بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
نسمع جميعا منذ فترة طويله مصطلح (الجمهورية الجديدة)، سواء من قيادتنا السياسيه أو وسائل إعلامنا، أو نراه شعارا أعلي يسار شاشات البث.. وبعيدا عن أن الشعار هذا التبس على جمهور المشاهدين، فبدون شرحه حسبه البعض تنويها عن مسلسل يحمل نفس الاسم وحسبه البعض الآخر عنوانا لعمل إعلامي قادم، وفهمه البعض على أنه شعار لجمهورية جديدة قادمة.
ولقد طالبنا هنا مرارا بأن يقدم مسئولونا أو إعلامنا شروحا وتفاسير لهذا الشعار وما ورائه من ملامح وتغييرات تؤهل الوطن وأهله لجمهوريته الجديدة، وسواء كان ذلك الشعار سيرا وراء المدرسه الفرنسيه متعددة الجمهوريات أم شعارا مصريا تتطلبه ظروف التغيير والبناء والتحول التي تشهدها مصرنا في السنوات الأخيره، وعلي كل حال فإن التحدث عن دخولنا عصر الجمهورية الجديدة يتطلب حسب ما أرسته المدارس الدوليه متعدده الجمهوريات مايلي:
(1) هل سندخل جمهوريتنا الجديدة بالعلم المصري الحالي أم سيكون لنا علم آخر أو تعديل يلائمها في العلم الحالي؟
(٢) هل سيظل نشيدنا الوطني كماهو أم سيتم تدشين نشيد وطني عصري يلائم هذه الجمهورية الجديدة؟
(٣) هل ستظل عملتنا هى الجنيه المتخاذل باستمرار أم سيكون لها عملة جديدة بقيمة جديده في هذه الجمهورية؟
(٤) ماهو ترتيب هذه الجمهوريه بين حقب التاريخ المصري المعاصر، باعتبار كل فترة تاريخية تمثل جمهورية تاليه؟
(٥) هل سيكون لهذه الجمهورية دستورا جديدا يحدد ملامحها ويضع قواعد ومواصفات التعايش بيننا فيها؟
(٦) أليس هناك ماهيه أو مفهوم أو تعريف لهذه الجمهورية وملامحها ومكونات أهلها ومتطلبات العيش فيها؟
(٧) هل ستكون عاصمتها ومقرها هى القاهرة العتيقه أم العاصمه الإدارية الجديدة؟
(٨) هل سنطلق لها سلسلة من القوانين والتشريعات الجديدة والملائمة بدلا من غابات التشريع القديمة والمتداخلة حتى بعد تنقيتها؟
(٩) هل سيكون لها مجالس نيابية وتشريعية مغايرة في التكوين والأدوار أم سندخلها بما لدينا من مجالس حالية؟
(١٠) هل ستكون حكومتها وحقائبها بنفس العدد والتخصصات الموجودة حاليا؟
(١١) هل ستكون هياكلها التنظيمية وهيئاتها ومجالسها كماهى الآن أم سيحدث عليها تغيير او إضافات؟
(١٢) هل سيكون بها قواعد وقوانين جديدة للتعليم والحريات والتعايش والحقوق والواجبات، أم نحن على ما نحن عليه حاليا؟
(١٣) هل ستعلي هذه الجمهورية قيم الشخصية المصرية وهويتها وروافد ثقافتها وقضايا الانتماء والوطنية للجمهورية الجديدة؟
(١٤) هل ستحدد حقوق الفئات والأقاليم في قضايا التنمية والدور المنوط بها والحقوق والواجبات لكل منها؟
(١٥) هل سيكون فيها خطابا دينيا عصريا وإعلاما وطنيا مسئولا ورسالة وطنية محددة تخدم الوطن وأهله؟
(١٦) هل ستكون رسالتها للعالم مغايرة وتقدم براندا جديدا وهوية عصرية لدولة محورية رائدة؟
(١٧) هل ستكون سمات ومقومات الفرد فيها كماهى الآن أم هناك مواصفات وأدوارا لمواطني الجمهورية الجديدة؟
(١٨) وماذا عن حفظ تراث الجمهوريات السابقة ولجان صياغة التاريخ بشكل علمي منهجي مجرد؟
(١٩) هل هى جمهورية العاصمة الإدارية، أم التحول الرقمي، أم الشمول المالي، أم الحوار الوطني، أو مخرجاته؟
(٢٠) أليس واجبا على مؤسساتنا الرسمية والتعليمية والثقافية والدينية والإعلامية الآن، وبعد كل هذا اللغط والتساؤلات أن يقدموا لنا مفهوما، وماهية وتعريف لهذا المصطلح ومواصفاته وملامحه ومتطلبات الانتقال إليه والعيش والتعايش فيه؟
** أليس مطلوبا حوارا وطنيا حول هذه الماهية والملامح والمتطلبات؟، وأليس مطلوبا لقاءات وندوات وشروحا حول هذه النقاط، بل أليس مطلوبا إنتاجا إعلاميا وفيرا حول هذا الشعار وهذا المصطلح وهذه التساؤلات ومواصفات هذه الجمهورية، وحجم المتغيرات فيها ومواصفات الفرد فيها والمطلوب منه فعله، وشكل الحياة والتعايش وحجم الآمال والطموحات والتحديات والفرص أما الجمهوريه الجديده ومواطنيها؟
إن أول خطوات النجاح في أي شعار أو مصطلح أو مجتمع جديد يعتمد على دراية أهله به وإلمامهم بماهيته وإجادتهم لملامحه والمطلوب منهم، وهذا دور المسئولين والنواب والنخب والإعلام لكي نؤهل أهلنا ومجتمعنا للدخول في جمهوريتنا الجديدة بوعي وفهم ودراية وترحيب، أم سيظل تحولنا ودخولنا للجمهوريه الجديده شعارا علي الشاشات ومصطلحا علي الأفواه ولغزا يبحث عن حل وغموض يبحث عن توضيح؟.
ياسادة إنها جمهورية مصر الجديدة، وحقبة من تاريخ الوطن قادمة، وعيشة لأبناء مصر في الداخل والخارج، فليقم كل ذي دور بدوره، ولنستعد جميعا لجمهوريتنا الجديدة حتي ندخلها جاهزين لعصرها وملامحها ودورها، لكي تنجح جمهوريتنا ويسعد أهلها ويرتفع صوتها ويعلو شأنها بين الأمم، وتحيا دوما مصر في جميع مراحل تاريخها.. اللهم آمين ورمضان كريم.