بقلم: محمد شمروخ
في أكثر من حديث شاركت فيه، كان هناك اختلافات كثيرة حول تقييم المسلسلات الرمضانية وما تحويه من أحداث وشخصيات، البعض يستحسن والبعض يستقبح والبعض يسخر والبعض يضرب أى كلام.
وتتوالى الأسئلة الساخرة عن (كوتشي) مسلسل (سره الباتع) ولا (هوليود سمايل) في مسلسل (ستهم) ولا حوارات مسلسل (الإمام الشافعى) وكله كوم ومسلسل (جعفر العمدة) كوم إذ اكتشفنا أن أحياء القاهرة قد خلت من السنج والمطاوى والمسدسات، فالحاج جعفر يدخل على خمسين واحد مرة واحدة ويكسرهم كلهم، ولا كأنه فريد شوقي في عز عصره، لكن ولا واحد فيهم يامؤمن قدر يضربه بسنجة ولا يغزه بمطوة ولا حتى يطخه بعيار من بعيد، وكأنه متحصن بحجاب سودانى!
لكن في غمرة المناقشات والحوارات والسخريات، قطع سلاسل الأحاديث ذات ليلة، شيء خارج عن نطاق الدراما، بل خارج عن المألوف، وقد يكون خارج المعقول، وهو ما تردد إثر إعلان نشر في جريدة الأهرام صباح السبت الماضي عن بيع سيارة جيب، قيل أنه يحمل رسالة بالشفرة موجهة من جهة مجهولة إلى جهة مجهولة أيضا!
ولنتفق بداية على أن إرسال الرسائل المشفرة عبر وسائل الإعلام المختلفة فيما بين أجهزة مخابرات الدول، أمر مشهور وليس بحاجة إلى تأكيد لكثرة ما ورد في الأفلام والمسلسلات وروايات الجاسوسية وأفلام الكارتون.
وليكن بيننا اتفاق آخر على ألا نتطرق لما كان من تفسيرات لإعلان الأهرام، لا لسبب إلا أن التفسيرات قد انتشرت في غضون ساعات من النشر، بيد أن هناك سؤالين يجب أن نبحث عن إجابتيهما:
أولهما: من هذا الذي بلغت به العبقرية أنه التقط الشفرة وكأنه كان ينتظر صدور الأهرام لينشرها على العالمين هكذا.
طيب لما احنا فالحين كده وبنفك شفرات رسائل أجهزة محترفة.. أمال مالنا بس؟!
وثانيهما: هل ما حدث كان على سبيل الهزار أو المكايدة بين الأجهزة؟!
وعلى أي حال أنا لم أهتم بشئ قدر اهتمامى بالإجابة عن السؤال الأول لمعرفة ذلك العبقرى النادر الذي نزل مخصوص قبل السحور ليشترى الطبعة الأولى للأهرام ثم عكف على تحليل الإعلان وفك شفرته في أقل من ست ساعات!
وحياة دى النعمة.. المفروض المخابرات الأمريكية تدور عليه بالحلال وتكتب معاه عقد احتكار حتى آخر العمر أو حتى تتخلص منه، لأن واحد بمثل هذا الذكاء سوف يفك كل شفرات الرسائل المخابراتية في أي مكان في الدنيا، مما سيجعل أجهزة المخابرات في العالم تغير طرق تفكيرها لأنها اتفتشت خلاص ومبقاش لها لازمة!
بس أهم حاجة إن كل حاجة لها عنده حاجة.. آه أمال إيه.. طبعاً ولد ما جابتهوس ولادة.. يا فرحة أهلك بيك.. جبتها إزاى دي يا واد؟!
لكن المهم ياترى.. الجهة المقصودة فهمت الرسالة ولا الجهة القاصدة اضطرت تفك لها الشفرة عن طريق عميل لها علشان شافت الجهة المقصودة لا مؤاخذة فهمها تقيل حبتين؟!، إذا كان (الأهرام) طلعت بالإعلان السبت الصبح، وقبل المغرب كانت مصر والدول العربية كلها بتتكلم عن الإعلان!
طيب مش كنتم اديتوا فرصة لأجهزة مخابرات العالم تشتغل شوية؟!.
المهم لازم أصدمك بحقيقة أن لعبة الإعلان وشفرته وفك الشفرة، كانت مقصودة، لأن المطلوب كان التغطية على رسالة تانية خالص، بس على شاشات التلفزيون، وحتى هذه اللحظة لم يكشفها أو يكتشفها أحد، لكن الرسالة وصلت ولذلك كان لابد من الغطرشة عليها بإعلان في الأهرام!، ولازم أصارحك بأن الرسالة الأصلية كانت في إعلان بدأ مع رمضان وقلب الدنيا وأمسى حديث الفطار والسحور وما بينهما!
وقد تم الترويج لهذا الإعلان يشكل مكثف، حتى أنه ما من جلسة يتحدث فيها الناس عن تلفزيونيات رمضان من إعلانات وبرامج ومسلسلات، إلا وكل واحد منها يأخذ نصيبه من الهجوم أو التريقة، إلا إعلان واحد، هو (إعلان روبي) الذي صار عليه إجماع فأصبح هو الجدير بحصد لقب الأكثر مشاهدة على الشاشات الرمضانية!
فالمفاجأة أن الإعلان يحمل عدة رسائل مشفرة تشفير بجد مش لعب عيال وأولها أن اللونين الطاغيين على المشاهد فى الديكور والملابس كانا الأحمر والأخضر.
وإيه يعني؟!
لا يا حبيبي.. الأحمر معناه الروبل الروسى، أما الأخضر هو الدولار الأمريكي!.. هو ده الشغل.. ادخل على العالمية يا اسطى وسيبك من المواصفات الخليجية!.. فهناك تهديد وعيد من الروبل للدولار.. وركز في الأغنية (استنى استنى استنى.. ده أنت هتتهنى هتتهنى)،
ومعروف أن ده باللهجة المصرية يحمل معانى التهديد بس في صورة ساخرة نعرفها جميعاً كمصريين!.
ولاحظ وخليك مصحصح، إن العربية في الإعلان لا علاقة لها بمنتجات شركة فريش المفروض أن الإعلان عن منتجاتها، فالعربية مرسيدس وهى أشهر سيارة ألمانية أوروبية.
خد بالك إن لونها أخضر، لكن كراسيها حمراء، مما يعنى أن الروس سوف يتسللون إلى الاتحاد الأوروبي من الداخل.
لاحظ ان اسم (روبي) هو آخر ثلاثة حروف وأول حرف فيها هو أول حرف من روسيا، وأهم حاجة كمان إن أول أغنية حمل اسمها أول ألبوم لها كانت (ابقى قابلني).. كل ده مش حاجة قدام الجهاز الذي تظهر صورته في إحدى لقطات الإعلان ويبدو أنه غسالة أوتوماتيك.
لا يا قمر.. ركز كويس وأنت تجده أساساً جهاز طرد مركزي من الأجهزة المستخدمة في المفاعلات النووية ولاحظ ان الكلام على النووى كان لبانة على لسان المسئولين الروس في الحرب مع أوكرانيا!
لاحظ كمان الكلام بالمفتشر عن 84 دولة قال إيه يتم تصدير منتجات فريش لها، وكمان نمرة العربية المرسيدس (5 ب ر س) وده دليل على دول اتفاقية البريكس الخمسة التى قررت استبعاد الدولار الأخضر من معاملاتها التجارية فيما بينها.. تقدر تقاوح في دي؟!
طبعا مش محتاج أقول لك أن هذا الرقم هو عدد الدول التى كانت تناصرها روسيا أيام الاتحاد السوفيتى، وخدها من فيتنام وحتى كوبا.. وكلها دول خربت بسبب الهيمنة الأمريكية.. ولو مش مصدق.. عدهم!
وفي إعلان (روبي) رسائل مشفرة بالكوم، من أول الباتيناج ولحد السخان!.
السخان.. أساساً سخان غاز وأنت عارف حكاية الغاز الروسي!
يعنى حماماتكم تحت السيطرة وأمريكا مش هتنفعكم بأريستون بتاعها خصوصا مع فواتير الكهرباء المولعة اليومين دول!
عرفت بقى سر إعلان روبي؟!.. لا.. بل سر إعلان الأهرام؟
عرفت بيتلعب بعقلك ازاي ما بين الجرائد الورقية والتلفزيونات، المهم خليك في فيسبوكك وتويترك لأن أجهزة المخابرات العالمية خصوصاً الأمريكية تركت مثل هذه المواقع فقط لنشر الحقائق التى تخفيها بقية أجهزة الإعلام عنك خصوصا الجرايد يا عم الفالح!