أنغام ترد على الشائعات: ليس لدي وقت للزواج!
كتب: أحمد السماحي
بسبب أنغام لم يتوقف رنين هاتفي أمس عن الرنين، سواء من بعض الأصدقاء أو الزملاء، أو بعض معدين البرامج في الفضائيات، الكل يسألني بحكم صداقتي لصوت القلوب العاشقة أنغام، ما حقيقة زواج أنغام من مسئول سعودي بارز؟!، ولأنني فوجئت بالخبر اتصلت بالنجمة الكبيرة والصديقة الغالية (أنغام) وسألتها فأعربت لـ (شهريار النجوم) عن دهشتها من هذه الشائعة، وقالت ضاحكة: حقيقي مش عارفة أقولك ايه يا سماحي؟! كلام فارغ طبعا ليس له صحة.
إقرأ أيضا : أنغام تنشر الجمال على الأرض فى (أنا بعته كتير)
واستكملت أنغام كلامها ضاحكة: ليس لدي وقت للزواج، فأنا والحمد الله في حالة شغل طول الوقت ما بين حفلات سواء في مصر أو الدول العربية، أو الجلوس مع شعراء وملحنيين وموزعين لتجهيز أغنيات جديدة، أوتصوير كليبات، وأضافت ضاحكة : لو عندك عريس يقبلني بظروفي دي، وعلى هذه الحالة دلني عليه!.
أنغام وثلاثية الحب
من جهة أخرى طرحت أنغام منذ أيام قليلة أغنية مصورة جديدة بعنوان (سيبك أنت) كلمات أمير طعيمه، ألحان وليد سعد، توزيع مادي، ميكس وماسترأمير محروس، إخراج عادل جمال، وهى الثالثة في ثلاثية (الحب وتأجج المشاعر، والزواج والفراق، والوحدة والملل) والتى تصور الحياة العاطفية والزوجية في مراحلها المختلفة.
وتغوص أنغام من خلال هذه الثلاثية المصورة في أعماق بحار المشاعر الإنسانية التى يعيشها البشر في كل زمان، وكل مكان، وتقدم تجارب تفيض بها قلوب البشر، تتقلب فيها مشاعرهم وأهواءهم بين الحب والكراهية، والإخلاص والغدر، واللذة والألم، والكبرياء والخنوع، والمقاومة والاستسلام، والسعادة والشقاء، وكل ما يصبح ويمسي فيه الإنسان من مصائر وأقدار.
بدأت الثلاثية مع عيدالحب في شهر فبراير الماضي، حيث طرحت أنغام الجزء الأول الذي يحمل عنوان (خلينى شوية معاك) كلمات أمير طعيمة، وألحان توزيع خالد عز، وميكس وماستر أمير محروس، وفي هذا الجزء تحدثت عن (الحب من نظرة وكلمة عين، والأحلام الوردية التى يتخيل البعض من سكرة الحب أنه حب حبيبه قبل ما يقابله بسنين، وأنه كان بينتظره ويستناه، وفي نهاية اللقاء العاطفي، وعندما يتحجج الحبيب لحبيبته أن ورائه عمل تقوله بدلال وحب خليني شوية معاك).
أنغام و(نسينا نعيش)
بعد هذه الحالة العاطفية الرومانسية المليئة بالورود والعطور، التى تمثل مرحلة التعارف والخطوبة، دخلنا على مرحلة الزواج من خلال الجزء الثاني الذي حمل عنوان (نسينا نعيش) كلمات جمال الخولى، وألحان سهم، وتوزيع عمر صباغ، ميكس وماستر أمير محروس، حيث اختفي الحب، وبدأت مشاكل الحياة الزوجية المليئة بالملل والروتين، واختلاف الطباع، والتربية.
إقرأ أيضا : (عارفة قيمتي) .. شكل وطعم جديد على القيثارة (أنغام) !
وفي هذا الجزء ظهر كل حبيب على حقيقته، فتصرخ الحبيبة مع مرور الوقت قائلة (ماحدش فينا زي ما كان، بيتمنى يعيش بيعيش)، وفي هذا الكليب تتألق أنغام كمطربة وممثلة بشكل رائع لا يوجد له نظير وهى تقول بعلو صوتها لحبيبها وهى تغادر منزل الزوجية ومعها حقيبة ملابسها مجروحة القلب والكرامة، حيث صدمت في حبها، ونكثت في حبيبها الذي أحبته بجنون، فتقول له وهى ثائرة لكرامتها (يا أخي دي الفرصة اللي بعد الفرصة، اللي بعد الفرصة، اللي بعد آخر فرصة، وحياة اللي خلقني، وخلقك، أنت ماهتشوف وشي تاني).
أنغام .. ممثلة قوية
في الكليب الجديد (سيبك أنت) تكتمل الثلاثية التى قام بإخراجها المبدع عادل جمال بشكل رائع ومتميز للغاية من حيث الصورة والألوان، وإجادة توظيف أنغام كممثلة بشكل عبقري تتحدى بصدقها وإحساسها كممثلة أهم نجمة من نجمات التمثيل الموجودات حاليا، وبعد أن شاهدنا حالة الحب واشتعال الغرام في الجزء الأول، وشاهدنا في الجزء الثاني الزواج واكتشاف عيوب الزوج وكذبه، وواضح والله أعلم أنه أيضا زوج خائن!، حيث أعطته الحبيبة والزوجة المسكينة مائة فرصة، وهو مصر على مافيه، ولا تسألني عزيزي القارئ على مافيه؟! لأنني لا أعلم!، كل ما أعلمه أنه أغضب زوجته وحبيبته لدرجة أنها لم تعد تطيق رؤيته.
في الجزء الثالث (سيبك أنت) نرى الزوجة أو الحبيبة بعد ابتعادها عن زوجها – والذي جسده طوال الثلاثية الفنان اللبناني صالح عبد النبي – في حالة ملل، وأرق، وزهق، وذلك من خلال مشاهد قصيرة ومكثفة قدمها المبدع عادل جمال تلخص حالة الملل والوحدة والفراغ الذي تعاني منه الزوجة المهجورة أنغام، حيث تمسك هاتفها وهي على الفراش تتفحصه في صمت، ثم تنزل من على السرير وتتجه إلى غرفة المعيشة، وتدير من على الهاتف موسيقى ترقص عليها، وكأنها تردد قول المتنبي (لا تحسبوا رقصي بينكم طربا.. فالطير يرقص مذبوحا من الألم).
إقرأ أيضا : بعد تصدرها التريند أمس أنغام.. صوت مصر و(أحلى بنات حوا)
وتدخل أنغام المطبخ، وتجلس دقائق صمت حول المائدة، وتعبر عن حالة الملل التى تعاني منها، وتبدأ في السخرية من الوغد زوجها عديم الأحساس الذي أوصلها إلى درجة الموت وهي حية، وتقول له:
أنا قلت أقولك أخباري، مع إنـك أصلا ما سألتش!
أنا من يوم بعدك محبوسة في نفس الأوضة
مسجونة في عالم أفكاري
مش عايشة لكن برضه ما موتتش
تقدر كده يعني تقول إن أنا مش موجودة
بعد هذا المدخل والسخرية البسيطة تبدأ تتصاعد حالة السخرية من هذا الحبيب فتقول له :
سيبك انت
أهم حاجة تكون مبسوط ومزاجك عال
وتكون بتنام مرتاح البال
لا ضميربيأنب، ولاكوابيس تقلق نومك
ومفيش مشكلة خالص لو حد بسببك ضاع.
وف ثانية تبيع و تقوله وداع
دي حاجات مَش مستاهلة عشانها تبوظ يومك
وتكمل هذه المسكينة التى لم تجد أحد (يطبطب عليها، إلا الوحدة) تخيلوا الوحدة تطبطب!، و تشرح حالاتها وهي تتنقل في الشقة بلا هدف ولا حياة فاقدة الشغف في كل شيئ، حتى عندما جربت التدخين وأصبحت تدخن مثل (ماجي) في فيلم (النظارة السوداء) لم تجد متعة في التدخين، وتستكمل بث شكواها وتقول :
بقي ليلي بيشبه لنهاري
والشمس بتشرق وبتغرب
والدنيا بتمشي وتتغير وأنا على حالي
إحساس الوحدة الاجباري
بقي هو الايد اللي تطبطب
بقى ونسى، وصاحبي
وهو الحاجة الباقية لي.
أنغام وأمير طعيمه
كتب الشاعر المبدع المتألق أمير طعيمة في (سيبك أنت) حالة درامية مكتملة الأركان مليئة بالحب والعتاب والسخرية والألم، وواصل من خلالها مشواره مع الأغنيات الساخرة التى بدأها بأغنية (بتحبني.. ضحكتني!) التى غنتها الديفا سميرة سعيد، وهنا في (سيبك أنت) كتب صور وجمل شعرية رائعة نفتقدها بقوة تصلح (كأقوال مأثورة) مثل (مسجونة في عالم أفكاري، مش عايشة لكن برضه ما موتتش).
إقرأ أيضا : أنغام تغني لـ (فاتن أمل حربي) : أنا مش ضعيفة !
وأيضا (إحساس الوحدة الإجباري، بقي هو الإيد اللي تطبطب، بقى ونسى، وصاحبي، وهو الحاجة الباقية الي)، هنا لابد أن نرفع القبعة لأمير طعيمة كشاعر غزيز الإنتاج ورغم غزارته مازال يحافظ على بكارة إحساسه وتوهجه الشعري، وتقديمه لموضوعات إجتماعية مهمة جدا مثل موضوعنا اليوم (الملل)، وبرغم أنها كلمة واحدة فإنها تحمل معاني كثيرة، فالخرس والملل الزوجي والاكتئاب والروتين في العلاقة الحميمة وفقدان الشغف، جميعها مرادفات للملل في الحياة الزوجية، وجميع الأزواج يمرون بهذه الحالة بشكل أو بآخر، وبعضهم يجتاز هذه المرحلة بأمان بسبب الرغبة في التغيير وبذل المجهود لاستعادة الشغف من جديد، وبعضهم الآخر يستسلم لها لينتهي الأمر بمشاكل كبيرة أو حتى الطلاق.
أنغام ووليد سعد
وليد سعد واحدا من عباقرة مصر في التلحين، وغزارة موهبته وتدفقها تجعل من الصعب على المصابين بالكساح الإبداعي أن يعرقلوا التيار الذي أفشاه في ساحة الغناء العربي، خلال موسم الصيف الذي هل علينا منذ أيام قدم وليد سعد حتى الآن ثلاثة ألحان ناجحة جدا، أولها كان (يا مرتاحين) كلمات الموهوب بقوة نادر عبدالله، وغناء مطرف المطرف، والثانية (يا خبر) كلمات صابر كمال، وغناء حسين الجسمي.
والثالثة هى (سيبك انت) لـ أنغام التى قدم من خلالها واحدا من أجمل ألحانه الأخيرة التى لا تمل من الاستماع إليها، ولأن الكلمات تعبر عن حالة درامية مليئة بالسخرية المرة فقد لجأ إلى مقامه المفضل (الكرد) لكن هنا (مقام كرد على درجة الدو)، وقفل المذهب بنهاوند على درجة الفا، واللازمة الموسيقية نهاوند على درجة الفا، والإيقاع مقسوم.
وكان الموزع (مادي) موفقا جدا في توليفه للوتريات وتخديمه على حالات التصاعد الدرامي بتصاعد موسيقي ونغمي، يبدو كشلال صاخب تتخلله بعض الأحيان استخدامات مقصودة تعبر تعبيرا مباشرا عن الكلمات مثل استخدام الجيتار الذي برع فيه (مصطفى أصلان)، أوإستخدام الوتريات التى أبدع فيها محمد مدحت.
ولا يفوتني في النهاية إلا أن أشكر أحد جنودنا المجهولين في عالم الموسيقي والغناء، وهو المبدع والمدهش أمير محروس، الذي قام بعمل الميكس والماستر في الثلاثية بشكل عبقري، كما لابد من شكر مهندس الصوت خالد سند.