بقلم الإعلامية الكبيرة : هدى العجيمي
تحدث الفنان الكبير يحيى شاهين في الحلقتين السابقتين عن أعماله الفنية ما بين المسرح والسينما، وهو الآن يستكمل الحديث عن جوانب أخرى من رحلته الفنية ليقول: عملت أيضا في التلفزيون وكنت في البداية متخوفا جدا من التصوير في الفيديو لكن المخرج الذي عملت معه وهو يحي العلمي ازال هذا الخوف، وقدمني في دراما تلفزيونية نالت إعجاب الجميع، وكان هذا في مسلسل (الأيام) قصة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، وأنا كنت قد قرأت الكتاب وعرفت السيرة الذاتية لطه حسين ووافقت على التمثيل في هذا المسلسل الذي ظهر فيه أحمد زكي وقام بدوره بنجاح كبير.
ويضيف يحيى شاهين : عملت أيضا مسلسل (أصحاب الكهف) وكان عملا صعبا جدا أحببته لأنني أحب الأدوار الصعبة وأجيد تمثيلها، ولذلك أيضا فأنا أحب الأدوار المعقدة وأبذل فيها جهدا فوق العادة، مثلا شخصية الرجل الجبار المتعجرف القاسي على زوجته وأولاده أو الطاغية الجبار أيضا، وهذه هى الأدوار التي شدتني إلى الفيلم السينمائي ومن قبل إلى المسرح، وهكذا كان يعلم (فتوح نشاطي وأحمد علام) عني، ولهذا ففي إحدي المسرحيات الكبري كنت أتمني عمل دور معقد سوف يقوم به أحمد علام، ولما علم أنني أرغب في أدائه تنازل لي عن هذا الدور فكنت أقضي الليل أحفظ الرواية التي سوف أؤدي أحد أدوارها أمام أمينة رزق، وقبل ذلك أذهب إلى شبرا وإلى بيت فتوح نشاطي للحصول على نص المسرحية لكي احفظها.
يحيى شاهين وفيلم (الأرض)
ويقول يحيى شاهين: استمر هذا هو أسلوبي الذي عملت به أيضا في السينما، ولا أنسي أبدا فيلم (الأرض)، تأليف الكاتب عبد الرحمن الشرقاوي وإخراج يوسف شاهين، وبطولة (محمود المليجي، نجوى إبراهيم، عزت العلايلي حمدي أحمد) وأنا كنت أقوم بدور الشيخ حسونة في هذا الفيلم، ذلك الرجل الحكيم الطيب، والفيلم أنتج عام 1970 وقد تم تصنيفه ضمن المراكز الأولي في تاريخ السينما المصرية بين مائة فيلم.
إقرأ أيضا : هدى العجيمي تكتب : يحيى شاهين بين (شيئ من الخوف والثلاثية)!
ويشير يحيى شاهين إلى أن الفيلم يدور في إحدى القري المصرية عام 1933، حيث يفاجأ الأهالي بأن الحكومة أصدرت قرارا بتقليل نوبة الري إلى 5 أيام فقط بدلا من 10 أيام، أي أن نوبة الري أصبحت مناصفة بين كل أراضي القرية وبين محمود بك الإقطاعي المجاور لهم فيتج مع كل أهالي القرية للتشاور، ويتفقون على تقديم عريضة للحكومة يسافر بها محمد أفندى (حمدي أحمد) إلى القاهرة لكنه يقع في ورطة وضغوط ويستغل توقيعاتهم لصالح الإقطاعي محمود بك، وذلك في إنشاء طريق سرايا محمود بك، ويتطلب هذا قطع أرضهم الزراعية لمد الطريق في وسطها ولكن الفلاحين يثورون وعلى رأسهم محمد أبو سويلم (محمود المليجي) دفاعا عن الأرض، ويلقي الأهالي الحديد في المياه فترسل الحكومة قوات الهجامة لتأديبهم والسيطرة علي الموقف وإعلان حظر التجول، ويتم انتزاع الأرض منهم بالقوة.
يحيى شاهين وفيلم (سلامة)
ويستطرد يحيى شاهين: هنا يتصدي لهم محمد أبو سويلم فيتم سحله علي الأرض وهو يحاول أن يتشبث بالجذور ويعمل المخرج (زوم) على هذا المشهد الأليم، ثم اختارتني السيدة أم كلثوم للقيام بالبطولة أمامها في فيلم (سلامة، وأنا بطبيعتي كنت أحب القراءة كثيرا وأحفظ الشعر وألقيه جيدا، وعندما سئلت عن ذلك أوضحت مدى حبي للشعر وإلقائه، فقال لي (كمال سليم) سوف تكون معنا وأعطيك مرتبا قدره مائة جنيها في الشهر، وبدأنا تصوير فيلم (سلامة)، والفيلم مفروض أن يستغرق شهرا واحدا في التصوير لكنه استمر أكثر من شهرين فصرفت 300 جنيها مرة واحد.
إقرأ أيضا : يحيى شاهين .. مهندس النسيج الذي برع في التمثيل
وفيلم سلامة بطولة أم كلثوم، إخراج توجو مز راحي، وقصة الكاتب الكبير علي أحمد باكثير، ويدور الفيلم حول قصة حب من أيام الدولة الأموية بين رجل زاهد وجارية من مكة تدعي (سلامة) تباع وتشترى، وهذا الفيلم هو الخامس من أفلام أم كلثوم الذي أنتج عام 1945 وأخذت أنا يحيى شاهين دور البطولة أمام أم كلثوم مع (عبد الوارث عسر، زوزو نبيل، فؤاد شفيق)، وقد ألقيت أبياتا من الشعر بصوتي تقول: (قالوا أحب القس سلامة وهو التقي الورع الطاهر/ كأنما لم يدري طعم الهوي والحب إلا الرجل الفاجر/ ياقوم إني بشر مثلكم وفاطري ربكم الفاطر/ لي كبد تهفو كاكبادكم ولي فؤاد مثلكم شاعر)، وقد أعجبت أم كلثوم بهذه الأبيات وقامت بغنائها في الفيلم الذي نجح نجاحا كبيرا .