بقلم الإعلامي أسامة كامل
كتب إلى الأستاذ محمد جلال عبد القوي السينارست والأديب والمفكر الدرامي العتيق، ردا على مقالي السابق (أمي وأفلام الأبيض والأسود) قائلا: الصديق الأستاذ: أسامة كامل ، كل شكري وامتناني.. دائما أمر علي صفحتكم.. مصفقا إعجابا حيث أجد فيها صدى لما يجيش في صدورنا.. لكن لم أتوقع مطالعة منظومة أدبية تتغني بالأم وأفلام الأبيض والأسود.
إذا كان هناك من تعليق ، يقول العظيم قامة وقمة شاهقة محمد جلال عبد القوي ، فهو اعترافي بزهو أمام هذه الصورة الحقيقية الصادقة للأم المصرية الريفية وبالتحديد القروية.. أمنا جميعا – نحن القرويون العباقرة – كما يحلو لي أن أسمي أبناء القرى النابهين من جيلنا وجيل سبقنا وجيل قبله ولا شك الجيل الحالي بالطبع.
تأمل سيادتكم هؤلاء القرويين العباقرة: (أم كلثوم، السنباطي، عبد الحليم حافظ، أحمد فؤاد نجم، سيد حجاب، يوسف إدريس، محمد حسنين هيكل، صلاح أبو سيف، أحمد زكي وغيرهم الكثير من الدلتا المصرية التي عرفت بالمواهب العظيمة، ثم العقاد، طه حسين، المنفلوطي، الأبنودي، أمل دنقل، إبراهيم عبد المجيد).
وإن شتم الدقة فهي أم العباقرة من السياسيين أمثال: (جمال عبد الناصر، الشهيد البطل أنور السادات، أحمد عرابي، محمود سامي البارودي)، وغيرهم الكثيروالكثير.
العبقري محمد جلال عبد القوي
ويضيف محمد جلال عبد القوي ، أحد عباقرة الدراما المصرية، كان حقا لنا وعلينا أن نتغنى معكم بهذه الأم (أم القرويين العباقرة).. الخيمة كما أحسنتم التشبيه وإن كنت أكثر ميلا إلى إبدال الخاء بالغين لتكون (غيمة) تشبعنا ريا علويا سماويا وتمطرنا خيرا وتروي غلتنا حبا للحياة وعشقا للوطن.
ويقول الوطني حتى النخاع محمد جلال عبد القوي: كل التقديرلتقديم هذه الصورة المعبرة وأيضا لغيرتكم ومتابعتكم لمسيرة هذا الوطن، لقد أثرت شجوننا أيها الصديق الأديب، فبالفعل من لم يعاصر ما قبل الثمانينات فاته الكثير، فاته كل الشموخ والتأبي على كل محاولات الانحراف بهذا الوطن، على الأقل من لم يعش نصر أكتوبر العظيم 1973.
ويستطرد محمد جلال عبد القوي قائلا: الآن كما أوضحتم من الله على المرد الرئيسي المشوه توبة وإيمانا واستضافة لكل هذا الغث كترجمة للجهالة من محدثي النعمة والترقي، بل من المحزن أنه في مصرنا التي تمرض ولا تموت قد طالنا بعض من عبث وشئ من جهالة.
إقرأ أيضا : نداء الكاتب المبدع (محمد جلال عبد القوي) إلى من يهمه الأمر !
لك أن تتصور أخي الأديب أسامة كامل، أن كاتب (المال والبنون، الرجل والحصان، أديب، أولاد آدم، نصف ربيع الآخر، موسي بن نصير، سوق العصر، حضرة المتهم أبي، الليل وآخره)، والقائمة طويلة تزيد عن خمسة وأربعين عملا نتاج نصف قرن من الجهد.
ويقول محمد جلال عبد القوي في أسى: كاتب تلك الأعمال ياصديقي يجلس في بيته بينما توكل الدراما إلى كاتب (نسل الأغراب، البرنس، جعفر العمدة)، وغيرها المحرضة على زنا المحارم وقتل الأشقاء كما تفضلتم نقدا في أكثر من مقال.. لعلكم توافقونني الآن أن الأمر قد أسند إلى غير أهله.
ويختتم محمد جلال عبد القوي رده: بـ آسف للإطالة وتعميم التناول.. تقبل تحياتي واحترامي.
محمد جلال عبد القوي
ردا على العظيم محمد جلال عبد القوي
وبدوري أقول للعظيم محمد جلال عبد القوي: كل التقدير والاحترام لشخصكم الفاضل النبيل.
أولا: أوضح لقرائنا الأعزاء: ماكتبته ردا على مقال هذا وسام على صدري وتاج على رسي.. مجرد أن أذكر مع هذا السبط هو شرف لا يعلوه شرف وتعويض عن سنوات كثيرة من الظلم والحرمان.. سيدي العزيز على كل مواطن مصري: إنكم قيمة وقامة لا يعادلها أحدا، وهذه معادلة مغلوطة في هذا الزمن، وهذا الشركة المحتكرة التي تحجر على الفن والفكر والرأي، ولكن أظن أن كل مبدع ومنتج رفيع المستوى مثلكم في حاجة إلى إدارة أعمال وتلك معضلة واجهها أدباء ونوابغ مصر التي تشرف بكم، وعاني منها توفيق الحكيم والعقاد وطه حسين وطبعا نجيب محفوظ و إحسان عبد القدوس ويوسف إدريس!
إقرا أيضا : (المتحدة) تستجيب لنداء الكاتب المبدع (محمد جلال عبد القوى)
هولاء العظماء الذين أهدرت أعمالهم ونهبت وسرق نتاج إبداعهم، ولم ينالوا ما يستحقون، وها أنت تنضم لهذا الطابور الطويل كاتبنا البديع المثمر، وأما هولاء الذين يكتسحون السوق اليوم لديهم بضاعتهم الرائجة وسيطرتهم الفاعلة بالمال والنساء والسهرات والسفريات ونبش قبور الآخرين، وذلك على كل المستويات وفي كل المجالات.. إنها أزمة إدارة من الشركة المحتكرة للإبداع والفن الرديئ الذي تسوقه وتنسف قواعد التربية والأخلاق، وعلينا القتال كما كتب على الذين من قبلنا.. وأمل اللقاء قريبا، ونحن بالطبع نسعى فيه إليك لننهل من بستانك الوارف أيها العظيم في إبداعه، الوطني الخالص في فكره وإنتاجه الأدبي والفني.. دمت بالصحة والعافية.