بقلم: الإعلامي: علي عبد الرحمن
انقضي شهر رمضان الكريم وذهب معه محتوي إعلامه غير اللائق، أولا الدراما مايقرب من 25 مسلسلا لايعبرون عن مجتمعنا الطيب المتدين البسيط بما في هذه الدراما من أفكار لاتناسب الشهر أو الشعب من ربا وتجارة آثار وقتل وبلطجه وتجارة سلاح وحشيش وعلاقات غير مشروعه وأزياء لاعلاقه لها بمبادئ الشهر الفضيل، ولو إعتبرنا أن متوسط تكلفة إنتاج مسلسل واحد بهذا الشكل والنجوم تصل إلي ٨٠ مليون جنيه بعد ارتفاع تكلفة المعدات ومفردات الإنتاج، ستصل تكلفة الـ 20 مسلسلإل إلي ملياري جنيه.
والسؤال ماهى الرسائل الإيجابيه التي حملتها هذه الدراما للمشاهد وعن الوطن وسمعته وأهله!، وذلك بعيدا عن بعض الدراما الهادفه كـ (رسالة الإمام) و(الكتيبة 101) رغم تكرار محتواه مع (الاختيار) من قبل، وبعضا من مفاهيم مسلسلات (ستهم، وجميلة، تحت الوصايه)، وأي هدف وأية فائدة وأي تثقيف وأي تنوير، وأي تسويق وأي دعم للوطن وأهله وصورته بالخارج؟
وإذا تركنا الدراما إلي ثانيا المحتوي البرامجي علي كافة الشبكات والشاشات المصريه والتي يقترب عددها إلي 60 قناة، قدمت كل منها علي الأقل 3 برامج أو أكثر ليصل متوسط عدد هذه البرامج إلي 200 برنامج، ولو قلنا أن متوسط تكلفة كل برنامج من الفكره إلي المذيع إلي أجور الضيوف إلي تكاليف معدات التصوير والمونتاج والإضاءه والجرافيك والديكور وأجور الفنيين وفريق العمل وتكلفة الدعايه والأوت دور، لو قلنا تجاوزا أن تكلفة كل برنامج (نصف مليون جنيه) وهكذا تبلغ تكلفة إنتاج برامج رمضان إلي 100 مليون جنيه، هذا بخلاف حساب تكلفة أجر الهواء، فماذا أفادت مصر وأهلها هذه البرامج؟ غير الفتن، والقضايا، والفضائح، وخراب البيوت، وفساد العلاقات، وخسارة الأصدقاء، وبث أفكار سيئه في أذهان النشئ والشباب، والإساءه لأخلاق شعب وشهر وسمعة وطن.
أما ثالثا فهو المحتوي الإعلاني بما فيه من رقص وأزياء غير ملائمه وتكلفة إنتاج باهضه وأجور نجوم خرافيه واستفزاز طبقي واجتماعي مثير للسخط جماهيريا، وهذا المحتوي الإعلاني إما عقاري عن الوحدات والفيلات والقصور وهى تستفز مشاعر المطحونين من أبناء مصر، علاوة أن الصفوه المستهدفه من هذه الإعلانات لاتشاهد الشاشات ولكن إعلامها رقمي إلكتروني عبر الوسائط الحديثة، وهذا يريح بسطاء الشعب من إعلانات مستفزه وهم يجاهدون من أجل لقمة العيش، والجزء الثاني من هذا المحتوي الإعلاني استهلاكي راقص أيضا ومستفز كثيرا، وثالث جزء هو المحتوي الخيري من جمعيات ومؤسسات ومستشفيات تاجرت بآلام المصريين، وأساءت بشكل أو بآخر لسمعه الوطن خارجيا وأهله وأحرجت أبنائه من ملايين المغتربين في الدول من حولنا.
ولو حسبنا أن إعلانات العقارات كان متوسط عددها 20 إعلانا علي الأقل بنجوم الصف الأول بهذا الإنتاج الضخم، تكلف إنتاج الإعلان الواحد (5) مليون جنيه بأجور نجومه لبلغت تكلفة إنتاج الـ 20 إعلان حوالي 100 مليون جنيه، ولو قلنا أن تكلفة البث لهم في حالة أن كل واحد يتكرر 10 مرات في اليوم بمتوسط أجر هواء من 8 – 10 آلاف في المره وإعادتها لبلغت تكلفة البث ٢ مليون جنيه علي الأقل.
وبالقياس على الاعلانات الاستهلاكيه والإعلانات الخيرية واحتسبنا تجاوزا نفس العدد ونفس تكلفة الإنتاج ونفس تكلفة البث، لوصلت حصيلة إنفاق الإعلانات 306 مليون جنيه، وإعلانات العقارات والسلع أصحابها ينفقون عليها من أموالهم وليس أموال الشعب، أما الإعلانات الخيريه فهي من أموال المتبرعين من شعبنا الطيب، فهل أبلغوا المتبرع أن تبرعه سيتم إنفاقه علي إنتاج وبث هذه الإعلانات، وهذا تبقي من تبرعات أهل الخير شيئا للإنفاق على الهدف الرئيسى من التبرعات في أوجه الخير والرعايه والعلاج!!!
وبحسبه بسيطه قارب الإنفاق علي ثلاثية الإعلام الرمضاني مايقرب من ثلاثة مليارات جنيه، فبماذا أفادت الوطن أو أهله أو سمعته، وإلي متي سيظل المشهد بلا ضابط ولا رابط، وبلا آليه لمراجعة المحتوي المذاع، ومراجعة أوجه الإنفاق علي هذه المحتويات، وبلا آليه لمراجعة العوائد المعنويه لهذا المحتوي علي الوطن وأهله وسمعته.
إنها مسئولية جهات الإختصاص المسئوله عن تنظيم المشهد والأخري المحتكره الإنتاج والبث والإعلان بالمشهد من أجل مشهد إعلامي وطني، ومحتوى تنافسي هادف، ووعي بإلاعلام ودوره، واستهدافا لعودة التنوير لمحتوانا، والتأثير لقوانا الناعمة من أجل (أم الدنيا) وأباها في مصر الخالدة وأهلها الصبورين.. وتحيا دوما مصر.. وعيد سعيد يارب.. آمين.