بقلم الإعلامية الكبيرة : هدى العجيمي
ربما لا حظنا في الحلقات الماضية ومن خلال مشوار حياة الفنانين ممثلين أو مخر جين أنهم يقابلو ن في حياتهم المهنية عقبات ومشاكل كثيرة وفي نفس الوقت يو اجهون مواقف طريفة يتذكرونها بكل الخير، واليوم سوف نتعرف علي طرائف وغرائب صادفت النجم الفنان الكبير يحيى شاهين، الذي شاهدناه وأحببناه من خلال أعماله الفنية المتميزة.
ومن منا لا يتذكر دور يحيى شاهين في فيلم زينب ، وهو من أوائل الأفلام السينمائية والذي أدي دوره فيه أمام الفنانة راقية إبراهيم، وكان الفيلم عن قصة للدكتور محمد حسين هيكل، ونتذكر أيضا دوره مع أم كلثوم. في فيلم (سلامة) وأغنية (قالوا أحب القس سلامة)، وأدوارا أخرى كثيرة وهى تعد علامات في تاريخ العمل السينمائي قديما حديثا.
يحيى شاهين يحج بيت الله
يحيى شاهين اليوم معنا من خلال ذكرياته ومشوار حياته، يحكي لنا عن بعض المواقف الطريفة الغريبة التي صادفها أثناء عمله السينمائي، لكنه في البداية أراد أن يعرفنا بنفسه، وكيف يعيش حياته بعد أن قل نشاطه في السينما فيقول يحي شاهين: منذ أن قمت بتأدية فريضة الحج عام 1971 إلى الآن وأنا لا أترك فريضة من فرائض الإسلام أو أؤجلها لهذا تجدني أشعر بقوة دافعة وحيوية بالغة، رغم أنني لم أعد أعمل كثيرا في السينما، لكنني أشعر بقوة كبيرة وأصبحت لاأهاب شيئا وأتوكل على الله وتمر أعمالي كلها بسهولة ويسر وتوفيق.
ورغم أنني لم أعد أعمل كثيرا إلا أن الله يبارك في القليل، كما أنني لم أنقطع عن أداء العمرة إبدا وأذهب إلى بيت الله الحرام كل عام ونفسي راضية مطمئنة، ولهذا فأنا لا أحقد على أحد ولا أغير من شهرة فنان آخر أو عمله، فمثلا عمر الشريف سعدت بشهرته العالمية وفرحت له بل إنني أصبحت أفتخر به في كل مكان، وإذا نظرت إلى مشوار حياتي – يقول يحيى شاهين – أجد فيها لمحات إنسانية طاغية ولحظات طريفة أحدثكم عنها الآن :
إقرأ أيضا : الشيطان يجمع بين “مصطفى محمود وعبدالوهاب وشاهين”
يقول يحيى شاهين: في فيلم (شيء من العذاب)، تأليف أحمد رجب، وإخراج صلاح أبو سيف، كان هناك في السيناريو دور لكلب وأنا كان عندي كلب ذكي وجميل ومدرب لدرجة أذهلت الجميع، وكان هناك مشهد بيني وبين سعاد حسني على شاطئ البحر، وكان من المفروض أن يأتيني الكلب ببرنس سعاد حسني الذي تركته على أحد المقاعد، وكنت أعرف أن الكلب يحب الكرة ويلعب بها دائما فقمت بوضع الكرة في قلب (البرنس) وأخفيتها، وعندما طلبت منه أن يأتيني بالبرنس ذهب وشم رائحة الكرة من بعيد وهى داخل (البرنس) وهكذا أحضره لي دون تحايل أو محاولات فاشلة لاقناعه، وتم ذلك من اول لقطة دون إعادة.
يحيى شاهين وكلبه الوفي
في فيلم آخر وكان من بطولة يحيى شاهين مع الفنانة ماجدة وهو فيلم (هذا الرجل أحبه) وهو مقتبس من قصة (جين اير) العالمية، وكنت أعرف أن الكلب يخاف حتي من علبة الكبريت فما بالك بالنيران المشتعلة، وكان هناك مشهدا في الفيلم تشتعل فيه النيران في المنزل وكان على الدخول وسط النيران إلى داخل المنزل ومعي الكلب لإنقاذ السكان، وحاول المخرج ومساعدوه تحفيز الكلب علي الدخول وسط النيران فلم يفلح أحد ورفض الكلب ذلك تماما، فقلت لهم اتركوني معه أحاول أن أدخله في وسط النيران فدخلت أنا أولا.
إقرأ أيضا : “الحارة” من نجيب محفوظ إلى “ملوك الجدعنة”
وكانوا قد أعدوا لي ممرا آمنا داخل النار المشتعلة، وعندما دخلت أنا أولا وبعد عدة خطوات قليلة قمت بإطلاق صرخة مدوية فظن الكلب أنني في خطر واندفع يجري إلى بسرعة فائقة، وقد تم تصوير هذا المشهد بحرفية كبيرة وكانت لقطة ممتعة، وهكذا فإن حبي للكلاب يأتي من شدة وفاء الكلب وأمانته، وكنت قد قرأت قصة جميلة وغريبة عن سيدة إنجليزية تعيش بمفردها مع كلبها في إحدى ضواحي لندن وقد تعرض منزلها إلى هزة أرضية عنيفة وزلزال قوي تهدم المنزل علي أثرها فوق راس السيدة العجوز، وعندما بدأ العمال في إزالة الأنقاض وجدوا السيدة نائمة وفوق رأسها حماية من جسد الكلب فكان رأسها سليما وجسدها ينبض بالحياة، لكن للأسف توفي الكلب الذي ضحى بحياته من أجل إنقاذ صاحبته.. هذه القصة ظلت طويلا عالقة في ذهني عن وفاء الكلب العظيم!