كتب : أحمد السماحي
بعد الطبطبه، هل أصبحنا نعيش عصر بلبطة الغناء اوالهزهزة، والدغدغة؟! هذا السؤال طرحته على نفسي، وطرحه معي مجموعة من المشاهدين وتسألوا ما هذه الموجة الغريبة من أسماء الأغنيات التى طرحت خلال موسم الصيف الجاري؟! والحقيقة أن هذه الموجة سببها إفلاس الوسط الغنائي، فما إن تنجح مفردة ما حتى تتحول إلى مفردات كثيرة مشتقة منها، فأسوأ ما يعاني منه الوسط الغنائي في هذه الفترة هو سرقة الأفكار سواء اللحنية أو الكلامية، ما أن يتعب شاعر ما في كتابة مفردات جديدة لم نسمعها من قبل في الأغنية المصرية، أو يضع ملحن ما فكرة تحتوي على جمل لحنية جديدة حتى نفاجأ بعدها بشهور وأحيانا أسابيع بحالة من حالات السطو على هذه الكلمات أو هذا اللحن دون أى مراعاة لحقوق الملكية الإبداعية والفكرية، ونجد أنفسنا أمام عشرات الأغنيات التى تتحدث عن نفس الفكرة أو تسرق نفس المفردة الجديدة.
وحالات بلبطة الغناء لم تعد قاصرة على مصر فقط ولكنها انتشرت فى أرجاء الوطن العربى حيث يكون أبطالها مطربين وشعراء وملحنين مشهورين حاولوا الالتفاف على الأغاني الأصلية وسرقة الجمل اللحنية والكلمات وإعادة توزيعها في ظل غياب ضمائرهم أو احترامهم للفن والمهنة، وقد حدث هذا كثيرا، وقريبا سنتوقف عند هذه السرقات التى أصبحت تهدد وتحبط كل شاعر وملحن، وموزع، يجتهد في خلق شيئ جديد لم يسبقه إليه أحد.
أيمن بهجت قمر وبلبطة الغناء
من الشعراء المصرين الذين أضافوا مفردات جديدة لم تكن موجودة من قبل في قاموس الأغنية المصرية الشاعر أيمن بهجت قمر، الذي يتعرض طول الوقت لسرقة مفرداته والالتفاف حولها، فمثلا منذ حوالي ثلاث سنوات كتب أغنية بعنوان (بالبنط العريض) لحن وغناء حسين الجسمي، وتوزيع توما، التى كانت مليئة بالمفردات الجديدة تماما على الأغنية المصرية، وحققت مشاهدة عالية للغاية وصلت لحوالي 612 مليون مشاهدة، ومن المفردات التى نالت إعجاب الجمهور في كل مكان جملة (لقيت الطبطبه) التى انتشرت انتشار النار في الهشيم مثل البلبطة التي يجتاح بها هذا الموسم الصيفي.
حسين الجسمي وبلبطة الغناء
المتابع لموسم الصيف الجاري يجد مجموعة من الأغنيات طرحت أو في طريقها للطرح، تتحدث عن نفس فكرة (الطبطبه) أو بمجرد ذكر اسمها يتبادر على الفور لك أغنية (الطبطبه)، فمنذ أيام قليلة طرح مطرب (الطبطبه) حسين الجسمي أغنية صيفية جميلة على جناح بلبطة الغناء، كلمات إيهاب عبد العظيم، ألحان عمرو الشاذلى، توزيع ومكس وماستر عمرو الخضري، ورغم أن موضوع الأغنية مختلف تماما عن أغنية (الطبطبه) حيث تتحدث الأغنية الجديدة عن طقس من طقوس الصيف، وهو رغبة شاب في الذهاب إلى المصيف، لكن التشابة الكبير بين كلمتي (الطبطبة والبلبطه) وجملة (وأقضّيها بلبطة بلبطة) جعلت الجمهور يعقد مقارنة بين الأغنيتين، وراحت لصالح أغنية أيمن بهجت قمر.
سيرين عبدالنور تخالف بلبطة بهزهزه
نفس الحال حدث مع أغنية (هزهزة) للمطربة اللبنانية سيرين عبدالنور، العائدة إلى ملعب الغناء بعد سنوات من الابتعاد، حيث عادت هذا الصيف على جناح كليب (الهزهزة) كلمات ملاك عادل، ألحان محمد يحيي، وتوزيع محمد عباس، ورغم اختلاف مضمون الأغنية أيضا عن الطبطبة وبلبطة الغناء، لكن شاعر الأغنية التف حول الكلام، وكتب على نفس السياق، وحاول أن يجددد في كلمات الأغنية الشعبية حيث كتب قائلا :
قول كده هزهزة بتهزني اذا حسيت بلذاذا وانت جنبي
قول نغنغنشه نغشتني اختشى قلبي بقى فراشه لونها بمبي
من غير ولاعه ولعت يا جماعه أنا في المعمعه آه يا قلبي
قلبي يا قلبي، قلبي يا قلبي
جوزيف عطية يبدل بلبطة الغناء ببغددة
مع بداية موسم الصيف الجاري طرح المطرب جوزيف عطية كليب بعنوان (البغدده) كلمات وألحان عزيز الشافعي، توزيع وسام عبدالمنعم، ورغم اجتهاد الشافعي في كتابة مفردات جديدة، وتوظيف هذه المفردات في لحن عذب جميل، لكن حدث لجمهور المشاهدين ما سبق وحدث في الأغاني السابقة التى ذكرناها، حيث قارن بين (البغددة) والطبطبة والبلبطة، يقول مطلع أغنية (البغددة) :
ياللي جمالك ما خطر، على عيني متعتي النظر
مشتاق انا وكلك نظر، ده حرام اقارنك بالقمر
بيغازلك العود والنغم ، ويليق لك الطيب و النعم
لو تؤمري مليون نعم نعم نعم
لايق عليكي البغدده ،وطابور قصادك مالخدم
و يهدهدوكي هدهده، والله اللي دلع ما ظلم
أبو و(دغدغة)
منذ أيام قليلة أعلن المغني أبو الذي اشتهر بأغنية (3 دقات) عن طرح ثاني أغنية جديدة له من ألبومه (فارق ع الكل)، بعنوان (دغدغه) من ألحانه، وكلمات أحمد حسن رؤول، وتوزيع رامي سمير، وأعلن مؤلفها أن الأغنية مختلفة، وفيها فكرة، وتمس كل الناس الناجحين في حياتهم، لكن بشكل (كوميرشل) فرحة ورقص وحياة، ونحن في انتظارها ونتمنى أن تخرج عن الإطار والشكل الذي قدم في أغنيتي الطبطبة وبلبطة الغناء.