نبيلة عبيد تفكر في الطلاق حتى تحصل على فرص سينمائية !
كتب : أحمد السماحي
يخطأ من يظن أن مشوار النجمة الكبيرة نبيلة عبيد كان سهلا أو مفروشا بالورود، فقد عانت وتعبت وتألمت حتى تصبح نجمة، فعلى مدى مشوارها لم تستسلم للإحباط، ولم تدع اليأس يهزمها، فدائما كانت تؤمن أن من وراء الظلام يسطع الفجر، وخلف الغيوم تختبيئ الشمس الساطعة، على شرط أن يكون الفنان عاشقا لعمله، محبا ومخلصا له، ويأخذ خطوة نحو الأمام يبحث بداخله عن مواطن القوة، وعندما يكتشف قوته الحقيقية، سيتزداد ثقته بنفسه وبقدراته على تخطى الصعوبات التى تصادفه مهما كانت صعبه.
إقرأ أيضا : نبيلة عبيد : “كريمة” أعادتني لمعشوقتي بيروت
نبيلة عبيد .. منذ صباها المبكر وهى تحلم بالفن ولا شيئ غيره، كانت الصعوبة الأولى فى كيفية دخول هذا العالم السحري؟ وفي أحد الأيام وهى تشتري (سندوتش طعمية) من محل بجوار مدرستها بشبرا لمحها المخرج عاطف سالم واقترب منها وقال لها جملة كادت أن تطير بعدها إلى عنان السماء: (تحبي تشتغلي في السينما؟!)، أدارت الجملة رأسها ولونت أيامها بألوان قوس قزح، وبالفعل أسند إليها دور صغير جدا في فيلم (مفيش تفاهم)، بعدها منحها القدر فرصة ذهبية عندما خافت فاتن حمامة على نجوميتها من تمثيل دور (رابعة العدوية) فأسنده المخرج نيازي مصطفى لـ نبيلة عبيد، فحققت نجاحا باهرا، بعده تاهت وتعثرت في أفلام بسيطة لم تحقق لها ما تحلم به.
نبيلة وتخلي الفرص عنها
وفي مثل هذه الأيام وبالتحديد يوم 15 يونيو عام 1966، أجرت مجلة (الموعد) اللبنانية تحقيقا صغيرا عنها، والمفاجأة أن أسمها في هذه الفترة كان نبيلة نور وليس نبيلة عبيد وجاء فيه الآتي: الفرص السينمائية بدأت تتخلى عن الممثلة نبيلة نور زوجة المخرج المعروف عاطف سالم، فهي منذ أكثر من عامين وهى عاطلة عن العمل، سجينة البيت، لا يدق بابها منتج، ولا يطلبها مخرج، بالرغم من أنها في الأفلام التى مثلتها وتعرض تباعا حتى الآن مثل (مافيش تفاهم، رابعة العدوية، المماليك، كنوز، سارق الأتوبيس، زوجة من باريس، الأصدقاء الثلاثة) كشفت عن مواهب فنية ممتازة.
إقرأ أيضا : في عيد ميلاد نجمة مصر الأولى (نبيلة عبيد) نهديها باقة ورد بلدي، ونتذكر روائعها
ومثلت نبيلة نور الأدوار التى أسندت إليها بنجاح، والذي يرسم أكثر من ألف علامة استفهام أمام الممثلة الشابة – التي عرفت بعد ذلك بـ نبيلة – عبيد أنها قد تجد عذرا للمخرجين إذا كانوا قد تناسوها، ولكن الذي يحيرها هو زوجها الذي يؤمن على ما يبدو بالمثل القائل (المعبد القريب لا يشفي!)، ومن جهة ثانية يقول عاطف سالم: (بأنه مؤمن بكفاءة نبيلة نور ولكنه بحكم ارتباطهه بها بالزواج فإنه يضع عليها علامة – الفيتو – حتى لا يقال عنه بأنه يخضع مشاعره الخاصة في نطاق عمله!).
نبيلة والسؤال المعقول
يبدو أن نبيلة نور أو نبيلة عبيد في ساعات الفراغ باتت تردد سؤالا معقولا يطوف أحيانا في خيالها أكثر من مرة في اليوم الواحد، المخرجون لا يسندون إلى أدوار البطولة في أفلامهم لأنهم يغارون من زوجي، وزوجي يرفض أن أمثل في أفلامه حتى لا يقال عنه أنه يخلط بين المصلحة الخاصة والمصلحة العامة فهل يكون طلاقي منه هو الحل الوحيد؟!، وهل إذا خرجت من دنياه يتيح لي الفرصة لأكون بطلة للأفلام التى يخرجها؟!
نبيلة نور حائرة!، ماذا تفعل هل تطلب الطلاق حتى تأخذ فرصتها السينمائية التى تحلم بها؟ أم تصبر وتظل زوجة لعاطف سالم وتتنازل عن حلمها في السينما والأضواء والشهرة؟ هذا السؤال ستجيب عليه الأيام القادمة!.
نبيلة عبيد والسينما والمسرح وزوجها
من المعروف أن نبيلة عبيد تألقت في دور (رابعة العدوية) وهى مزيج حلو من الفرعونية والعربية، فإذا نظرت إليها (بروفيل) ستجدها نسخة من نفرتيتي، وإذا نظرت إليها مواجهة (فاس) وجدتها بالحور في عينيها وبلون الحنطة في بشرتها عربية صميمة، ولـ (نبيلة نفرتيتي) آراء لذيذة فهي تقول عن السينما أنها أحسن الوسائل لنحكي حياتنا ونبكى أو نضحك من خلالها.
إقرأ أيضا : عمالقة الشر في السينما المصرية .. نبيلة عبيد (6/8)
ورأيها في المسرح: أنه خشبة يقف عليها الممثلون ولا يبلغون النجاح إلا إذا أغروا الجمهور بتسلقها بعقله وأقنعوه بأن يكون شريكا في كل ما يقال وما يدور بينهم.
وعن رأيها في نفسها تقول: لم أكتشف نفسي بعد، وإن كنت وضعت قدمي على طريق أعتقد أنه سيوصلني إلى مرآة أرى فيها نفسي.
ورأيها في زوجها المخرج عاطف سالم: إن حبه للتجديد في كل فيلم يقدمه يجعل عينيه عدسات شديدة الحساسية تلتقط كل ما حوله في الحياة، ويختزنها عقله ثم يقدمها في أفلامه، لهذا فهو من مدرسة الواقع دون أن يتكلف، ولهذا أيضا هو مخرج مصري مائة في المائة يعبر عن حياته بصدق وعمق.