كتب : أحمد السماحي
(مصائب قوم عند قوم فؤائد) هذه الجملة تنطبق هذه الأيام على شركة (المها للإنتاج الفني)، حيث استغلت الشركة الكويتية تأجيل مسلسل (معاوية) تأليف الكاتب الصحفي الكبير خالد صلاح، وإخراج المبدع طارق العريان، وأعلنت عبر قناتها على موقع الفييوهات الشهير (اليوتيوب) عن عرض مسلسلها (معاوية والحسين) وبدأت تروج للعمل بحملة مكثفة، حيث طرحت الشركة المنتجة مع بداية شهر رمضان أول حلقات المسلسل، مما جعل كثير من الجمهور العادي يُخدع ويشاهد المسلسل على أنه مسلسل (معاوية) الذي تم تأجيله، خاصة أن الشركة المنتجة ساهمت في تضليل الرأي العام العربي، بجملة (معاوية والحسين) يعرض فقط على (اليوتيوب)!.
ولم تكتف بهذا فخصصت صفحاتها على مواقع التواصل الإجتماعي بنشر مقاطع من المسلسل وكأنه مسلسل (معاوية) الجديد، مما جعل كثير من القراء يتصلوا بـ (شهريار النجوم) وهم في حالة غضب واستياء لأننا كتبنا أن المسلسل سيتم تأجيله، وصرحوا لنا أن المسلسل يعرض حاليا على (اليوتيوب)!.
هذا الأمر أصابنا بدهشة بالغة وسارعنا بالفعل ودخلنا على (اليوتيوب) وصفحة الشركة على (الفيس بوك) ووجدنا أنها تعلن عن مشاهد مثل بيعة معاوية، وغيرها من المشاهد، منذ ساعات، كما طرحت الحلقات الست الأولى حتى الآن، وشاهدت جزء من الحلقة الأولى، واتصلت بصديقي النجم السوري الكبير فارس الدراما العربية (رشيد عساف) الذي يقوم في المسلسل بدور معاوية بن أبي سفيان، فأكد لـ (شهريار النجوم) أن المسلسل ليس إنتاجا حديثا، ولكنه إنتاج عام 2011، وبعد انتهاء محادثتي مع نجمنا الكبير رجعت لمشاهدة الحلقات المعروضة، لأكتشف بالفعل إنها إنتاج عام 2011، وإنني شاهدت المسلسل وقتها، وقمت بإجراء حوار صحفي لـ (الأهرام) مع صديقي النجم الأردني (محمد المجالي) تناقلته كثير من الصحف المصرية والعربية.
ووقتها لم يكن المسلسل يحمل العنوان الذي تم الترويج به حاليا، ولكن كان عنوانه (الحسن والحسين ومعاوية)، لكن الشركة المنتجة حتى تضلل الجمهور الآن قامت بتغيير اسمه إلى (معاوية والحسين)، ولم تكتف الشركة المنتجة بهذه الخدعة بل قامت أيضا بخدعة آخرى، فمع بداية كل حلقة قامت بحذف (التتر)، وأكتفت بكتابة (شركة المها) تقدم، وفي اللوحة التالية نجد رقم الحلقة فقط.
والسؤال الذي نريد طرحه لماذا تقوم شركة كبيرة ومحترمة ورائدة في تقديم الأعمال التاريخية الكبيرة والمهمة مثل (فتح الأندلس، الأمام أحمد بن حنبل، عنترة بن شداد) وغيرها من الأعمال المهمة بتشويه تاريخها بهذه الكذبة التى يمكن أن تزود عدد المشاهدات على المسلسل لكنها تفقدها المصداقية عند الجمهور العربي؟! سؤال نتمنى أن تجاوبنا عليه شركة (المها) الآن!!!.
جدير بالذكر أن مسلسل (الحسن والحسين ومعاوية) عرض عام 2011 على بعض القنوات المصرية مثل (الحياة، والتحرير، والنهار) رغم الخلاف الشديد على عرضه لتجسيده لشخصيات الصحابة وإظهارهم في الأحداث وهو ما رفضته معظم المؤسسات الدينية العربية، ورفض التليفزيوني المصري الرسمي بالفعل عرضه قبل يوم واحد من حلول شهر رمضان، ووضعت الشركة المنتجة للمسلسل في نهاية المقدمة الموسيقية له تنويها واضحا يبرز أسماء الجهات التي حصلت على موافقتها لتصوير وعرض المسلسل.
وكان على رأس الموافقين على عرض المسلسل، الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ودار الإفتاء السورية وشخصيات دينية في السعودية والكويت وغيرها من الدول العربية، وشهد المسلسل منذ الإعلان عنه في 2011 معارضة واسعة، حيث أصدر الأزهرالشريف في مصر بيانا يحذر فيه القنوات المصرية من عرضه لأن الأزهر يرفض تجسيد الصحابة في الأعمال الدرامية، كما أعلن (أسامة هيكل) وزير الإعلام المصري وقتها رفضه التام لعرض المسلسل بعدما منع الأزهر مشاهدته، ووجه رسالة تحذير لجميع القنوات المصرية التي أصرت على عرضه بالتوقف عن ذلك.
ويلقي مسلسل (الحسن والحسين ومعاوية)، للمخرج السوري عبد الباري أبو الخير، وتأليف محمد السيادي ومحمد الحسيان، الضوء على مرحلة مهمة في التاريخ الإسلامي هى مرحلة (الفتنة الكبرى) عبر تصوير حياة (الحسن والحسين) حفيدي (النبي محمد عليه الصلاة والسلام) ودورهما في الدفاع عن الخليفة (عثمان بن عفان) ومساندة والدهما علي بن أبي طالب، والمسلسل كان إنتاجا مشتركا بين عدد من الدول هى (سوريا والمغرب ولبنان والأردن) ويجسد فيه خالد الغويري دور (الحسن) ومحمد المجالي دور (الحسين)، بينما لعب رشيد عساف دور (معاوية بن أبي سفيان) وظهرت في الأحداث شخصيات تجسد الصحابة من بينهم عبد الله بن الزبير، ويزيد بن معاوية، وزينب بنت علي بن أبى طالب، وأبي هريرة، وغيرهم من الصحابة.