بقلم : محمد حبوشة
إن الأداء الصوتي عند إلهام المدفعي هو فن له معارف وعلوم لا بد من درسها، ومهارات لا بد من إتقانها، ويظن الكثيرون أن مهمة فنان الأداء الصوتي تبدأ عندما يدلف إلى ستديو الصوت ويقف أمام المايكروفون ليسجل، وهذا يبخس هذا الفن قدره، إن مهمة فنان الأداء الصوتي تبدأ مذ يقع النص بين يديه، فيفهمه فهما جيدا عميقا، يقول عبد القاهر الجرجاني، في مقدمة كتابه أسرار البلاغة: (فإذا رأيت البصير بجواهر الكلام يستحسن شعراً أو يستجيد نثْراً، ثم يجْعَلُ الثناءَ عليه من حيث اللّفظ فيقول: حُلْوٌ رشيق، وحَسَنٌ أَنيقٌ، وعذبٌ سائغٌ، وخَلُوبٌ رائعٌ، فاعلم أنه ليس يُنبئك عن أحوالٍ ترجعُ إلى أجْراس الحروف، وإلى ظاهر الوضعِ اللغويّ، بل إلى أمرٍ يقع من المرء في فؤاده، وفضلٍ يَقْتدحُه العقلُ من زِناده).
أي إن سر الجمال والبلاغة في أي كلام يغنيه إلهام المدفعي، لا يرجع إلى جمال اللفظ وأجراس الحروف، ولكن الجمال يكمن في تلك المشاعر التي حركت قلب المطرب من خلال الكلمات، أو الأفكار التي اشتعلت في عقل الكاتب، فكون العَلاقات بين الكلمات وإنشاء الجملة تلو الجملة، يكتب شعرا أو نثرا، أدبا أو علما، وإذا كانت القراءة تهدف إلى الاستمتاع ونيل المعرفة، فإن فنان الأداء الصوتي يقرأ النص الذي سيسجله ليعرف كيف كان يشعر الكاتب وكيف كان يفكر، ثم يستخدم أدوات التحكم في الصوت ومهارات التسجيل ليعبر عن هذه الأفكار والمشاعر، تماما كما يفعل إلهام مدفعي في غناء العذب الذي يتطرق من خلاله إلى ألوان مختلفة من الموسيقى.
إقرأ أيضا : فيروز .. ملاك الغناء الثائر على مقام الدهشة الرحبانية
الغناء عند إلهام المدفعي سلوك أبدي يلمس أعماقك، هكذا هى التجربة الغنائية عنده، أن يجعلك تشعر وتعيش بجوها الذي يأخذ طابعا لحنيا، ولعل التحكم بالصوت يؤدي لارتياح المتلقي بدلا من تضييع الإحساس بصوتك المشتت، ومن هنا فإن عملية التحكم عند إلهام المدفعي تتطلب العودة للأصول: (الدندنة.. دندن على قدر ما تستطيع، ذلك يمرن أحبالك الصوتية ويجعلها سلسة، وإذا أعجبتك أغنية، لاتقلد الفنان في تنقلاته (ستضيع بعلو الطبقة ولن تمسك بالعرب وهى الاهتزازات على مستوى النغمة بحروف المد).. غنيها بروية وانخفاض، هكذا تتحكم بصوتك فيها أكثر.
إلهام المدفعي بصحة جيدة
لا يخفى على أحد أن المغني الذي يتمتع بصحة جيدة هو أكثر حظّا من المغني الذي يعاني من أدني مشكلة صحية كانت، بدءا من الأنفلونزا الموسمية إلى الحساسية الربيعية أو أي مشكلة في الجهاز التنفسي، مرورا بمشاكل الحموضة المفرطة من المعدة والتي تسبب ضررا كبيرا على الأوتار الصوتية، ومضار التدخين الذي يتنشقه المغني في أماكن يقصدها أو يغني فيها، هذا إن لم يكن هو المدخن في الأساس، كل هذه العوامل يتجنبها إلهام المدفعي لأنها تؤثر سلبا في صحة الصوت وتمنعه من النمو والتطور مع الوقت، كما يضر الإرهاق وقلة النوم (أو عدم التوازن في ساعات النوم) بشكل مباشر في الصوت وفي طبقاته إذ يصبح عريضا بشكل ملحوظ ويفقد لمعانه .
ماذا لو كان المغني يتمتع بصحة جيدة وبنمط معيشي صحي ويداوم على الرياضة ويتبع نظاما غذائيا جيدا جدا، وينام جيدا، ويبتعد عن كل مصدر مسبب للانزعاج أو العصبية، لذا يحرص إلهام المدفعي على صحته دائما متجنبا كل ما يؤدي إلى أن يفقد صوته؟، في هذه الحال يكون السبب الرئيسي لفقدانه صوته تقنية الغناء التي يتبعها، وهى حتما خاطئة وغير نافعة له ولصحة صوته، وكم من مغن فقد صوته بعد الإفراط بالمجهود على أوتاره الصوتية، وكم من مشاكل يمكن أن تتحول إلى دائمة أو chronical إذا لم تعالج كما يجب وذلك عبر إعادة تأهيل صوتية ويتولاها مختص في الصوت وعالم بشتى أنواع مشاكله، إن المشاكل المتأتية من سوء استعمال الصوت أو كثرة إرهاقه يجب يعالجها إلهام المدفعي بحرفية وبضمير صاح يدرك مدى الخطورة التي تحيط بالصوت.
ولا يستهين إلهام المدفعي باللحميات التي تلتصق بالأوتار الصوتية وتسبب سكوتها الكامل أو بالنسبة لبعض النوتات، فيكون الصوت طبيعيا في بعض النغمات ويخرس فجأة في أماكن ليست في الحسبان، باختصار، إن علم الغناء والتخصص في الصوت لدى إلهام مدفعي لهو أمر ضروري لكل مغن محترف فان آلته هذه وهى هبته من السماء، إن لم يجد الحفاظ عليها فلا يمكنه استبدالها وفي هذا يترجم مدفعي المقولة الفرنسية الآتية: on a mille voies pour chanter : mais une seule voix pour protéger، ما معناه (أن لدينا ألف طريقة للغناء ولكن ليس لدينا سوى حنجرة واحدة للحفاظ عليها) .
إلهام المدفعى.. تاريخ كبير
إلهام المدفعى، قامة غنائية كبيرة، وفنان أصيل له تاريخ كبير على مدى السنوات الماضية التى أمتع فيها جمهوره بصوته العذب وأغانيه التى لا يزال يتغنى بها الكثير من المستمعين والمطربين الآخرين، ولد إلهام المدفعى عام 1942 فى بغداد بالعراق، ويروي المدفعي، الذي تعلم العزف على الجيتار وهو في سن الـ 12 أنه نشأ (في منزل يعشق الموسيقى، كان الجميع فيه يغني، من رجال ونساء وأطفال، ويضيف الفنان الذي مازال يستقطب جيلا كاملا من المهتمين بالموسيقى العراقية: (في ذلك الوقت، في خمسينات القرن الـ 20، كان الفن مزدهرا في العراق. ففي بغداد وحدها كان يوجد 85 مغنية عراقية يغنين في الملاهي التي كان يزورها كبار القوم).
إقرأ أيضا : عبد الوهاب الدكالي .. عميد الأغنية المغربية
وفي الستينات شكل إلهام المدفعي فرقة (ذي تويسترز)، وهي من أوائل مجموعات موسيقى الأغنيات الغربية في العراق، وعندما أرسلته عائلته إلى لندن لدراسة الهندسة المعمارية أسوة بإخوته، ازداد حبه وولعه بالأغنيات الغربية، خصوصا أغنيات فرقة (بيتلز) البريطانية، وعندما عاد المدفعي إلى بغداد عام 1967 قرر تشكيل فرقة جديدة أطلق عليها اسم (13 ونص) واستخدم فيها الجيتارات الكهربائية والطبول والباس والبيانو في إحياء الكثير من أغنيات التراث العراقي بتوزيع غربي مفرح، ما سبب صدمة للمدافعين عن الموسيقى العربية الكلاسيكية الذين طالبوا بإيقافه عند حده.
ولكن إلهام المدفعي استمر وقدم أجمل أغنيات التراث، منها: (جلجل علي الزمان، مالي شغل بالسوق، فوق النخل، زارع البزرنكوش، بين العصر والمغرب، خطار عندنا فرح، مالى شغل بالسوق، بنت الشلبية، دشداشة وشلشل) التي حقق ألبومها أكثر مبيعات في الشرق الأوسط لثلاث سنوات متتالية، وحصلت على لقب الألبوم البلاتيني من شركة (إي إم آي) البريطانية، وإلى الآن يسعى العديد من المطربين فى الوطن العربى إلى إعادة غناء بعض من أغانيه، وفي هذا الصدد يقول: تأثرت فى الصغر بالمقرئ عبدالباسط عبدالصمد، وظل هذا الصوت هو المميز بالنسبة لى، وكان التأثر الأكبر بالنسبة لى بلبنان ومدارس لبنان الموسيقية، بحكم زياراتى الكثيرة لها.
إلهام المدفعي مجدد الأغنية
وعن تجديده للأغاني العراقية التراثية قال إلهام المدفعي: (عندما انطلقت قبل السبعينيات بوضع روح موسيقية جديدة للأغنية العراقية التي يسمونها تراثية كنت أعرف أن هناك من سيقف ضد هذا التجديد، أنا وضعت إطارا آخر لهذه الأغاني، ولم تكن بالنسبة لي هذه الخطوة مغامرة أو مقامرة بل كان كل شيء محسوبا، وأنا قررت المضي بهذا المشروع التجديدي الرائد من أجل الموسيقى العراقية وتطورها)، مضيفا: (أما المعارضة التي كانت ضد هذا الأسلوب فهي طبيعية، وفي أي مجال يكون هناك تجديد، سواء بالرسم أو الشعر أو الكتابة أو التصوير والموسيقى، تكون هناك معارضة من التقليديين، لكن على من يعمل على مشروع ريادي وتنويري أن لا يقف عند هذا الاعتراض أو ذاك بل عليه أن يبرهن نجاحه واستمراريته، وهذا ما أنجزته أنا).
وأضاف إلهام المدفعي قائلا: (كنت أعرف بأن ما أنجزه هو الصحيح ويجب ادأن لا أتراجع، وللأسف وبدلا من أن يدعمني، وقتذاك أحد، وقفوا ضدي وقالوا (هذا ما يصير) فأجبت، ماذا تعنون بذلك، أنا رسام ووضعت لوحتي لأنقل على سطحها صورة ما بألواني وأسلوبي فمن يحدد هذا صحيح وهذا خطأ؟ أنا تركت ذلك للجمهور الذي دعمني وأحب أسلوبي حتى اليوم، والحقيقة يقول إلهام المدفعي: إنه فى الألفية الجديدة حدث هبوط فى مستوى الموسيقيين عموما، خاصة مع اختفاء الآلات الموسيقية التى لها دور كبير فى إنشاء الموسيقى المختلفة، وظهور الموسيقى الإلكترونية والتى لا تقارن بها، حيث إنها أزرار إلكترونية، وتحول الأمر إلى هندسة الموسيقى والتى تحتاج إلى مبدع، خاصة مع وجود الآلات الموسيقية التى لا يمكن تعويض صوتها بغيرها، مثل الأوكارديون، كما يوجد العديد من الآلات التى أتأثر بها مثل القانون، والربابة التى استمعت إليها أثناء وجودى فى القاهرة بمنطقة الحسين وتأثرت بها كثيرا.
علاقة إلهام المدفعي بمصر
وعن علاقته بمصر يقول إلهام المدفعي: حاولت فى بداية مشوارى الفنى، وأتيت عددا من المرات إلى مصر، وكان هناك تواصل مع صديقى المخرج والمؤلف الراحل رضوان الكاشف، والذى كان رحيله كارثة بالنسبة لى، وإلى الآن أحب أن أزور الأماكن التى تحمل لى الذكريات فى مصر، ولذلك كل شىء ممكن أن يحدث، ولعل الظروف السياسية فى العراق تحكمت فينا، وكانت هناك مواجهات لمنعى فى فترة من الفترات، ولكن الأمر لم ينجح، فأنا من أوائل الأشخاص الذين يعزفون جيتار فى العراق، ومررت بمراحل طويلة ولكن لم يكن يوجد إنتاج وقتها، فى فترة الستينيات سافرت إلى الكويت عن طريق الصدفة وبدأت الطريق من هناك، وكنا نقوم بتقليد الفرق الأخرى مثل Beatles، ولكن بإيقاعات وأغان شرقية.
قدمت أغنية (فوق النخل) فى بغداد لأول مرة ولم يتفاعل معها الجمهور، خاصة أن الجمهور فى العراق من النوع المحافظ الذى لا يقبل التغيير سريعا، والأغنية وقتها كانت سابقة لعصرها، وكان أول من غنى هذه الأغنية فى مصر هو المطرب (نسيم مراد) عم المطربة (ليلى مراد)، وهو يهودى عراقى، ومن المجموعة التى كان معه صالح الكويتى، وداود الكويتى وكانوا مختصين فى هذا النوع من الأغانى، لذلك انتشرت هذه الأغنية فى مصر انتشارا واسعا، وحقيقة بعد رفض الأغنية فى العراق وعدم تحقيق صدى مثلما حدث فى مصر قررت منذ هذه اللحظة أننى سأغير الخريطة الموسيقية فى العراق، وبدأت بالفعل، وواجهت العديد من المشاكل وكان منها منعى من السفر خارج البلاد، ولكن مع ذلك كنت واثقا من عملى، واتجهت بعدها إلى الأردن وحصلت على الجنسية الأردنية وبدأت حياتى فى الاستقرار، والوصول إلى هدفى.
إلهام المدفعي محب للجيتار
يقول إلهام المدفعي: واجهت العديد من المشاكل بسبب الأوضاع السياسية فى البلاد العربية التى انعكست على حياتنا، وعندما سافرت كانت هناك أصداء لتلك الأوضاع، حيث كانت بعض المحلات تعلق لوحة مكتوبا عليها (ممنوع دخول العرب والكلاب)، ولكنى استكملت دراستى بصعوبة فأنا لم أدرس الموسيقى فى العراق، ولكنى كنت محبا لها، وفى طفولتى وصلنى الجيتار كهدية فى الصف السادس الابتدائى، وقررت أن أتعلم العزف عليه بمفردى دون مساعدة من أحد، ولكن من قبل تلقى الجيتار كنت قد قمت بعمل عود بدائى الصنع فى المنزل، وخصصت منطقة لأتمكن من اللعب بمفردى، وكان أخى يراقبنى وأنا أتدرب فى المنزل، ولكن مع الوقت تعلمت (دوزنة) الأوتار وغيرها من الأساسيات، وبدأت بمشاهدة العديد من الأشخاص الذين يعزفون على الجيتار، ولكن أكثر من أثر بى هو شخص يدعى (رياض)، عازف وصديق مقرب.
ويعتبر إلهام المدفعي أن (ليس من السهل أن يعيش المرء بعيدا من بلده، فالارتباط الأساسي للفنان هو في بلده منبع التراب والفن، ولكن كلنا تركنا بلدنا لسبب ما، ورغم أنه غنى في أشهر قاعات العالم كـ (رويال ألبرت هول، وكوين أليزابيث هول) في لندن ومسرح (تريانون) في باريس ودور الأوبرا في العديد من دول العالم، يحلم المدفعي بأن يغني يوما في (مقهى الزهاوي)، أقدم مقاهي بغداد، وهو تأسس عام 1917 ويقع في بداية شارع المتنبي وسط بغداد، وكان يغني فيه أبرز مطربي المقام العراقي محمد القبانجي ويوسف عمر.
أشهر أقوال إلهام المدفعي:
** لو أني أجيد اللغة الكوردية لكنت غنيت الأغاني الكوردية الجميلة والمعبرة بأصوات المطربين والملحنين والعازفين، مشيرا إلى أن (للكورد ثقافتهم الخاصة التي تختلف عن الثقافة العربية وهذا بحد ذاته يميز الأغنية الكوردية التي لها شخصية مميزة تماماً عن الأغنية العربية العراقية).
** أنا أول فنان موسيقي عدت إلى العراق، بغداد وأربيل، وفي أوقات وظروف صعبة من أجل لقاء جمهوري ومشاركته ظروفه الصعبة والعزف والغناء له من أجل عبور المسافات نحو محطات سعيدة وآمنة، فالعراق وطني وهذا جمهوري الذي ساندني على مر عقود طويلة.
** كل ما فعلته هو تجديد الأغنية العراقية القديمة كي تبقى وتقاوم الزمن مثلما نرمم بناية قديمة لكي تبقى وتقاوم آثار الزمن.
** يجب أن نستمر بالغناء في كل الظروف حتى نبعث برسالة أمل إلى العالم، فالموسيقى هي لغة الشعوب، تعبر كل الحدود وتصل إلى أقصى بقاع العالم.
** الناس كانوا معتادين على الآلات الموسيقية الشرقية والملابس الشرقية، أما أنا فغيرت كل هذا وابتكرت أسلوبا جديدا، كنت أدافع عن الأغنية الحديثة التي بإمكاننا عرضها في كل مكان بالعالم.
**أنا لم أحقق شيئا بعد.. البحث مستمر، فالسعي وراء الجديد لا يتوقف، الجديد والأصيل الذي يبقى خالدا في ذاكرة الناس، لا أريد أن أتوقف عند حد معين أو قالب معين، إن من يكسر القوالب ليخرج بجديد لا يمكن أن يضع نفسه في قوالب جديدة.
** إنني لا أصدر فنا رخيصا كذاك الذي يزداد رواجه هذه الأيام، إن الجمهور العربي لديه ذائقة وحساسية عالية تجاه الفن الملتزم، وأنا أعول على هذا الجمهور بعكس كثير ممن يقولون أن هذا الجمهور فقد بوصلته، وساءت ذائقته، أنا أؤمن بالمستمع العربي الذي حالما يجد منفذا لكل ما هو رائج هذه الأيام يسارع للتمسك به.
وفي النهاية لابد لي أن أقدم تحية تقدير واحترام لهذا الموسيقار الثمانيني المتمرد إلهام المدفعي، المعروف بكونه أدخل الفرح في الأغنية العراقية التي غالبا ما تطغى عليها مسحة الحزن، جاعلا الشباب يرقصون على أنغامها، طوال الوقت، وشكل إلهام المدفعي لونا غنائيا جديدا في بداية سبعينات القرن الماضي، وكان يبحث عن التمرد والبحث عن الغرائبيات في السلوك والثقافة والأزياء بصورة عامة، وبهذا كان المدفعي يلفت انتباه جيل جديد بالكامل من المعجبين إلى روائع الموسيقى العربية خلال سنوات المجد في السبعينات، عندما كانت الحياة آمنة ومستقرة في العراق، وفي بداية انطلاقته في الستينات لم يكن للآلة الموسيقية الشرقية دور في فرقته التي كانت تضم جيتارين وآلتي باس وإيقاع، لكنه أضاف في السبعينات آلة القانون ثم الناي والجوزة والإيقاعات، وهو بهذه الطريقة زاوج بين الآلات الغربية والشرقية.