بقلم الإعلامية الكبيرة: هدى العجيمي
في المقالات الماضية كنا مع ذكريات الأستاذ أحمد كامل مرسي، أحد صناع البهجة المخرج والمؤرخ والناقد السينمائي المصري العظيم، وهذا المخرج رغم أنه قدم للسينما المصرية عدة أفلام ناجحة بل إن بعضها رشح للاشتراك في مهرجان (كان) العالمي، رغم ذلك فهو غير معروف للجيل الحالي من عشاق السينما، لهذا فسوف نبدأ هذه المقالة بالتعريف بهذا المخر ج الذي عرف كناقد أو مؤرخ لتاريخ الفيلم المصري أكثر منه كمخرج برع في صناعة الفيلم المصري.
إقرأ أيضا : هدى العجيمي تكتب: مرة أخري مع صناع البهجة
وقد حصل أحمد كامل مرسي على جائزة الدولة التقديرية عام 1980 ووسام الاستحقاق عام 1989، ومن أفلامه فيلم (الميعاد، أمريكاني من طنطا، كدت أهدم بيتي، اديني عقلك، الأم القاتلة، طيش الشباب، ليلى في العراق، كل بيت له راجل، ست البيت، البيت الكبير، عدل السماء، غروب، النائب العام، الجنس اللطيف، العامل، بنت الشيخ، ليلي بنت الريف، عريس من اسطنبول، العودة إلى الريف، صورة، نادية، سمن علي عسل، الدنيا بخير)، وأيضا (مذكرات المرحوم)، وهو مسلسل إذاعي، كما قام بتأليف قصص بعض هذه الأفلام، كما قدم فيلما تسجيليا عن تاريخ السينما المصرية عام 1973.
أحمد كامل مرسي معجم السينما
وألف أحمد كامل مرسي معجم الفن السينمائي بالاشتراك مع الدكتور مجدي وهبة، الاستاذ الجامعي المفكر، ونحن هنا نقترب من عالم هذا المخرج أحمد كامل مرسي، لكي يستكمل ذكرياته ويسجل إلىكواليس خاصة عن أفلامه، بالإضافة لقطات توقف أمامها عند إخراج تلك الأفلام التي كانت من علامات السينما في بواكيرها، ويبدأ بالحديث عن علاقته بالفنان فريد شوقي في بداية عمله بالسينما، عندما اختاره المنتج لكي يؤدي دورا في أحد الأفلام التي يخرجها أحمد كامل مرسي، وكان دورا أساسيا وبطولة.
ويقول عنه أحمد كامل مرسي لكنني لم أتصور فريد شوقي أنا كمخرج في هذا الدور، واعتبرت الدور غير مناسب له، فقد كان الفيلم يرتكز علي قصة زوجين، يقوم بدواريهما العملاقان (عقيلة راتب وزكي رستم) والدور المقترح لفريد شوقي كان هو أن يلفت نظر الزوجة الغنية (عقيلة راتب) لكي يفوز بها زوجة له بعد أن يبعدها عن زوجها (زكي رستم)، لكنني نصحت فريد شوقي ألا يقوم بهذا الدور وهو في بداية حياته الفنية لان الدور يحتاج الي ممثل متمرس يقف على أضية صلبة أكثر في مواجهة زكى رستم الممثل الكبير في منافسة شرسة على الزوجة.
أحمد كامل مرسي لـ فريد شوقي
قال أحمد كامل مرسي لفريد شوقي أن هذه مجازفة لأنك لو فشلت في تأدية الدور سوف تنتهي كممثل وأنت ما زلت في بداية حياتك الفنية، واقتنع فريد شوقي بوجهة نظري وأسندت إليه دورا آخر في نفس الفيلم وأصبحنا أصدقاء جدا منذ هذا التاريخ رغم قسوتي عليه، وأذكر أنني قدمت في هذا الفيلم نشيدا وطنيا كتبه الشاعر الكبير أحمد رامي، وهو نشيد رمزي يعبر عن حالة مصر في ذلك الوقت وأمنيات الجميع لها في النهضة والتقدم وأن يكتب لها تحقيق الطموحات والنصر، وقامت بغناء النشيد عقيلة راتب مع مجموعات كبيرة من الفنانين، وكان نشيدا وطنيا ناجحا بحيث أشاد به الجميع، وهناك فيلم آخر له قصة أخرى، فقد كانت البطلة هى الفنان الكبيرة المطربة شادية، وكان أمامها البطل كمال الشناوي.
إقرأ أيضا : هدى العجيمي تكتب: العزيمة .. أول علامة على الفن الواقعي
ويضيف أحمد كامل مرسي: كانت هذه هى المرة الثالثة التي يمثلان فيها معا كدويتو في الأفلام المصرية، وكان الفيلم من إنتاج جمعية اتحاد الفنيين، واتحاد الفنيين هذا شكله مجموعة من الفنانين هم العظيمة (أمينة رزق والمخرج الكبيرحلمي رفلة وأحمد بدرخان، ومدير التصوير عبد الحليم نصر، وكانو يستأجرون ستوديو يوسف وهبي لتصوير الأفلام لان (ستوديو مصر) كان مشغولا بفيلم (فاطمة) للسيدة أم كلثوم وأنور وجدي إخراج احمد بدرخان، وأنا كان يعرض لي فيلم كل عام لكن في هذا العام 1949 عرض لي فيلمان ولم أكن أسعي للمزيد، فلم يكن لنا أيامها طموح أو أطماع لتقديم المزيد، وكنا نسعي فقط إلى التجويد وليس إلى الكم بدون إعداد وتنفيذ جيد او ممتاز، أما هذه السنه أي سنة 1949 فقد كان لها تأثير كبير جدا في حياتي المهنية والشخصية وهناك حكايات أخرى سوف أتذكرها معكم في حلقة قادمة إن شاء الله.