كتب: محمد حبوشة
أثارت شماتة الممثل الإخواني الهارب وجدي العربي في وفاة ابن الفنان القدير حسن يوسف وزوجته الفنانة المعتزلة شمس البارودي، حالة من الاستياء بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي؛ بسبب تعليقه على خبر وفاة عبدالله نجل الفنان الذي توفي غرقا في إحدى قرى الساحل الشمالي، فقد نشر الممثل الإخواني الهارب وجدي العربي، منشورا بدأه بجملة (لا أستطيع الشماتة)، وتبعها برسالة للفنان حسن يوسف ملقبا إياه بـ (أبيه حسن) بطريقة اعتبرها كثيرون (شماتة) بشكل صريح في حدث جلل كالموت، إذ طالبه البعض بحذف المنشور، واتهمه متابع بقسوة القلب وأنه تغير، واعتبر آخر ما كتبه أمر مشين ويدخل في نطاق الحرمانية.
ومن بين التعليقات الغاضبة من وجدي العربي: (امسح البوست دا مش كويس بعد اذنك وفيه شماتة، لا حول ولا قوة إلا بالله أومال لو كنت شمتان، كنت قلت ايه؟، اللهم ارحمه واغفر له وعافه واعف عنه، واربط علي قلب محبيه يا رب العالمين، يا رب ماحد يشوفها في ولاده أبدا، وكتب آخرون (ليه الشماتة؟.. بفكرك دى شماتة.. وكلمة مش وقتها، إنما نقول إنه مصاب كمصابنا وأننا نألم كما هو يألم، انت اتغيرت وبقي قلبك قاسي يا أستاذ، يعني كل ده ومش شماتة! أومال لو شماتة بقى، كل ده وحضرتك مش بتشمت، شماتة مُقنّعة، والله عيب عليك وحرام).
وجدي العربي.. حالة هستيرية
ما حدث من جانب الإرهابي الإخواني الهارب وجدي العربي، والذي دخل في حالة هستيرية من البكاء وهو يوضح بشأن ما قيل إنها (شماتة منه بوفاة نجل الفنان حسن يوسف الذي توفي غرقاقبل أيام، وفاجأ وجدي العربي الفنان حسن يوسف عبر برنامج (في المهجر) المذاع على (قناة (وطن) الإخوانية، قائلا: (أشهد الله أني لم أشمت بك يا أستاذ حسن ولا للحظة ولكن الموت كما قال كأس دوار على الجميع)، وتناول جواله الذي كان على الطاولة ليقول إن فيديو للفنان حسن يوسف نشر مؤخرا، أبكاه وبدأ وجدي العربي يبكي هو الآخر بشدة قائلا: لم أشمت في وفاة نجل حسن يوسف!
إقرأ أيضا : كلاب النار الإخوانية تسعى لخراب مصر
وأضاف وجدي العربي، متحدثا عن حسن يوسف ويؤكد عدم شماتته بمصابه كما زُعم من قبل البعض: (الله يصبره.. الله يصبره.. رغم كل ما قاله فينا ورغم تأييده للنظام القاتل، ولو أنه تراجع عن تصريحاته باكيا إنما هى تنم عن حقد إخواني مقيت من جانب عناصرها التي ترى أن لها حقوقا مزعومة في هذا الوطن الذي دمرته في فترة حكمها الأسود لمدة عام كادت مصر تخرج من الباب الخلفي للتاريخ غير مؤسفا عليها، لو مشيئة الله وقدرته على أن تظل هذا البلد محروسة بجيشها وأبنائها المخلصين الذين سخرهم المولى عز وجل لحمايتها وعلى رأسهم القائد الجسور الرئيس عبد الفتاح السيسي في لحظة من عمر الزمان والمكان.
وجدي العربي وممدوح عبد العليم
تبدو لي تصريحات وجدي العربي نهجا اتبعه من زمن بعيد، فقد شاهدت بالصدفة جزءا من برنامج تليفزيوني يقدمه، كان البرنامج بمناسبة وفاة السيناريست المبدع وحيد حامد، لم ألتفت إلى صوته ولم أهتم بسماع أي من كلامه الذي لا يطاق أصلا إلا عندما قال: لن أترحم على الفنان حسن يوسف – أطال الله عمره – حين يموت، كما لم أترحم على الفنان ممدوح عبدالعليم حين مات، مبررا موقفه بأنهما كانا ضد الرئيس الإخواني محمد مرسي، – رحم الله جميع أمواتنا، في تلك اللحظة فكرت فيما قاله وجدي العربي وفيما حدث له حتى يصل إلى هذه الدرجة من التطرف الأحمق والحقد الأسود الذي يملأ قلبه.
إقرأ أيضا : الإخوان الإرهابية تشن هجوما ضاريا على إلهام شاهين !
فقد نسى وجدي العربي أن الأعمار بيد الله وأنه لا يملك من نفسه شيئا ولا يعلم من سيسبق من في الموت، فمن أدراه أنه سيعيش حتى لحظة وفاة أي إنسان آخر، ليرفض الترحم عليه، وما تسبب في صدمتى أكثر هو ما جاء في ذاكرتى فور مشاهدتي له من طفولة العربي وما قام بأدائه من أدوار وهو طفل صغير، وكيف لم يحصن هذا الطفل من التطرف رغم وجوده في بيئة فنية المفترض أن تكون هى حائط الصد ضد التطرف والإرهاب في مجتمع وجدي العربي وكل المجتمعات عموماً، فالفن أداة مهمة من أدوات تقدم المجتمعات وتحضرها.
والحقيقة أن وجدى العربي وخلال فترة شبابه التي كانت في بداية السبعينيات وما تلاها من انتشار للتيار الإسلامي المتطرف قد تعرض بالفعل لحملات تشويه العقول، وقد تعرض معظم جيلنا لتلك الحملات والمحاولات، التي قادها التيار الإسلامي المتطرف الذي يتواجد بيننا بأشكال متعددة، باللحية والجلباب مرة. وبالبدلة والابتسامة الكاذبة مرة أخرى، في المسجد والمدرسة والحضانة مرات ومرات، يطل علينا عبر شاشات تليفزيونية وبرامج ومواقع السوشيال ميديا وما أكثرها وأسهلها انتشارا.
وجدي العربي نتاج فكر متطرف
فقد اعتاد تيار التطرف والإرهاب على اختراق عقول الأطفال والشباب مثل وجدي العربي وأمثاله من الفنانين المغرر بهم، وفقا لنصائح وتعاليم مؤسس الإرهاب الأول حسن البنا، واستمر منهجه وتناقلته كل الفرق المتطرفه حتى تحول بعض أفكارهم إلى مسلمات، فتجد التفسير الشعبي المسلم به عند عموم الناس للوصف القرآني (المغضوب عليهم والضالين) أنهم اليهود والنصاري، وتجد وصفا لقتلة وإرهابيين كحسن البنا وسيد قطب بالشهيدين، وتكتشف من أفكارهما، أن النساء أقرب طريق إلى النار، وأن حجاب المرأة هو المنجي والنقاب عفة وطهارة، وأن يد الله مع الجماعة وعليك أن تفسر لوحدك من تكون الجماعة، وهكذا يدور مجتمعنا في أفكار متداولة، يقولها ويرددها شيوخ البدلة والكرافته كما يرددها شيوخ الجلباب واللحى الطويلة، رحم الله شعب مصر ونجاه من هذا التطرف.
صرح وجدي العربي مسبقا: أن جزء كبير مما يعرض في التلفزيون ابتذال وعري مرجعا ذلك إلى المناخ العربي الذي أغفل بناء أجيال تحمل أمانة ورسالة، ووصف الوسط الفني بأنه مجتمع فساد في فساد، مشيرا إلى أنهم في الوسط الفني استهزأوا به عندما أراد الله له الهداية، وقالوا: (دا كان كويس جدا ماذا جرى له؟)، فضلا عن نشره الأكاذيب والافتراءات ضد الفنانين المصريين زاعما أن أعمالهم تنشر الفسق والفجور في المجتمع، مطالبا بفن جوهره النصح والإرشاد ينبثق من دولة دينية يعتلى عرشها أحد قادة الجماعة.
وأخيرا أوقول لوجدي العربي وأمثاله: إن شخصية مصر هى نتاج هذا الخليط المدهش من طبقات حضارية تفاعلت على مر العصور لتنتج تلك السبيكة الوطنية رائعة التكوين التي كانت وستبقى صامدة في مواجهة أعداء الخارج والداخل، ورغم محاولاتهم الدائمة بزعزعة الثقة بالمواطن المصري في بلده وقادته في ظل ظروف اقتصادية ضاغطة بإطلاق الشائعات عبر آلاتهم الإعلامية التي برعت في خلق الأكاذيب، لكن الشعب المصري يعي جيدا تلك المحاولات، وعادة ما يرجع رصاصتهم الغادرة في نحرهم عندما يحاولون اختراق الجدار الصلب الذي يحوي الجيش والشعب في سلة واحدة عصية على الغدر والتفريق.