كتب : أحمد السماحي
اسم الفنان الكبير عادل إمام ، يُطلقه المهرجان القومي للمسرح المصري برئاسة الفنان محمد رياض في دورته السادسة عشرة، وذلك تكريما لما قدمه خلال مسيرته الفنية من أعمال مسرحية متنوعة ومتميزة، وتصدرت صورة (الزعيم) البوستر الرسمي للدورة الجديدة التي ستنطلق خلال الفترة من 27 يوليو، وحتي 12 أغسطس.
يأتي هذا التكريم الجديد بإطلاق اسم الزعيم عادل إمام على الدورة الجديدة للمهرجان القومي، بعد أن كرمه نفس المهرجان عام 2009، وأصدر عنه كتيب صغير بعنوان (عادل إمام .. سفير المسرح المصري) حرره الدكتور سيد خطاب، وكان الدكتور أشرف زكي، في هذه الفترة هو رئيس المهرجان، والمخرج خالد جلال، مدير المهرجان، وقد نشر الكتيب مجموعة من الشهادات لعدة كتاب وصحافيين منهم (ألفريد فرج، موسى صبري، أحمد عبدالمعطي حجازي، محمود سعد، حازم الحديدي، محمد الحيوان، عصام بصيلة، أمين بكير) وغيرهم.
إقرأ أيضا : محمود حسونة يكتب : عادل إمام .. صمت الكبار
ومن خلال هذا الكتيب سجلوا رؤيتهم في الفنان المبدع عادل إمام وما يثيره دائما من قضايا في أعماله الدرامية أو السينمائية أو المسرحية، مؤكدين على عمق الموهبة، والذكاء الإجتماعي، والدور السياسي الذي لعبه، وغيرها من السمات والملامح الخاصة بدور النجم والممثل والمواطن عادل إمام في قضايا الفن والمجتمع.
حسين كمال يكتشف عادل إمام
بمناسبة إطلاق اسم عادل إمام على الدورة السادسة عشر للمهرجان القومي، فقد أجريت منذ سنوات حوارا مع المخرج الكبير حسين كمال نشر في جريدة (الحياة اللندنية) وذكر فيه أنه كان أول من قدم النجم عادل إمام على المسرح، وبالتحديد في شهر يناير عام 1963 من خلال دور شبه صامت في مسرحيته (ثورة قرية) عن قصة محمد التابعي، إعداد الفنان الكبير عزت العلايلي، وبطولة (زوزو نبيل، وداد حمدي، صلاح قابيل، رشوان توفيق).
وقال لي حسين كمال: بعد أن وزعت كل الأدوار تقريبا جاءني شاب صغير اسمه عادل إمام ، وطرق بابي وقال لي : (يا أستاذ حسين أنا عايز أشتغل في المسرحية دي، أنا عايز أمثل دور تراجيدي، لأني بأحب التراجيديا، وياريت يكون فيه دور تراجيدي في هذه المسرحية)، وذلك لأنني في هذا الوقت كنت أسمح لكل الشباب المهتم بالفن، وكل الفنانيين الصغار الذين كانوا في المعاهد الفنية أو الراغبين في التمثيل كنت أسمح لهم بحضور البروفات التى كنت أعملها في مسرحية (ثورة قرية).
إقرأ أيضا : في ذكرى عيد ميلاد (عادل إمام) .. الثائر ضد الإرهاب الذي أنصف اللاجئين
يومها قلت لهذا الشاب المتحمس عادل إمام الذي تلتمع عينيه بالذكاء: (عايز تمثل تراجيدي إزاي وتكوين وجهك وطريقة كلام عينيك لا تعطيني هذا الإحساس، يعني أنا شايف فيك أنك تختار الطريق الكوميدي)، قال لي بدهشة واستنكار: كوميدي! قلت: (آه كوميدي، وأنا حاخترعلك دور صغير جدا، في مشهد عندي عبارة عن مولد، حتبقى بياع عسليه في هذا المولد وتدخل تقول: (معايا العسليه بمليم الوقية انت والأطفال.. موافق؟!)، قالي: موافق، وكان هذا الشاب يدخل يقول هذه الجملة البسيطة وكل الصالة تضحك وتقرقع من الضحك، وأمام هذا الحضور الغريب على المسرح كنت كل يوم أضيف له جملة، حتى أصبح هو بطل مشهد المولد بمفرده.
عادل إمام .. الواد سيد الشغال
يضيف مخرج مسرحية (ريا وسكينة): عندما كان يدخل هذا الشاب في نهاية المسرحية لتحية الجمهور، كان الجمهور يستقبله استقبالا رائعا، هذا الشاب اسمه عادل إمام الذي أصبح الآن نجم النجوم، وأخرجت له من فترة مسرحية (الواد سيد الشغال)، وأثناء عرضها في باريس على مسرح الأوليمبيا – أعمق وأعظم مسرح في باريس – أحب التليفزيون الفرنسي يجري لقاء مع عادل إمام، ففوجئت أثناء اللقاء وأنا أقف بعيد عنه على خشبة المسرح لكني أسمع ما يقوله وهو يحكي قصة اكتشافي له بتفاصيل كنت ناسيها، وعندما انتهى لقاء التليفزيون الفرنسي وانطفأت الأنوار، حضنا بعض والدموع في عنينا، وأنا في هذه اللحظة كنت أحضن عادل إمام نجم النجوم في فنه، ونجم النجوم في شخصيته وأصالته.
إقرأ أيضا : في يوم مولده (عادل إمام) في عيون (محمود عوض، وموسى صبري، وأنيس منصور)
ويستكمل حسين كمال حديثه عن قصة اكتشافه لعادل إمام على المسرح ويقول: من خلال دوره الصغير في مسرحية (ثورة قرية) جاء في أحد الأيام الفنان الكبير عبدالمنعم مدبولي وشاهد العرض، ومن هذا العرض أخذ عادل إمام لدور (دسوقي أفندي) في مسرحية (أنا وهو وهي) ليقول جملته الاستنكارية الشهيرة (بلد شهادات صحيح!).
المهرجان القومي يكرم عادل إمام
المهرجان القومي للمسرح المصري ينطلق يوم 27 يوليو ويستمر حتي 12 أغسطس، ويعد حدثا فنيا مهما لعرض ملامح المسرح المصري على مدار عام كامل إذ تتاح المشاركة في المهرجان للعروض المنتجة من مسرح الدولة والقطاع الخاص والشركات، والمجتمع المدني وفرق الهواه والمسرح الجامعي والنقابات الفنية والشركات، ومختلف الجهات الإنتاجية وفق الضوابط التي يعتمدها المهرجان، ويهدف المهرجان إلى تشجيع المبدعين من فناني المسرح على التنافس وكذلك تطوير العروض من أجل المشاركة في صناعة أعمال لائقة بعراقة المسرح المصري.
