بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
(المفسديون).. هذا التعبير أطلقه خطيب شاب في درس مابين ركعات التراويح، ناصحا الناس بالبعد عن التليفزيون الذي أسماه (المفسديون) لإفساده أخلاق وترابط الوطن وأهله، وتساءل الخطيب هل مايذاع يعبر عن دور الإعلام ورسالته؟، وتساءل أيضا وهو ليس خبيرا إعلاميا، ولا صانعا لمحتوى، ولا متخذا لقرار إعلامي، وتساءل أين الإعلام الذي يثقف شعبه، ويعلم شعبه، ويخبر شعبه ويوثق لشعبه وينور شعبه ويحترم شعبه وأخلاق شعبه وتدين شعبه وعادات شعبه وقيم شعبه وسمعة شعبه ومشاعر شعبه بالداخل والخارج؟.
كيف لهذا الإعلام أن يقدم محتوى برامجيا دون أدني رسالة بل برسائل سلبيه؟!، كيف نبث محتوا برامجيا باستخدام العرافين والبصاصين ومثيري الفتن والخلافات والتجريح في أبناء الوطن مع الإصرار علي ذرع الفتنه وتأليب الضمائر على بعضها البعض وهو ما يخالف شرع الله في (أن من ستر مسلما ستره الله)؟، وأية رسالة إعلاميه جرى خلفها فريق عمل البرنامج وتم الإنفاق عليه وتعاونت شبكتان في إنتاجه، وأين صناع المحتوي؟، وأين المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام؟، وأين نقابة الإعلاميين؟، وما موقف الملايين من أبنائنا في الخارج؟، وماموقف سمعة الوطن وأهله؟
ليس هذا البرنامج فقط فهناك على نفس الشبكه برنامج عن الأزواج يدمر العلاقات الزوجيه ويزرع بذورا للشك بين الرجل وزوجه؟، أين رسالته؟، هل محتواه يهدف إلي تفكك الأسر المصرية؟، وماذا يستفيد فريق العمل وجهة البث من بكاء البشر وإهانتهم؟، هل هذه وظائف جديده للإعلام لم ندرسها ضمن وظائف الإعلام ودوره المجتمعي؟، وأين المسئوليه المجتمعية للاعلام؟
ليس هذان البرنامجان فقط بل محتوى برامجي كثير دون أدني رساله إلا تدمير أعراف المجتمع وأسره، ناهيك عن المحتوي الإعلاني المستفز تارة والراقص تارات كثيرة، إنها مؤامرة علي أخلاق الشعب وتماسكه، والأدهي من ذلك تكملة المحتوي الإعلامي من دراما تشوه صورة الوطن وأهله، وطن غير وطننا، وشعب يغاير شعبنا، وملامح لاتشبهنا، وفضح وإهانة وتجريح لأحاسيس أبناء الخارج والداخل، ونيل متعمد من سمعة الوطن وأهله، ومايفعله رامز في نجوم الوطن ورموزه!
وبرامج أخري مكتوبة بـ (حبر سري) عن فضائح الناس وأسرارهم الشخصية، وهذا المحتوي البرامجي حمل سهوا بطريق الخطأ برنامج (ترميم) لمصطفي حسني الذي يزرع الأمل في نفوس العباد، والبرنامج العبقري (العباقره) للمحترم المثقف الأديب عصام يوسف، واللذان صمدا أمام هذا السيل من المحتوي التافه الهابط، وبمتابعة الإعلانات فأي رقص وأي لبس وأي غناء وأي استفزاز لمشاعر الصائمين والفقراء والبسطاء المستفزين من إعلانات عقارات الملايين للوحدة السكنية!، وحتي إعلانات الجمعيات الخيريه والمستشفيات التي تصدر صورة مصر المحتاجة، التعيسة، حتي لو كان تحت شعار التكافل والتضامن الاجتماعي.
رحم الله أيام كان الإعلام له رأس وصناع محتوي وخبراء وكان إعلام دولة يخدم خططها وأهدافها وقوتها الناعمة، عندها كان بث برامج المحتاجين والغلابه يذاع أرضيا وليس فضائيا إحتراما لسمعة مصر ومشاعر أبنائها في الخارج، أما المحتوي الدرامي فلم يخلو من أسس المحتوي الرمضاني ، القتل، والبلطجه، والعنف، والجنس، وما هو شارد من الأخلاق، وتفوقت الدراما من حولنا من حيث المحتوي والإنتاج وخدمة الأوطان وتطلعاتها، حتي أصبح بساط الريادة بعيدا عن أقدامنا!
والسؤال هو:
(1) من وافق علي إنتاج هذا المحتوي؟
(2) وكم من الأموال تم إنفاقها عليه؟
(3) وماهي الرسالة المستهدفه منه؟
(4) وأين دور الإعلام ووظائفه؟
(5) وأين المسئوليه المجتمعيه للإعلام؟
(6) وأين لجان التخطيط وصناعة المحتوي؟
(7) وأين الإعلام الإيجابي الداعم للوطن وسمعته وأهله؟
(8) وأين المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام ولجانه النوعيه؟
(9) وأين نقابة الإعلاميين ودورها؟
(10) وأين قوانين المجتمع وأعرافه ومؤسساته؟
وأين الخبراء ومنظمات المجتمع المدني؟، هل يستقيم هذا الإعلام بهذا الشكل؟، وهل نترك الحبل علي الغارب؟، وهل خرجنا من دوائر المنافسة والريادة؟ وهل خرجت سمعة الوطن وأحاسيس أبنائه في الخارج من دوائر اهتمام أهل الإعلام وخاصته؟، أم نحن بحاجة إلي خطة قومية للإنتاج الإعلامي؟، أو لجنة قوميه لصناعة المحتوي؟، أم لجنة قومية للمتابعة والرصد والتقييم والتوجيه والمحاسبة؟، أم نحن بحاجة لمراجعة المشهد كله، وسائله، وقادته، وخططه، وإنتاجه، ومحتواه، وإعادة إطلاق مشهد إعلامي مسئول له خطط قومية، ومحتوى جيد، وقدرة علي المنافسة، وملائم لسمعة مصر قيمة وقامة، تطلعا وطموحا.. حمي الله مصر وشعبها، وأصلح إعلامها ومحتواه، وتحيا دوما مصر، ورمضان كريم.