بقلم الإعلامية الكبيرة : هدى العجيمي
في مذكرات المخرج السينمائي الباحث المؤرخ أحمد كامل مرسي حكايات من وراء الكواليس يتوقف أمامها لكي يسردها علينا اليوم ، حيث يقول أن عام 1949 كان عاما مهما جدا في حياته المهنية والشخصية ، فقد عرض له في تلك السنه فيلمان وليس فيلما واحدا كما كان يحدث كل عام ، أما الحدث الأهم ولأجدر بأن نحكيه وهو ما أثر في حياته الشخصية عندما أقيمت مسابقة للوجوه الجديدة في أوبرج الأهرام ، وقد فازت الفنانة آمال وحيد بالجائزة الأولي.
إقرأ أيضا : هدى العجيمي تكتب: فيلم (ست البيت) في مهرجان (كان)
أما الجائزة الثانية يقول : أحمد كامل مرسي ، فقد حصلت عليها شابة صغيرة جميلة هى نادية سلطان وهي من أم يونانية وأب إيطالي، وقد كانت رائعة الجمال ، وعندما التقيت بها حدث نوع من التعاطف بيني وبينها وأنا لم أكن متزوجا ولم أتزوج قبلها قط ، وبعد أن عملت معي بعض الأدوار في الأفلام التي أخرجتها تزوجنا نتيجة هذا الحب لكننا اتفقنا منذ البداية على عدم الإنجاب فقد كنت متاثرا بما عشته من المعاناة بعيدا عن الأم ومع زوجة أب قاسية تعذبت في حياتي كطفل وصبي وشاب ، لهذا كانت لدى هذه المشكلة والعقدة النفسية إذ كيف أنجب أبناء يتعذبون في حياتهم وأنا عملي ليس دائما فأنا مخرج أعمل أياما وأياما كثيرة لا أعمل ومن هنا عرضت وجهة نظري عليها أي علي نادية سلطان.
زواج أحمد كامل مرسي ونادية سلطان
وبهذا المفهوم يضيف المخرج الكبير أحمد كامل مرسي تزوجنا واستمر زواجنا ثلاثة أو أربعة سنوات في سعادة وهناء إلى أن تدخل أولاد الحلال للتفريق بيننا وأوغروا صدر نادية سلطان بحكايات صحيحة وحكايات كاذبة، لكن أهم ما قيل لها وأغضبها : أنني لم أسند إليها بطولة في أحد أفلامي السينمائية في أثناء فترة زواجنا ، بل أسندت إليها أدوارا ثانوية لاتذكر بالمعنى الصحيح فحدثتني ودار بيننا حديث حول هذه المشكلة الكبيرة من وجهة نظرها ، وقد ضربت لها مثالا عمليا بـ زواج فاتن حمامة من عز الدين ذو الفقار على الرغم من أن قام زوجها كمخرج بإنتاج أفلام كثيرة في فترة زواجه منها ، وكانت فاتن حمامة جودة فيها بل هى البطلة، فقلت لها : إن هناك فرق كبير جدا بينها وبين فاتن حمامة وكان مبرري أنها لا تجيد اللهجة المصرية واللهجة الدارجة.
إقرأ أيصا : هدى العجيمي تكتب: مرة أخري مع صناع البهجة
يقول المخرج الكبير أحمد كامل مرسي: ولدت نادية سلطان في مصر لكن من أ يونانية وأب إيطالي – كما قلت سابقا – الشيء الآخر أنها كزوجة بدأت تحن للأمومة وتتمنى أن يكون لها ابن، وبما أننا كنا قد اتفقنا على عدم الإنجاب فقد تسبب هذا في الانفصال والطلاق ، وقد حدث هذا ونحن نصور أحد الأفلام ، وكنت ما أزال مخرجا صغيرا بتجربة قليلة لم يمضي من حياتي المهنية إلا ثلاث أو أربع سنوات فقط حدثت تجربة يجب أن نستوعبها ونتعظ منها ، فقد طلبت من الفنان حسين رياض أن يلقي جملة في مشهد سينمائي بشكل معين لأنني كنت قد أعددت سيناريو لهذه اللقطه وأعددت الكاميرا لعدة مشاهد يتم تصويرها أثناء إلقائه لتلك الجملة ، ولكن الممثل الكبير حسين رياض رفض أن يلقي الجملة بالشكل الذي طلبته منه فلم أعلق وأرجأت تصوير هذا المشهد لكن في نهاية.
أحمد كامل مرسي وحسين رياض
هذا اليوم جاءني عباس فارس – بحسب كلام المخرج الكبير أحمد كامل مرسي – وسراج منير أخبروني بأن حسين رياض وافق على أن يؤدي المشهد كما طلب منه المخرج فقمنا بتصوير المشهد الذي تم بنجاح ، وبعد انتهاء التصوير طلبت من حسين رياض أن يظل معي في الاستوديو وطلبت منه أن يؤدي نفس المشهد والجملة المطلوبة كما تصورها هو – أي حسين رياض – وبعد أن قمنا بتصوير المشهدين دعوت حسين رياض إلى أن يختار بينهما فقام هو باختيار المشهد الذي أردته ونصحته به ، وكنا في هذا الوقت نحتفي بتقليد جميل ومفيد إذ كنا نجتمع معا في الصباح من كل يوم لكي نشاهد ما عملناه بالأمس ونقدم ملاحظاتنا علي تلك المشاهد.
إقرأ أيضا : هدى العجيمي تكتب: العزيمة .. أول علامة على الفن الواقعي
ويستطرد المخرج الكبير أحمد كامل مرسي: فقام حسين رياض بمشاهدة المشهدين الأساسي والمعدل واعترف بصحة رأيي وطريقة تحريك الكاميرا في تلك المشاهد المصورة ليشهد لي بالكفاءة.