عمر الشريف : لم أخن فاتن حمامه لكني كنت أؤجر جسدي لبعض العابرات
كتب : أحمد السماحي
نحيي هذه الأيام ذكرى النجم العالمي عمر الشريف أحد أساطير الفن المصري، الذي رحل عن حياتنا في مثل هذه الأيام وبالتحديد يوم 10 يوليو 2015، وعمر الشريف حقق شهرة عالمية لم يحققها حتى الآن نجم غيره، كما شارك في بطولة عدد كبير من الأفلام المصرية والعالمية، فرغم عدم اعترافه إلا بأفلام مصرية قليلة قدمها تعد على أصابع اليد الواحدة، لكن الحقيقة أن المتابع لأفلام عمر الشريف، يجده كان يجيد اختيار معظم ما يقدمه خاصة في السينما المصرية التى قدم لها مجموعة قليلة من الأفلام المتميزة لا تزيد عن 30 فيلما، معظمها على درجة كبيرة من الجمال والاتقان والجودة تعاون فيها م مدارس مختلفة في الإخراج بداية من مكتشفه يوسف شاهين الذي قدمه في أفلامه الثلاثة الأولى (صراع في الوادي، شيطان الصحراء، صراع في الميناء) مرورا بـ عاطف سالم الذي قدمه في عدة أفلام اجتماعية مهمة للغاية مثل (شاطئ الأسرار، موعد مع المجهول، إحنا التلامذة، صراع في النيل، المماليك).
عمر الشريف.. بداية ونهاية
كما قدم عمر الشريف مع صلاح أبوسيف مخرج الواقعية في السينما مجموعة لا تنسى من الأفلام هى (لا أنام، لوعة الحب، بداية ونهاية، المواطن مصري)، وتعاون مع كمال الشيخ في مجموعة آخرى مختلفة من أفلام الإثارة و(الساسبنس) الممتعة وهى (أرض السلام، سيدة القصر، من أجل إمرأة، حبي الوحيد)، وأهداه المخرج عزالدين ذوالفقار واحد من أهم أفلام الرومانسية في السينما المصرية وهو (نهر الحب)، وقدم مع المبدع فطين عبدالوهاب واحدا من أهم أفلام الكوميديا الراقية وهو (إشاعة حب)، فضلا عن تعاونه مع مجموعة متميزة من المخرجين الآخرين مثل حلمي حليم في (أيامنا الحلوة)، السيد بدير في (غلطة حبيبي)، بركات في (في بيتنا رجل)، حسام الدين مصطفى في (فضيحة في الزمالك)، رمسيس نجيب (غرام الأسياد)، فضلا عن هاني لاشين في (أيوب، والأرجواز)، ورامي إمام في (حسن ومرقص)، وأخيرا أحمد ماهر في (المسافر) الذي لم يكن راضيا عنه.
عمر الشريف وفاتن حمامه
كان عمر الشريف تلقائي جدا، يعبر عما في نفسه وعن نفسه دون أن يصطنع الكلمات، أو يحاول تزويقها، جمعني به أكثر من لقاء، وأجريت له حوارا مطولا نشر على حلقتين في جريدة (الأهرام) شاركني فيه الزميل محمود موسى، وفي هذا الحوار تحدث بكل حب عن نجوم أثروا فيه وأفلام يتمنى أن يقدمها وسر عدم رضائه عن بعض الأفلام التى قدمها لاحتياجه الشديد للمال، والحب في حياته وسر عدم زواجه مرة أخرى بعد سيدة الشاشة العربية فاتن حمامه التى كان زواجه منها أساسه الحب والانسجام والصداقة، (وأي زواج يقوم – على حد تعبيره – على مثل هذه المشاعر يمكن أن ينجح، وقد نجح زواجي بالفعل لأننا بقينا زوجين لمدة عشر سنوات، وخلال هذه السنوات العشر لم أخدع زوجتي، ولكني كنت أؤجر أحيانا جزءا حميما من جسدي لبعض الدقائق والساعات لبعض العابرات في الطريق، لكن الحب الأسري لم أعرفه إلا مع فاتن حمامه).
عمر الشريف والشعراوي
من الشخصيات التى كان يتمنى عمر الشريف تجسيدها على الشاشة الشيخ محمد متولي الشعراوي، حيث كان يعتبره ممثلا رائعا في نجاحه الكبير في توصيل المعلومة الدينية بشكل بسيط، ويومها قام بتقليده لنا بشكل رائع، وكأنه يريد أن يرى رد فعل ما يقوم به علينا، كما أكد لنا أنه يتمنى إعادة فيلم (إشاعة حب) مجددا مع النجم أحمد عز.
إقرأ أيضا : مقال (على أمين) جعل الجمهور يبارك زواج فاتن حمامه وعمر الشريف(2/3)
من الكتب العالمية المهمة التى طرحت عن عمر الشريف كتاب بعنوان (الرجل الخالد) تأليف الكاتبة الفرنسية (ماري تريز جوبنشار)، والواقع أن المؤلفة لم تؤلف هذا الكتاب، ولكنها جلست مع عمر الشريف طويلا وبينهما جهاز تسجيل، وأخذت تسأل وهو يجيب، وإجاباته كانت هى هذا الكتاب، وفي الفصل الثاني عشر يتحدث عن المخرج العالمي (فيلليني) وسر عدم التعاون بينهما فقال: النجمة العالمية (أنوك ايميه) منحتني فرصة وفرحة أن أقابل (فيلليني)، وكان ذلك في شهر مايو عام 1967، وكالعادة فإنه كان في سبيل إعداد فيلم، ولست أذكر اسم هذا الفيلم الآن، ولكنه كان يتحدث عن بطل لهذا الفيلم، وفيلليني كما هو معروف يبحث دائما عن (شخصية)، وكأي صياد فإنه يعرف كيف (يصطاد) النجم الذي يريد.
عمر الشريف وفيلليني
يقول عمر الشريف: لقد رأيت كل أفلام فيلليني، ولم أحبها كلها، ولكنني قلت لنفسي هذا الشخص مخرج كبير، أنني أستطيع أن أحس ببصمة عظمته على أعماله، وبالرغم من أنه لم يرضيني كمتفرج إلا أنه أثر في كممثل، ومع هذا فأنني أستطيع أن أقول أنه يعتبر أعظم مخرج في هذا العصر، وعندما كنا في أوروبا أنا وأنوك ايميه دعانا فيلليني مرات كثيرة إلى بيته على العشاء، ولقد استطاع أن يأسرني في كل مرة اسمعه فيها يتكلم، أحس أن كلماته تتحول إلى شكل فني ولذلك استطعت أن أفهم تركيبته، رأيت كيف يعمل؟ حيث يرى أشياء لا يراها غيره، أنه يعرف كيف ينظر إلى الأشياء ويحللها، فمثلا لا تفوته المرأة التى تبيع ثمار الكرز في الشارع، أنها تدخل ضمن الحياة بالنسبة له، وهو لا يراها لأنه يريد أن يضمها إلى فيلمه، لأ، ولكن لأنه عندما يسير في الشارع فإنه يسير والفيلم معه! أي أنه مثل كاميرا متيقظة متحركة.
إقرأ أيضا : نجومية عمر الشريف العالمية كانت وراء طلاقه من فاتن حمامة (3/3)
ولذلك فإنه يرى بائعة الكرز، ولذلك لابد أن تكون ضمن شخصيات الفيلم، والحقيقة أنني لم أستطع أن أثير اهتمام فيلليني، لم أستطع أن أوحي له بشيئ، لأنني نتاج مجتمع مزيف، فيلليني يحب أن يعرف الناس قبل أن يصقلوا، لهذا أعترف أنني لست واحدا من ممثلي فيلليني.