* مسلسل (مسار إجباري) تجربة درامية صعبة، به 120 لوكيشن
* تدور أحداث المسلسل على مدى شهر ونصف، في نهاية تسعينات القرن الماضي
* العمل لا يناقش فكرة التعايش والتسامح الموجود بين الطوائف الدينية كما جاء على بعض المواقع الإلكترونية
* الورق الجيد الذي يحمل رسالة للجمهور هو الذي يغريني بالعمل
كتب : أحمد السماحي
عامر فهد مخرج سوري طموح شاهدنا له من قبل العديد من الأعمال المتميزة مثل (الليلة الثانية بعد الألف، مرايا، بقعة ضوء، جيران، أحلام على ورق، عندما تشيخ الذئاب، الساحر) وغيرها من الأعمال التى قدم من خلالها أوراق اعتماده للجمهور، ومن خلال بعض هذه الأعمال الدرامية شاهدنا مخرجا يحمل دون أدني شك طابعا وأسلوبا مميزا، يحمل رزانة في رسم المشهد وضبط إيقاعه، ويحمل قدرة حقيقية ومهارة في إدارة الممثلين واللعب على أوتار إمكاناتهم حتى آخر نغم، ليجعل منهم سيمفونية متكاملة تشع بألف بريق، يعجب لها المرء من أنه جعلهم نجوما تلمع مثل بريق النجوم في السماء.
يعيش (عامر فهد) هذه الأيام تجربة درامية جديدة وصعبة من خلال مسلسله الجديد (دوار شمالي) أو (مسار إجباري) الذي يراهن عليه بقوة، ويحاول أن يضع فيه كل أحلامه السابقة، كل ذكرياته، كل ما تعلمه، كل ما يريد أن يقوله، كل ما يكتشف خفاياه ورؤيته من خلال هذا العمل الذي قام بتأليفه الكاتب المبدع حازم سليمان الذي يعرف كيف يجمع الخيوط وكيف يعقدها؟، وكيف يصنع الرموز وكيف يحلها؟، وبطولة مجموعة منتقاة ومتميزة من النجوم أصحاب المواهب الحقيقية من هؤلاء (عبدالمنعم عمايري، أمل بوشوشة، فايز قزق، أحمد الأحمد، أندريه سكاف، محمد حداقي، يزن السيد، نانسي خوري، رنا كرم) وغيرهم.
عامر فهد خص (شهريار النجوم) بأول حديث وصور عن عمله الجديد، وأعرب عن سعادته الغامرة بهذا العمل الذي أعاده إلى الإخراج بعد توقف ثلاث سنوات منذ قدم مسلسل (الساحر) الذي عرض في شهر رمضان 2020، وقام ببطولته النجم الموهوب بقوة عابد فهد.
وصرح مخرج المسلسل الخليجي (سدرة البيت): أنهم حتى الآن لم يستقروا على الاسم المناسب والنهائي للمسلسل، فهم في حيرة بين (دوار شمالي) و(مسار إجباري)، وإن كان هو يفضل الاسم الأخير لأنه معبر أكثر عن القضية التى يناقشها العمل، والذي يدور في إطار إجتماعي مليئ بالخطوط الدرامية المتنوعة، والثرية، فهناك خط أمنى وآخر اجتماعي وثالث درامي وخط حب فضلا عن خط الصراع، وكل هذا يدور في حوالي شهر ونصف هى مدة الأحداث التى تدور في نهاية تسعينات القرن الماضي وبالتحديد بين أعوام 1997 و1999، وسيتخلل العمل مشاهد (فلاش باك).
وأضاف فهد: تدور الأحداث في حارة دمشقية شعبية حول شقيقين على النقيض تماما من بعضهما، أحداهما مليئ بكل ما هو طيب وشريف وأصيل، محب لأهل حارته، محافظا عليهم، والآخر تاجر مجرم مثل الأخطبوط متعدد الأذرع والعلاقات كان يسكن في الماضي في الحارة، ويعود بعد أن أثرى ثراءا فاحشا يريد شراء هذه الحارة، وطرد أهلها التى يملكونها لتحويلها إلى (داون تاون) للأثرياء والقادرين، ويتفجر الصراع بين الأخ وشقيقه، وأيضا بين هذا التاجر الشرير الذي يمتلك علاقات مهمة نافذة وأهل الحارة.
ونفى المخرج السوري: أن تكون القضية التى يناقشها المسلسسل هى فكرة التعايش والتسامح الموجود بين الطوائف الدينية كما جاء على بعض المواقع الألكترونية، وقال: غير صحيح كل الموجودين في الحارة مسلمين عايشين في أمن وأمان وسلام مع بعضهم حتى تهب عليهم العاصفة الهوجاء التى تريد اقتلاعهم من جذورهم.
وبسؤاله عن ماذا يراهن في هذا المسلسل؟.. على الموضوع أم الأداء التمثيلي أم الإخراج؟، قال : أراهن بقوة على الثلاثة، فعلى المستوى البصري ستشاهدون صورة جديدة تماما، مليئة بالتفاصيل والأماكن المتعددة المختلفة، فالعمل فيه حوالي 120 (لوكيشن)، أما الأداء التمثيلي فمن أحد مهاراتي اشتغالي بحب على الممثل بغض النظر إن كان نجما أم وجها جديدا.
وعن تصريح النجمة الجزائرية (أمل بوشوشة) أن دورها في هذا المسلسل يعتبر نقطة تحول في حياتها الفنية قال: هذا حقيقي، حيث ستشاهدونها بشكل جديد مختلف هى وباقي نجوم العمل من الممثلين الكبار، من الآخر ستشاهدون عملا جديدا مختلفا لم يقدم نهائيا على مستوى الدراما العربية!.
وأكد أن سر ابتعاده عن الدراما ثلاث سنوات بعد آخر أعماله مسلسل (الساحر) راجع إلى: أولا فيروس (كورونا المستجد) الذي أصاب العالم كله بالشلل، وأثر بشكل فعلي على كثير من الأعمال والمهن، ثانيا عدم توفر (ورق) جيد، وخلال فترة (كورونا) عرض عليه مجموعة كبيرة من الأعمال – نفذها غيره من الزملاء – لكنه رفضها جميعا لأنه لم يجدها تشبهه، ولم يجد نفسه فيها، فهو يغريه العمل المكتوب بشكل (حلو) والذي يحمل رسالة واضحة للجمهور، إذا لم يتوفر هذا الشرط لا يستطيع التفاعل مع العمل أو إخراجه.