عبدالحكيم قطيفان: لم يكتب عمل في تاريخ الدراما العربية مثل (ابتسم أيها الجنرال)
كتب : أحمد السماحي
ينتمي النجم السوري الكبير (عبدالحكيم قطيفان) إلى جيل الأحلام الرائعة، والانكسارات الفادحة، الفن في حياته موقف من الحياة يرفض الزيف والترخص، ويكره الافتعال و(الشوشرة)، رغم كل ما مر به من أحداث وصعوبات إنسانية نتيجة لمواقفه السياسية إلا أنها لم تخنق إبداعه، بالعكس أكسبته توهجا خاصا، وانعكس هذا على تمثيله فأجاد معايشة شخصياته، ورسم أبعاد كل شخصية وجسد باقتدار كل تقلبات الشخصيات التى جسدها في بساطة آثرة.
وكان أسلوبه المتميز في الأداء المفعم بالصدق الموجع والسخرية اللاذعة يخفي تحت سطحه الطبيعي المنساب تكنيكا مركبا لفنان قدير، ووعيا ثقافيا، وذكاء إنسانيا مرهفين، أجمل ما في (قطيفان) أنك عندما تشاهده في عمل تجد أنه بجانب موهبته العريضة، وحضوره الحميم الدافىء، ينزع عن العيون والعقول غشاء العادة والاعتياد، نظرا لقلة أعماله التى يختارها بعناية فائقة، لهذا تجد العين تتابعه بحب، وتفتقده بلهفة عندما يغيب قليلا.
هذه الأيام ينتظر على أحر من الجمر قدوم شهر رمضان الكريم لمتابعة ردود فعل الجمهور والمتخصصين والنقاد والصحافيين في أدائه لشخصية (حيدر بك) لواء المخابرات في الدولة السورية الذي يخشى الكل من بطشه في مسلسل (ابتسم أيها الجنرال) إنتاج شركة (ميتافورا) للإنتاج الفني، تأليف سامر رضوان، إخراج عروة محمد، بطولة النجوم (مكسيم خليل، مازن الناطور، ريم علي، غطفان غنوم، سوسن رشيد، عزة البحرة، مرح جبر) وغيرهم من النجوم.
عبدالحكيم قطيفان بحكم الصداقة بيننا وعد (شهريار النجوم) منذ شهور ومع بداية تصوير مسلسل (ابتسم أيها الجنرال) بأننا سنكون أول موقع يخصه بالحديث عن دوره في هذا العمل الذي ينتظره الكل بشغف وترقب لذيذ، وأوفى وعده وقال: رغم أنني لا أحب الحديث كثيرا عن أدواري، ودائما ما أترك الحكم للجمهور، هو الذي يرى ويقيم ويحكم، لكن ما أريد أقوله باختصار شديد أن مسلسل (ابتسم أيها الجنرال) عمل درامي مهم جدا جدا للغاية، ولم يكتب مثله في تاريخ الدراما العربية سواء في السينما أو التليفزيون، ومن خلاله يتم تشريح بنية الاستبداد والطغيان.
كما تتعرض الأحداث إلى آليات وصول العائلات إلى سدة الحكم في عالمنا العربي، أوفي أمريكا اللاتينية، أوفي أفريقيا، وفضح هؤلاء الحكام والكشف عن جرائمهم وتخلفهم وانحطاطهم، وعدم شرعية، وعدم أخلاقية وجودهم في الحكم، فهم لم يأتوا عن طريق انتخابات ديمقراطية بقدر ما استولوا على الحكم استيلاءا.
وعن الذي جذبه لهذا العمل تحديدا من بين كل الأعمال التى تعرض عليه قال: العمل مغري جدا للممثل، ومغري جدا للمخرج، وأعتقد أنه سيكون مغري حتى للمشاهد، وأعتقد أنه سيوضع تحت الضوء هذا العام ولسنوات طويلة سيكون مثار نقاش، ومحطة مهمة جدا للكتاب والإنتاج الدرامي في القادم من الأيام، محطة في إنتاج أعمال أكثر ديمقراطية، وأكثر عدالة، وأكثر اصطفاف مع الناس.
وما جذبني للمسلسل طبيعة (الحدوتة)، وطبيعة الصراع، وطبيعة الشخصية التى كتبت بجرأة عالية، حيث استطاع المؤلف المبدع (سامر رضوان) تشريح بنية العائلات الحاكمة والمتسلطة التى جاءت بالقهر والاستبداد، بشكل رائع وصادق جدا وواقعي للغاية.
وصرح (نسيب) في مسلسل (ما ملكت أيمانكم): أنه يجسد شخصية لواء مخابرات يدعى (حيدر) واسع النفوذ والسيطرة، البلد لا ينام ولا يستيقظ إلا على يديه، كذلك القصر الجمهوري، وهو شخصية مركبة ومغرية جدا لأي ممثل، وأتمنى أن أكون قد استطعت توصيلها بالمستوى الذي كتبها به الكاتب المبدع (سامر رضوان).
وأضاف المبدع عبدالحكيم قطيفان: أنه يفضل إلا يستفيض في الحديث عن الدور، ويتركه للجمهور ليشاهده ويحكم بنفسه.
جدير بالذكر أن مسلسل (ابتسم أيها الجنرال) تم تصويره بالكامل في تركيا، وأحيط بسرية تامة نظرا لحساسية موضوعه الذي يتحدث عن فكرة الصراع على السلطة والثورة، والديكتاتورية والفساد، ومن المتوقع أن يكون واحدا من أكثر الأعمال العربية متابعة في شهر رمضان القادم، لأنه يعري بنية الديكتاتوريات العربية، دون أن يسمي ديكتاتورية بعينها، وينطبق بذلك على كل السلطات المستبدة التي حكمت المنطقة العربية، ومنها سورية كأحد النماذج، والمسلسل لا يسمي جغرافيا معينة ولا تنطبق قصته على بلد دون آخر، وإنما يستلهم روح المرحلة، ليركز على نقد حكم الأسرة وفسادها، لاسيما تلك العائلات الحاكمة التي دمرت بلدانها.
………………………………………..