بقلم الإعلامية الكبيرة: هدى العجيمي
مازلنا مع مايحد ث وراء كواليس صناعة الفيلم المصري، في أولى مراحله وتجاربه السينمائية من خلال ما يقصه علينا المخرجون والممثلون من حكايات وأسرار وطرائف حدثت أثناء تصويرهم لتلك الأفلام في مراحله الأولى، ونستمر مع ذكريات المخرج والمؤرخ السينمائي (أحمد كامل مرسي)، حول مشاركة فيلم (ست البيت) في محرجان (كان) عام 1949,
يلتقط لنا أحمد كامل مرسي بعض المشاهد الطريفة او العقبات التي صادفته كمخرج سينمائي في فترة عامي 1928، و1929 مع فجر السينما المصرية، يقول (أحمد كامل مرسي): لا أستطيع أن أتحدث عن كل عناصر إنتاج الفيلم المصري، فقد كان التصوير حكرا علي الفنيين الأجانب في كل مراحله ولم نكن قد سيطرنا عليه.
وأعود لفيلم (ست البيت)، وقد كان الديكور أيضا يقوم به فنان أجنبي، وكان من بطولة (فاتن حمامة، وعماد حمدي، وزينب صدقي)، وهى حماة فاتن حمامة وأم عماد حمدي في الفيلم، وكانت(مني) وهى (ابنة آسيا) صديقة البطلة ومعجبة بزوجها عماد حمدي، وتحاول أن تلفت نظره إليها، وكان بالفيلم أيضا المطرب الشهير أيامها (عبد العزيز محمود) كمغني مشهور في الأحداث.
وهذا الفيلم كان يتحمل أن يكون به ناد ليلي أو كباريه حسب سياق السيناريو كما كتبه المؤلف، وكنت أنا المخرج قد تعودت علي تشجيع المواهب الشابة الواعدة قد اخترت الفنانة الناشئة (نعيمة عاكف) لتقوم بالرقص وراء (عبد العزيز محمود) وهو يغني، لكن المطرب الشهير وقتها عبد العزيز محمود لم يقتنع بوجود نعيمة عاكف حوله وهو يغني، وقال انه لن يغني إلا إذا رقصت حوله (تحية كاريوكا أو سامية جمال) لشهرتهما انذاك.
ولكننى مع اقتناعي بنعيمة عاكف أصررت على أن تكون هى الراقصة ودارت بيني وبين عبد العزيز محمود مناقشة حول كفاءة نعيمة عاكف حتى اقنعته بها، وتم التصوير وقام هو بالغناء ورقصت حوله نعيمة عاكف بنجاح جعله يقتنع بها ويتمني لها مستقبلا كبيرا، وكانت قصة فيلم (ست البيت) تدور حول الصراع بين الحماة أم الزوج وزوجته، وهو صراع معروف وأبدي يعبر عن الغيرة علي استحواذ الابن بين الأم والزوجة، وقد كان هناك (سكتش) رمزي عبارة عن دويتو غنائي بين (شكوكو وسعاد مكاوي) حول نفس الموضوع كزوجين في خناقة زوجية غنائية فيها شكوي وفيها أحلام وبناء قصور في الهواء، وكان دويتو ناجحا جدا وقد غنى عبد العزيزمحمود أغنية (ياليل.. يا أبو الليالي)، تأليف (حيرم الغمراوي) وغني أيضا (يا مزوق.. يا ورد في عود).
وهناك معلومة مهمة عن هذا الفيلم، وهو أنه أول فيلم مصري يعرض في سينما (كايرو بالاس)، وكانت هذه هى دار العرض الأولي في مصر، ولم تكن تعرض أفلام مصرية، ولكن فيلم (ست البيت) عرض فيها واستمر ما يزيد عن ثمانية أسابيع، وفي عام 1949 قامت لجنة السينما في وزارة الشئون الاجتماعية بترشيح ثلاثة أفلام لتمثيل مصر في المهرجان العالمي (كان)، الافلام هى (عنتر وعبلة، وست البيت، والبيت الكبير).
والملاحظ أنهم اختاروا فيلمين من إخراجي هما (ست البيت، والبيت الكبير)، وهذا بالطبع أثار غضب المنتجين الآخرين، لأن مهرجان كان هو حدث فني كبير القيمة وفرحة غامرة لكل من يدعي إليه، وكان فيلم (ست البيت) من إنتاج المنتجة آسيا، وقصة وسيناريو (أبو السعود الإبياري)، وهو مؤلف وكاتب سينمائي كبير الخبرة وعلى درجة عالية من حرفية العمل السينمائي.