كتب : أحمد السماحي
رشدي أباظة هل يعرف أحدكم هذا الاسم؟ من المؤكد أن الملايين على امتداد خريطة الوطن العربي سيجيبون بصوت واحد ساخرين، ومن الذي لا يعرف دنجوان السينما العربية؟، ولكن مع الأسف كلنا لا نعرف رشدي أباظة! أو بمعنى أدق لم يعرف هذا الرجل الذي ولد في الثالث من أغسطس 1925 ومات يوم 27 يوليو 1980 إلا نفر قليل جداً من عائلته، لم نعرف عن رشدي أباظة أكثر من كونه عاشقا للنساء والخمر والصخب والضحك و(الفرفشة)، لم نعرف عنه إلا أنه ذلك الرجل المزواج الذي قالت إحدى زوجاته عبارة صارت مثلاً (من لم تتزوج رشدي أباظة لم تتزوج!) ولم تكن تقصد المعنى الجنسي للجملة، ولكن كانت تعني أنه يجيد معاملة المرأة بطريقة راقية وشيك جدا.
وقد حكت لي إحدى نجماتنا الكبار الذين رجعت إليهم أثناء الإعداد لكتابة كتابي (الدنجوان رشدي أباظة.. أسطورة الأبيض والأسود)، ما يؤكد هذه الجملة حيث قالت أنها كانت تصور مع رشدي أباظة فيلم في لبنان، وفي إحدى الأيام كانت بصحبته، ورأت فستانا جميلا في أحد المحلات، وأبدت إعجابها بالفستان أمامه، وفي اليوم التالي كان الفستان عندها.
إقرأ أيضا : الدنجوان (رشدي أباظة) فى ذكراه الـ 41: كاميليا حملت من الملك فاروق!
كثير من الناس وأهل الصحافة والإعلام وبعد مرور 43 عاماً على وفاة رشدي أباظة لم يقتربوا من رشدي الإنسان الذي عاش بائسا ومات وحيداً، ولم تكن حياته القصيرة سوى رحلة يبحث خلالها عن شئ يتخيله في كل امرأة قابلها، وعندما يفيق من الخيال يهرب إلى امرأة أخرى، وهكذا حتى مات دون العثور على ضالته، وربما كان الكثيرون يحسدون رشدي أباظة ذلك المعشوق من النساء، لكن من يقترب منه كإنسان سيغير فكرته عنه، ويعرف أنه كان يستحق هذا الحب من النساء والرجال لأنه كان يحمل قلبا من ذهب.
الدنجوان رشدي أباظة
ولقد استمتعت جدا في فترة الإعداد لكتابي (الدنجوان رشدي أباظة .. أسطورة الأبيض والأسود) وشاركني الاستمتاع شقيقه الفنان الراحل فكري أباظة الذي كان شريكي في خروج مذكراته للنور، وأيضا صديقي النجم الكبير نور الشريف الذي كتب مقدمة الكتاب نظرا لحبه الشديد لرشدي أباظة وإعجابه بالحلقات التى كانت تنشر على حلقات في مجلة (الأهرام العربي) وحققت توزيعا كبيرا جدا، كما نفذت النسخة الأولى من الكتاب خلال أسابيع قليلة.
من بين الذكريات التى قصها علي الفنان فكري أباظة سر عدم اشتراكه في فيلم (أريد حلا) قصة حسن شاه، سيناريو وإخراج سعيد مرزوق، حوار سعد الدين وهبه، وبطولة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامه وليلى طاهر ورجاء حسين، وغيرهم، والذي يعد علامة بارزة فى تاريخ السينما المصرية.
إقرأ أيضا : سر كتابة (نور الشريف) مقدمة كتاب (الدنجوان رشدي أباظة)
حيث قال فكري: في عام 1975 قام رشدي أباظة ببطولة 5 أفلام هى: (يا رب توبة، يوم الأحد الدامي، حبي الأول والأخير، أبداً لن أعود، وشباب هذه الأيام)، وفي نفس العام قرر الفنان صلاح ذو الفقار إنتاج فيلم (أريد حلاً) للكاتبة حسن شاه والمخرج سعيد مرزوق، ورشح لبطولته رشدي أباظة الذي أبدى إعجابه الشديد بالسيناريو، رغم أن دوره يفيض شراً تجاه البطلة المحبوبة فاتن حمامة، وعلق يومها على ذلك بقوله: (أشعر بالسعادة عندما يكرهني الجمهور.. مثلما أشعر بنفس السعادة عندما يحبونني لأنني في الحالتين أكون قد نجحت في أداء الدور).
ثورة رشدي أباظة على فكري
ويضيف فكري أباظة : في هذا الفيلم كان من المقرر أن يقوم الفنان حمدي حافظ بدور الأبن، وأنا بدور الحبيب الذي تلجأ إليه البطلة بعد هروبها من قسوة وعنف زوجها رشدي أباظة، وعندما علم رشدي أباظة بقيامي بدور الحبيب ثار ثورة عارمة، وطلب من المخرج إسناد الدور لممثل آخر، وهذا الموقف أغضبني جدا، وخاصمت رشدي لعدة أيام، وعندما علم بغضبي، جاء إلي في منزل العائلة، وأوضح لي الأمر بقوله: (إن المشاهد سيفقد المصداقية في الفيلم، فكيف تقع البطلة في حب شاب آخر غير زوجها هو شقيقه في الواقع) فسامحته على مضض، لكن بعد ذلك أدركت أن رشدي أباظة كان على حق.
إقرأ أيضا : سر رفض “رشدي أباظة” العمل مع “توفيق صالح؟!
من المعروف أن فيلم (أريد حلا) عرض عام 1975 ، وكان يمثل عودة للتعاون بين فاتن حمامه، ورشدي أباظة بعد 12 عاما من تعاونهما في فيلم (لا وقت للحب) عام 1963، وشكل أيضا اللقاء الأخير بين النجمين الكبيرين، وكان صناع الفيلم قد اتفقوا على أن يطلقوا على الفيلم اسم (الجلسة سرية)، وبعد جلسات بين صناع الفيلم اقترحت سيدة الشاشة بسبب نهايته أن يطلق عليه اسم (أريد حلا) ليكون العنوان صرخة تطالب بها كل نساء مصر الذين يريدون الطلاق من زوج فاسد أو منحرف أو عاطل، ولا يتمكن من الحصول على هذا الطلاق، ورحب الجميع بأقتراحها.
