كتب : أحمد السماحي
منذ سنوات طويلة والمطرب الكبير علي الحجار لديه حلم غنائي، أو فكرة غنائية ذات قيمة وطنية ومعرفية وعلمية مهمة للغاية، يريد تحقيقها، وهي إحياء التراث الغنائي القديم بشكل جديد متطور يناسب الجيل الحالي، والتطور الهائل الذي حدث في الموسيقى، خاصة بعد النجاح الكبير الذي حققته مجموعة من الأغنيات التراثية القديمة التى أعاد تقديمها وتوزيعها في الثمانينات، وبداية التسعينات بشكل عصري حديث جدا، منها أغنية (جفنه علم الغزل) التى تفوق في توزيعها العبقري مودي الإمام، ونقلها نقلة عصرية ومودرن جدا بشكل التوزيع الذي وزعه، حتى أنها تفوقت بجمال توزيعها وأداء الحجار عن ما قدمه صاحب الأغنية الأصلي الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب.
وعندما طرح علي الحجار هذه الأغنية في الأسواق نافست الأغنيات الجديدة التى طرحت وقتها، ونفس الأمر حدث في أغنية (داري العيون داريها) رائعة محمد فوزي، التي وزعها بشكل مبدع الموسيقار ميشيل المصري، وبعد نجاح أغنيتي (جفنه علم الغزل، وداري العيون) قام الموسيقار المتميز ياسر عبدالرحمن بتوزيع رائعة سيد درويش (أهو ده اللي صار) فأصبحت موضة التسعينات بعد غناء الحجار لها، ولم يكتف مولانا علي الحجار بهذه الأغنيات فقام بإعادة رائعة (سهرت منه الليالي) لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب.
المشروع من حق على الحجار
بعد النجاح الكبير الذي حققته كل هذه الأغنيات وتفوقها على الأغنيات العصرية وقت طرحها، ولدت لدى علي الحجار فكرة أو مشروع (100 سنة غناء) وكنت واحدا من شهود العيان على هذا المشروع بحكم صداقتي لمطربنا الكبير، وكتبت عنه أكثر من مرة سواء في مجلة (الأهرام العربي)، أو (الأهرام)، أو (الحياة اللندنية)، وليس هذا فقط، فقد سعيت لخروج المشروع للنور من خلال عملي واتصالي بإحدى الفضائيات المصرية التى اقتنعت بالفكرة التى كانت تقوم على أن مصر بلد غنية بتراثها الغنائي.
وهذا التراث ليس موجودا في أي بلد عربي آخر، وربما في العالم، ولو قدم هذا التراث أو ما يصلح منه للتوزيع بشكل متطور وموزع موسيقيا، سيجذب شريحة كبيرة من الجمهور خاصة من الشباب الذي لم يستمع إلى هذه الأغنيات من قبل، وكان من المقرر أن يقدم علي الحجار هذا التراث مع مجموعة من زملائه في مصر والعالم العربي الذين يمتلكون الصوت العذب المتمكن من غناء هذا التراث مثل (مدحت صالح، محمد ثروت، هاني شاكر، محمد الحلو، عبدالله الرويشيد، أنغام، شيرين عبدالوهب، آمال ماهر، حسين الجسمي، نادية مصطفى، مي فاروق، ريهام عبدالحكيم) وغيرهم من بلابل الغناء، لكن جهودي لم تكلل بالنجاح نظرا للتكلفة العالية التى كان يحتاجها المشروع.
ووقتها لم تكن تستطيع قناة مصرية وقتها تنفيذ المشروع، مما جعل الحجار يسعى لتقديمه المشروع لوزارة الثقافة، وكان سيخرج للنور مرتين، الأولى في عصر وزير الثقافة فاروق حسني، الذي تحمس للأمر، لكن قبل التنفيذ بأسابيع قليلة خرج من الوزارة، والمرة الثانية على يد أنس الفقي، وزير الإعلام الأسبق، الذي تحمس هو الآخر للمشروع وكان سَيُقدم في برنامج تلفزيوني، لكن جاءت ثورة 2011 وأجهضت الحلم.
على الحجار رشح مدحت صالح
ما جعلني أتذكر حلم أو مشروع علي الحجار الوطني، هو المؤتمر الصحفي الذي عقده منذ يومين صديقي المطرب مدحت صالح، وأعلن خلال هذا المؤتمر الذى ترعاه الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وقناة الحياة، عن مشروعه (مدحت والكبار) بحضور خالد داغر، رئيس دار الأوبرا قائلا: المشروع يستهدف إحياء التراث، وأنه لا يقتصر فقط على الفنانين المصريين، حيث إن المشروع يستهدف أعمال فنانى الزمن الجميل من مختلف أنحاء الوطن العربى الذين أثروا المشهد الغنائى بإبداعاتهم الفنية والموسيقية.
وأوضح مدحت صالح : أن إعادة صياغة الأعمال الغنائية القديمة تعنى تقديمها بشكل مختلف أو تجديدها، لتتناسب مع الزمان الحالى دون المساس بجوهرها أو هويتها، وقد يشمل ذلك تغييرات فى التوزيع الموسيقى أو إضافة لمسات جديدة فى الأداء أو التوزيع، ولكن مع الحفاظ على جوهر الأغنية الأصلية وروحها، وأكد أن إعادة صياغة الأعمال الغنائية القديمة تعطى فرصة لإحياء هذه الأغانى، وتقديمها بشكل جديد يستطيع من خلاله الفنان التعبير عن نفسه، وإبراز قدراته الفنية الخاصة، ومن خلال هذه العملية، يمكن للأغانى القديمة أن تصبح حديثة، وتجذب جمهورا جديدا، مع الاحتفاظ بقيمتها الثقافية والفنية.
وأضاف مدحت صالح: من خلال عملية إعادة صياغة الأغانى يمكن تجديد الاهتمام بهذه الأعمال، وجذب جمهور أوسع، بما فى ذلك الأجيال الجديدة التى قد لا تكون على معرفة بالأعمال القديمة، مشيرا إلى أن المشروع سيحافظ على جوهر الأغنية وكلماتها الأصلية التى تعد جزءا لا يتجزأ من تراثنا الفنى، ولكنه سيضفى لمسة حديثة عليها، لتناسب الذوق الحالى، وتحافظ على قوتها وجاذبيتها.
عودة حق علي الحجار
شعرت بعد سماعي لحديث مدحت صالح، وكأن الزمن رجع بي حوالي 20 عاما، وأنا أسمع علي الحجار، يقول لي نفس الكلام بالضبط!، والحقيقة لا أدري ماذا أقول وأنا أرى حلم ومشروع صديقي علي الحجار (يتسرسب) من بين ايديه وتسرق فكرته، وتنفيذها وتجاهله تماما، ألا يعد ذلك سطوا علنيا سافرا وعدم احترام وضرب حقوق الملكية الفكرية عرض الحائط، واستهانة بالتفكير والإبداع والعطاء الأدبي والعلمي وغيره، كما أنه سلوك غير أخلاقي مرفوض حضاريا ومهنيا، ولا أعلم من الذي سرق الفكرة تحديدا، وتم تنفيذها بصوت مدحت صالح؟!
هذه السلوكيات من النادر أن تحدث في عالم متقدم لكنها سائدة للأسف في مجتمعاتنا العربية للأسف، وتساهم في تنمية التأخر وإعاقة التقدم، لذا علينا أن نحترم أفكار بعضنا وأن لا نسرقها أو ندعيها ونهين أصحاب الأفكار المتوقدة ونخاصمهم ونستغلهم لأغراض ذاتية ومصالح شخصية صغيرة، ولنتعلم أن الأفكار منتجات معرفية تتمتع بحقوق الملكية الفكرية شأنها شأن أي منتج آخر، وهى مسجلة بأسماء أصحابها الذين أطلقوها، ولهم حقوقهم فيها، أما أن يحدث غير ذلك، فإن هذا يستدعي إعادة النظر في مشروع (100 سنة غناء) بعد جلاء الحقيقة التي عاصرتها خطوة بخطوة، ورد الاعتبار بإعادة حق علي الحجار في مشروعه وحلمه، لأن عكس هذا يعني ببساطة أننا لا نعيش في عالم متحضر وإنما في نعيش عصر الغاب ومجتمعات القرون الوسطى، ولا نقدر قيمة الحياة ولا مبادئ ومعاني التقدم والارتقاء!.
سلمت وسلمت يداك.. القليل من الشرفاء من ينصرون الحق …مشروع الاساتذه لمدحت صالح مسروق من مشروع ١٠٠ سنه غنا لعلي الحجار .
١٠٠ سنة غنا هو مشروع علي الحجار و تحدث عنه منذ اكثر من عشرين عام وعرضه على وزيرين ثقافة وله احاديث كثيرة بهذا الشأن على مدار السنوات و هو لايزال يسعى بخطى حثيثة بحثا همن يتبنى المشروع لانه يحتاج امكانيا ضخمة .. وبين ليلة و ضحاها وبلا مقدمات نجد مؤتمر صحفي انعقد بالاوبرا وتم تحديد موعد الحفل الاول و نسب المشروع لمدحت صالح .. سرقة علنية بلا مقدمات لنا كجمهور و كل كلمة و تفصيلة ذكرت على لسان مدحت منقولة بااحرف من كلام علي ااحجار .. سرقة لا تفبل تجميل و لا تبرير
كلنا زعلانين من الفنان مدحت صالح لتأكدنا بعلمه بمشروع الفنان علي الحجار الذي لم يترك لقاء أو برنامج لم يشير فيه لمشروعه 100 سنة غنا كنت اتمني نسب المشروع لصاحبه الاصلي حتي وان كان سيبدأ تنفيذه بفنان اخر