صلاح عبدالله: المهرجان القومي للمسرح فاجأني بتكريمه!
كتب : أحمد السماحي
قرر المهرجان القومي للمسرح المصري برئاسة الفنان محمد رياض تكريم النجم الكبير صلاح عبد الله ، تقديرا لمسيرته الفنية الكبيرة والحافلة بالأعمال المتميزة التي حفرت اسمه في ذاكرة الشارع المصري، والتي تنوعت ما بين السينما والمسرح والتليفزيون، وذلك خلال حفل افتتاح دورة المهرجان الـ 16، والتي ستنطلق في الفترة من 27 يوليو إلى 12 أغسطس المقبل، وقد اختارت اللجنة العليا بالمهرجان بالإجماع الفنان صلاح عبد الله لاستحقاقه التكريم وعن جدارة، لأنه أعطي للمسرح الكثير، وقدم تجارب مسرحية قبل الاحتراف كممثل ومخرج ومؤلف في مسرح الجامعة، ومن خلال هذه التجارب قدم الكثير من النجوم الذين يضيئون حياتنا الفنية الآن بفضل موهبتهم الساطعة.
إقرأ أيضا : صلاح عبدالله: تعلمت في مدرسة محمد صبحي
كما أن صلاح عبدالله – وكما جاء في حيثيات التكريم – مكسب حقيقي لكل مخرج وإضافة لكل عمل يشارك فيه، وذلك لقدرته الهائلة على تقديم الأدوار بتلقائية شديدة وبمهارة متقنة وكاريزما مُحببة للجمهور.
صلاح عبد الله يعتز بتكريمه
النجم الكبير صلاح عبدالله أعرب لـ (شهريار النجوم) عن سعادته البالغة بتكريم المهرجان القومي للمسرح، لأنه من جهة محترمة يعتز بها، كما أن تكريمه يأتي مع مجموعة من الزملاء الأعزاء الذين وهبوا عصارة عمرهم للمسرح المصري، ورغم خجله الشديد من مسألة التكريمات لكن هناك جهات معينة يصعب على الفنان أن يرفض تكريمها، خاصة عندما تكون هذه التكريمات رسمية أو من جهات حكومية، كما أنه يحمل لرئيس المهرجان الحالي الفنان محمد رياض كل الحب والتقدير منذ بدأ مشواره الفني.
إقرأ أيضا : المبدع صلاح عبدالله يبكي مصر في (سره الباتع)
وصرح صلاح عبدالله أحد أبطال مسرحية (أنت حر) قائلا: رغم أنه كان له تحفظ على تكريمه في المهرجان القومي للمسرح، حيث أنه محسوب أكثر على مسرح القطاع الخاص، ومشواره المسرحي كله – حتى ابتعاده عن المسرح في عام 2003 – يحسب على القطاع الخاص، لكن المسئولين عن المهرجان أقنعوه أن هذا مهرجان لتكريم الممثل الذي بدأ مشواره في المسرح أو الممثل الذي كان أساسه المسرح، وأكبر دليل على ذلك أن هذه الدورة تحمل إسم الزعيم عادل إمام الذي أبدع في كل مجالات الفن بلا حدود.
صلاح عبدالله بين الهواية والاحتراف
وعن ذكرياته عن أول مشاركة حقيقية في مسرح القطاع العام، قال صلاح عبدالله، بطل مسرحية (حودة كرامة): كانت تربطني علاقة جيدة بالمخرج الكبير شاكر عبداللطيف – ربنا يكرمه ويعطيه الصحة والعافية – منذ كان يخرج لفرق الهواة في الجامعة وقد أخرج لي كممثل وأنا طالب في كلية التجارة عدة مسرحيات منها (عطيل) رائعة شكسبير وقمت بتجسيد شخصية (عطيل)، كما أخرج لي مسرحية (الكلمات المتقاطعة) للكاتب الكبير نجيب سرور، وفي أحد الأيام فوجئت به يرشحني للمشاركة في مسرحية (رابعة العدوية) تأليف الكاتب المبدع يسري الجندي، والتى قدمت على المسرح القومي، وكانت بطولة سيدة المسرح المصري سميحة أيوب، ومعها فريق ضخم من الأبطال الرائعين منهم (يوسف شعبان، عبدالغفار عوده، نبيل الدسوقي، حمزه الشيمي، خالد الذهبي، رشدي المهدي) وغيرهم من النجوم الكبار.
إقرأ أيضا : صلاح عبد الله يتجلى في تجسيد مرارة عقوق أبنائه في (تاج راسنا بابا)
وكانت هذه المسرحية بداية الانطلاق من مرحلة الهواية إلى الاحتراف، بعدها رشحني شاكر عبداللطيف أيضا – الله يباركله – للعمل مع النجم الكبير الأستاذ محمد صبحي، من خلال فرقة (ستوديو 80) التى كونها مع صديقه وزميله الكاتب المبدع لينين الرملي، ومن خلال تعاوني مع هذا الثنائي الذهبي (صبحي/ لينين) قدمت معهما العديد من الأعمال التى لا تنسى لي، والتي على ما أعتقد لا تنسى بالنسبة للجمهور أيضا منها (أنت حر، المهزوز، الهمجي)، وبدأ المشوار الفني الذي حافظت من خلاله على روح الهواية في ممارسة الاحتراف.
من المعروف أن النجم المبدع صلاح عبدالله واحدا من النجوم الموهوبين الذين لا تخطئهم أي عين، استطاع من خلال الأعمال الكوميدية التى قدمها أن يترجم مقولة الكاتب الشهير (سيجموند فرويد) الذي قال فيها أن رجلا اقتيد إلى المشنقة صباح يوم سبت فقال: (إنها حقا بداية طيبة لعطلة نهاية الأسبوع!)، لهذا (عم صلاح) جعلنا نبكي على حالنا، فمن الألم أضحكنا، ومن الحزن أضحكنا، ومن الإحساس بعدم الجدوى أضحكنا، ومن الشعور بالعجز أضحكنا، ومن عدم الفهم أضحكنا، ولم تتوقف إمكاناته الفنية على إضحكانا فقط، ولكنه استطاع التنقل بمهارة شديدة بين الكوميديا والتراجيديا، وتحس أنه طاقة شعورية عفوية لايمكن تحديد مساحتها أو شكلها بسهولة خلقت الارتباط بينه وبين الناس، وأصبح يذكرنا بالجيل الذهبي من أساطين التمثيل الذين حفروا أسمائهم بحروف من ذهب في قلوبنا.