كتب : أحمد السماحي
كيلي لقلبي .. كلمات الشاعر السعودي المبدع جاسم الصحيح، تجربة غنائية جديدة يخوضها مجموعة من عشاق اللغة العربية، والموسيقى الكلاسيكية المتطورة الرائعة التى تسمو بالروح والوجدان، ستبصر النور قريبا، وبالتحديد يوم 4 يونيو القادم في حفل بهيئة الأدب في السعودية، وتحمس للتجربة بقوة المطرب والملحن والمذيع الأردني خالد عياد، وشاركه الحماس صديقه الموزع الأردني بهاء الدواد المقيم في السعودية منذ عامين، وشاركهما بنفس الحماس المطرب السعودي الشاب محمد الحربي، والقصيدة المغناة من إنتاج شركة (فوكالي)، التى تهتم بكل ما هو جميل وراقي لتسجل اسمها في سجل الخالدين، التجربة عبارة عن قصيدة بعنوان (كيلي لقلبي) يقول مطلع القصيدة:
كِيلِي لقلبيَ من هواكِ بِما يَفي
لأُحِسَّ أَنِّيَ في الهوى
بِكِ أكتفي..
نحتاجُ والأرواحُ رهنُ شِتائِها
دِفْءَ الشعورِ
وليسَ دِفْءَ المِعطفِ ..
لا حُبَّ حتى أحتويكِ فأشتهي
ما تشتهينَ.. وإنَّما لا أَشْتَفِي!
اليومَ أمنحُكِ المشاعرَ جُملةً
لا يعرفُ التقسيطَ قلبُ المُدنَفِ..
عُدِّي سنينيَ حَسْبَ تقويمِ الهوى
عَدَدَ المواعيدِ التي
لنْ تُخلِفي
فالحبُّ تكثيفُ السنينِ بلحظةٍ
لا حُبَّ حيثُ الوقتُ
لم يَتَكَثَّفِ!..
موزع كيلي لقلبي
الموزع الموسيقي الأردني بهاء الدواد أعرب لـ (شهريار النجوم) عن سعادته الغامرة بالتعاون مع فريق عمل قصيدة كيلي لقلبي التى ستبصر النور قريبا، سواء مع الملحن والصديق الغالي خالد عياد، أو المطرب السعودي محمد الحربي، أو مع شركة (فوكالي) المنتجة للعمل والتى تعمل على تنمية وتطوير المواهب الفنية، وتقديم أمسيات فنية يستعيدون من خلالها سحر الماضي من خلال استدعاء شعراء وملحنيين ومطربيين العصر الذهبي للغناء العربي، وتقديم ليلة لكل مبدع عربي من هؤلاء، يهدون من خلالها الأجيال الجديدة التى لم تعاصر هؤلاء العمالقة جزء من تراث هذا المبدع الغنائي فينتشلونهم من ضجيج وصخب الغناء الحالي، ويعيدونهم من خلال تراث (رياض السنباطي، ومحمد عبدالوهاب، وزكريا أحمد، وبليغ حمدي، ومحمد الموجي، وناظم الغزالي، وحسين الأعظمي، والهادي الجويني، وعبدالوهاب الدوكالي) وغيرهم من عمالقة الطرب الشرقي إلى روعة الكلمة، وعذوبة اللحن، وقوة الأداء وتمكنه.
إقرأ أيضا : خالد عياد يخص (شهريار النجوم) بتجربته الغنائية مع أشعار عبد العزيز خوجة
وعن سر إقامته في السعودية قال الدواد : الغرض من إقامته في السعودية لمدة عامين حتى الآن هو إنشاء فرقة الأوركسترا الوطنية السعودية، وتعليم أعضائها مادة النظريات الموسيقية، ومواد فنون الأداء، كالفوكاليز، والبيانو، والحمد الله أسسنا الفرقة على أسس متينة في ظل حالة الانفتاح الموجودة حاليا في السعودية ورؤية 2030، وبجوار كل هذا مازلت محافظ على عملي في التدريس، فأنا مدرس موسيقي، وقائد فرقة موسيقية.
شاعر كيلي لقلبي
أغنية (كيلي لقلبي) كلمات الشاعر السعودي المبدع (جاسم الصحيح) ابن مدينة (الجفر) الذي تفتحت سنابل الوعي الاول عنده في صباه، وابتدأ هاجس البحث عن الذات يطارده، فكان الشعر هو حصان هذه المطاردة، وأرتبط بالشعر الكلاسيكي في جوهر كتاباته حتى وإن جاء الشكل مختلفا، والسبب وراء ذلك يكمن في بناءه الداخلي الاول الذي جاء بناء عموديا تآلفت معه روحه فأصبح هنا ما يشبه التحالف بين روحه العمودية (إن صح التعبير) – وعلى حد تعبيره – وبين قصيدته.
و(جاسم الصحيح) من جيل شعراء التسعينات، جيل القصيدة النثرية في السعودية بامتياز، لذلك كان عليه أن يجاهد بضراوة ليجد مكانا للقصيدة العمودية التى صاغها وأبدعها، وهذا المبدع قدم للمكتبة الأدبية والشاعرية عددا كبيرا من الدواوين، وصلت حتى الآن إلى 14 ديوانا هي (ظلي خليقتي عليكم، عناق الشموع والدموع، رقصة عرفانية، حمائم تكنس العتمة، أوليمبياد الجسد، نحيب الأبجدية، أعشاش الملائكة، سهام أليفة، وألنا له القصيد، كي لا يميل الكوكب، قريب من البحر بعيد عن الزرقة، تضاريس الهذيان، ما وراء حنجرة المغنِّي، طيورٌ تحلِّق في المصيَدة).
وحققت كثير من قصائده النجاح والجماهيرية منها (فلسفة الحب، رباعيات غزلية، سرطان الثدي، في حضرة المتنبي، فاطمة الزهراء عليها السلام، يوسف أجمل في القصيدة، آخر مقامات العشق) وغيرها الكثير من الروائع.
إقرأ أيضا : خالد الأمير .. رحيل الضابط الوسيم الذي احترف الموسيقى
قصائد جاسم الصحيح كما ذكر في أحد حوراته : (ليست صورة فوتوغرافية من الواقع المحيط بها، وإنما حالة انسانية تنتمي الى ذلك الواقع وتحاول جاهدة أن تجد لها وطناً فيه، وحين تفشل محاولتها تتخذ لها منفى على الورق، فالأوراق في حقيقة الشعر منافي القصائد، والمسألة هنا مسألة شعورية محضة إذ كم من القصائد الجميلة التي أشعلت دفاتر شاعرها بالأحلام، وعندما تجسدت على أرض الحقيقة فقدت هيمنتها على تلك الدفاتر، وصدئت اجراسها على الخطوط الا من دقات ذكرى عالقة بالهوامش)
لهذا فتح لنا (الصحيح) من خلال هذه القصائد والدواوين من النوافذ والأبواب ما نطل به على الخلود والأبدية، وعلى عالم وردي مليئ بالطبيعة الخلابة والروحانيات والإنسانيات والوجدنيات.