فاطمة عيد.. غنت كل الألوان، واتسم صوتها بالخشوع والإيمان
كتب : أحمد السماحي
فاطمة عيد، صوت عندما تستمع إليه لابد أن تقول أن هذا صوت مصري صميم، ففي صوتها طعم الخضرة والأرض، طبيعي في شعبيته وغير متحذلق في الأداء، وقد سرق أكثر من مطرب ومطربة اللون الذي اشتهرت وتميزت به، لكن لأنهم نسخة مقلدة فقد راحوا في طي النسيان ولم يعد يذكرهم أحد الآن، وبقيت فاطمة عيد هى ملكة الأغنية الشعبية والريفية بجدارة، فقبلها لم يعرف الغناء المصري الأغنية الريفية حتى جاءت هي وقدمت الأغنية التى تعبر عن بنات القرى والنجوع، والحواري الشعبية فتسللت إلى قلوب ووجدان شريحة كبيرة جدا من الجمهور المصري والعربي بعذوبة صوتها ورنة الفرح والتفاؤل فيه
صوتها لا يجعلك وأنت تسمعه تفكر في مرارة الأيام أو الخوف من بكره، ويحسب لها أنها الصوت النسائي الوحيد الذي قدم الفلكلور المصري الريفي، فقبلها كان الفلكلور قاصرا على غناء الرجال فقط، حتى جاءت هى وانتقت مجموعة كبيرة من أغنيات الفلكلور، وقامت بتوزيعها بشكل عصري يناسب الأجيال الجديدة، فغزت بها قلوب محبيها.
جاءت فاطمة عيد إلى القاهرة من بلدها (القنايات) محافظة الشرقية وعمرها 14 عاما، واستمع إليها الشاعر مصطفى الطائر، وقدمها للمنتج (موريس إسكندر) الذي تبنى صوتها وقدم لها العديد من الألبومات الغنائية، وأثناء ذلك التحقت بمعهد الموسيقى العربية قسم أصوات، واعتمدت في الإذاعة عام 1970، وعلى مدى مشوارها تعاونت مع عمالقة الكلمة واللحن، فقد لحن لها (أحمد صدقي، محمود الشريف، كمال الطويل، محمد الموجي، سيد مكاوي، إبراهيم رأفت، حلمي أمين، إبراهيم رجب، منير الوسيمي، جمال سلامة، عمار الشريعي، طه العجيل، حسين فوزي) وغيرهم.
ومن أشهر أغنياتها (يا مفارق عشك ومهاجر، خلي بالك يا وله، حسنين ومحمدين، حشكيك للقاضي، علي لوز، سلمولي عليه، يا قلبي على قلبي، يا حلاوتك يا استفندي، يا هل الله يلي هنا، يا صبايا يا بنات، التوتو ني التوتو ني، على ورق القل دلعني، توتة توتة، الساعة كام، أبوزيد الهلالي، الحلوة يا يمه جاني وقابلني ع المحطة، يا أبوالذوق، لولا كلام الناس، حلفتك بالأمانة، جوز الحمام، يا حميده علي، مين هيه، زعق الوابور،عود الحنة، إدوا لأبوها، الحجاج، غوايش كراملة، الواد العايق) وغيرها من مئات الأغنيات.
كما شاركت بالغناء في مسلسلات تليفزيونية مثل (أبناء في العاصفة، صرخة برئ، قيس ولبنى، أبوزيد الهلالي، زهرة في حضن الجبل)، وغيرها، كما غنت في العديد من المسلسلات الإذاعية نذكر منها (غرام جليلة، شط الزمان)، ورغم غزارة ما قدمته فاطمة عيد لكن لم يتم تقييم مشوارها نقديا بشكل صحيح، من قبل المتخصصين في الغناء.
هذا الأسبوع في باب (غلاف ألبوم) وبمناسبة شهر رمضان نتوقف مع واحد من ألبوماتها الدينية المنسية وغير الموجود على شبكة الإنترنت، والتى قدمته من إنتاج شركة (صوت القاهرة) بالتعاون مع عبدالحميد إسماعيل، ويتضمن خمس أغنيات هى (ليلة ميلاد النبي، للموعودين)، كلمات الشاعر الغنائي عزت الجندي، ألحان حجاج عبدالرحمن، و(ياللي قصدت النبي) كلمات عبدالحميد إسماعيل، ألحان علاء حمزه، (يا زاير حبيب الله، وحبيب الله) كلمات أحمد هدية، ألحان رفعت على النبي.
ونجحت فاطمة عيد بقوة في تقديم هذه الأغنيات الدينية، وعبرت بصوتها المليئ بالخشوع والإيمان والتقوى عن رؤية الملحنيين والشعراء من خلال هذا اللون الديني.