بقلم الإعلامي : علي عبد الرحمن
في مناسبة ذكري الإحتفال بثورة 30 يونيو، التي خرج فيها شعب مصر بأكثر من 33 مليون، رافضا حكم الإخوان جملة وتفصيلا، إقصاءا وتخوينا وسطوة وتملكا وقلة خبره وكفر بالوطن وأهله، تم الإعلان عن مبادرة كلنا واحد، والتي تشارك فيها سلسله من المحلات والمطاعم بتخفيضات في الأسعار تيسرا على أهل مصر جراء غلاء المعيشه الذي منع الكثيرين منهم من مجرد التفكير في دخول المحلات والمطاعم رعبا من جنون الأسعار، وجعل هذه المحلات والمطاعم أيضا خاويه إلامن عمالها.
ومبادرة كلنا واحد، هذه تأتي في هذه المناسبه بمثابة وسيله للتخفيف عن شعب أثقلته هموم الحياة، فكل شئ في غلاء متصاعد لا يتوقف والرقابة غائبه تماما رغم تعدد جهاتها من وزارات التموين والداخليه وجهاز حماية المستهلك والمحافظات وأجهزة الرقابه، ولكن الأسواق والتجار في جشع متنامي وكأنما لارقيب والضحية هو المواطن، وبين إحباط التحسن في الأسعار، وإحباط الشباب في البحث عن وظيفة، وضياع حلاوة طعم الانتماء، وتشوه ملامح الهوية والمواطن الفريسة والرقابة الغائبة، واختفاء الطيف السياسي، وغياب دور الأحزاب وانتفاء التجويد والمنافسه لصالح وعي وتثقيف المواطن وتبسيط الأمور له وتبشيره بشئ ما يسره.
مبادرة كلنا واحد والإقصاء
وتأتي مبادرة كلنا واحد، كوسيلة عملية لتحد من سيطرة الاحتكار وغياب المنافسه وأجواء التصنيف والإقصاء والتخوين والموالاة وتصدر الفاشلين جميع المشاهد، واستبعاد الخبرات والكفاءات وتقاعس الوعي عبر الإعلام وقادة الرأي، بعد أن أصبح المواطن في واد ومتطلبات المعيشه في واد آخر، وبين تطاول البعض علي مصرنا تارة بالفساد المالي وأخرى ببيع أصولها وأخري بأبنائها الكادحين بحثا حول لقمة العيش في الدول العربية، فمنهم من يستغني عنهم طردا، ومنهم من يساء معاملتهم، ومنهم من لم يجد سندا من سفارة أو قنصليه، أضف إلي ذلك تقدم البعض حولنا تقنيا وبحثيا وفنيا،
كل ذلك أصبح يعكر صفو المزاج الشعبي العام حتى في ظل وجود مبادرة كلنا واحد، فالكل مهموم والكل محتاج والكل تائه، ومازلنا نضع أولوياتنا بعيدا عن متطلبات الشعب العاجلة، ونضع أجندتنا بخلاف ما تتطلبه أجندة المواطن المحتاج، وبين حوارنا الوطني وجلساته وموضوعاته، وبين حديث الانتخابات القريبة، وبين حديث تدهور مستوي التعليم وانصراف الكثير عن التعلم عندنا، وحتي شركة الطيران الوطنية رغم احتكارها لسفر منتسبي الحكومة واحتكارها لنقل مشاركي الأحداث والبطولات، وبين احتكارها لسفر الحج والعمرة، وبين احتكارها لأفواج السياحة فإنها خرجت من تصنيف الأفضل عربيا وأفريقيا بل ووصلت خسائرها إلي 30 مليار جنيه، وبين فساد المحليات وتفشي الرشوه وتغول نفوذ أجهزه وصراعات داخلية كثيرة جعلت النخب والبسطاء يتساءلون.
إقرأ أيضا : الإعلام المصري العاجز عن تجسيد ملحمة (حياة كريمة) !
والسؤال الملح: إلي متي يختلط الحابل بالنابل؟، ومتي يرد الأمر إلى أهله ومختصيه؟، ومتي يختفي الاحتكار؟، ومتي تظهر المنافسه ومتي يعود لمصر بريقها وقدرها ولمؤسساتها التعليمية والطبية والسياحية وغيرها ريادتها وأفضليتها، وحتي لايتهمني أحد بالسوداويه، ويصنفني علي اني لست وطنيا،وندخل في دوامة أعراف التخوين والإقصاء، وبين تصنيف أهل المولاة والمغالاة، أجيبه أن مبادرة كلنا واحد تكفل لنا حريات التعبير المكفولة للجميع، وأن الحريات موضوعات أساسي في جلسات الحوار الوطني ضمن محوره السياسي، وإنني أكتب حبا في رفعة وطني، وغيرة علي قدره وقدرته، وطمعا في تصحيح أوضاع حادت عن الصواب، وسعيا للتخفيف عن مواطني مصرنا اللاهثون خلف لقمة العيش.
مبادرة كلنا واحد كفيلة بتعديل المسار
أكتب أملا في أن مبادرة كلنا واحد كفيلة في أن يسترد الشباب ولائهم وطمعا في تنافس شريف في كل قطاعات العمل الوطني وابتغاءا لمصرنا الجديدة بملامحها العصرية، وإيمانا بأنه مالم تسفر جلسات الحوار الوطني عن حياة كريمة ميسرة، وحياة حزبيه نشطة، وحريات تسمح لذوي الرأي والخبرة بإلإدلاء بخبراتهم لصالح الوطن ومستوي تعليمي وصحي تنافسي راق، وأجندة وطنيه توازن بين حاجات الوطن وأهله، إن لم تكن هذه مخرجات الحوار الوطني فلا حوار أقيم أصلا، ولا راحة لأبناء الوطن المثابرين، ولا هوية ذات روافد،ولا كرامة خارج الوطن، ولا قامة مرفوعه لايجرؤ روبيضة على أن ينال منها.
إقرأ أيضا : (سقيا الماء) .. فكرة خبيثة لإجهاض مبادرة (حياة كريمة) !
في النهاية دعونا نخفف من معاناة شعبنا، ونصلح مؤسساتنا تنافسا وتجويدا، ونشكل طيفا سياسيا ناضجا، من خلال مبادرة كلنا واحد، وليكن هم كل متنافس هو مصر ومواطنيها، دعونا نشارك جميعا كل حسب خبراته في تنمية الوطن لندخل به ومعه جمهوريتنا الجديدة، لاتصنيف ولاتخوين ولا إقصاء ولا احتكار ولا تفضيل، كلنا شركاء في الوطن والمسئولية، نحبه ونعيش فيه ويعيش فينا ونحلم له بالأفضل دوما.. وتحيا مصر أرضا وشعبا وحلما وقيمة وقامة، أغلى أوطان الأرض وأحب بلاد الله إلى قلوبنا جميعا والله أعلي وأعلم، وكل عام وأمتنا المصرية والعربية والإسلامية بألف خير وخير.. آمين يارب العالمين.