بقلم: محمد حبوشة
لاشك أن الموسيقى هى ذلك البحر الهائج الذي يسيطر على مشاعرنا وينقلنا إلى عالم آخر نعيش لحظات الفرح والحزن مع ذلك الصوت الشجي الذي يؤثرنا ويدخل أعماقنا فتمتزج عواطفنا بأحلام بعيدة ذكريات مسافرة، هكذا سمعنا من صوت يطرب الآذان ويدغدغ أوصال الحب فينا بإحساسه المرهف وصوته المترنم الذي نعشقه ونطيل معه السهر، إنه الصوت الأصيل صوت جوهرة الطرب الخليجي السعودية (ابتسام لطفي)، وإذا كان القلم هو سفير العقل ورسول الفكر وترجمان الذهن، فمن الأجدى لنا أن نعمل على تسخير هذه الأدوات الإنسانية الراقية فى الجوانب الإبداعية بمختلف مناشط الحياة الاجتماعية والثقافية،خاصة عندما يجتمع الفن الراقى الممزوج بالقيم المثالية للنجاح.
ابتسام لطفي، مطربة بمواصفات خاصة، يحمل صوتها ملامح ما تجعلك تقرأة فى تضاريس ومناخات الحجاز ونجد، تجاوزت المحلية والإقليمية بملكاتها الفنية وتقديمهل لنماذج فنية ذات أبعاد شاسعة ، أصبح معاها الصوت الشجي الذى يجتمع حوله الجميع من الخليج إلى المحيط ، ليمنحه بعدا تاريخيا مطلقا حيث يحسب لها على – قلة إنتاجها الغنائي – بدون تحيزات أنه صاحبة فلسفة فنية وإنسانية متميزة للغاية، ومن خلال هذا المطربة المبدعة استطاعت الأغنيه الخليجية أن تصنع خصوصية تؤكد لها المتنفس الصحى والنقى والمثالي بعيدا عن أجواء الأدخنة والضباب الملوث للذوق العام.
أحدثت نقله نوعية للأغنية الخليجية
ومما لا شك فيه أن الفنانة (ابتسام لطفي) أحدثت نقله نوعية جديدة للأغنية الخليجية من خلال مسيرتها الطويلة رغم الانقطاع الطويل والعودة ثم الانزواء، لما لصوتها وموسيقاها من حضور كبير، لعذوبة نغماتها فى مختلف كوبليهاتها المتنوعة سواء الطربية أو الإيقاعية، وحسن استغلاله لإمكاناتها الصوتية المرهفة، وخاصة فى إيقاعات الحجاز ونجد التي طورت منها الكثير، حيث يأخذ من معين الشعر التراثئ والفلكولوري، أيضا ألوانا أخرى تقدمها بنفس اللحن والأداء عند أرباب الطرب الرصين ثم تفرضها على الطرب السائد، وما ذلك إلا لحسها الفني وجراءتها، فجاء عمله أبدع مما كان متوقعا.
أبدت قدرا كبيرا من الاهتمام منذ صغرها وهى الكفيفة، ففي أوقات كثيرة من حياتها كان غناؤها يبدو مكتملا ولا يمكن زيادته، استطاعت أن تغني وتعايش هم الناس البسطاء من خلال كلماتها التي تختارها بعناية خاصة، وعلى قلة إبداعها ستظل في ذاكرة التاريخ حيث استطاعت من خلال (73) فقط أن تؤسس لحب (الفقراء)، لأنها تعي أن الفن رسالة يجب أن تخدم الصالح العام فهى تعاملت مع الكبار على مستوى العالم العربي، وغنت للناس البسطاء بدون تعالي كانت تدندن لكل من تحبه، وتبحث عن الاستماع لروح الدان وغيره من إيقاعات حجازية وخلفت أرثا صنعت منه تاريخا تليد من النغم والدان، والحب، والطرب الأصيل الذى يمثل لنا شاهد مرحلة على تاريخنا الفكري، والفني.
جمعت بين الهم،والواقع، والشجن
كل الاغنيات التى صدحت بها (جوهرة الطرب الخليجي) جمعت بين الهم،والواقع، والشجن، والمعاناة ، والمحاكاة، ولم تكن قاسية في يوم من الأيام في اختياراتها التى تقف حدا فاصلا بين الطرب والوهن!، كان لابتسام لطفي دائما طريقان وخطان واضحان إما أن تكون إنسانة وفنانة أو فنانة وثرية، ولكنها اختارالأولى لإدراكها مدى قذارة الدنيا وأن لا شيئ دائم وحتى فنها لم يكن لشهرة بل ليسعد به الناس، وبعد كل ما قدمته لنا هذه الفنانة الأصيلة الإنسانة ماذا قدمت لها المملكة العربية السعودية بالمقابل لاشيء سوى تنكر كل من حولها لها؟، وأول من كان يتنكر لها مسؤلينا الكرام، كم تغنت وتغنى عن ضياع حقوقها الشخصية، وما أكثرها والتي هدرت أمام عينها وتهدر إلى اليوم لم تلقى منا ولا من حكومتها التكريم الذي يليق بها في حياته.
ابتسام لطفي التي لقبت بـ (كوكب الخليج، وشادية العرب، وأم كلثوم الصغيرة) هى ذلك الصوت الشجي المبحوح قليلا أو الصوت الحنون الهامس، وهو أكثر الأصوات جاذبية عند الرجال والنساء على حد سواء، تجذبنا بعض الأصوات دون غيرها لأنها تترك في مخيلتنا انطباعا معينا عن شكل صاحب الصوت، يعود السبب في هذا الأمر إلى وجود الاستعداد الوراثي وتركيب الحنجرة وما تحوي عليه من طيات صوتية (الأحبال الصوتية) ونوع الصوت الخارج منها والذي يتحكم فيه عدة عوامل؛ منها الهواء الخارج من الرئة والذي يتحكم بحجم الصوت فكلما كان الهواء أثناء عملة الشهيق والزفير أكبر كلما كان الصوت أعلى وأكبر، كما أن سرعة الاهتزاز في الأحبال الصوتية تتحكم بدرجة الصوت فينتج عن الاهتزاز البطيء صوت نغمة منخفضة والاهتزاز السريع نغمة أعلى، والأحبال الصوتية لدى كل شخص تعمل كعمل الأوتار الصوتية في أي آلية موسيقية وترية، حيث تتأثر سرعة الاهتزاز بالخصائص الفيزيائية والتي منها الخصائص الوراثية.
غنت في العام الخامس من عمرها
ولدت ابتسام لطفي في مدينة الطائف، وسماها أهلها (خيرية)، وكانت أمها تسميها (بسمة)، تميزت في سن مبكر بصوتها الجميل في ترتيل وتجويد الآيات القرآنية، وحملت في طفولتها من ارتكاز وعمق لنضوج صوتي بعد اهتمامات متنوعة لتفتن بها أذن المتذوقين العرب، وتعلمت في الكتاتيب، أصيبت في طفولتها بمرض مزمن أدى إلى فقدانها البصر، وهكذا تعرفت على العمى منذ الصغر، ولكن – حسب وصف ابتسام – فقد عوضتها والدتها عن شعورها وكانت لها كل شيء حيث تقول: (هي التي ساعدتني على تخطي كل الصعاب وشجعتني ولم تعاملني كفنانة فقط، بل كطفلة أيضا، كذلك هى التي اكتشفت موهبتي).
في العام الخامس من عمر (ابتسام لطفي) كان عام الألم والأمل معا، فالطفلة التي لم تشبع بعد من اللعب أصابها عمى مزمن، جعلها تعتمد على أمها أكثر، حتى إنها لم تكن تنام وحيدة إلا على أغنية تؤنسها في ظلامها المقيم، لكن رب ضارة نافعة، تمكنت الأنغام من أذني ابتسام، وحفظت أغنيات عدة لأم كلثوم وشادية، إلى أن أدت أغنية أم كلثوم (على بلد المحبوب) أمام أمها التي فوجئت بانفجار موهبة الابنة، فقررت دعمها.
لما كبرت الفتاة قليلا، أخذتها أمها لتغني في المجالس النسائية والأفراح، فكانت تطرب الآذان بالأغنيات المصرية، مع الأغنيات الفلكلورية الحجازية، ولأن الوسط الغنائي السعودي وقتها لم يكن به أي نساء سوى المطربة (توحة) السعودية، كان سهلا أن يصل صيت ابتسام إلى المطربة الفريدة، التي سعت للتعرف إليها، وطلبت منها أن تغنيا معا في الأفراح والمناسبات، حتى جاءها يوم السعد، يوم الغناء في قصر الملك فيصل، والحصول على الوعد الفريد.
رعاية الملك فيصل بن عبد العزيز
في عام 1968، احتضن القصر الملكي السعودي حفلا غنائيا لإحدى المناسبات، وكان الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، على موعد مع الفقرة التي تؤديها المطربة الشعبية (توحة السعودية) عندما وجدها تصطحب فتاة عمياء في السادسة عشرة من عمرها إلى المنصة، وقدمت الاثنتان الفقرة معا، لينبهر الملك والمدعوون بعذوبة صوت الفتاة (خيرية قربان).
الملك فيصل انتظر حتى انتهت الفقرة، ثم استدعى خيرية، وسألها بأبوية كيف يكافئها (أتريدين مالا أم قطعة أرض؟)، ولدهشة الملك أجابت الفتاة: (بل أريد أن أكون أول صوت نسائي يغني في الإذاعة السعودية) وانتهى الحفل وغادرت الفتاة الموهوبة، وظلت شهرين لا تعرف إذا كانت أحسنت صنعا بطلبها أم لا، قبل أن يأتيها خبر قبولها في الإذاعة، وتحقق أمنيتها، ومن ثم يذيع صيت خيرية قربان التي صارت بعد الشهرة (ابتسام لطفي).
في الإذاعة السعودية، أطربت ابتسام شعب المملكة بأغنيتين، الأولى قصيدة فصيحة بعنوان (عبير) والأخرى قصيدة باللهجة العامية اسمها (نام القمر) كتبهما الشاعر السعودي أحمد قنديل، ثم بدأت علاقتها بالأدب والشعر تزداد فصارت مهووسة بالأمسيات الشعرية وجلسات الأدب، حيث نشأت علاقة قوية بينها وبين الشاعر طاهر الزمخشري، الذي اقترب من ابتسام على الجانب الإنساني، فاعتادت أن تدعوه (بابا طاهر)، ولطاهر الزمخشري دور مُهم في حياة ابتسام، فقد كان يدعمها كثيرا حتى اكتسبت شخصيتها قوة تعلو على وضعها الصحي كفاقدة للبصر، لذا لم تعد تحزن من كونها كفيفة، وإن قابلها شخص يسيء إليها كانت تتذكر عبارة طاهر (هو الأعمى وليس أنت)، وظهر تأثير (الزمخشري) في ابتسام التي صارت تتحدث اللغة الفصيحة حتى في لقاءاتها التليفزيونية، هذا بالطبع إلى جانب غناء (ابتسام) أغاني كثيرة كتبها (بابا طاهر) بدأت بقصيدة (النجوى الهامسة)، ثم غنت له قصائد أخى مثل (جسر الصبر، روابي تونس، ابتسامة الصباح).
الفن ليس له وطن عندها
الملحن والمطرب السعودي طلال المداح، تعرف إلى (ابتسام) وهى في سن 18 عاما، ودعاها إلى جلسة فنية في بيته، وبينما الفتاة منشغلة بالنهل من ينابيع الفن حولها، كان المداح يفكر في شيء ذي أهمية اجتماعية، وهو أنه من غير المحبذ أن يشتهر المطرب باسمه الحقيقي، وخصوصا اسم العائلة، فالتفت إلى (خيرية) – وقتها – واقترح عليها أن يكون اسمها الثاني هو (لطفي) اسم شقيقها الأكبر – كما تحكي هى – ثم قال لها (بماذا نسميكِ أنت؟ نسميك (ابتسام)، لعل الزمان يبتسم لك، فصارت من وقتها (ابتسام لطفي)، وتحققت نبوءة المداح، وابتسم الزمان بالفعل للفتاة ذات الصوت الرقيق، فمنذ أواخر الستينات وحتى نهاية الثمانينات اعتلت ابتسام عرش الغناء في السعودية، خاصة في وقت كان فيه المجتمع السعودي متعطشا لسماع الأغاني بصوت نسائي إضافي إلى جانب (توحة).
(توحة السعودية) عرابة الغناء النسائي في السعودية كانت تفضل الغناء الفلكلوري، فبدت أمام (ابتسام لطفي) مساحة غنائية واسعة، فانفتحت على كل الأنواع الغنائية واللهجات، حتى إنها غنت باللهجة المصرية، لأنها تؤمن بأن الفن ليس له وطن، وما دامت تجيد اللهجات فعليها أن تأخذ من كل بستان زهرة حتى تستطيع (الوصول إلى قلوب الأحباء حتى لو بقدر صغير)، كما تذكر في لقائها المتلفز في برنامج (سهرات من الوطن العربي)، ومن هنا تعاونت ابتسام مع الكثير من الشعراء والملحنين في السعودية وفي مصر أيضا، من بينهم الشاعر إبراهيم ناجي بأغنية قصيدة (ساعة لقاء)، وأغنية (وداع) من كلمات الشاعر أحمد رامي، الذي كتب كلمات القصيدة في وداع ابتسام نفسها.
لقائها بالشاعر الكبير أحمد رامي
كانت التقت ابتسام بالشاعر الكبير أحمد رامي في جدة عندما أتى لها حيث قدمها له طاهر زمخشري، وعند عودته للقاهرة لم يستطع أن يودعها ووعدها بدلا من ذلك بأن يرسل لها رسالة، فكانت قصيدة (ردك الله سالما) واحتفظت بها ابتسام إلى أن دعاها عبد الحميد يونس مدير التلفزيون المصري آنذاك وقدمها للملحن رياض السنباطي الذي لم يعتقد بموهبتها في البداية وشكك فيها فأدت أغنية (ردك الله سالما) كبروفة أمامه بعد عقد موقعٍ معه لتلحينها، وعندما سمعها انبهر بها ومزق العقد وأهداها اللحن وأعتذر لها، بعد ذلك كتب أحمد رامي أغنية (بعد الحبيب) لها، والتي لحنها محمد الموجي، ثم كتب لها (لوعة) التي لحنها أحمد صدقي، كماغنت (ابتسام) أيضا مقدمة ونهاية المسلسل المصري (وسقط حائط الأحزان) عام 197، وهى من كلمات مجدي نجيب وألحان محمد الموجي.
غنت ابتسام أيضا على المسرح المصري أمام الرئيس محمد أنور السادات في سنة 1974 في ذكرى انتصار حرب أكتوبر، ولاحقا وجهت لها دعوة من الاتحاد القومي للمكفوفين في تونس برعاية من وسيلة بورقيبة زوجة الحبيب بورقيبة، وقدمت في تونس 5 حفلات تبرعت بريعها للاتحاد القومي للمكفوفين، ثم التقت بالرئيس في حفل خاص في قصر قرطاج وغنت أغاني الحفلات الخمسة بما فيها أغنية (آنستنا) وصادف ذلك عودة الرئيس من سفر في نفس اليوم، وقد أهداها الرئيس ثوبا تونسيا تقليديا.
حصلت ابتسام على عدد من الألقاب في حياتها المهنية فقد لقبها أحمد رامي بلقبين هما (كوكب الجزيرة وأم كلثوم الصغيرة وشادية العرب)، كما لقبها طاهر زمخشري بلقب (عاشقة الأدب)، ثم قل ظهور ابتسام في الثمانينات الميلادية وانقطعت عن الساحة الفنية تماما في 1988 إثر موت والدتها والذي اعتبرته (نكسة) بالنسبة لها، ولكنها أعلنت عودتها للساحة الفنية في سنة 2013 بعد انقطاع دام 23 سنة؛ حيث سجلت مجموعة من الأغاني لإذاعة (صوت الخليج) بمشاركة المطرب والملحن عبادي الجوهر، والمطرب علي عبد الكريم، والمطرب طلال سلامة.
عودة ابتسام للغناء من جديد
ظهرت ابتسام لطفي على شاشة قناة (روتانا خليجية) حيث عرفت بنفسها وسردت قصة حياتها قبل الاعتزال وغنت عددا من أغانيها القديمة، كما ألقت اللوم بشكل جزئي على الإعلام في تغييبها حيث سؤلت في اللقاء: (هل غيب الإعلام ابتسام لطفي؟)، فأجابت: (كثير)، وبعدها كرمت ابتسام من قبل الجمعية السعودية للمحافظة على التراث برعاية الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز آل سعود.
خبر عودة الفنانة السعودية الرائعة ابتسام لطفي الى الساحة الغنائية، أسعد الجماهير، ليس لكونها من الأصوات الجميلة النادرة فحسب – على حد قولها – بل لأنها ترتبط معها بذكرى جميلة جدا حين استضافت مذيع إذاعة (صوت الخليج) الذي يقول: استضافتني أنا وعددا مصغرا من الإعلاميين من قطر في منزلها الواقع في حي (الكندرة) في جدة عام 1978، حيث كنا في مهمة رسمية، وكانت جلسة رائعة لا تنسى، اتحفتنا بسهرة ممتعة، وكانت في أوج تألقها الفني بمعية والدها واثنين من إخوانها من ذوي المؤهلات العلمية العالية، واسمعتنا بعذب الصوت من روائع الفن العربي الأصيل ومن إبداعاتها الخاصة والموشحات التي تتقنها ببراعة وهى تلعب بأوتار العود بخفة متناهية وأنغام شجية، تخللتها نقاشات جادة.
عودة الفنانة المثقفة ابتسام لطفي للساحة الغنائية لمن يعرفها من جيلنا ليس بالأمر العادي فهي أحد أشهر المطربات السعوديات، في زمن لا يتاح للفتاة السعودية الظهور وكيف بالغناء، إلا أنها فرضت حضورها باحترامها لذاتها ولفنها الأصيل وهى كفيفة البصر، حيث بدأت تجربتها في السبعينيات، حين كانت تغني في مدينة جدة، وكان لها صوت شبيه بصوت أسمهان، واشتهرت في فترة السبعينيات والثمانينيات حتى أصبحت من أشهر المطربات العربيات واعتزلت آواخر الثمانينيات، ومن أجمل أغنياتها (لا لا يا الخيزرانة التي يقول مطلعها (لا لا يا الخيزرانه/ لا لا يا خيزرانه بالهوى ميلوكي/ لا لا وان ميلو) من كلمات فيصل الراشد، والتي أعادت غنائها في مهرجان (ربيع سوق واقف 2018).
هل من نظرة من جانب (تركي آل شيخ)
وفي النهاية لابد لي من تحية تقدير للفنانة اسعودية (ابتسام لطفي) مغنية سعودية، وواحدة من عمالقة الفن العربي، اسمها الحقيقي (خيرية قربان عبدالهادي كشاري) واختار الفنان طلال مداح اسمها الفني تعبيرا عن ابتسامتها ولطفها، ولدت في مدينة الطائف، لم تكمل العقد الثالث من ابتعادها عن الساحة الفنية، إلا ونهضت لتحيي هذا الركود وتلتَف على الواقع لتعيد مجدا بعد أن مارست الوحدة وتركت كل شيء في الساحة الغنائية على ماهو عليه في رقي وازدهار، وهى التي أمتعت جمهورها بسهرة غنائية عبر إذاعة (صوت الخليج) بالدوحة، وقبيل انطلاق صوتها العائد من جديد، صرحت للصحافة بأنه لولا الطلب الكبير من جمهورها وأصدقائها لما عادت إلى الغناء بعد هذا الانقطاع الطويل.
وأخيرا هل من نظرة من جانب راعي الفن السعودي والعربي المستشار (تركي آل شيخ) رئيس الهيئة العامة للترفيه، وأن يمد يد حانية إلى إبتسام لطفي رائدة الغناء السعودي والخليجي والعربي، في ظل وجوده المفقود على ساحة الفن الحالي؟!.. أتمنى تحقيق ذلك في القريب العاجل، خاصة أن هذه المطربة أخلصت لبلدها السعودية.
………………………………………..