بقلم الشاعر الكبير: إبراهيم رضوان
بمجرد أن أصبحت أنا ومنير أصدقاء دخلت الخلافات بيننا من أوسع أبوابها.. كل أشعاري تخرج من قلبي على مقاس (محمد نوح ومحمد منير)، لذلك فشل معي صديقي الفنان الذي أحبه و يزورني دائما، (علي الحجار) فشل في كل ما سجله لي من ألحان شقيقه (أحمد الحجار) رحمة الله عليه/ سألني منير عن آخر ما كتبت، قلت له أغنيه بعنوان (أنا حزين)، طلب مني أن يسمعها، كان يصرخ من الفرحه و هو يستمع إلي الأغنيه التي تقول كلماتها:
أنا حزين حزين.. باكبر فى اليوم سنين
شايل حبك خزين.. من أيام الفراعنه
أحمس باين فى صوتى.. رمسيس ساكن فى بيتى
أخجل من صوت سكوتى.. علشان الصمت لعنه
من أيام الفراعنة
………………
باهواكى آه ولكن.. على مدد الشوف جراح
السكه لونها داكن.. بس اللى جاى براح
يا اللى هواكى بلسم.. أيوه النبى تبسم
أحمس باين فى صوتى.. رمسيس ساكن فى بيتى
أخجل من صوت سكوتى.. علشان الصمت لعنه
من أيام الفراعنة
………………
أنا حزين وحزنى.. له شكل وطعم تانى
لو قلبك لحظه عازنى.. تلاقينى مليت مكانى
وانسى الحزن اللى مالى.. القلب والليالى
أحمس باين فى صوتى.. رمسيس ساكن فى بيتى
أخجل من صوت سكوتى.. علشان الصمت لعنه
من أيام الفراعنة
………………
من كل جنينة زهرة.. إنتى وحتى أحلى
واخده فى الحسن شهرة.. ورصيد حبك بيعلى
يا ام الموال حريرى.. على دقة قلبى سيرى
أحمس باين فى صوتى.. رمسيس ساكن فى بيتى
أخجل من صوت سكوتى.. علشان الصمت لعنة
من أيام الفراعنة
اتفقت 1000 مرة مع منير على تنفيذها إلي أن استمع لمذهب من قصيدة أخرى لي في برنامج تليفزيوني فطلب مني أن يسمعها بصوتي كاملة، والأغنيه كانت بعنوان: (أرسم ملامحك في عيوني)، فأسمعتها له وظل يردد في كلمة الله مئات المرات.
كلمات الأغنيه تقول:
أرسم ملامحك في عيوني..
وأرسم دماكي في شراييني
واقسم ما بينك وما بيني..
الأرض واللقمة الدافية
يا طاهرة زي الشتوايه
أعطيكي كل اللي معايا
وأخبي صوتك جوايه
يا ندايا في الليلة الصافية
………………
في الصمت لعنيكي باغني..
ساعة اللقا يصغر سني
وان كنت يوم هابعد عنك..
يا حبيبتي دا غصبن عني
يا اللي انتي ف الأصل وجودي..
ونشيدي.. والحضن ف ايدي
يا طاهرة زي الشتوايه
أعطيكي كل اللي معايا
وأخبي صوتك جوايا
يا ندايا في الليلة الصافية
………………
تتجملي لما باجيلكِ..
تتحملي حزني وضيقي
لو فيه جفاف أروي نخيلك..
يا حبيبتي من دم عروقي
يا حنينة والليل قاسي..
والهدمة مُش قد مقاسي
يا طاهرة زي الشتوايه
أعطيكي كل اللي معايا
وأخبي صوتك جوايا
يا ندايا في الليلة الصافيه
………………
تديني.. مهما هاتديني..
ليكي أقول عايز أكتر
من ألف بحر تعديني..
ياعبله لاجل أكون عنتر
واسمع في صوتك يناقشني..
ولا حد عنكِ هايحوشني
يا طاهرة زي الشتوايه..
أعطيكي كل اللي معايا
وأخبي صوتك جوايا
يا ندايا في الليلة الصافية
………………
ألمح علي خدودكِ غيمة..
تنزل دموعي علي الورقة
جوه الخلا أرسم خيمة..
تقدر علي ريح الفُرقة
وأبل ريقي بحواديتكِ..
أفطر علي بحة صوتكِ
يا طاهرة ذي الشتوايه
أعطيكي كل اللي معايا
وأخبي صوتك جوايا
يا ندايا في الليلة الصافيه
المشكله أصبحت في أجري و من الذي سيلحنها، فمنير يترك الدفع لشركات الإنتاج ويرفض أن يساهم بمليم واحد.. و شركات الإنتاج تسرق الشاعر دائما.
في هذه الفتره بحث عني المخرج (محمد كمال الشناوي)، و هو من مريدين (محمد منير) الذي غني له في فيلم التخرج من معهد السينما، يبحث عني لأنه اكتشف مطرب شاب من اليمن إسمه (وليد خليل) و يريد أن أكتب له أغنيه بعد أن بهرته أغنيتي لمنير (الناس نامت إلاك).
أعطيته أغنية كنت قد اتفقت مع منير علي تنفيذها، عنوان الأغنية (كان نفسي أجيبلك فستان)، التي لحنها الفنان الكبير (عبد العظيم عويضة)، وبالفعل سجلها (وليد) لألبومه الجديد، طلب مني (محمد كمال الشناوي) أن أذهب معهم للفنان العظيم (أحمد منيب) ليلحن لوليد خليل أغنيه من كلمات فؤاد حداد.
اتجهنا جميعا إلي منزل منيب في السيدة، دخلنا عليه حجرة الصالون الضيقه، الحجرة بها أكثر من 100 مطرب و شاعر.. توقف عن العزف حتي يتعرف علي شخصي.. رحب بي جدا عندما علم أنني الشاعر (إبراهيم رضوان)، ثم علم من (الشناوي) مقصدنا.. وقف منيب في منتصف الحجرة بملامحه الفرعونية.. و طىبته الواضحه.. وقف مرة أخري و بيده العود.
يقوم المطرب أو المؤلف بوضع ورقه بها الأغنيه أمامه وهو يعزف، ويقوم (منيب) بتلحين الأغنيه تلحينا فوريا.. يضع له المطرب أو المؤلف أو الملحن في بعض الأوقات مبلغا من المال في جيبيه و ينصرف دون أن ينظر (منيب) إلي المبلغ، لأنه انشغل بالأغنيه الأخرى التي أمسكها المطرب الآخر ووضعها أمام عينيه، بينما انهمك (منيب) في التلحين.
جاء الدور علي صديقي (وليد خليل) حيث وضع (الشناوي) الأغنية وهى من تأليف (فؤاد حداد) أمام عينيه، حيث لحنها منيب في دقائق معدودة، كانت الأغنيه رقم 58 التي يلحنها (منيب) في الجلسه.. عبقريه لم أشاهدها ولم أسمع عنها قبل ذلك.
وضع (الشناوي) له ثمن اللحن في جيبه.. وكان يستطيع أن ينصرف دون أن يدفع.. من الواضح أن منيب عكس كل الفنانين لا تهمه النقود.. من بين الحاضرين الممثل (أشرف سيف) ابن الممثل (وحيد سيف)، حيث أقنعته شلة من مؤلفي الأغاني أن صوته جميل ويصلح للغناء.
انصرفنا من عند المبدع (منيب) بعد أن اختنقنا من رائحة الدخان التي تسيطر علي الحجرة، و قلت لمنير:
أنا حزين حزين
وارسم ملامحك في عيوني
كان في أشد الحاجه لملحن متفرغ لهما.. اكتسح ألبوم (وليد خليل) الأسواق و عليه أغنيتي (كان نفسي أجيبلك فستان) التي لحنها العظيم (عبد العظيم عويضة)، والتي كان من المفترض أن يغنيها منير لولا أن (وليد خليل) أعطانا مبلغا كبيرا من المال.
كلمات الأغنيه تقول:
كان نفسي أجيبلك فستان
والفستان.. جوه الدكان
والدكان.. محتاج لرفوف
ورفوفي عند النجار
يا أزهار جوه البستان
كان نفسي أجيبلك فستان
………………
النجار.. عايز منشار
والمنشار عند الحداد
والحداد.. عايز أعياد
والأعياد.. عايزه قمحة
والقمحة.. عند الفلاح
والفلاح.. عايز مفتاح
والمفتاح.. عند العصفور
والعصفور فوق النخله
يا أحلا من غصن البان
كان نفسي أجيبلك فستان
………………
النخلة.. عايزه ساقية
والساقية.. عايزه موال
والموال.. عايز أنغام
والأنغام عايزه أحلام
والأحلام.. محتاجة قلوب
تقدر توصل للمطلوب
والمطلوب.. مهر خيالي
ألف غويشه.. وصوت عالي
اوعى تقولي دا كان ياما كان
كان نفسي أجيبلك فستان
………………
النجمه.. عايزه بلحة
والبلحة.. عايزه الأطفال
والأطفال ..عايزين أشجار
والأشجار.. في جزيرة خوف
والجزيرة..محتاجه
كلمه تكون مش معووجة
والكلمة.. رافضة الموجة
والموجة.. دايسة الإنسان
وأنا هارب في طريق أحزان
كان نفسي أجيبلك فستان.