كتب : أحمد السماحي
المتابع للمارثون الدرامي في شهر رمضان الجاري يجد ظاهرة جديدة لم تحدث من قبل إلا قليلا وعلى فترات متباعدة، لكنها هذا العام وضحت بقوة وبشكل مكثف، ألا وهى أن تجور على حقوق صانعي الموسيقى التصويرية في إعداد تتر المسلسل وإسناد ذلك للمشاهير من الشعراء والملحنين والموزعين، ولا أحد يدري هل هذه الظاهرة مقصودة هذا العام وسيكون هذا اتجاها عاما بعد ذلك؟! أم أنها وليدة المصادفة؟! خاصة وأن معظم مؤلفي الموسيقى التصويرية الموجودين في دراما رمضان هذا العام أسماء كبيرة لها تجارب ناجحة جدا في الـ (التترات) المغناة، منهم على سبيل المثال الموسيقار الكبير محمود طلعت الذي حفر اسمه من نور من خلال هذا اللون الغنائي، وكان إضافة قوية جدا وتكملة لجيل العمالقة الذين ساهموا في وضع الموسيقي التصويرية فضلا عن تترات البداية والنهاية في مسلسلات الشهر الكريم منهم (عمار الشريعي، ميشيل المصري، ياسر عبدالرحمن، عمر خيرت، خالد حماد).
ضرب نار
هذا العام استعان صناع مسلسل (ضرب نار) بفريق عمل مكون من الشاعر أمير طعيمه، والملحن والموزع خالد عز، لوضع (تتر) المسلسل الذي قام بغنائه محمد الحلو، وحنان ماضي، ووضع محمود طلعت الموسيقى التصويرية فقط، رغم أن (طلعت) صاحب أهم رصيد في (تترات) المسلسلات.
سره الباتع
نفس الأمر ينطبق على الموسيقار راجح دواد الذي نذكر له العديد من التترات المغناة أشهرها (يا روايح الزمن الجميل هفهفهي) تتر مسلسل (هوانم جاردن سيتي) والذي قامت بغنائه بشكل متميز هدى عمار، ومازال حاضرا في الوجدان، هذا العام قامت الشركة المنتجة لمسلسل (سره الباتع) بالاستعانة بهذا المبدع في وضع الموسيقى التصويرية، وقام الملحن المتميز وليد سعد بتلحين (تتر) المسلسل الذي كتبه الشاعر مصطفى إبراهيم، وغناء محمد منير.
عملة نادرة وجميلة
استعانت شركة (العدل جروب) بالملحن والموزع محمد رحيم لوضع (تتر) مسلسل (عملة نادرة) كلمات الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي، ووضع الموسيقى التصويرية الموزع الشهير عادل حقي، ونفس الشيئ فعلته نفس الشركة مع المسلسل الثاني الذي تقوم بإنتاجه وهو (جميلة) حيث كتب ولحن عزيز الشافعي (تتر) المسلسل الذي وزعه أحمد عادل، وقام بغنائه إبراهيم الحكمي، ووضع الموسيقى التصويرية الفنان هاني عادل.
حضرة العمدة
قامت شركة (مجموعة فنون مصر) بالاستعانة بالملحن والمطرب المبدع شادي مؤنس لوضع الموسيقى التصويرية لمسلسل (حضرة العمدة)، واستعانت بالملحن وليد سعد، والشاعر أيمن بهجت قمر، والموزع أحمد إبراهيم، لوضع (تتر) المسلسل الذي قام بغنائه مطربنا الكبير مدحت صالح، مع العلم أن (شادي مؤنس) هو الذي أعاد التوهج إلى (التترات) المغناة في الشارع المصري العام الماضي، بعد سنوات من الخفوت، من خلال مسلسل (جزيرة غمام) الذي قام بغنائه مطربنا الكبير علي الحجار بشكل رائع، فضلا عن رباعيات داخل المسلسل حققت نجاحا كبيرا، مما يجعلنا نضع علامات إستفهام كبيرة!.
جعفر العمدة
أما شركة (ميديا هب لكلا من محمد السعدي، وإيهاب جوهر) فقامت بالاستعانة بأكثر من ملحن لتتر البداية والنهاية لمسلسل (جعفر المصري) فضلا عن مؤلف للموسيقى التصويرية، فقام المطرب والملحن أحمد سعد بتلحين وغناء (تتر) البداية (وحشني نفسي) كلمات أحمد أبراهيم، وقام الملحن والموزع خالد نبيل بتلحين وتوزيع تتر النهاية (شيال الجبال) كلمات سارة سعيد، غناء أحمد سعد، ووضع مبدعنا الكبير خالد حماد الموسيقى التصويرية.
مذكرات زوج
يبدو أن كل شركات الإنتاج اتفقت على أن تستعين بأكثر من ملحن في المسلسل دون أن تعلن ذلك، حيث قامت شركة (أروما للمنتج تامر مرتضى) بالاستعانة بالمؤلف الموسيقى أشرف الزفتاوي لوضع الموسيقى التصويرية لمسلسل (مذكرات زوج)، وجعلت الملحن عزيز الشافعي، والشاعر تامر حسين، والموزع نادر حمدي، يقومون بوضع (تتر) المسلسل الذي قام بغنائه حميد الشاعري.
كلمة أخيرة
ما جعلنا نثير هذا الموضوع أن المشكلة في ظاهرة استعانة شركات الإنتاج بملحن لـ (التتر)، وآخر للموسيقى التصورية، أن الأخير يقع عليه ظلما كبيرا، حيث ينسب الجمهور بشكل تلقائي الموسيقى التصويرية لملحن التتر، نظرا للتراث القديم الذي نملكه ونعرفه أن 99% من تترات المسلسل والموسيقى التصويرية للعمل في الماضي وحتى سنوات قليلة ماضية كان يقوم بها شخص واحد، خاصة وأن (التتر) يتم ترويج العمل به، على مواقع الأنترنت، والتواصل الإجتماعي.
لكن في ظني أن النجاح الضخم لـ (تتر) مسلسل (جزيرة غمام) العام الماضي في الشارع المصري، والذي جعل الناس تستعيد أيام عمالقة التترات، جعل شركات الإنتاج تلهث هذا العام وراء الملحنيين الناجحين لضمان نجاح مسلسلاتهم.