بقلم: بهاء الدين يوسف
قادتني الصدفة لمشاهدة فيلم عربي صدر حديثا هو (نبيل الجميل اخصائي التجميل) للفنان الكوميدي (محمد هنيدي) الذي أقدر جهده على مدار مشواره الفني، ورغم أنني لا أشاهد عادة أفلاما عربية جديدة في السنوات الأخيرة، إلا أن تاريخ هنيدي دفعني لاستكمال مشاهدة فيلمه الجديد.
لكن للأسف خرجت من تجربة المشاهدة بانطباعات سلبية للغاية وحزنت على ما وصل اليه حال فنان كوميدي كنا نأمل منه الكثير في بداية انطلاقته الفنية في منتصف تسعينات القرن الماضي، لكنه بدلا من أن يتطور نحو الأفضل وتنعكس خبراته الفنية والحياتية على اختياراته السينمائية وجدت إنه يقدم فيلما لا يرقى الى مستوى الكتابة عنه، بداية من القصة المستهلكة والصراع العبيط بين الخير والشر دون أن يكلف كاتب الفيلم نفسه مشقة الغوص قليلا في دواخل الشخصيات الرئيسية لتبرير توجه كل منهم نحو الخير أو الشر.
يمكن أن يقول أحد أن الفيلم كوميدي بسيط ولا يحتمل الغوص والطلبات العويصة التي كنت انتظرها، وهو عذر أقبح من الذنب لأننا شاهدنا من قبل سواء أعمالا كوميدية مصرية وعالمية أوقعتنا على ظهورنا من الضحك ومع ذلك لم تخل من قيمة فنية في الوقت نفسه، ولعلي أتذكر هنا بضعة أفلام للنجمين (عادل إمام) والراحل (أحمد زكي) من عينة (الإرهاب والكباب) و (اللعب مع الكبار) و (البيه البواب) وغيرها، بل أنه حتى الأفلام القديمة للنجم الراحل (إسماعيل يس) التي تصنف باعتبارها كوميديا ساذجة كانت تكتب بطريقة أكثر ترابطا من فيلم هنيدي الجديد.
أما عن السيناريو فحدث ولا حرج، ويكفي أن أقول إنه خلا من أبسط قواعد كتابة السيناريو التي نعرفها جميعا وهى ترابط الأحداث ومنطقيتها، لكن ما شاهدناه مجرد مشاهد تتابع دون رابط أو منطق، فضلا عن غياب كامل لكوميديا الموقف والاعتماد بشكل كلي ومؤسف على الإفيهات الفردية والتنافس بين هنيدي ومحمد سلام في الاستظراف دون سبب.
سقطة أخرى تتمثل في أن قصة الفيلم تدور حول شاب يجسد دوره (هنيدي) الذي يحتفل بعامه السابع والخمسين هذا العام، يتخرج من كلية الطب ويتخصص في التجميل ويواجه العالم الشرير بروحه الخيرة، وتقع زميلته الشابة (نور اللبنانية) التي تبلغ 50 عاما بحسب بعض المواقع و45 عاما بحساب مواقع أخرى في غرامه، ويريد كاتب السيناريو من المشاهدين دون أن يبذل أي جهد أن يقتنعوا بأن النجمين شابين في مقتبل العمر.
من التفاصيل المضحكة (على الفيلم وليس له) انه تعامل مع البطلين باعتبار أن قصة حب تربطهما دون أن يتضمن مشهدا رومانسيا واحدا بين (الشابين الافتراضيين) سوى في نهاية الفيلم حين قرر (هنيدي) الزواج من زميلته دون سابق إنذار.
في النهاية يمكن القول في جمل بسيطة: أن الفيلم سقطة جديدة للنجم (هنيدي) تكشف ما وصل إليه حال السينما وأحوال نجومها الكبار الذين يتورط معظمهم في قبول أعمال لا ترتقي الى تاريخهم لمجرد استمرار التواجد على الشاشة.