وحيد الخان .. في موسكو بدعوة من اتحاد المؤلفين الموسيقيين الروس
كتب : أحمد السماحي
يلبي المؤلف الموسيقي البحريني الكبير وحيد الخان ، دعوة خلال الفترة القادمة من اتحاد المؤلفين الموسيقيين الروس، لتقديم حفل موسيقي في موسكو مع أوركسترا موسكو السيمفوني، ومشاركة (الخان) لواحد من أهم المؤلفين المعاصرين الروس وهو (رشيد كالامولين)، وذلك في إطار المهرجان الموسيقي الدولي (روسيا عالم الصوت Russia The Universe of Sound حيث يقدم وحيد الخان مؤلفاته الموسيقية، ولاسيما مقطوعات ألبومه الجديد الذي صدر مؤخرا تحت اسم (العودة الى الحياة).
وقد تم اختيار المؤلف والمايسترو وحيد الخان من بين العديد من المؤلفين الموسيقيين العالمين لما تمتاز به مؤلفاته الموسيقية من روح مبتكرة، ومزج متقن ما بين الموسيقى العربية، والعالمية، بشكل يتناسب مع أذواق المستمعين من كافة انحاء العالم.
هذا الحفل هو واحد من الحفلات العديدة التى قدمها المؤلف والمايسترو وحيد الخان حول العالم، حيث قدم عدة حفلات في أوروبا ومصر والبحرين بعد صدور ألبومه الاول (العودة – روح البحرين) باستخدام أوركسترا سيمفوني كبير، إلا أن الألبوم الجديد (العودة إلى الحياة) يأتي بشكل مغاير للألبوم الأول حيث يمتاز بالحيوية والخفة مبرزا جمال الإيقاعات الخليجية والعربية ضمن قوالب حديثة وجذابة لا تخلو من التوزيعات الهارمونية المحترفة مما يجعلها موسيقى عالمية بحق.
وحيد الخان والعودة للحياة
ألبوم وحيد الخان الثاني العودة إلى الحياة أو Back to Life طرح منذ أيام ويتضمن 10 مؤلفات موسيقية متميزة من التى تخلب العقول، وتهزأ بالمسافات، وتتخطى الحواجز الجعرافية، حيث تخاطب النفس البشرية أيا كان مكانها ولغتها، فيستشعرها الجميع، وحملت بعض هذه المؤلفات أسماء موحية بالعناوين الدالة على مضمونها المبهج منها (جورجينا، لنرقص، العودة إلى الحياة، متى؟، دربك أخضر، أها ريجي، شكشكة، سعادة) وكتب المؤلف البحريني أسمائها على موقع الفيديوهات الشهير (اليوتيوب) باللغة الإنجليزية ليخاطب بها العالم وتصل إلى أكبر عدد من الجمهور العربي والغربي.
ما لفت نظري في هذه المؤلفات الموسيقية وبنظرة سريعة التجديد الذي أحدثه (الخان) حيث نشعر لأول مرة أن كل مقطوعة مليئة بالصور، تنطلق مرحة وسعيدة، وتطير في رحاب السماء الزرقاء، بمجرد مرور ثواني من الاستماع إليها، وتبعث فينا البهجة والسعادة، وتلون أيامنا بألوان قوس قزح، كما نجح المؤلف الموسيقي في المزج بين القوالب الشرقية، والغربية، والاستفادة من التراث الخليجي والبحريني خاصة الذي يمثل الهوية.
إقرأ أيضا : وحيد الخان على موعد مع الرئيس الروسي بوتن
والهوية باختصار هى كل ما يميز الشخص ويجعله متفردا، وهى السمة الجوهرية العامة لثقافة من الثقافات، كما أنها تجمع ما بين الماضي، والتاريخ بعراقته، والانفتاح على المستقبل، وفي ظل المستجدات العالمية تحت أطر الانفتاح والعولمة، أضحت على طمس الهويات الثقافية لاستبدالها بأخرى هجينة، فتغير من معالم الشعودب العربية وعاداتها، فالتراث الشعبي بكل ما يذخر به يعتبر بمثابة الروح لجسد الأمة، حاملا تاريخها وتراثها وهويتها، وهذا ما انتبه إليه وحيد الخان ، سواء في ألبومه الأول (العودة – روح البحرين)، الذى حمل الكثير من المشاعر والصور الذهنية والألحان الشعبية التي ترجمت بوضوح هوية البيئة البحرينية، أو في ألبومه الجديد (العودة إلى الحياة) لهذا أحب أن يرسل رسالة إلى العالم من خلال مزجه ما بين الإيقاعات الشرقية خاصة الإيقاعات الخليجية، والغربية، ومحافظته على الهوية العربية عامة، والبحرينية خاصة، ويقول لهم هذا تراثنا وهذه موسيقانا!.
وحيد الخان وروح البهجة
وحيد الخان أعرب لـ (شهريار النجوم) من قبل عن سعادته البالغة بهذا الألبوم الموسيقي الذي وضع موسيقاه لإضفاء روح البهجة والسعادة معلنا بموسيقاه عن الرجوع الى الحياة الطبيعية بعد وباء الكورونا وحالات الإحباط جراء تعطل إيقاع الحياة الطبيعية، وعن الأفكار التى استوحي منها مقطوعات هذا الألبوم قال د: استوحيتها من الناس المحيطين بي، حيث تسبب فيروس كورونا المستجد فى حالة من الإحباط لكثير من الناس، خاصة الناس البسطاء الذين كانوا يعملون باليومية وفقدوا وظيفتهم جراء الفيروس اللعين، كما توقفت كثير من المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وبات الكثيرون من الاتكاليين خاصة عندنا فى البحرين ينتظرون دعم الدولة كما عودتهم، وقرروا وقف مشاريعهم، والاعتماد على الدعم، وتحولوا من بشر منتجين إلى مستهلكين إلى أبعد الحدود.
إقرأ أيضا : وحيد الخان يحلق في سماء الإمارات بالألعاب النارية
ويضيف وحيد الخان: من هؤلاء الناس الذين أصابهم فيروس كورونا بأمراض نفسية استوحيت بعض الأفكار لألبومي، كما أوحى ابنى الصغير (عيسى) وهو يلعب بفطرية ومشاغبة على البيانو بفكرة مقطوعة سميتها على اسمه، حيث كنت أغنى له أغنية بحرينية تقول كلماتها (صباحك الصباحى والورد والتفاحى)، وأوحى لى بلحن مميز، وفكرتى فى الألبوم تتلخص في كيفية عودة المجتمع للإنتاج وتدوير عجلة الإنتاج، وكسر حالة الإحباط، حيث يوجد شيئ إسمه (صحة المجتمع النفسي) وهو أمر يحظى باهتمام الدول الراقية، وهذا ما أتصدى له في هذا الألبوم، لعل الموسيقى والفنون تساهم في رفع معنويات الناس، خاصة وأن الموسيقى صاحبة تأثير كبير على الإنسان.