بقلم: حنان أبو الضياء
يرى (توم هانكس) أن هناك نسبة صغيرة من الأشخاص يمكنهم التمثيل، هناك نسبة صغيرة ممن يقومون بهذا من أجل لقمة العيش التى تكون ضد الطبيعية السريالية للتمثيل، هناك شريحة قادرة على الاحتفاظ بالقصة في رؤوسهم وخوض كل المعارك في الفيلم ضد الوعي الذاتي والجوانب التقنية التي يمكنك تعلمها بسرعة إلى حد ما.. هذا ما نفعله نحن رواة القصص.. نعيد النظام بالخيال.
* Punchline
شارك توم هانكس (سالي فيلد) بطولة Punchline هو فيلم درامي كوميدي أمريكي عام 1988 من تأليف وإخراج (ديفيد سيلتزر) وتوزيع كولومبيا بيكتشرز. حقق الفيلم 21.0 مليون دولار في الولايات المتحدة وكندا مقابل ميزانية قدرها 15 مليون دولار.
يدور حول ستيفن جولد (توم هانكس) طالب طب يكافح ويعمل ككوميدي، سرعان ما يتضح أنه رديء فى الطب ويتفوق في الكوميديا، يساعد (ليلي) ربة منزل متفانية تتوق إلى أن تكون كوميدية لديها الموهبة الخام، ولكنها لا تملك قيادة الحرفة التي يمتلكها ستيفن.
يكتسب دعم (ليلي) الذي لاينقطع، عاطفة (ستيفن) ويعلمها أساسيات الكوميديا الارتجالية، أنفقت (ليلي) مالها لشراء النكات، ينصحها (ستيفن) بالتواصل مع الجمهور للكشف عن روح الدعابة الصادقة في حياتها كزوجة وأم، تكتشف (ليلي) موهبتها الطبيعية في إضحاك الناس، تتطور صداقة مضطربة بين الاثنين لأنهما يشتركان في الخلافات الشخصية التي يجب حلها: رغبة ستيفن في جعلها كبيرة مقابل عدم قدرته على القيام بذلك، وحب ليلي للكوميديا مقابل حبها لعائلتها.
بدأ (ستيفن) في الظهور بمظهر غير مستقر عاطفيًا وأثار انجذابًا رومانسيًا إلى (ليلي) مما أثار استيائها، تكافح ليلي لتبقى وفية لعائلتها وصديقها، مع الحفاظ على قناعتها وحبها للكوميديا، ويتوج الفيلم بمسابقة في نادي الكوميديا (Gas Station) حيث كان يؤدي ستيفن وليلي وغيرهما من الكوميديين الطموحين، تعد لجنة تحكيم من المديرين التنفيذيين للتلفزيون الفائز بفرصة في أوقات الذروة ونجومية محتملة، بينما يتنافسون على خشبة المسرح.
تتصارع الشخصيات أيضًا مع صراعات بين رغباتهم في النجاح على خشبة المسرح وولائهم لبعضهم البعض، وتوقعات عائلاتهم، في انتظار الحصيلة النهائية للقضاة، مع وجود مذكرة دعم من زوجها في يدها، وسماع أن ستيفن لديها صوتان فقط من أصوات القضاة الخمسة، تنسحب ليلي عندما تعلم أنها هى الفائزة، تغادر مع زوجها متماسكين بذراعهما متذكرين الأقوال المضحكة والمحببة لأطفالهما في الداخل، تم إعلان ستيفن الفائز في العرض.
* Burbs
عانى هانكس بعد ذلك من سلسلة من الأفلام ذات الأداء الضعيف في شباك التذاكر منها The Burbs (1989) من إخراج (جو دانتي) وبطولة (توم هانكس وبروس ديرن وكاري فيشر وريك دوكومون وكوريفيلدمان وويندي شال وهنري جيبسون وجيل جوردون)، كتبت الفيلم (دانا أولسن).
يدور الفيلم حول راي بيترسون (توم هانكس)، صاحب منزل في الضواحي، يقضي إجازة لمدة أسبوع، في وقت متأخر من إحدى الليالي سمع أصواتًا غريبة قادمة من قبو جيرانه الجدد المنعزلين عائلة (كلوبيك) راي وجيرانه الآخرون يشتبهون فى أنهم ربما يكونون قتلة أصحاب طقوس.
في ليلة أخرى أثناء عاصفة ممطرة رأى (راي )عائلة كلوبيك وهم يحفرون في فناء منزلهم الخلفي، في الصباح بحث الجيران في شاحنة القمامة عن رفات بشرية بعد جمع القمامة من عند عائلة كلوبيك، لكنهم لا يجدون شيئًا، مع الأحداث يكتشفوا أن (آل كلوبيك) قتلوا أصحاب المنازل السابقين حتى يتمكنوا من العيش في منزلهم.
استندت كاتب السيناريو (دانا أولسن) في السيناريو إلى تجارب من طفولته: (لقد نشأت تربيتي من الطبقة المتوسطة للغاية، لكن مدينتنا كان لها نصيبها من تجربتى، كانت هناك جريمة قتل أسطورية في الثلاثينيات، وكل فترة كنت التقط الجريدة المحلية واقرأ شيئًا عنها).
اجتذب نص (أولسن) المنتج (لاري بريزنر)، الذي أحضره لشركة Imagine Films، يقول: عندما كنت طفلًا كان من الرائع التفكير في أن (تشارلز ميلز مانسون) الذى قاد عائلة مانسون، وهي طائفة مقرها في كاليفورنيا، في آواخر الستينيات ارتكبت سلسلة من تسع جرائم قتل؛ تلك العائلة ممكن أن تكون في نفس الشارع الذى أعيش فيه؛ ويمكن أن يكون هناك أيضا (جاك روبير) السفاح الأشهر الذي أطلق على قاتل متسلسل مجهول الهوية، كان نشطاً في المناطق الفقيرة جداً في منطقة (وايت تشابل) وحولها في لندن عام 1888، وقد نشأ هذا الاسم من رسالة كتبها شخص يدعي أنه القاتل، يضيف المنتج أنه حيث يكون هناك خوف هناك كوميديا لذلك قرر انتاج The Burbs.
أعجب الفيلم المخرج (جو دانتي) ، الذي أخرج Gremlins وInnerspace، كان دانتي المتخصص في الموضوعات الغريبة مفتونًا بمزج مواقف الحياة الواقعية مع عناصر خارقة للطبيعة.
يقول جو دانتي: (في منطقة جدتي كان هناك أشخاص مثل هؤلاء لم يقصوا حديقتهم أبدًا ولم يخرجوا أبدًا وتركوا بريدهم يتراكم ولم يعرف أحد من هم، ويجب أن أعترف أنه يوجد في الحي الذي أعيش فيه منزل من هذا القبيل، محاط بالخراب والدمار.
اتفق (دانتي وبريزنر وفينيل) على أن (توم هانكس) سيكون الممثل الأنسب لتصوير (راي بيترسون) المتزوج، وهو رجل محافظ يحاول إدخال الإثارة في حياته من خلال التحقيق في أنشطة جيرانه الغرباء.
أشار دانتي إلى هانكس بأنه (الرجل الذي يمكن للجميع الاتفاق عليه)، ويمكن مقارنته بجيمس ستيوارت، ردد بريزنر هذا الشعور قائلاً: (هانكس ممثل قادر على التمثيل بطريقة مضحكة بدلاً من التمثيل المضحك، كما أنه ليس لديه مشكلة في الانتقال من الكوميديا إلى الدراما، كما أظهر في لا شيء مشترك، وهو الآن يثبت نفسه كواحد من الأكثرممثلين تنوعًا في البلاد).
قبل هانكس دور راي بحماس، وقال لاحقًا: (الأمر المثير للاهتمام بشكل غريب في هذه الكوميديا النفسية السوداء هو أن الأشياء التي تحدث في الحياة الواقعية في حي عادي ستجعل شعرك يقف على مؤخرة رقبتك)، وما فعلته هو مجرد زخرفة القصة الخلفية التي سيفعلها أي ممثل، ربما من تجربتي ذخيرة، أنا لا أطلب من المخرج الدافع، إذا قال: (اذهب إلى النافذة، أجد السبب بنفسي).
أعجب هانكس بأسلوب دانتي في الإخراج قائلاً: (جو لديه طريقة منمقة ومميزة للنظر إلى الفيلم بأكمله، إنه صنع فيلم خالص – يتم سرد القصة من وجهة نظر الكاميرا – وهذا نوع من الأفلام التي أحب صنعها).
وأشاد دانتي بدوره بنجمه (الشيء الأكثر إثارة للإعجاب في توم هانكس كممثل كوميدي هو مدى سهولة ظهوره، إنه في الواقع مجتهد للغاية بشأن تمثيله، لكن إحساسه الكوميدى لا مثيل له حقًا).
شجع أسلوب دانتي المريح غير الرسمي على الارتجال بين الممثلين، وأشار إلى أن (توم لا يحب عمل المشاهد بالطريقة التي يتم بها دائمًا، إنه يبذل قصارى جهده لإضفاء لمسة مختلفة على كل شيء وكونه جيدًا كما هو ومنفتح بقدر ما يتم تشجيعه على الممثلين الآخرين لفعل الشيء نفسه).
تم تصوير فيلم Burbs بالكامل في (يونيفرسال ستوديوز) على مدى عشرة أسابيع في صيف عام 1988 بشكل رئيسي في شارع كولونيال الواقع في المنطقة الخلفية، والذي كان بمثابة طريق مسدود (مايفيلد بليس).
قال (دانتي) مع بدء الإنتاج (كان هناك الكثير من الإغراء لتوسيعه والخروج خارج الحي ، ولكن بدا لى أن الفيلم يجب أن يكون له روح واحدة).
* جو مقابل البركان
جو مقابل البركان Joe Versus the Volcano هو فيلم كوميدي رومانسي أمريكي عام 1990، من تأليف وإخراج (جون باتريك شانلي) وبطولة (توم هانكس وميج رايان) يلعب هانكس دور رجل، بعد أن قيل له إنه يموت بسبب مرض نادر، يقبل عرضًا ماليًا للسفر إلى جزيرة في جنوب المحيط الهادئ ويلقي بنفسه في بركان نيابة عن السكان الأصليين المؤمنين بالخرافات، لإنهم يعتقدون أن إله النار في البركان الموجود على جزيرتهم يجب أن يرضي بتضحية بشرية طواعية مرة كل قرن، لكن لا أحد منهم على استعداد للتطوع هذه المرة، يعرض على هانكس دفع ثمن كل ما يريده للاستمتاع بأيامه الأخيرة طالما أنه يقفز إلى البركان في غضون 20 يومًا. مع عدم وجود شيء ليخسره ، يقبل العرض.
يقضي يومًا وليلة في البلدة في مدينة نيويورك، حيث يطلب النصيحة حول كل شيء بدءًا من الأناقة وحتى الحياة المعيشية إلى أقصى حد من سائقه مارشال، كما أنه اشترى أربعة صناديق بخارية مقاومة للماء من الطراز الأول من بائع حقائب مخصص متعصبًا.
يسافر بعد ذلك إلى لوس أنجلوس، حيث قابلته إحدى بنات (جرينامور أنجليكا)، وهى شخصية اجتماعية طائشة، في صباح اليوم التالي اصطحبته أنجليكا إلى يخت والدها (تويدليدي) القبطان هو أختها غير الشقيقة (باتريشيا)، وافقت باتريشيا على مضض على اصطحابه إلى (وابوني وو).
بعد بداية محرجة، بدأ وباتريشيا في الترابط، ثم يصطدمون بإعصار، باتريشيا تفقد الوعي وتلقى في البحر بعد أن قفز لإنقاذها، يضرب البرق ويغرق اليخت، هانكس قادر على بناء طوافة عن طريق ربط جذوع الباخرة الخاصة به، باتريشيا لا تستعيد وعيها لعدة أيام، يوزع هانكس عليها كمية قليلة من المياه العذبة، بينما يصابها تدريجيًا بالهذيان من العطش، يختبر الوحي أثناء هذيانه ويشكر الله على حياته. عندما استيقظت (باتريشيا) أخيرًا تأثرت بشدة بتضحية هانكس بنفسه، ثم يجدون أنهم قد انجرفوا لحسن الحظ إلى وجهتهم.
فى وليمة كبيرة سأل زعيمهم الزعيم (توبي) مرة أخيرة إذا كان أي شخص آخر سيتطوع، ويتوجه هانكس إلى البركان.. تحاول باتريشيا منعه، معلنةً حبها له، وهو يعترف بأنه يحبها أيضًا، تقنع باتريشيا هانكس بأن يتزوج منها.
بعد ذلك ترفض (باتريشيا) الانفصال عن زوجها الجديد، عندما لا يتمكن هانكس من ثنيها يقفزان معًا لكن البركان ينفجر في تلك اللحظة وينفخ بهما في المحيط، تغرق الجزيرة لكن (هانكس وباتريشيا) يهبطان بالقرب من جذوع السفينة البخارية التى صنعها هانكس، في البداية كان (هانكس) سعيدا بخلاصهم المعجزة، وأخبر (باتريشيا) عن سحابة دماغه القاتلة، تتعرف على اسم طبيب هانكس الذى يخبره انه أخطأ التشخيص.