محمد محمود يعطي (الكبير أوي) قبلة الحياة ويتألق مع يسرا وأمينة خليل
كتب : أحمد السماحي
المدرب الذكي هو الذي يحتفظ باللاعب الحريف لديه حتى منتصف المباراة، وينزله إلى الملعب في الوقت المناسب، ليشحن زملائه بالطاقة الإيجابية ويبث فيهم روح المنافسة ويجدد عطائهم، ويكسب الفريق من خلال هذا اللاعب المباراة، هذا بالضبط ما فعله المخرج الموهوب (أحمد الجندي) في مسلسل (الكبير أوي) تأليف مصطفى صقر، ومحمد عز الدين، وبطولة (أحمد مكي، رحمة أحمد، محمد سلام، بيومي فؤاد، مصطفى غريب، هشام إسماعيل، سماء إبراهيم) وغيرهم.
فبعد أن شهدت الحلقات الـ (13) حالة من الفتور والملل، وتكرار (الإفيهات) والمواقف الكوميدية المصطنعة، وبدأ المسلسل يقل توهجه ومتابعته في الشارع المصري، فاجأ (الجندي) الجمهور في حلقتي المسلسل الـ (14) والـ (15) بظهور الفنان المبدع (محمد محمود) في دور (العترة) ابن الكبير، بعد أن شرب التركيبة التى أعطاها له (الدكتور ربيع / بيومي فؤاد)، وتحول من طفل سمج إلى رجل كبير.
استطاع (محمد محمود) بأدائه المتميز أن ينتزع الضحكات من الجمهور في المنازل، ويصبح حديث البيوت قبل مواقع التواصل الاجتماعي، بأدائه الكوميدي المدروس.
هذا ليس العمل الوحيد الذي يشارك فيه (محمد محمود) حيث يشارك في بطولة مسلسل (1000 حمد الله على السلامة) تأليف محمد ذوالفقار، إخراج عمرو صلاح، وبطولة (يسرا، وشيماء سيف ومي كساب)، حيث يجسد بخفة دم منقطعة النظير وبأداء كوميدي بسيط وسلس ينزع إلى الشر دورالمهندس (سمير المسيطر) قريب بطلة الحلقات الدكتورة (سميحة/ يسرا) العائدة من كندا بعد فترة هجره طويلة.
المسلسل الثالث الذي يشارك في بطولته هو مسلسل (الهرشة السابعة) تأليف ورشة سرد مريم نعوم، وإخراج كريم الشناوي، بطولة (أمينة خليل، محمد شاهين، علي قاسم، أسماء جلال، عايدة رياض، حنان سليمان)، حيث يجسد بشكل إنساني دور (إبراهيم) والد (نادين) الذي انفصل عن زوجته (هناء/ عايدة رياض) بعد 30 سنة زواج، وخبر الحياة ومن خلال تجربته في الحياة يعطي لإبنته دروس مستترة في الحياة الزوجية.
الحقيقة أن ما لفت نظري في المسلسل الأخير هو الأداء الدرامي العالي المليئ بالسخرية للنجم محمد محمود، وليس سهلا على الممثل أن يكون متألقا في الكوميديا والتراجيديا في آن معا، فواحدة منهما لابد أن تكون على حساب الأخرى لكي تتألق، الكوميديا لابد أن تأكل الجدية إذا تألق الفنان في عمل كوميدي وتلقى أصداء النجاح واستشعر بالتالي لذة ردود فعل الكوميديا على الناس، فإن هو استطرد إلى الجدية (يبوخ) ويفقد تأثيره ومصداقيته.
والعكس كذلك، إذا تألق في الجدية فإن الجدية تضفي على فكاهته ظلا ثقيلا سمجا، أما أن يضحكك الفنان ويبكيك في نفس الوقت فتلك موهبة لا تتوفر إلا في نجوم قلائل منهم (محمد محمود) الذي ينتمي إلى مدرسة العبقري نجيب الريحاني، والمبدع عبدالمنعم مدبولي، والمتميزعبدالمنعم إبراهيم، وغيرهم من أساتذة الكوميديا الذين نجحوا في الجمع بين الكوميديا والتراجيديا.