جمال سليمان: سنبدأ تصوير الملك السنوسي في سبتمبر القادم
كتب : أحمد السماحي
خلال شهر رمضان الماضي أمتعنا النجم العربي الكبير جمال سليمان من خلال مسلسل (عملة نادرة) تأليف مدحت العدل، إخراج محمد العدل بتجسيده الرائع لشخصية (عبدالجبار) بكل حالاته، بغضبه، وجبروته، ويأسه، وانفجاره، وضعفه، وقوته، ورسم النجم الموهوب بعفوية شديدة شخصية الطاغية (عبدالجبار) كبير النجع، الذي يسير في طريق صعب شائك مليئ بالأشواك والمسامير الحادة، لكنه بجبروته قرر أن يدوس بقدميه على الصخور مهما كانت نهاية العواقب.
جمال سليمان ينقذ الشخصية
لم يكن جمال سليمان أثناء تأديته للشخصية يتلذذ بمشاهد القسوة كما يفعل الممثلون التقليديون بصورة تنقل إلى المتفرج عدوى التلذذ بالقسوة، ومن ثم تعمى بصيرته عما يجب رفضه ومقاومته من السلوكيات الشريرة إنما هو عبر بتمثيله المدروس المستنير عن القسوة بالنظرة التى تحمل القوة والضعف، العطف والقسوة، وعبر أيضا بالحركة المتأنية المدروسة والصوت المتلون عن الشخصية، وقدم الشر دون أن يبروزه بسحر الفن، لأنه بحكم خبرته العريضه يعرف جيدا كيف يشحنك ضد الشرير، وكيف يجعلك تكرهه وترفضه وتلفظه من حياتك إن كان فيها مثيلا له، كذلك يعرف كيف يستقطبك لصالح الإنسان الخير، كيف يقنعك بأن الجميل لا ينسى وأن الجمال لا يضمحل.
إقرأ أيضا : جمال سليمان : (الكاهن) سيفتح الباب لقضايا غير تقليدية في السينما
جاذبية جمال سليمان أثناء أدائه لشخصية عبدالجبار كانت قوية، طاغية، مشعة، يمكن أن نستشعرها عن بعد قبل أن تقع أعيننا عليه، وأنقذ الشخصية من النمطية والتقليدية التى كان يمكن أن تنهي الشخصية بالضربة القاضية.
جمال سليمان وثوب السنوسي
هذه الأيام قرر النجم السوري الكبير أن يخلع جلباب (عبدالجبار) الملطخ بالدماء والذنوب والآثام، ويرتدي ثوبا آخر، ثوبا أبيض مليئا بالنضال والطهر والزهد والترفع عن ماديات الحياة، من خلال أدائه لشخصية (الملك السنوسي) في مسلسل يحمل نفس الإسم – حتى الآن – عن سيناريو الكاتب السوري (عدنان عودة) الذي سبق وتعاون مع جمال سليمان في أكثر من مسلسل، كان آخرهم مسلسل (فنجان الدم).
النجم المبدع جمال سليمان صاحب الشخصيات التى لا تنسى في تاريخ الدراما السورية والمصرية أعرب لـ (شهريار النجوم) عن سعادته البالغة بردود الأفعال التى وصلته من النقاد والجمهور والأعلاميين بعد أدائه لشخصية (عبدالجبار) التى ذاب في رسم تفاصيلها منذ عرضت عليه.
إقرأ أيضا : الماضي الأسود .. (ظل) يجمع جمال سليمان بعبد المنعم عمايري !
وأكد النجم العربي الكبير جمال سليمان أنه يعيش حاليا في حالة إجازة واسترخاء بعد الجهد الذي بذله في مسلسل (عملة نادرة)، لكنه لا يعيش حالة الاسترخاء كاملة حيث يقرأ كل ما يتعلق بشخصية (الملك إدريس السنوسي) التى سيجسدها قريبا جدا من خلال مسلسل درامي سيتم تصويره بين مصر وتونس، وإحدى الدول الأوروبية التى لم يستقروا عليها حتى الآن، والمسلسل يتكون من 15 حلقة، وسيعرض على إحدى المنصات الرقمية، ويحمل توقيع المخرج السوري الليث حجو، ومن المقرر أن يبدأ التصوير في شهر سبتمبر القادم، على أن يعرض في شهر رمضان 2024، وسيشارك في البطولة مجموعة كبيرة من نجوم سوريا ومصر، والمغرب العربي، تتفاوض معهم الشركة المنتجة حاليا.
جمال سليمان وكفاح ليبيا
في حوار سابق بيننا وبين النجم المبدع جمال سليمان قال: أن مسلسل الملك السنوسي يتحدث عن رحلة كفاح الملك الليبي (إدريس السنوسي)، وكفاح الشعب الليبي من أجل الاستقلال، وستبدأ الأحداث من نهاية الثلاثينات، خلال فترة الحرب العالمية الثانية، وهزيمة دول المحور، وخروج المستعمر الإيطالي، وحضور الإنجليز، والتحديات الكبرى التى واجهتها الحركة الوطنية الليبية من أجل الحرية والإستقلال، وينتهي المسلسل بوفاة الملك إدريس السنوسي.
إقرأ أيضا : مين قال .. روعة جمال سليمان في الدراما الاجتماعية الهادفة
وأضاف مبدعنا الكبير جمال سليمان: كما يتحدث المسلسل أيضا عن الجانب الشخصي والإنساني والعائلي لهذا الملك الزاهد، لما عرف به من ترفع عن ماديات الحياة، حيث نراه في حلقات المسلسل كيف يتعامل مع زوجته وأسرته، ومع السياسيين المصريين الذي عاش جانبا من حياته وسطهم، ورؤيته لمستقبل ليبيا، لأنه كان هناك صراعا بين فكرة الملكية والجمهورية، وهو بالمناسبة من الملوك الذين لم يكن ساعيا إلى السلطة أو الملك، لكن مجتمعه والأحداث أجبرتهم على أنه يتصدر المشهد.
وصرح أحمد أبو صالح بطل مسلسل التغريبة الفلسطينية : مسلسل الملك السنوسي فيه لمحات إنسانية، ووقائع تاريخية، فهو مزيج من المسلسل السياسي والتاريخي والإجتماعي.
نبذة تاريخية عن الملك السنوسي
من المعروف الملك محمد إدريس السنوسي، أول ملك يحكم ليبيا بعد الاستقلال عن إيطاليا عام 1951، وساهم بقيادة المقاومة ضد الاحتلال الإيطالي، حتى أعلنت هيئة الأمم المتحدة استقلال ليبيا في 24 ديسمبر عام 1951، وتربع (السنوسي) على عرش ليبيا في الفترة بين 1951 و1969 حتى إسقاط حكمه في انقلاب عسكري بقيادة الملازم حينها (معمر القذافي) في الأول من سبتمبر عام 1969.
أصدر الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي عام 1977 حكماً بالإعدام بحق السنوسي الذي قضى حياته في مصر حتى وفاته عام 1983؛ ليتم دفنه بناء على وصيته في البقيع بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.