محمد محيي يختبر أنانيتنا في ألبوم (شارع الهوى)
كتب : أحمد السماحي
يتمتع المطرب محمد محيي بمكانة شديدة الخصوصية في قلوب عشاقه ومريديه وما أكثرهم، فهو (حالة خاصة جدا) في الغناء المصري التعبيري، رغم ابتعاده عن وسائل الإعلام المقرؤة والمرئية، لكنه من القلائل الذين يستقطبون حب الناس، لأن أغنياته من النوع الذي ينحفر في ذاكرة الوجدان ويتحول مع مرور الأيام إلى رصيد غني من المشاعر، وذلك لأن ألحان أغنياته مشاعر مصاغة في أنغام، وأنغام تذوب في مشاعر.
منذ قابلت محمد محيي قبل عشرين عاما وهو لم يتغير، فهو واحد من المطربيين الراقيين الذين قابلتهم في مشواري الصحفي وأحببته واحترمته لأنه في حاله ليس له في (القال والقيل) ولم تتردد شائعة واحدة حوله منذ بدأ مشواره الفني قبل 30 عاما، فالفن بالنسبة له جمال ورقي وذوق، وهو عنوان لهذه الصفات، قدم على مدى مشواره مجموعة من الأغنيات الجميلة التى يسترجعها من وقت لآخر عشاق الغناء الجميل مثل (حبيت، ليه الحبيب، أعاتبك، روح قلبي، أنا عمري ما اتمنيت، إنتي بتحب الزعل، أنت حبيبي، صورة ودمعة) وغيرها الكثير والكثير.
محمد محيي وأصالته الفطرية
لهذا مهما جنحت الأغنيات الحالية إلى الذوق السوقي، ومهما ارتفع صوت الأغنيات المتدنية المعاصرة صاحبة الصوت الصاخب الذي يشوشر على مجموعة من المطربين المحترمين ويسد عليهم المنافذ، لكن أي مستمع ممن يشجعون هذه الأغنيات التافهه ما أن تصافح أذنيه أغنية من أغنيات محمد محيي حتى يسلم نفسه لها دون أن يدري، لأنها تخاطب أصالته الفطرية وتعطيه احتياجاته العاطفية وتصفي نفسيته من الكدر والصخب الممل.
إقرأ أيضا : عام 2022 كثير من الغناء .. قليل من الجمال !
ومحمد محيي طاقة الإصرار في نفسه قوية لأنها تكونت عبر طريق شاق غير ممهد، وعبر مشواره كان لديه إصرار على التمسك باللون الغنائي الذي اعتمده منذ بداية مشواره مع تطوير هذا اللون، وضرب المثل على قوة الإرادة التى هي جزء من قوة الشخصية، وصمم (محيي) على التحدى لكل من قال المقولة الشهيرة (ان الجمهور عايز كده)، ونجح في التحدي وفرض لونه الذي يجيده ويعرف أنه هو المناسب لصوته، والمناسب لجمهوره.
محمد محيي .. التوهج والبريق
من الألبومات الناجحة التى قدمها محمد محي ومازالت أغنياته تحمل نفس التوهج والبريق رغم تقديمها منذ 25 عاما، ألبوم (شارع الهوى) الذي طرح في الأسواق عام 1998 والذي يتضمن 10 أغنيات، كتب خمسة منهم الشاعر عنتر هلال وهى (مش كنت قولي، لا لوم) ألحان المبدع الراحل رياض الهمشري، وتوزيع طارق مدكور، و(بعد ايه) ألحان محمد محيي، وتوزيع فهد، و(اعترف) ألحان مصطفى عوض، وتوزيع أشرف محروس، و(لالي) ألحان إسماعيل البلبيسي، وتوزيع أشرف محروس.
إقرأ أيضا : هاني شاكر .. أيقونة الفن العربي المناضل في زمن الغناء الرديء !
وكتب الشاعر الراحل عبدالعزيز عمار أغنيتين هما (حب تاني) ألحان أحمد شاهين، توزيع أشرف محروس، و(صدفة) ألحان مصطفى عوض، توزيع أشرف محروس، وكتب الشاعر محمد العدوي أغنية (حاول تفهم) ألحان مصطفى عوض، توزيع محمد عرام، أما الشاعر سمير زكي فكتب الأغنية الشهيرة (وصوا الأيام) ألحان عصام كاريكا، وتوزيع طارق مدكور، وكتب الشاعر المبدع مرسي السيد مؤلف أحلى قصص في الأغنيات، الأغنية التى تحمل عنوان الألبوم وهى (شارع الهوى) ألحان محمود طلعت، توزيع فهد.
محمد محيي وشارع الهوى
حقق هذا الألبوم الذي أنتجته شركة (روتانا) نجاحا كبيرا وقت طرحه حيث حمل مجموعة من الأغنيات التى جاءت مختلفة ومتميزة من حيث الكلمة واللحن والتوزيع، فقدم الأغنية الوصفية والأغنية التى تحمل قصة درامية مثل (صدفة)، والأغنية التى تحمل قضية وهى (شارع الهوى) التى تعتبر واحدة من أجرأ أغنياتنا حتى الآن والتى تختبر نرجسيتنا وأنانيتنا، حيث تدور حول أخ يرى أخته تسير ويدها في يد من تحب في نفس اللحظة الذي يسير فيها ويده في يد من يحب!، فماذا يفعل وهو متورط في الجرم العاطفي مثلها؟، هل يثور؟، هل يهاجمها؟، هل يضربها؟، ولو فعل هذا ماذا ستقول عنه حبيبته؟! ومع أن الشاعركتب الأغنية كحلم لكن هذا الحلم مازال مفتاح لقضية.
تقول كلمات أغنية (شارع الهوى):
أصعب موقف مر عليه
شفته في حلم وأثر فيه
وكان للعلم، مجرد حلم
لكنه مازال مفتاح لقضية
أختى الصغيرة، شافتني وشافتها
صدفة، وكانت مواعده حبها
في شارع الهوى
أختي الصغيرة، سعيدة كتير لقيتها
فرحانة بيداعبها، والدنيا مش سايعاها
وهو إيديه في إيدها
في شارع الهوى
كانت صدمة ليه، ومفاجأة غير عادية
زعلت وبان عليه، وكنت هاثور أنا
لكني غصب عني، داريت مشاعري لأني
في نفس اللحظة كانت، حبيبتي جنب مني
فرحانة سعيده بيه، إيدها برضه في إيديه
ولقيتني بأعيش معاها، نفس الحالة دية
وخفت لتخاصمني، لو يحصل حاجة مني
أبسطها راح تلومني، وتقولي إشمعنى أنا
معاك، في شارع الهوى.
لينك أغنية ( شارع الهوى ) :