عبدالسلام النابلسي: الفنان بلا ثقافة ينقصه الكثير! (3/3)
* فاتن حمامه : ولدت وعلى جبينها نجمة، وعاشت وفي عينيها طموح
* كمال الشناوي : يبالغ المبالغون عندما ينعتونه بالبخل، ولكنه والشهادة لله لا يبخل على نفسه
* إسماعيل ياسين : أذاب حياته وأعطاها للناس، ملحة وطرفة وضحكة
* محمد فوزي : أدبرت عنه أيامه وتفاقمت آلامه، وأنشب الداء فيه مخلبه ونابه فعسى ينيله الله ثوابه
* فريد شوقي : ذو مروءة لا يخلف وعداً، ولا ينكث عهداً، مبذر لا يملك ثروة تتناسب مع شهرته.
* نجاح سلام : ولو لم تكن أنوفة وعن الناس عزوفة، لسمعنا منها كل يوم لحناً ورأينا منها كل يوم فناً
* محمود المليجي: أستاذ فن، بل معهد فن متنقل، بينه وبين الشر بعد وقطيعة
* عمر الشريف : ينقض على النجاح والشهرة، كما ينقض الفهد على فريسته
كتب : أحمد السماحي
مازالنا مع النجم الكبير الراحل (عبدالسلام النابلسي) نتحدث عن الوجه الآخر له، والذي يتمثله فى عمله الصحفي الذي مارسه فى بداية مشواره الفني، واستمر معه حتى أصبح نجما شهيرا، وعاد إلى ممارسة الصحافة في نهاية حياته، وكتب في مجلة (الشبكة) اللبنانية أزجالا عديدة عن زملائه النجوم.
كان المبدع الراحل على درجة كبيرة من الثقافة ويعي أهميتها، وأطلق على زملائه الصحافيين لقب (النبلاء)، فى إحدى حلقات برنامج (نجوم على الأرض) استضافته الاعلامية (ليلى رستم) وتحاورت معه فى عدة موضوعات، منها أهمية الثقافة عند الفنان، فقال : الفضل فى تكوينى الثقافى يرجع إلى أسرتى التي تهتم بالأدب والشعر والقراءة فى كل المجالات ليس مجالا واحد، وأشار إلى أن الفنان بدون ثقافة ينقصه كثير جدا.
وأضاف : الثقافة هى من تصقل الموهبة، وتجعل الفنان يقدم الدور بشكل مقنع للجمهور، والثقافة تعنى وجود العقل، (العقل) فى الاختيارات الصح فى مساره، فى الحفاظ على الإنسانية، الموهبة والثقافة والعقل، الثلاثة إن وجدت سيكون الممثل فى حالة تطور دائم.
وصرح من الفنانين المثقفين الذين اعتادو القرءاة (يوسف وهبي، صباح، فاتن حمامة، لبنى عبد العزيز، كمال الشناوي، أحمد مظهر) وغيرهم كثيرين، ولا ننسى أيضا وجود الأخلاق عند الفنان .
وسألته (ليلى رستم) ماذا تقصد بأخلاق الفنان؟ أجابها : الجمهور يظن أن الممثلين ناس مستهترة، وغير مهتمة بالأصول والتقاليد، وهذه صورة سيئة جدا عن الفنان، وحلف قائلا : أقسم لكم أنى لا أشرب الخمور وأصلى الفرض بفرضه ليس باعتبارى أزهري، بل إن تربيتى مع أسرتى العظيمة هو من شجعنى على التمثيل، وأيضا (يوسف وهبى، وفريد الأطرش) وكثيرون لا نشرب ولا نترك فرض الصلاة.
وإليكم زجله في 11 نجم ونجمة من زملائه الفنانيين:
كمال الشناوي :
في كل صباح يرسم على فمه ابتسامة حلوة
ثم يصفف شعره تصفيفاً متقناً يتفق مع هندسة وجهه
ويتأنق ويختار من الملابس أكثرها ذوقاً
ويخرج من المنزل ليقابل الناس والأشغال
وفي المساء ينزل الستار على الابتسامة الأولى
ليرفع الستار عن ابتسامة جديدة
يظهر بها أسنانه البيضاء
ويوجهها إلى المعجبات المراهقات المغرمات
وكل ذلك من (وراء ظهر) الزوجة الصديقة الملاك
الزوجة طويلة الصبر والأناة والبال
مؤنس في جلسته، مهذب في حديثه، دمث في أخلاقه
يترفع دائماً عن اغتياب من اغتابه
بل ينسى أساءة المسيئين، وقد يحسن إليهم ويجعلهم
في امتحان صعب بين أخلاق وأخلاق
وقد اكتسب بذلك محبة الجميع
وأكثر ما يمكن أن يقوله عنه الحاسدون
أنه إذا كان لا ينفع أحدا، فإنه كذلك لا يضر أحدا
الفرص الكثيرة التى واتته
لم تؤات (الفتيان الأول) الآخرين
وقد نال ما أمكن أن يناله من توفيق
وهو يعتمد كثيرا على نفسه فى أفلامه
وعلى (النجمة) التى تقف أمامه
دون أن يهتم فى اختيار النجوم الآخرين
الذين يفترض فيهم دفع الفيلم إلى الإمام
يبالغ المبالغون عندما ينعتونه بالبخل
وما دروا أن البخل شيئ والتقتير شيئ آخر
ولكنه والشهادة لله لا يبخل على نفسه
ولا على بيته في شيئ
وإنه رغم تخرجه من (دار المعلمين)
فقد عرف بين زملائه بتفوقه
والملحوظ بالرياضيات وجمع القواعد الحسابية
من الجمع إلى الطرح إلى الجبر إلى تفتيت الذرة
من أرقى النجوم ومن أكثرهم سمعة طيبة مشرفه
وهو صديق اجتماعي من الطراز الأول
يتمتع بسمعة عطرة فواحة ، تشرف مهنته العظيمة.
…………………………………………………
إسماعيل ياسين :
كافح وجاهد وصبر،ومشى على مثل الإبر
حتى ظفر وانتصر، وتكاثرت عليه الأعباء
وأضناه الإرهاق والإعياء، واستمر في العمل
وكأنه في خلية نحل، النحل يجني عسلاً
أما هو فما الذي جناه ؟ فن ؟، مرحى يا فن !!
إنه قد فقد صحته وخارت قوته، وأصبح لا فن يجديه
ولا مجد يشفيه ولا مال عنده للعلاج والحياة يكفيه !
أذاب حياته وأعطاها للناس ملحة وطرفة وضحكة !
…………………………………………………
محمد فوزي :
هذا الفارس الفنان هوت به فرسه
وعضه الداء وافترسه، كان قد أشرق وشاع
وذاع في كل البقاع ،ألحان وما أحلى وغناء فما أغنى
وأفلام وما أنجح، ومصنع، فما أفلح
واليوم لا لحن يلهم ولا غناء يسمع
ولا فيلم يعرض، ولا مصنع يصنع
يقضي نهاره في هم ليله، ويقضي ليله في هم نهاره
لايعرف لنفسه من جسمه مستقر، أدبرت عنه أيامه وتفاقمت آلامه
وأنشب الداء فيه مخلبه ونابه، فعسى ينيله الله ثوابه !
…………………………………………………
فاتن حمامة :
ولدت وعلى جبينها نجمة، وعاشت وفي عينيها طموح
ومشت قدماً تحمل رأساً فيه عقل الدهاة
الحياة عندها فن، والفن عندها حياة !
طاقة ضخمة من الصبر والجلد
والمثابرة، نعومة وابتسامة
ولكنها تنازل الأحداث مثل “جان دارك” !
لا تستغيث إلا لتستنهض همّة نفسها
ولا تستكين إلا لتريح شجاعتها من كثرة النضال !
…………………………………………………
فريد شوقي :
عملاق جسم وعملاق فن، وعملاق أخلاق
زوج وأب و(الزير سالم)
الأصدقاء بالنسبة له كالماء والهواء
لا غنى له عن السهرة والمتعة
والضحكة والنكتة
ذو مروءة لا يخلف وعداً، ولا ينكث عهداً
مبذر لا يملك ثروة تتناسب مع شهرته
…………………………………………………
نجاح سلام :
ترعرع في صوتها الجمال واستقر النغم!
ودانت لها الألحان من “صبا” و”عجم”!
وأقولها صريحة والصراحة ليست دائماً قبيحة
فلولا الأخذ والرد والعتب والعتاب وشد الأعصاب
ولو لم تكن أنوفة وعن الناس عزوفة
لسمعنا منها كل يوم لحناً ورأينا منها كل يوم فناً
…………………………………………………
مريم فخر الدين :
حورية في هيكل عفة، برزت من الأحلام إلى عالم اليقظة
في مثل قبس من نور، يأخذون عليها إهمال الهندام
ويأخذون عليها هدوء العاصفة، دكتورة في علم الاقتصاد
ولا ينافسها في ضغط الميزانية، إلا زميلتها ماجدة
ولكنها تحب نفسها ما يكفي، كي توفر لراحتها أسبابها
…………………………………………………
عماد حمدي :
لو لم يكن فناناً لاخترته محامياً
يتكلم ثلاثة أيام دون انقطاع
يحب الكلام حبه (للمكرونة) !
ويجيد الحديث كما يجيد أنواع طهي الطعام
لا ينزلق له لسان ولا تزل أبداً له قدم
إلا عن عمد وسبق وترصد !
لا يقر الأساليب الملتوية بل إنه يجهلها
وإذا عرفها فهو يأبى أن يستعملها
الحب عنده عقيدة وعمل جدي
يفضل السعادة التي تملأ بيته
على اللهو العام حتى لو كان هذا اللهو بريئاً
يؤمن بالمبادئ الخلقية القويمة إيماناً عميقاً
ويرفض أن تزعزع الطوارئ هذا الإيمان.
…………………………………………………
أحمد مظهر :
كأنما يحمل أعباء البشر، أوكأنما هو مسؤول عن القدر!
يفني حياته بالصغيرة والكبيرة، فيما يعنيه وفيما لا يعنيه.
كأنما هو حارس الميزان أوحكيم الزمان
سيدنا سليمان! كل ذلك عن قلب كبير
وإحساس رقيق منعزل عن الناس ولكنه مع الناس!
من ينظر إليه يخاله لفتة كبرياء أو لمحة دهاء
وتظنه النساء زير نساء!
وهو لا دهاء ولا كبرياء ولا نساء
بل فيه سماة الأصيل وسيماء النبيل وهبة الذكاء
…………………………………………………
عمر الشريف :
ينقض على النجاح والشهرة، كما ينقض الفهد على فريسته
ويقتحم المجد اقتحام الفارس عرين الأسد يختلق الفرصة
ويستنبط المناسبة ليجعل منها قيل وقال
ويقولون حول اسمه ابتدأ كما يبتدئ صاحب
الحظ العظيم بطولة فيلم ، وبطولة قلب ..
كان المفروض أن يكون الشوط أمامه طويلاً وشاقاً
لكن الحب اختصره، ومهده وسهل أمره
وعندما وصل إلى آخرالشوط
كان الناس في انتظاره ليضعوا على رأسه إكليل الغار!
…………………………………………………
محمود المليجي :
أستاذ فن، بل معهد فن متنقل
أول من ابتدع شخصية (الشرير) على الشاشة
وأول من كرهه الناس وهم يحبونه
بينه وبين الشر بعد وقطيعة
وبينه وبين الخير قرب وصلة
إذا غضب من أحدهم وبلغ به الغضب مداه
فلا يلتفت إليه ولا يقرئه السلام
وهذا في رأيه خير انتقام
وإذا ضاق صدره يوماً وتراكم همه
فإنه يحتضن القرآن ويتبرك به
ويقراً منه عشراً وعشراً
ويقوم إلى الصلاة والدعاء والابتهال
…………………………………………………
شادية :
تشدو وكأن الشدو على فمها مطبوع
وعندما تسمعها تغني وكأنك تسمعها تتكلم
وإذا سمعتها تتكلم وكأنك تسمعها تغني
لو كان لها جلد على الحفلات
كما لها جلد على الأفلام
لأصبحت تملك شارعاً فيه مائة بناية !
لا تحب السفر ولا الرحلات
وهي في هذا المضمار
تشبه حكايتها حكاية السمك والماء
تحب الحياة العائلية كثيراً
وهي تكاد تكره المجتمعات
ولقاء الغرباء الذين يربكون بساطتها كثيراً
وهى من أحب النجوم إلى الصحفيين
ومن رأيها أن يقوم بين الفنان والصحفي
معاهدة (عدم اعتداء) ! وهذا ما يتمناه جميع الناس !!