كتب : أحمد السماحي
الشاعر الموهوب هاني عبدالكريم واحد من قلة من الشعراء ننتظر جديدهم الغنائي بشغف لأنه يضيف دائما إلى حياتنا حياة جديدة بشعره المتميز، فيدفع الحياة وينميها ويجددها، وهو يتجدد دائما بتجدد روحه الشاعرة التى لا تعرف الذبول، والأغنية عنده لها شخصية، وهى أثر فني كامل من حيث إشباع المعنى واستكمال الصورة، وتحديد الخطوط، وانسجام الألوان، تكاد تشبة اللوحة المليئة بالتفاصيل الصغيرة، لهذا تجدها مليئة بالنبض والإحساس والصدق والحرارة.
ورغم أنه لم يعش كل التجارب الغنائية التى كتبها لكن تشعر أن الأغنية التى كتبها قطعة من قلبه، وفصل من تاريخه، وذكرى من ماضيه، وحلم لحاضره، وأمل آتي من أيامه، لهذا سعدنا جميعا عندما تم تكريمه منذ أيام في الدورة الـ 21 من مهرجان الأغنية التونسية الذى انتهى منذ يومين، والذي أقيم في الفترة من 7 إلى 12 مارس الجاري.
الشاعر هاني عبدالكريم أعرب لـ (شهريار النجوم) عن سعادته البالغة بهذا التكريم الذي أتي من أحد أهم المهرجانات العربية وهو مهرجان الأغنية التونسية العريق، مؤكدا أن الكلام لايكفي للتعبير عن هذه السعادة، وما مثله التكريم له، والذي يأتي عن مجمل أعماله وليس عن عمل معين أو أغنية معينة، وما يضاعف من سعادته الحفاوة الشديدة التى اسُتقبل بها في كل مكان على أرض تونس، والتى لم تقتصر فقط على أروقة المهرجان.
ولكنه لمسها وشعر بها من قبل السفير المصري في تونس، الذي أعتبر كل نجوم مصر الذين حضروا المهرجان سفراء لمصر، ووجد هذه الحفاوة أيضا في حديث الناس الذين كانوا يرددون له أغنياته التى قدمها لعدد كبير من المطربيين مثل (شيرين عبدالوهاب، وحسين الجسمي، وصابر الرباعي، ووائل جسار، وهاني شاكر، ونانسي عجرم) وغيرهم من المطربيين مما أدخل البهجة في قلبه.
ووجه (هاني عبدالكريم): الشكر والتقدير إلى وزيرة الثقافة التونسية الدكتورة (حياة قطاط القرمازي) هى وكل المسئولين عن المهرجان الذي تميز بالشياكة والرقي، والذي أعطاه طاقة إيجابية، وثقة في النفس، وفي اختياراته التى تنبع عن قناعة ذاتية أنه لا يصح إلا الصحيح، وأنه يجب إلا يندم على رفضه لـ (حاجات) كان يمكن أن يحقق من ورائها الكثير من الكسب المادي، أو الشهرة الزائفة لكنها لم تكن سترسخ في الوجدان، كما رسخت أغنياته.
وصرح صاحب المفردات المختلفة: أنه طول عمره يعمل ولا ينتظر مقابل أو تكريمات أو جوائز، ولكنه يعمل لأنه يحب عمله، ويحب أن يخلص فيه ويقدمه بكل صدق، لهذا سعد بتكريمه مؤخرا في مهرجان الموسيقى العربية في دورته الـ 31 من الدكتورة نيفين الكيلاني.
جدير بالذكر أن مهرجان الأغنية التونسية قدم عروضه تحت شعار (الدنيا غناية) على مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة بالعاصمة التونسية، وخصصت ليلة الافنتاح تحت عنوان (ذكرى.. رحلة حب)، وذلك بمناسبة مرور 20 عاماً على وفاتها، وسط حضور عدد كبير من الفنانين التونسيين والعرب، أبرزهم (صابر الرباعي، وهاني شاكر، ومحمد الحلو، ومصطفى كامل، وصلاح الشرنوبي، ونيكولا سعادة، والشاب جيلاني)، وردد المشاركون في الحفل بعض أغنيات (ذكرى) مثل (يوم ليك ويوم عليك، والله غالب، وكل إلي لاموني لاموك، وزي زمان، وإلى حضن أمي) وغيرها من أغاني الراحلة ذكرى.
وكرم المهرجان في حفل الافتتاح الموسيقار التونسي عبد الرحمن العيادي الذي قدم أجمل الألحان للفنانة ذكرى، والموسيقار صلاح الشرنوبي، والموزع محمد مصطفى، والإعلامية المصرية منى الشاذلي.