بقلم الإعلامية الكبيرة: هدى العجيمي
حول صناع الفيلم المصري وأسرار ما يدور في كواليس صناعة الفيلم، حدثنا المؤرخ والمخر ج السينمائي (أحمد كامل مرسي) الذي أسهم في تقديم أكثرمن عمل إلى السينما المصرية وإلى المشاهدين عما جري فى كواليس (ستوديو مصر) عندما بدأ تصوير فيلم سينمائي عنوانه (البيت الكبير)، يقول إنه عندما بدأ تصوير وتنفيذ أحداث ذلك الفيلم زار الاستوديو أعضاء مجلس إدارة (بنك مصر) تعرفوا على أحداث الرواية والممثلين الذين اختارهم المخرج لأدوار الفيلم، وكانت البطولة للفنان (سليمان نجيب)، وهنا اعترض أعضاء مجلس الإدارة على اختيار (تحية كاريوكا) في الفيلم دون أن يكون فيه رقصة واحدة تؤديها (تحية).
وقد دافع المخرج عن رأيه بأنه ليس في القصة مجال للرقص، فليس هناك ناد ليلي أو كباريه في أحداث الفيلم، وأن تحية كاريوكا في الفيلم سيدة عادية ولا تعمل راقصة في سياق الأحداث، ولكن أعضاء مجلس إدارة (بنك مصر) أصروا علي ضرورة أن تقوم (تحية كاريوكا) بالرقص في الفيلم، وكان علي المخرج أن يوافق على طلب مجلس الإدارة فقام بتعديل السيناريو وأعاد المشاهد وعمل تابلوه تظهر فيه (تحية كاريوكا وحولها مجموعة من البنات في رقصة مرحة استمرت عددا من دقائق الفيلم مع أغنية، والملاحظ أن هؤلاء الفتيات اللائي رقصن حول (تحية كاريوكا) كانت بينهم الفنانة (نعيمة عاكف) لأول ظهور لها في السينما المصرية، وقد أعجب المسئولون عن (بنك مصر) بذلك المشهد إعجابا كبيرا.
يقول المخرج (أحمد كامل مرسي) أنه بالرغم من هذا الإعجاب فقد حزفت هذا المشهد من الفيلم (البيت الكبير) عندما رشح الفيلم للسفر إلى مهرجان كان السينمائي) للاشتراك في مسابقته العالمية، وقد قمت بحزف مشهد الرقص لأنه كان من الناحية الفنية دخيلا علي أحداث الفيلم الاجتماعي، وحدث موضوع آخر ومشكلة كادت تشكل عقبة من العقبات التي صادفتنا أثناء التصوير، فقد كان الأستاذ (حسني نجيب) رئيس (ستوديو مصر) يتصل كل يوم بالأستاذ (محمد رجائي) المسئول عن إنتاج الأفلام في الاستوديو ليطمئن علي سير العمل، وقد أبلغ الاستاذ حسني نجيب محمد رجائي بشكوي الأستاذ (سليمان نجيب) بطل الفيلم بأنه كان يفضل الراقصة (سامية جمال) بدلا من (تحية كاريوكا)، فعدت لقراءة السيناريو فوجدت أن (سامية جمال) لا تصلح لهذا الدور وهو دور الإغراء والتي تقوم فيه البطلة بإغراء البطل وتخطفه من زوجته وعائلتهأما تحية كاريوكا فهى ممثلة قادرة على القيام بهذا الدور بنجاح.
قرر (حسني نجيب) أن يحقق في شكوي (سليمان نجيب) فجاء وسألني أولا: هل تجد أن الموضوع ببساطة يستحق أن يكون فيلما فقلت له إنه موضوع اجتماعي مهم يصلح للسينما فقال إذن المشكلة هى من أصلح للدور، هل هي (تحية كاريوكا) أم (سامية جمال)؟، وقد حسم (حسني نجيب) هذا الإشكال بقوله: إن الرأي الأول والأخير للمخرج ورؤية المخرج في اختيار الممثلين لها كل الاحترام والتقدير والثقة، وهكذا كان الحال في (ستوديو مصر) على درجة محترمة من التفاهم وقبول الرأي الآخر ببساطة من أجل المصلحة العامة التي كانت هى الهدف الأول من إنشاء (ستوديو مصر).
وبعد يومين أو ثلاثة دعوت (سليمان نجيب) لكي يشاهد المشاهد الأولي التي تم تصويرها من الفيلم وقد أعجبته واقتنع بوجهة نظري عندما شاهد أداء (تحية كاريوكا) ووجدها هى الأنسب لهذا الدور .