات الفاسدة.. يفاجا المهندس بجاره ناظر المدرسة الثانوية في أحد الأقفاص.
إقرأ أيضا : محمد عبد الواحد يكتب: فقر الخيال أم خيال الفقر في الدراما المصرية (2)
وعن طريق الخيال، يأتى أحد العمالقة ويمد يده داخل القفص ليجذب الناظر بعد مقاومة عنيفة ويحمله على كتفه عدوا خارجا ممن العنبر.. متجها الى المقصب.. بينما يسحبون من الأسرة ابنهما الطفل ويحبسونه داخل القفص مكان الناظر فيدور بداخله باكيا.. يشدون الزوجة إلى عنبر التخصيب.. حيث يقف في الانتظار خلف باب العنبر مجموعة من الرجال الأشداء واللذين تتراكم عند أقدامهم فوارغ الفياجرا ليجذب أحدهم الزوجة مغلقا الباب بقدمة وليرتفع صراخها خلفه.. و بينما يجرون الزوج وابنه يمر على عنبر الألبان فيجد نساء مشدودات إلى مقاعد وقد ركبت ماصات على صدورهن لتمتلئ أوعية مختلفة الاحجام و عليها ملصق (لبن بشرى طازج كامل الدسم / 2 لتر).. كما يمر بعنبر الرضع يسارع بالخروج منه عملاق يحمل بين يديه حقيبة يتحرك بداخلها أربعة رضع يسلمهم الى عملاق فيرصهم في صندوق سيارة على جانبيها اسم المطعم وصورة لعملاق يلتهم فخذة طفل مشوية تتوسط صينية زينت حوافها بشرائح البطيخ تعلوها عبارة (اللحم المشوى كما ينبغي).
الخيال بسيارة خشبية
وعندما يصل المهندس على جناح الخيال إلى المقصب تصادفه سيارة خشبية يجرها عملاق خارجة من المقصب وتتقاطر منها الدماء وقد تمددت عليها ذبيحة الناظر مشقوقا الى نصفين.. وحينما يدخل المقصب في طابور.. يجد البشر يدخلون إلى مقصلة كهربائية تطير لها الرأس.. بينما على سير يتحرك باقى الجسم إلى مناشير كهربائية تشق إلى نصفين بينما عمالقة يرتدون أحذية بلاستيكية طويلة يخرجون الأكباد ويلقونها إلى جانب والأمعاء إلى جانب وبخراطيم المياه ينظفون باطن الذبيحة وبينما يحضر آخرون لرص كل صنف في الثلاجة الخاصة به.. وتستمر الأحداث..
وعلى جناح الخيال يذهب طبيب إلى إحدى قرى الصعيد متبرعا وطاقمه الطبي لعلاج دور حمى ألم بسكان القرية.. وهناك يقومون بتطعيم القرية.. وحينما لايجد هناك شبكة تقوية للموبايل يتبرع بإقامة شبكة 5G.. لنكتشف بعد ذلك أن الطبيب هو من دس جراثيم الحمى في مياه القرية.. وأن اللقاح ماهو إلا شريحة الكترونية ذائبة تتجمد مع حرارة جسم الانسان بعد وصولها للمخ.. وأنه بالكمبيوتر وعن طريق شبكة 5G المتبرع بها يقوم بالتحكم في الشريحة، وبالتالى في سلوك أهل القرية لنفاجأ بعد ذلك بانتماءات هذا الطبيب وفريقه ألى جهات نكتشف غرضها أثناء الفيلم.
إقرأ أيضا : محمد عبد الواحد يكتب: الدراما المصرية.. فقر الخيال.. أم خيال الفقر؟ (3)
ويذهب الخيال إلى أنه أثناء حفر مجموعة من الرجال في إحدى قرى الصعيد تنقيبا عن آثار يهربونها إذا بفتحة أرضية هائلة ينزلقون إليها ليدخلون إلى عالم الجوف أرضى.. حيث سكانها الرماديون.. ويمكن الرجوع إلى كثير من الأبحاث التي تناولت دراسة العالم الجوف أرضى وسكانه والفتحات السبع المؤدية إليه والتي تقع أحدها بالفعل في الصعيد.. وهم كما وصفهم رسول الله – ص – (لاتقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما صغار الأعين.. عراض الوجوه.. كان أعينهم حدق الجراد).. وهو ماكشفت عنه عديد من الفيديوهات التي التقطت لهم بالإضافة إلى الأفلام السينمائية التي تناولتهم، في داخل العالم الجوف أرضى نجد الأشجار المقلوبة فجذورها إلى أعلى وفروعها وثمارها إلى أسفل.. والصخور المعلقة في الهواء لانعكاس الجاذبية.. وشلالات المياه التي تصعد فيها المياه وسط الغابات من أسفل إلى أعلى.. ويتابعون ما يخطط له هؤلاء الرماديين من أضرار لمصر.. إلخ.
الخيال وفريق من الأشباح
وفي ظل الخيال نجد بعض التجار المصريين يتعاونون مع الإسرائيليين في تجارات تضر صحة الشعب المصرى.. فنرى فريقا من الأشباح يتحرك هم في الحقيقة خليط من شهداء يونيو 67 وأكتوبر 73 وكل منهم له قصته الإنسانية فيعودون لينتقموا من هؤلاء التجار بتسببهم في سلسلة حوادث مرعبة انتقاما من خيانتهم لما استشهدوا لآجله، طالب يتعرف إلى ساحر من خلال الشات على الانترنت.. لكننا نفاجأ أن الساحر هو جنى بالفعل.. ويحول الطالب إلى لاب توب.. و يستعمله أفراد الأسرة فيفاجا بأسرارهم والجوانب الخفية في شخصياتهم.. وحينما يتفاعل معهم في الأحداث يغير في الإيميلات أو يحذف مستندات ووثائق وغيرها فيبيعون اللاب توب إلى إحدى المحلات ليشترية أحد السياسين فيكتشف أسرار فساد ضخمة.. إلخ.
أما عن تكلفة الإنتاج، فكما أسلفنا القول أن السينما الإلكترونية الآن تحقق كل الديكورات والخدع السينمائية بأرخص برامج سوفت، فقط بالعناية بشباب متميزين من محترفى الذكاء الصناعى والتكنولوجيا، و بالعودة إلى السؤال الرئيسى للمقالات نجد أن مشكلة الخيال في الدراما المصرية ليست في فقر الخيال.. ولا في خيال الفقر، وإنما في الإرادة الحقيقية لأن نكون منتجى الخيال لا مجرد مستهلكين له.