خالد عز ونادر عبدالله سبقا عمرو مصطفى في إحياء التراث
كتب : أحمد السماحي
عمرو مصطفى الملحن المثير للجدل ملئ الدنيا منذ أيام بمجموعة من التصريحات الأعلامية العنترية، التى تسابقت وسائل الأعلام العربية والمصرية المرئية والمكتوبة في بثها وكتابتها والتعليق عليها، أولها استخدامه للذكاء الاصطناعي في غناء بعض الأغنيات الجديدة، وبدأها بأغنية (ماضينا، أو أفتكرلك ايه) التى غنتها في البداية المطربة شيرين عبدالوهاب.
إقرأ أيضا : مي فاروق : لم أتردد في غناء (افتكرلك ايه) لعمرو مصطفى
وكان من المقرر طرحها في ألبومها الجديد، لكن تسريب أغنيات الألبوم ومن بينهم أغنية (ماضينا) حال دون لقاء شيرين وعمرو مصطفى، فأحب الملحن الذكي ألا يضيع مجهوده دون أن يشعر به أحد، خاصة وأن الأغنية عندما طرحت بصوت شيرين عبدالوهاب على (اليوتيوب) لم يشعر بها أحد، فهداه تفكيره إلى مواكبة ما يسمع ويقرأ عنه والمنتشر هذه الأيام بقوة وهو (الذكاء الأصطناعي)، وربط اسمه باسم العظيمة أم كلثوم، وهو يعلم جيدا أنه بهذه الخطوة سيلفت الأنظار إليه بقوة، وسيفتح على نفسه النار!، لكنه متعودا على لسع النار!.
عمرو مصطفى ومحسن جابر
بالفعل فتحت النار عليه من كل الأطراف سواء من الجمهور البسيط العادي، أو من المثقفين، والنخبة، أو من بعض زملائه في الوسط الفني، وكان أول من فتح عليه النارالمنتج الكبير محسن جابر، الذي وقف له بالمرصاد، ونصحه بالتوقف عن هذا العبث، واللعب بعيدا عن (أم كلثوم) وكل أساطين الغناء، وأعلن الجميع الحرب على عمرو مصطفى، وبعد الغضب الذي لمسه وأحس به الملحن الموهوب تراجع عن قراره على الفور!
وبالفعل أهدى عمرو مصطفى الأغنية منذ أيام إلى رائعة الصوت مي فاروق التى أعادت إحياء الأغنية بصوتها من جديد، وحققت نجاحا كبيرا على (اليوتيوب) ونسفت المطربة الشابة بجمال وعذوبة صوتها أسطورة الذكاء الاصطناعي، وأثبتت سريعا وبالدليل القاطع وقبل اندلاع ثورة الذكاء الاصطناعي وبما لا يدع مجالا للشك أن الصوت البشري خاصة لو كان موهوبا لا يعلى على إحساسه وجماله وعذوبته بعيدا عن مهاترات التكنولوجيا الحديثة، وهذا ما كتبناه خلال الأيام الماضية عندما أجرينا حوارا قصيرا مع (مي فاروق) عن الأغنية وجديددها القادم.
عمرو مصطفى وإحياء التراث
الموضوع الثاني الذي تحدث عنه ومازال هو موضوع إحياء التراث من جديد، وذلك عن طريق تقديم أغنيات طربية يتم غنائها على التخت الشرقي، أو عدد محدود من العازفين، وسيستعين في غناء هذه الأغنيات بأي صوت يحب أن يخوض معه التجربة سواء من مطربين أو مطربات الأوبرا الذين يتمتعون بالأصوات الرائعة أو من أي مطرب يمتلك الصوت الجميل الذي يستطيع توصيل ما لحنه الملحن الموهوب عمرو مصطفى إلى الجمهور، ولقد سعدت جدا بهذه الخطوة، خاصة أننا نفتقد هذا اللون من الغناء بقوة، فمعظم ما يطرح في الأسواق من أغنيات بعيدة عن الطرب الشرقي الأصيل الذي يعبر عن هوايتنا الشرقية.
نادر وخالد حفلة 7
ما ذكره عمرو مصطفى أصابني بدهشة واستغراب، لماذا رغم إعجابي بالفكرة وحبي لها؟! لأن فكرة إحياء التراث والغناء على تخت شرقي ليست فكرة عمرو مصطفى!، أه والله! فقد سبقه عام 2019، الملحن والموزع الموهوب بقوة خالد عز، والشاعر المبدع نادر عبدالله الذي أضاف إلى قاموس الأغنية المصرية مفردات جديدة، فماذا فعل نادر وعز؟!: قدما على (اليوتيوب) برنامج بعنوان (حفلة 7) عبارة عن أغنية تقدم أسبوعيا تتميز بالطرب الشرقي الجميل، من كلمات نادر عبدالله، وألحان وتوزيع وغناء خالد عز صاحب الصوت الدافء الحنون العذب الذي يطبطب بحسه على مشاعر الجمهور ويذكرنا بهديل الحمام.
إقرأ أيضا : خالد تاج الدين : الراب ليس غناءا، وهدفي منه الحب وليس الفلوس ولا الشهرة !
وقدما (خالد ونادر) خلال برنامج (حفلة 7) حوالي 13 أغنية من أجمل ما سمعت في السنوات الأخيرة، وكان البرنامج يبدأ بصوت الفنان الكبير سيد رجب حيث يقول: (من مصرنا الحبيبة، ومع بدايات عام 2019، نعود بكم إلى الماضي لنسترجع ذكرى من زمن الفن الجميل، مع حفلة 7)، بعدها يدخل خالد عز ليمتعنا بصوته بروائع غنائية سواء مع تخت أو مع فرقة كاملة، ومن الروائع التى تغنى بها قصيدة (زدني بفرط الحب) من كلمات سلطان العاشقين ابن الفارض والتى يقول مطلعها :
زِدْني بفَرْطِ الحُبّ فيك تَحَيّرا
وارْحَمْ حشىً بلَظَى هواكَ تسعّرا
وإذا سألُتكَ أن أراكَ حقيقةً
فاسمَحْ ولا تجعلْ جوابي لن تَرى
يا قلبُ أنتَ وعدَتني في حُبّهمْ
صَبراً فحاذرْ أن تَضِيقَ وتَضجرا
إنَّ الغرامَ هوَ الحياةُ فمُتْ بِهِ
صَبّاً فحقّك أن تَموتَ وتُعذرا
إقرأ أيضا : (هى) .. هدية رائعة من (نادر عبدالله) إلى (رامي صبري) لجمهورهما في الصيف
ولم يقتصر غناء خالد عز العذب على مثل هذه التجربة فقدم من كلمات صديقه وشريكه في التجربة الشاعر نادر عبدالله العديد من الأغنيات المختلفة ككلمة ولحن مثل (سلام، رحلة وناس وطريق، أمي وحبيبي، أنا عارف، باقية له فرصة، وليه تحسبيها، كان طبيعي، يفرق عنهم في ايه).
وكان يشاركهم في هذا المشروع التنويري بعض ضيوف الشرف مثل الموزع العبقري طارق مدكور، إعداد مراجع الدكتور أحمد عمار، مهندس صوت مصطفى عز وغيرهم، لكن للأسف الشديد ولأن (خالد ونادر) لا يجيدان فن الدعاية لأنفسهما وليس لهم صداقات أو علاقات بمقدمي برامج (التوك شوز)، وبالتالي لم تحقق التجربة النجاح الذي يليق بها كتجربة مختلفة ألقت قبل أي أحد طوبة في بحر الغناء الراكد!.