هل حملة الهجوم على فيلم (كليوباترا السمراء) ستمنع عرضه على (نتيفليكس)؟!
كتب : أحمد السماحي
أثارت منصة نتفليكس (NetFLIX) العالمية الجدل مجددا خلال الأيام الماضية، بعد طرحها الإعلان الترويجي لفيلم وثائقي جديد بعنوان (الملكة كليوباترا – Queen Cleopatra) والمقرر عرضه في العاشر من شهر مايو القادم، حيث فوجئ الجمهور سواء المصري أو العربي أو العالمي بظهور الملكة كليوباترا في الإعلان التشويقي للفيلم بملامح أفريقية وليست مصرية، أي ببشرة سوداء وشعر مجعد، على الرغم من أن أصولها كما هو معروف للجميع مقدونية، مما عرض المنصة العملاقة لحملة واسعة من الانتقادات المصرية والعربية والعالمية على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث أعتبر البعض ما حدث بأنه محاولة لتزوير التاريخ وطمس الهوية الفرعونية المصرية، وطالبوا بوقف عرض الفيلم بسبب التشويه المتعمد للحضارة المصرية.
وانتقد الدكتور زاهي حواس أحد أشهر علماء المصريات والوزير السابق لشؤون الآثار، منصة (نيتفليكس) لقرارها المثير للجدل باختيار ممثلة سوداء لأداء دور (كليوباترا)، مشيرا إلى أن الشخصية التاريخية كانت يونانية!.
تدخل مجلس الشعب
لم تقف الانتقادات عند الجمهور والدكتور (حواس) فقط، ولكن تقدمت تقدمت النائبة (صبورة السيد) عضو مجلس النواب بطلب إحاطة للمستشار الدكتور (حنفي جبالي) رئيس مجلس النواب، موجه إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حول حظر منصة (نتفليكس) بعد الإعلان الترويجي للفيلم الوثائقي (كليوباترا صاحبة البشرة السمراء).
وقالت النائبة في بيان لها، أن الإعلان الترويجي للفيلم تسبب في غضب كثير من المصريين بسبب تجسيد الفيلم للمصريين القدماء على أنهم من أصحاب البشرة السمراء، بينما أكد علماء الآثار أن الملكة كليوباترا من أصول مقدونية بما يعني أنها لم تكن سمراء.
وأشارت أيضاً عضو مجلس النواب إلى أن ترويج نتفيلكس لكليوباترا كملكة من ذوات البشرة السوداء يغزي أفكار حركة (الأفروسنتريزم) التي تتبنى فكرة أن جميع حضارات العالم كانت تضم ذوي البشرة السوداء قبل تشتتهم.
وطالبت النائبة صبورة السيد، باتخاذ الإجراءات القانونية ضد القائمين على هذا العمل وضد إدارة المنصة، وذلك من منطلق الحفاظ على الهوية الوطنية من محاولات الطمس والتشويه.
ومع احترامي لكل هذه الانتقادات لكن عندي يقين أن الفيلم سيعرض في موعده، ولن يمنع عرضه حملة الهجوم المصرية أو من بعض الأصوات العالمية، لأن منصة (نتفيلكس) لديها أهداف خبيثة الكل أصبح يعلمها من تزييف حقائق، ونشر عادات وتقاليد للنشء الجديد لا تتناسب مع العرب، وعلى رأسها المثلية الجنسية وغيرها من موبقات.
السادات كرم كليوباترا
ما حدث أرجعني بالذاكرة إلى عام 1962 عندما علمت الجرائد والمجلات المصرية قبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي ببدء النجمة العالمية (إليزبيث تايلور) تصوير فيلم (كليوباترا) الذي تناول حياة الملكة الفرعونية التى حكمت مصر، والحروب التى خاضتها لحماية عرشها، يومها حدث ما يحدث هذه الأيام، وقام البعض بشن هجوم ضاري على الفيلم وأبطاله، لكن ماذا حدث؟! ولا شيئ تم تصوير الفيلم وعرض بكل الأخطاء التاريخية الموجودة فيه ولم يمنع عرضه أحد في دور العرض المصرية وقتها، وبعد سنوات وبالتحديد في حقبة السبعينات قابل الرئيس الراحل (محمد أنور السادات) بطلة الفيلم وقام بتكريمها، وعرض التليفزيون المصري الفيلم، وتكرر عرضه بعد ذلك كثيرا.
أمينة رزق أول كليوباترا
من المعلومات التى لا يعلمها الكثيرين أن الفنانة الكبيرة أمينة رزق كانت أول من جسد دور الملكة الفرعونية في فيلم حمل اسم (كليوباترا) وتم عرضه في دور العرض المصرية يوم 4 مارس 1943، وحقق نجاحا باهرا وأعجب النقاد والجمهور به، وشارك نجوم عديدين بجانب أمينة رزق، منهم (بدر لاما في دور أنطونيو، وزوزو نبيل، وبشارة واكيم، ومحمود المليجي، والسيد زيادة، وحسن حلمي، والفنانة والمطربة درية أحمد.