جمال الطبيعة في أسوان والأقصر بمسلسل (كامل العدد)
كتب: محمد حبوشة
لاشك أن للطبيعة في أسوان والأقصر سحرها بريقها الآخاذ الذي يخطف القلوب قبل العقول والأبصار، فكما حدث من قبل في مسلسلي (جراند أوتيل، وختم النمر) اللذين سبقا هذا المسلسل، فقد استمتع جمهور مشاهدي الحلقة الأولى من مسلسل (كامل العدد) على منصة (شاهد)، وعلى الرغم من القصة بدأت بإعجاب بين دينا الشربيني والدكتور أحمد مختار (شريف سلامة)، بعدما دار خلاف بينهما حول أيهما أفضل استخدام عمليات التجميل أم الزيوت والأعشاب الطبيعية في العناية بالبشرة و تجميلها، إلا أن هذا الصراع الدرامي لم ينفي استمتاعنا الخاص بجمال الطبيعة الأسوانية، وهو لفت نظر مشاهدي الحلقة الأولى من مسلسل كامل العدد.
فإذا نظرنا إلى الطبيعة الأسوانية، بحسب وقائع الحلقة الأولى من مسلسل (كامل العدد) وجدنا النيل يتمايل فى هدوء بين جنبات الوادى السهل المنبسط، ووجدنا سجادة من الخضرة الجميلة والمريحة منبسطة على ضفتيه تدعو للراحة والاسترخاء، وخرير المياه فى القنوات والترع، وأنين السواقى وهى تروى عطش الأرض، ووفرة الغذاء الناتج عن الأرض الخصبة المعطاءة، والسماء الصافية معظم فصول السنة، والشمس المشرقة على مدار العام، والمناخ المعتدل صيفا وشتاءا والذى يخلو من التقلبات الحادة والعنيفة والمهددة.
تلك المناظر التي شاهدنا في هذه الحلقة يعكس الطبيعة التقليدية التى عاش فيها المصرى على ضفتى النيل وتركت بصماتها على شخصيته فى صورة ميل إلى الوداعة والطمأنينة والهدوء وطول البال والدعابة والمرح والتفاؤل والوسطية وحب الحياة، هذه السمات لاندركها بوضوح إلا إذا قارناها بسمات من يعيشون فى بيئات مهددة مليئة بالعواصف والنوات على سواحل البحار والمحيطات الهائجة، أو من يعيشون فى بيئة صحراوية أو جبلية شديدة القسوة والفقر والجفاف، أو من يعيشون فى غابات مليئة بالحيوانات المفترسة يتوقعون الخطر فى كل لحظة، أو من يعيشون فى القطبين تحت العواصف الثلجية ويلبسون ثيابا ثقيلة تحد من حركتهم وتلقائيتهم وتخنقهم تحت ثقلها.
لذا كانت المتعة فائقة الجودة بين المعابد والمراكب النيلية والمنطاد وهو يحلق عاليا تحي سقف سماء صافية، وهو ما يفسر قول يقول (جوستاف لوبون) فى كتابه (الحضارة المصرية القديمة): (إذا كان المصرى قد شعر بالسأم من سهوله الوضاءة المشرقة، فإنه قد جهل الآلام المفزعة والتى تنشأ على شواطئ البحار الموحشة، وفى خلال الشفق الأحمر تحت السماء المتقلبة الغادرة )، ولهذا لا تزال أرض النيل في (أسوان) تشغل عقول وقلوب ملايين الناس في العالم بما تحتويه من كنوز أثرية وتاريخية وطبيعية جعلها واحدة من أبرز نقاط الجذب السياحي في العالم، فالحضارات التي تعاقبت على أرض مصر منذ فجر التاريخ جعلت منتوجها السياحي متفردا ومتعدد الوجوه في هذه المنطقة من أرض مصر.
ومع تعدد المشاهد الجميلة في الحلقة الأولى من مسلسل (كامل العدد)لا يمكن لكلمة أو لكاميرا أن تصف جمال المشهد سوى أن تشاهد العين كيف يلف النيل المكان مثل حنان أم لرضيعها وكيف تتهادى قوارب الفلوكة الشراعية على مياهه تحاكي طيور المساء عند مغيب الشمس وهى تتجول بآلاف الزوار من شرق العالم وغربه لترسم جنة مصر الشتوية، أسوان البهية بنيلها غنية أيضا بتاريخها وآثارها فعلى ضفتي النيل تنتشر الآثار الفرعوينة والرومانية والفاطمية من المعابد والمقابر التي تستهوي السياح الأجانب الى حد الهوس، فعلى ضفتها الغربية حيث (جبل الهوى) تقع مقابر النبلاء الفرعوينة المحفورة في صخور الجبل.
وفي ضفتها الشرقية تنتشر المعابد الفرعونية مثل معبد (فيلة) الذي أغرقته مياه النيل فتم تفكيكه وأعيد تجميعه في موقع جديد فوق جزيرة (إجيليكا) على بعد حوالي 500 متر من مكانه الأصلي بجزيرة فيلة، مثلما حصل لمعبد (أبو سمبل) الذي شيده اشهر فراعنة مصر رمسيس الثاني في الصخر لزوجته نفرتيتي والواقع جنوب اسوان حيث تم نقله الى مكان شبيه بمكانه الأصلي لانقاذه من الغرق بمياه بحيرة السد العالي في ستينيات القرن الماضي.
ظهرت النجمة دينا الشربيني بشكل مبهج ومميز وبأكثر من 7 إطلالات مختلفة وجذابة، وقامت بغناء (كايروكي) على أغنية ا(لدنيا ريشة في هوا) للمطرب سعد عبد الوهاب، لكن تبقى الحسنة الوحيدة في هذا المسلسل – الذي ربما تتعقد أحداثه رغم جنوحه نحو (اللايت كوميدي) – أنه عرض المناظر الطبيعية الخلابة والأثرية بمحافظتي الأقصر وأسوان، واستعرض الأماكن الترفيهية بهما مثل ركوب (الكياك والمناطيد) والرحلات النيلية ومعبد فيلة.
وجدير بالذكر أن مسلسل (كامل العدد) للنجمة دينا الشربيني من 15 حلقة، وهو بطولة (شريف سلامة، آية سماحة، أحمد كمال، أحمد جمال سعيد، جيهان الشماشرجي عمرو جمال، والفنانة القديرة إسعاد يونس)، والمسلسل من تأليف يسر طاهر، رنا أبو الريش ومن إخراج خالد الحلفاوي.