* من يشاهد أفلامه من بداياته حتى الآن يستطيع أن يفهم بسهولة كل التغييرات الاجتماعية التى مررنا بها والحالة السياسية والإقتصادية لمصر
* يؤمن أن التطرف الديني والإرهاب وحش يحاصرنا وينبغي أن نتصدى له، لهذا عالجه فى أفلام ( الإرهابي، وطيور الظلام، والإرهاب والكباب)
* فيلم (رمضان فوق البركان) أول فيلم ينبه لشركات توظيف الأموال، و(كراكون فى الشارع) تطرق لأزمة الإسكان
* أفلام (حتى لا يطير الدخان والمحفظة معايا، والحب فى الزنزانة) تعرضوا قضية الانفتاح الاقتصادي.
بقلم: أحمد السماحي
منذ قرر النجم الكبير عادل إمام الابتعاد عن الأعمال الفنية واللعب مع أحفاده والشائعات لم تتركه في حاله ولم ترحمه، وآخرها كان في شهر رمضان الماضي حيث انتشرت صورة له انتشار النار في الهشيم ظهر فيها بمظهر الرجل الكبير المسن الذي يمتلئ وجهه بالتجاعيد الكثيرة في عزاء والد الفنانة دينا الشربيني.
على مدى مشواره الفني الطويل تعرض الزعيم عادل إمام للكيثر من الشائعات ما بين إطلاق الرصاص عليه، أو تهرب من الضرائب، أو محاربته للأجيال الجديدة، أو أنه يحصل على مبلغ من المال مقابل قراءة أي نص ولا يرد المبلغ إذا لم يعجبه العمل، وقيل أيضا أنه مغرور، وقيل وقيل وقيل، والزعيم لا يعبأ بالقيل والقال لأنه يحصن نفسه بحب جمهوره والعمل، فهو راهب فى محراب عمله، ويتمنى أن يظل يعمل بالفن حتى اليوم الأخير من عمره.
اقرأ أيضا: في يوم مولده (عادل إمام) في عيون (محمود عوض، وموسى صبري، وأنيس منصور)
وبعيدا عن الشائعات واحتفالا بعيد ميلاد الأستاذ (عادل إمام) الذى يهل علينا اليوم17 مايو يهمنا أن نتوقف عند مشوار نجم الكوميديا الأول في باب (بروفايل) ونهديه باقة ورد بلدي محملة برائحة عطر الأصالة وياسمين التميز وفل التفرد، فعادل فنان متفائل لا يسد الطريق أمامنا، ولا يقول لنا أبدا إن الحياة رديئة وصعبة ولا أمل فيها، بالعكس يعطينا أمل وتفاؤل، فهو ليس ممن يبيعون لنا الحزن وهم فوق أحزاننا يرقصون، ليس من الذين يقولون لنا أن الحياة صعبة فاركعوا أمامها واستسلموا، بل يقول لنا بأعماله الفنية، الحياة صعبة فواجهوها بالإرادة والحب والتفاؤل النبيل.
وهذه الروح المتفائلة وضحت بقوة أثناء اللقاء الذى عقده الرئيس (عبدالفتاح السيسي) قبل توليه الرئاسة مع مجموعة من كبار الفنانيين، يومها عندما وجد (الزعيم عادل إمام) بعض زملائه يبثوا روح انهزاميه وينشروا الإحباط، ومنهم من يقول أن المناخ الفني عامر بالتفاهات والأعمال المسلوقة والقيم المهدرة والزغيق والمدعين، وقف وندد بهذه الروح المنكسرة المنهكة، وزرع الأمل والتفاؤل فى نفوس زملائه خاصة جيل الشباب منهم، لأن نجم الكوميديا الكبير بشخصيته الحساسة وموهبته الخصبة التى تشبه خصوبة نيل مصر العظيم يعرف أننا أبناء الشعب لا نبكي وإنما نحن نعرق، ويعرف أننا نتعب ولكننا لا نشكو ولا ننهار.
وراثة خفة الدم
نشأ (عادل إمام) فى بيت مصري يشبه بيوت معظم المصريين لأب موظف بسيط مكفي على رزقه ليطعم أولاده (عادل وعصام ومنى وإيمان)، يعيش فى القاهرة بأخلاق وطباع الرجل الريفي البسيط المنتمي لقرية (شها) محافظة الدقهلية، مؤمنا أن الشهادة هى الأمان لمستقبل أولاده، لهذا كان حريصا على إلحاقهم بالجامعة ليتخرجوا منها، ويحصلوا على سلاح يعينهم على تقلبات الحياة.
ومن هذا الأب ورث عادل خفة الدم، فوالده كان خفيف الروح ساخرا ينتزع الضحكة من القلب دون أن تتأثر ملامح وجهه، وقد ورث هو الآخر خفة الدم من والده، أما والدته فكانت مثل (الست أمينة) فى رائعة الثلاثية لعميد الرواية المصرية نجيب محفوظ، نموذج بسيط للمرأة المصرية الأمية التى تتمتع بذكاء يفوق ألف إمرأة متعلمة.
أنا وهو وهى عادل إمام
بدأ عادل إمام مشواره فى منتصف ستيات القرن الماضي وبالتحديد عام 1964 من خلال فيلم (أنا وهو وهى) فى زمن كان لا يزال يحمل فى طياته أملا كبيرا فى إمكانية التعافي والنهوض وقدرة الأمة العربية على تأكيد حريتها وحضورها، غير أن (عادل إمام) سرعان ما وجد نفسه منخرطا فى حمأة الأوضاع الاجتماعية والسياسية فى الوطن العربي، خاصة بعد نكسة يونيو 1967، فهو فى هذا الوقت كان شابا يافعا تولدت لديه يومذاك آمال كبيرة بالتحرير والنصر ثم تحطم ذلك كله في العاشر من يونيو 1967 عندما اتضح أن الجيوش العربية منيت بهزيمة ساحقة، وأن الرئيس (جمال عبد الناصر) أعلن عزمه على الاستقالة بعد تحمله مسؤولية الهزيمة.
كان (عبدالناصر) مصدرا للأمل لدى الكثيرين خاصة من الشباب ومنهم عادل إمام، فهو زعيم المشروع القومي العربي الذي امتد من المحيط الى الخليج والذي عبر عنه الشاعر: (من المحيط الهادر، إلى الخليج الثائر، لبيك عبد الناصر)، وتحت هذا الشعار كانت (القوى التقدمية العربية) تأمل أن تحقق أول انتصار حقيقي في المواجهة مع اسرائيل، لكن كل هذا تكسر وتحطم مع الهزيمة المرة.
واستطاع عادل إمام فى وقت مبكر من حياته الفنية أن يتعرف على إشكالية الحياة العربية على حقيقتها: حياة هى نتاج للعدوان الخارجي والجور الداخلي، وصعب عليه حال الشعب المصري، ولأنه لا يوجد لديه شيئ يقدمه له غير فنه، فأحب أن يضحكه ويخفف عنه، فقدم لجمهوره مجموعة كبيرة من الأفلام الكوميدية الخفيفة التى قدمها مع مكتشفه المخرج الرائع (فطين عبدالوهاب) الذى قدم معه (المدير الفني، مراتي مدير عام، كرامة زوجتي، عفريت مراتي، 7 أيام فى الجنة، نص ساعة جواز).
وفى نفس الفترة عمل عادل إمام مع مخرجين آخرين مثل أحمد بدرخان فى (سيد درويش وأفراح)، ونجدي حافظ في فيلم (إجازة بالعافية، كيف تسرق مليونيرا، ورضا بوند) ومع محمود ذوالفقار في (الخروج من الجنة، وحكاية 3 بنات، وفتاة الاستعراض)، ومع عيسى كرامة في (الراجل ده هيجنني، وحلوة وشقية)، ومع عباس كامل في (أنا الدكتور).
إقرأ أيضا: محمود حسونة يكتب : عادل إمام .. صمت الكبار
ومع جلال الشرقاوي في (الناس اللي جوه)، ومع إبراهيم لطفي في (لصوص لكن ظرفاء)، وعبدالمنعم شكري في (كيف تتخلص من زوجتك وأنا ومراتي والجو، بحبك يا حلوة)، فى كل هذه الأفلام كان نجمنا الشاب يرسم البسمة على شفاه الناس، والجمهور يخرج من صالة السينما وهو يتذكر جملة له هنا، أو مشهد هناك، فاللحزن عنده رنة فرح، وللأفراح عنده مرارة الأحزان، لهذا استطاع أن يدخل حقبة السبعينات وهو على كتفه رصيد جميل وممتع من الضحكات.
بطولات عادل إمام الجماعية
يمكن أن نطلق ونحن مرتاحي الضمير على حقبة السبعينات لـ عادل إمام عصر البطولات الجماعية، ففى هذه الحقبة قدم عشرات الأعمال الكوميدية التى تعتمد على مجموعة من الشباب الجدد الذين بدأ الجمهور يتعود عليهم بحضورهم اللطيف وخفة ظلهم، وقدرتهم على انتزاع البسمة والضحكة من هؤلاء (محمد عوض، سمير غانم، جورج سيدهم، سعيد صالح)، ومن أشهر أفلام هذه الفترة (مذكرات الآنسة منال، رحلة لذيذة، غرام فى الطريق الزراعي، شباب فى العاصفة، برج العذراء، أضواء المدينة، الشياطين والكورة، عندما يغني الحب، شيئ من الحب، 24 ساعة حب، شياطين إلى الأبد، المهم الحب، الكل عاوز يحب، آلو أنا القطة، صابرين، البحث عن المتاعب، ملك التاكسي، البحث عن المتاعب، الأزواج الشياطين، ممنوع فى ليلة الدخلة، جواز على الهوا، جنس ناعم، زهرة البنفسج، حرامي الحب، الأزواج الشياطين) وغيرها من الأفلام التى تعتمد فى مضمونها على قصص اجتماعية طريفة ومغامرات شبابية.
ووسط هذه الأفلام يقوم (عادل) بالبطولة المطلقة فى فيلم (البحث عن فضيحة) القائم على خليط لا ينتهي من الأحداث والمواقف التى يربطها المنطق وخفة الدم وبحوار شديد التركيز والطرافة وبلا ذرة إسفاف واحدة، وهى مسألة كانت نادرة فى أفلامنا الكوميدية التى استهلكت نفسها فى الصفعات والشلاليت والضحكات السوقية فى هذا الوقت، وفى هذا الفيلم أكد عادل إمام على حقيقة خطيرة كان تجار السينما يرفضوا أن يصدقوها، وهى أن نموذج البطل الوسيم بملامحة الشكلية (المسمسة) ليس هو النموذج الوحيد المطلوب.
إحنا بتوع الأتوبيس عادل إمام
مع نهاية السبعينات غير عادل إمام جلده تماما بتقديم اثنين من اهم وأنضج أفلامه فى هذه الفترة، وهما الفيلم السياسي الخطير الذى استطاع أن يتنزع الدموع من عيون الجمهور (إحنا بتوع الأتوبيس)، تأليف (جلال الدين الحمامصي)، وسيناريو وحوار فاروق صبري، وإخراج حسين كمال الذى كان أول من قدم (عادل إمام) على خشبة المسرح فى مسرحية (ثورة قرية) إعداد عزت العلايلي، والفيلم الثاني هو (قاتل ماقتلش حد)، تأليف بهجت قمر ومدحت السباعي، وإخراج محمد عبدالعزيز، ومع نفس المخرج قدم فيلمه الجميل الذى يحمل رسالة مازالت حية حتى اليوم (خلي بالك من جيرانك).
عادل إمام الثمانينات والجينز
شهدت الفترة من( 1974 ــ 1986)، ثلاث أحداث هامة هم الانفتاح الاقتصادي، واغتيال الرئيس (محمد أنور السادات)، والهجرة إلي بلاد النفط في دول الخليج وليبيا، فقد فجرت هذه الأحداث خاصة الإقتصادية منها فرصاً غير معهودة للصعود الاجتماعي أدخلت أعداداً كبيرة من الطبقة الدنيا في الطبقة الوسطي، في فترة قصيرة للغاية، مما طبع الطبقة الوسطي بسمات لم تكن لها لا في الخمسينيات والستينيات، ولا في عهد ما قبل الثورة.
وشهدت هذه الفترة كما يقول كاتبنا الكبير (جلال أمين) معدلاً للنمو الاقتصادي لم تعرف مصر مثله طوال القرن العشرين، بل ربما في تاريخها الحديث كله، ولكنه كان نمواً من نوع غريب، لا يعود إلى نمو سريع في الصناعة والزراعة أو الخدمات الحكومية، كما كان النمو في عهد (عبدالناصر)، بل إلي نمو التجارة وأعمال الوساطة وتحويلات العاملين في الخارج، والدخل المتولد من قناة السويس وصادرات البترول، الذي تضاعف سعره عدة مرات خلال هذه الفترة، إن كل هذه المصادر للنمو السريع في الدخل يمكن اعتبارها مصادر غير إنتاجية.
وأفرزت هذه الفترة جمهورا جديدا للسينما يتكون من العاملين فى مهن مختلفة، ووجد المنتجين وتجار السينما فى (عادل إمام) نموذجا حيا لهذه الطبقة، وكان (الزعيم) ذكيا فى استيعابه لمتغيرات العصر، من هنا بدأت نجومية (عادل إمام) الممثل الذى ظهر بالجينز لأول مرة، والجينز هنا موحد الطبقات لا علامة على طبقة أو شريحة اجتماعية، بل هو الزي الملائم لرحلة العبور بين الطبقات.
وفى هذه الفترة قدم (عادل إمام) مجموعة من الأفلام التى تحدثت عن الانفتاح الاقتصادي والتحولات الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية المهمة والخطيرة التى حدثت فى المجتمع المصري فى فترة السبعينات، أول هذه الأفلام (حتى لا يطير الدخان) تأليف إحسان عبدالقدوس، سيناريو وحوار مصطفى محرم، إخراج أحمد يحيي، وناقش نفس القضية لكن بشكل كوميدي فى (المحفظة معايا) تأليف أحمد عبدالوهاب، وإخراج محمد عبدالعزيز، وناقش الانفتاح والظلم والفساد والمتاجرة بقوت الغلابة فى فيلم (الحب فى الزنزانة)، وكاد فيلم (الغول) أن يمنع من العرض بسبب المشهد الأخير أو مشهد الاغتيال، حيث تهمت الرقابة صناع الفيلم بأنه يحاكي مشهد اغتيال الرئيس أنور السادات، ويناقش الهجرة للخارج فى (عنتر شايل سيفه).
الحريف عادل إمام يغرد خارج السرب
لا يمكن أن نسدل الستار على فترة الثمانينات دون أن نتحدث عن واحدا من أهم وأجرأ أفلام السينما المصرية فى هذه الفترة، وفى مشوارها على الإطلاق وهو فيلم (الحريف)، قصة محمد خان وبشير الديك، سيناريو وحوار بشير الديك، وإخراج محمد خان، ففى هذا الفيلم أكثر من مغامرة تلفت النظر، أهمها مغامرة الإنتاج، ثم مغامرة نوعية الفيلم نفسه وقت عرضه، حيث خرج عن قواعد السرد العادي للحدوتة والبداية والوسط والنهاية، وبحث عن أسلوبه الخاص فى السرد والبناء وفى محاولة للاقتراب من الدراما السينمائية الخاصة، ويكشف عادل عن وجه آخر من وجوه موهبته الكبيرة بتجسيده لشخصية (فارس) المشحون بالتمرد، وبدور يعتمد على المشاعر الداخلية ويستحق الأوسكار فى مشهد سماعه بموت أمه هنا يفاجئنا جميعا بهذه التعبيرات التى لا تصدر إلا عن فنان عالمي.
وفي هذه الفترة لا ننسي أيضا أفلام هامة مثل (خلي بالك من عقلك، ولا من شاف ولا من دري، الإنس والجن، الهلفوت، النمر والأنثى، كراكون فى الشارع، سلام يا صاحبي، المولد)، و(رمضان فوق البركان) الذى كان من أوائل الأفلام التى ناقشت قضية توظيف الأموال، و(كراكون فى الشارع) الذي عالج قضية أزمة الإسكان.
عادل إمام والتسعينات والإرهاب
شهدت بداية التسعينات مجموعة من العمليات الإرهابية حيث وضع الجناح العسكري للجماعة الإسلامية الإرهابية كشفا بأسماء 36 ضابطا من ضباط جهاز مباحث أمن الدولة العاملين في مجال النشاط الديني، جاء في مقدمتهم المسئول الأول عن هذا النشاط علي مستوي الجمهورية اللواء رؤوف خيرت، ولم تقتصر العمليات الإرهابية على قتل الضابط والمسئولين، ولكن أطلقت مجموعة من الإرهابيين النار على باخرة سياحية تقل 140 سائحا ألمانيا بالقرب من أسيوط مما أسفر عن إصابة ثلاثة من طاقم الباخرة المصرية، وتستمر العمليات الإرهابية ضد السائحين وتصل إلي ثلاث عمليات في شهر واحد من العام 1992.
ولأن نجمنا الكبير يؤمن أن الفنان ليس مهمته زغزغة الناس وتسليتهم وإنما التعبير عن همومهم ومشاكلهم فى إطار فني جذاب يصل إلى كل الفئات، فقد كان أول من عالج قضية الإرهاب هذه فى أكثر من فيلم مثل (الإرهابي)، تأليف لينين الرملي، بطولة عادل إمام، إخراج نادر جلال، و(الإرهاب والكباب، طيور الظلام) تأليف وحيد حامد، وإخراج شريف عرفة، وفى هذه الأفلام حذر من التطرف، وأعلن رأيه صراحة لابد أن نحاربه ونواجهه جميعا وإلا سنفقد تاريخنا ونفقد حضارتنا، وفى كل أفلامه التى تطرح قضايا سياسية حاول أن يعالجها بابتسامة وضحكة حتى يصل رسالته إلى الجمهور.
زهايمر عادل إمام
ومع نهاية التسعينات وبداية 2000 ظهر مجموعة من المضحكين الجدد، وأعتقد البعض منهم أنه يمكن أن يهز عرش (الزعيم)، لكن هيهات فالأساس مبني من فولاذ ومن عرق ودموع وسهر وحب وإخلاص، فلا يغرنا الضجة الفنية الشديدة التى حدثت أثناء ذلك مجال الكوميديا فإنها ضجة بائعين جائلين وكلاكسات نفاق، وخناقات كخناقات السوق سببها دائما الخلاف حول السعر والمصلحة، أما التقدم الفني الحقيقي فلا وجود له بالمرة، كلهم قدموا أفلام كوميدية لطيفة فقط لا غير و(سك على الموضوع)، وبعضهم لف ودار حول شخصية واحدة بعينها ولم يخرج منها إلا مؤخرا، لكنها أفلام فيها وعي سياسي أو عالجت قضايا يعاني منها المجتمع (مافيش يا خبيبي!)، وفى هذه الفترة قدم الزعيم أفلام (الواد محروس بتاع الوزير، بخيت وعديلة بأجزائه الثلاثة، أمير الظلام، التجربة الدانمركية، عريس من جهة أمنية، السفارة فى العمارة، عمارة يعقوبيان، مرجان أحمد مرجان، حسن ومرقص، زهايمر).
الثائر الوطني عادل إمام
الثائر، صنف نادر ليس سهلا أن تجده ومستحيل خلقه، وطينته غير طينة البشر، إنه الكائن بين المثل العليا والناس، لا يحيا حياتنا ولا يفرح بمسراتنا ولا يمرض ولا يموت، فهو ليس شخصا ولا جسدا له مطالب إنه كلمة، وموقف، فنه المحب للحياة إلى درجة الثورة على أعدائها، الغارق فى الإيمان بها إلى درجة الرغبة العظمى فى تطويرها، ليس المحطم، ليس المعارض، إنما المغير الباني، المدبر الواعي بالمستقبل، والزعيم عادل إمام ثائرا من أبناء شعبنا، ثائرا لم يكتف بإعتناق المبادئ وإنما آمن بفنه ورسالته بكل قواه وبكل عنفوانه، فكتب له الخلود، وحفر إسمه من ذهب فى وجدان المصريين والعرب.
لا يكفي (بروفايل) واحد عن تاريخ هذا المناضل الفني، فمشواره الثري المليئ بالإصرار والإرادة والتحدي يحتاج إلى كتب ومجلدات لتفيه حقه.